رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 8517 - 2025 / 11 / 5 - 01:47
المحور:
الادب والفن
يسافر همسك"
في مسامعي
ك عطر الجراح
يخترق كبريائي
فأنت سيد القصيدة
المغتسلة بماء المطر
أنك حالة جمالية
تصهرني
دون أن أعي"
الكلام له أثر على السامع، بحيث يمكن أن يحوله إلى النقيض ـ النشوة/ الحضيض ـ كما له القدرة على إدخال المستمع إلى عالم (الخيال/ الأوهام) سلبية أم إيجابية، في هذا المقطع تتحدث الكاتبة عن الإثر الإيجابي للكلام: للهمس، فنجده يخلق/ يوجد حاسة الشم: كعطرك، كما يستحضر الكتابة والطبيعية/ القصيدة المغتسلة ـ وهما من عناصر الفرح التي يلجأ إليها الكاتب/ة ـ كما يستثير حاسة البصر: "أنك حالة جمالية، وبهذا يكون النص قد تناول ثلاثة حواس، السمع، البصر، الشم، وتبقى حاسة اللمس التي جاءت كتتويج لكل الحواس السابقة: "تصهرني" بمعنى أن ذروة المشهد/ الحدث جاءت في النهاية/ الخاتمة، فخاتمة الكلام الجميل الذي أثار الكاتبة وجعلها تنتشي مستمتعة بما تركه فيها الكلام من متع سمعية، بصرية، شمية، حسية/ جسدية.
وإذا ما توقفنا عند ألفاظ سنجدها تركز على السمع: "همسك، مسامعي، القصيدة" وهذا ما يجعل "الكلام هو مركز النص.
هذا ما جاء في فكرة/ مضمون المقطع، لكن هناك ألفاظ مستخدمة تستوقفنا، حيث نجد حرف السين "همسك" هو الموجد لألفاظ: "يسافر، مسامعي، سيد، المغتسلة" فكما كان الكلام/ همسك هو الخالق/ الموجد للحواس الأخرى، كان لفظ/همسك أيضا مُوجد ومُؤثر في تركيبة النص وألفاظه.
وإذا علمنا أن "همسك" يعتمد على لفظ حرف السين/إس بمعنى أصمت أو خفف من مستوى الصوت، وهذا ما أكدته الكاتبة: "يسافر همسك في مسامعي" نصل إلى أن لفظ الكلمات له علاقة بمضمونها، مما يجعل المقطع يوصل فكرته للمتلقي من خلال المعنى/ المضمون، ومن خلال طريقة لفظ الكلمات.
أما فيما يتعلق بالصور الأدبية التي جاءت في النص، فنجدها متراكمة/ متصلة، فنلاحظ أن "الجراح" تبعه "يخترق" وهنا كان لا بد من وجود (وقفة/استراحة) للشفاء من الجرح، فجاءت الكتابة/ القصيدة، وتبعتها الطبيعة المغتسلة بماء المطر، لتزيل السوء، وتشفي الجرح، من هنا جاء "حالة جمالية" كتعبير/ كنتيجة للشفاء والخلاص من الجراح.
النص منشور على موقع صالون جوني الأدبي العربي.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟