أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - كتاب -النزعة الصوفية والتأملية في شعر منذر يحيى عيسى- عبير خالد يحيى















المزيد.....

كتاب -النزعة الصوفية والتأملية في شعر منذر يحيى عيسى- عبير خالد يحيى


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8517 - 2025 / 11 / 5 - 20:21
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


كتاب "النزعة الصوفية والتأملية في شعر منذر يحيى عيسى"
عبير خالد يحيى
تعرف الباحثة الصوفية: "التصوف اضطراب فإذا ما وقع السكون فلا تصوف" ص11، وهذا تعريف مغاير لما نعرفه عن التصوف الذي يعني الهدوء والسكينة والـتأمل، ثم تقودنا إلى الصوفية الأدبية بقولها: "والظاهرة الصوفية في النص تتحرر من المرجعية الدينية، وتستبقي الجانب الإنساني والرغبة بالسمو البشري والسلام الداخلي، طبيعة النص الصوفي تلائم التعطش البشري للتواجد بآليات سردها وفنياتها البلاغية، ولا يمكن تصنيفها كأدب إسلامي بل كأدب روحي" ص11، هذا التعريف يتوافق مع مفهومنا للتصوف، فالسلام/ الهدوء/ السكينة/ الراحة هي وسيلة الصوفي للوصول إلى الحلول، وإذا ما علمنا أن الأديب/ الشاعر أكثر الناس حساسية، ويمكن لمشهد/ لكلمة عابرة أن ترفع مشاعره أو تنزلها إلى الحضيض، وأن الشاعر/ الأديب دائم الاضطراب والبحث عن الحقيقة التي تؤرقه، أمكننا فهم تعريف الصوفية التي جاءت به الباحثة آنفا.
ثم تنقلنا إلى تعريف/ مفهوم: "القصيدة الصوفية المعاصرة" وطبيعتها وتكوينها بقولها: "هي تجربة في غاية التميز، إذا أنها تفرغ المفردات اللفظية من دلالاتها السيمائية وتأخذها باتجاه المعاني الروحي، وتحملها بحمولات إيحائية تقصيها تماما عن التأويلات الأولية...والوقوف على القيم التي تحملها تلك الألفاظ التي تميز اللغة الصوفية" ص17، إذن هناك علاقة بين مضمون القصيدة الصوفية والألفاظ التي تحملها، بمعنى أن هناك علاقة بين المضمون/ الجوهر والشكل، فهما يحلان معا، ويجب فهم النص الصوفي ضمن هذا الحلول/ التماهي بين فكرة النص وألفاظه.
ثم تعرفنا باللغة الصوفية بقولها: "إن اللغة الصوفية تجنح للرمز والإيحاء لتصنع عالمها الخاص الذي يميزها عن اللغة المعتادة في الحياة اليومية، والرمز هو الخلاص، لألأن اللغة العادية عاجزة عن احتضان التج ربة الصوفية" ص26، وهنا تقتبس مقطع من ديوان الشاعر منذر يحيى عبيسى":
"في غيابك... أكون أنت
وفي حضورك الطاغي قد لا أكون...
قوافل الضوء تعبر خفافا
فتشرقين كواكبا يرفل بالمعاني
وتعيدك إلى صدمة الضياء" ص27.
في هذا المقطع يمكننا إيجاد الاضطراب/ الصراع من خلال: "غيابك، حضورك" كما نجد القسوة: "الطاغي، صدمة" ونجد البياض الكامن في: "قوافل، الضوء خفافا، حضورك، تشرقين، كواكبا، الضياء" واللافت في هذا البياض أننا نجد فيه ما هو ارضي: "حضورك، قوافل، خفافا" وما هو سماوي: "الضوء، فتشرقين، كواكبا" وهذا يخدم/ يعمق/ يرسخ فكرة الصوفي الذي يسعى للتحرر مما هو أرضي ليصل إلى ما هو سماوي.
كما نجد وسيلة/ طريقة الخروج من الأرضي إلى السماوي من خلال: "خفافا، يرفل" وهذا ما يجعل فكرة الحلول ترسخ في المتلقي، حيث جاءت بطريقة متناسقة.
تتوقف الباحثة عن التناص الذي جاء في ديوان "وحيدا ستمضي" فتتوقف عن التناص القرآني، التناص الأسطوري، التناص الأدبي، ثم تدخلنا إلى عالم الفكر من خلال توقفها عند "تضادية الموت والحياة، فلسفة الحب، فلسفة البدايات، فلسفة الحضور والغياب، فلسفة العدد، فلسفة الشك، فلسفة القيامة والبعث، فلسفة الحزن.
ويمكننا إيجاد الغياب والحضور في المقطع السابق، وفي هذا المقطع:
"لماذا أدخل في جحيم المعاناة
فأنت الغياب...
الغياب حقيقة
لكنني سأحضرك كل حين
بطقس الحنين..." ص48 و49.
إذا ما عدنا إلى علاقة الفكرة/ المضمون بالألفاظ التي تحدثت عنها الباحثة آنفا، يمكننا إيجاد تطبيقا عمليا لها في هذا المقطع، ففكرة الغياب حاضرة في تكرار: "غائب، الغياب" والحضور نجده في "سأحضرك" هذا على صعيد الفكرة/ المضمون، أم الغياب والحضور في الألفاظ، فنجد الغياب في: "جحيم، المعاناة" والحضور في "حقيقة، حين، الحنين" فنلاحظ تكرار حرفي القاف في الحقيقة، اللذان من خلال لفظهما (قا/قا) يمكن للسامع/ للمتلقي أن ينتبه إلى إيقاع اللفظ ويشعر بأن هناك حضور صوتي، يدفعه للتوقف عند الحقيقة.
كما نجد في "حين، الحنين" تماثل الحروف في تركيباتهما، فحروف "الحاء والياء والنون" مكونا أساسيا فيها، وهذا أيضا يدفع المتلقي/ السامع إلى الانتباه والتيقظ إلى وجود حضور لشيء ما من خلال تكرار الحروف.
في القسم الثاني من الكتاب تتناول الباحثة الومضة الذي جاء في ديوان "بارقات تومض في المرآيا" فتتوقف عند التسميات التي اطلق عليها مستشهده بتعريف الشاعر الفلسطيني "عز الدين المناصر": "التوقيعة" متحدثة عن طبيعتها وشكلها: "قصيدة قصيرة جدا من نوع "جنس الحافة، تتناسب مع الاقتصاد، والسرعة، وتتميز بالإيجاز والتركيز وكثافة التوتر، عصبها المفارقة" ص70، ويمكننا إيجادها في المقطعين السابقين، والتعرف عليها وعلى تركيبتها وطريقة التي تقدم بها.
تستشهد الباحثة بمقاطع عديدة لتبين جمالية وأهمية ودهشة الومضة/ التوقيعة" من هذه الاستشهادات:
"المستحيل
مصطلح كأنه خرق
قد من قُبل ومن دبر
بها نحاول ستر عورات
عرينا الملسوع
وما نعجز عن بلوغه
وقد سبقنا الثعلب
بحكايته مع العنب..." ص80، نلاحظ دقة التكثيف والاختزال، وحجم الفكرة/ المضمون وتساعه، فالاختزال نجده في ألفاظ القصيرة/ الصغيرة: "خرق، قدت، دبر، ستر" التي يقابلها ألفاظ كبيرة وقاسية: "عورات/ عرينا، الملسوع، نعجز" وهذا ما يجعل فكرة "المستحيل" تترسخ في المتلقي وتجعله يعي طبيعة ما هو مستحيل الذي نجده في حكاية الثعلب والعنب/ الحصرم.
ملاحظات على الكتاب
توقفت الباحثة كثيرا عند نصوص تتناول الفراشة، ستة نصوص، كان يمكنها البناء عليها وأخذها إلى ما هو أبعد من كونها مجرد نصوص يستشهد بها لتبيان طبيعة ومكانة وأهمية الومضة/ التوقيعة، بحيث تكون نافذة لنا لمعرفة طبيعة الشاعر المضطرب/ الباحث/ الساعي نحو النور/ الضياء، فهو يحوم حول شعلة الضياء التي يريد الحلول فيها ليصعد/ ليصل إلى مبتغاه في السماء، فيكون مع الشعلة/ الضياء كائنا واحدا يبهر الناظرين إليه/ إليهما، وهذا يعزز فكرة الصوفي/ الصوفية في أعمال الشاعر، وفي الشاعر نفسه.
الكتاب من منشورات دار آراء للطباعة والنشر والتوزيع، بغداد، الطبعة الأولى 2024.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحواس في -يسافر همسك- وفاء كامل
- القتامة في -ما الملجأ؟- شيماء عبده
- ديمقراطية النقد والناقد في كتاب -الأسوار والكلمات- فراس حج م ...
- الأردن في رواية -تايكي- يوسف الغزو
- رواية -أشياء تتداعى- نشنوا أتشيبي ترجمة سمير عزت نصار
- الفلسطيني في مجموعة -بيتزا من أجل ذكرى مريم- رشاد أبو شاور
- الحاجة إلى الحب في رواية -امرأة من بغداد- حمدي مخلف الحديثي
- النعومة في كتاب -ياسمينات باسمة- زياد جيوسي
- الأجناس الأدبية في كتاب -أطياف- محمد حافظ
- الاجتماعية في رواية رقصة التوت فوزي نجاجرة
- القبيلة والعشيرة!!
- الخلود في رواية -تفاصيل الحلم الدافئ- سعادة أبو عراق
- الأسرى والكتابة في كتاب -احتمالات بيضاء: قراءات في أدب الحري ...
- الأسرى والكتابة في كتاب -احتمالات بيضاء، قراءات في أدب الحري ...
- فرح حوارة فرح فلسطيني
- البؤس العربي في رواية -آرام- فاطمة محمد الهلالات
- السادية في رواية -واختفي أنف أبي- خليل ناصيف
- الرنتيسي يكرس لغة سردية مختلفة في روايته -بقايا رغوة-
- الشاعر المنتمي في زمن المحو: قراءة في كتاب -أكتب موتي واقفاً ...
- الفوتوغراف في كتب على مد البصر صالح حمدوني


المزيد.....




- لماذا تُعدّ زيادة التمويل للجيوش خبراً سيئاً للمناخ؟
- من كوب 30 إلى البيت الأبيض.. هل ستمهد رحلة الشرع الدولية لحق ...
- احتجاجات وحشود خلال افتتاح -شي إن- أول متجر دائم في باريس
- -القسام- ترد على اتهامات إسرائيل: استخدمنا عمليات مموهة لحما ...
- أبو مرزوق يعلن موافقة حماس على تولي وزير من السلطة الفلسطيني ...
- البصل ليس واحدا.. 4 أنواع مختلفة تضيف نكهات مميزة لمائدتك
- إدارة ترامب ترفض نداءات للإفراج عن الصحفي سامي الحامدي
- أين يقف طرفا حرب السودان من مبادرة واشنطن؟
- أفريقيا تعيد رسم موازين القوى الجديدة في العالم
- ما فرص نجاح المبادرة الأميركية لوقف حرب السودان؟


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - كتاب -النزعة الصوفية والتأملية في شعر منذر يحيى عيسى- عبير خالد يحيى