أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة ام الكعك .















المزيد.....

مقامة ام الكعك .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8529 - 2025 / 11 / 17 - 09:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقامة ام الكعك :

جرت الانتخابات في موعدها تقريباً وبالأدوات ذاتها تقريباً , مال سياسي سخي , وبيع وشراء لبطاقات الناخبين , ونفوذ عشائري آخذ في التوسع داخل بنية النظام , وتوظيف واسع لإمكانات الدولة في خدمة كتل وأحزاب ومرشحين , مع حضورٍ واضح لتأثيرات إقليمية عربية وإيرانية وتركية , ومع ذلك , فإن النتائج لم تكن مجرد تكرارٍ ميكانيكي لدورات سابقة , بل أعادت رسم موازين القوى داخل الخريطة ذاتها من دون أن تغيّر قواعد اللعبة الأساسية , وقد سمح ذلك للسلطة بالتحدث عن (( استعادة الثقة )) لدى جزء من الشارع , لكنه لا يخفي استمرار القطيعة مع شرائح واسعة , خصوصاً في البيئة الصدرية التي قاطعت الانتخابات وتركت فراغاً سياسياً كبيراً .

أما عن التيار المدني العراقي ومأزق التعاطي مع التحولات المجتمعية , فالحاصل ان له الاكتفاء بمتعة الاعتراض , فاليساريون وجماعة التيار المدني , أصحاب الخلق و النزاهة والوطنية , لم يعبروا الى مجلس النواب , كي يخدموا الوطن وهم من بناته أصلا , بسبب انهم اصبحوا برجوازيين فكريا على عكس التيارات الاسلامية التي ترتبط بالفقراء والجهلاء بشكل مباشر ومستمر على مدار السنة , اما عبر المناسبات الدينية او توزيع فتات المساعدات و الزيارات الاجتماعية , اخلاقيا البيئة غير صالحة و يجب اصلاح المجتمع و تثقيفه لكن واقعيا وسياسيا , يجب النزول الى المجتمع و العودة للمبادئ الاشتراكية الشعبوية و التناغم مع الجيل الجديد الذي لا يهمه ماذا فعل فهد او سلام او عفلق , واصلا من يكونون .

يسميها كاظم المقدادي معركة ام الكعك , والكعكة , هي الكعكة نفسها , أمامهم ولوحدهم وللمرة السادسة , كتبوا عليها اسم العراق سخرية , سحب كبيرهم السكين , فقطع ( الف - لام) التعريف , وظل العراق غير معرف وبلا هوية , وبحالة تحريف وتجريف , إلى هنا نقرأ وللمرة السادسة على بلاد النهبين السلام , وليس في الأمكان ( انگس) مما كان , و في العالم كله من يدير ادارة الدولة هم من القادمين من جامعات عالمية , و ليس من الجهلة واللصوص وطارقي أبواب السفارات الاحنبية , لماذا هذا الخوف , كل الخوف من نيل السوداني ( ولاية ثانية) هل هي مصلحة وطنية عراقية , ام هي لمصلحة ايرانية ؟؟ هل تتذكرون فوز الدكتور إياد علاوي بفارق بسيط , وكيف انتفض السيد نوري المالكي وكاد ان يعلن حالة طواريء انتخابية , بعد ان أطلق عبارته الشهيرة (ماننطيها) ظلت مدوية , وهي الرصاصة الأولى في رأس الديمقراطية , ومن يعتقد ان في العراق هناك شيء من الديمقراطية , في حكم الاغلبية الطائفية , وكان السيد مدحت المحمود خيرعون لنجدة صديقه المالكي , فقدم له فرية قانونية , ما انزل الله بها من سلطان , لكنها كانت وصفة و صوتاً سحرياً مثل صوت بلال عند الآذان .

كتبت سلوى زكو عن عجائب وغرائب في الانتخابات : (( فشل غزوة شيوخ العشائر لدخول مجلس النواب , ما يقرب من ثلاثين شيخ عشيرة رشح نفسه ولا واحد منهم انتخبته عشيرته , وحصول الحزب الديمقراطي الكردستاني على اعلى الاصوات في محافظة نينوى (5 مقاعد) رغم ان نينوى ليست جزءا من اقليم كردستان ولا تسكنها غالبية كردية , وظهور كائنات غريبة بين المرشحين لا اهل لها ولا معارف ولا مؤيدين حتى ان كلا من هؤلاء لم يحصل الا على صوته , وبلغ عدد المصوتين لكوتا المسيحيين ضعف عدد المسيحيين انفسهم , وسارة اياد علاوي صارت نائبة , بحيث ان سافايا خانس فد خنسةالى آخر ذلك )) , وفيان دخيل خسرت , ومهزلة العملية السياسية مستمرة , انه القطيع الذي لم ينتخب مثقفا واحدا من حزب المثقفين لكنه ينتخب ٧٢ نايب من خريجي رابع ابتداءي , هذا هو الواقع المؤلم ممكن بعد ٢٠٠ سنة هذا الشعب يصل إلى وعي لينتخب من يمثله , أنه المجتمع السائل , أبناءُ القبائل , لماذا لم يصوّتوا لشيوخهم؟ أهو تمرّد , أم انصهارٌ مع الحالة السائلة ـ الاستهلاكية للمجتمع العراقي , حيث لا يربح مَن يصوّت لشيخه؟ فالربح والامتياز والمكاسب تكون للشيخ فقط , دون غيره . اننا لا يمكن ان نبرئ التيار المدني , ولا نبرئ الأحزاب اليسارية بـ: قيادتها الحالية , ونوعية اعضائها , والعلاقات البيروقراطية السائدة في عملها الداخلي , كما نرى ونسمع , وبالعلاقات ذات الطابع شبه القمعي و(الاصولي) في تعامل اعضائه مع من هم خارج التنظيمات, وخاصة مع المثقفين والكتاب والمبدعين والعاملين في حقل الثقافة بشكل عام , مما دفع المثقفين الى الابتعاد عن المساهمة في الجهد الانتخابي وربما حتى في المشاركة في الانتخابات , والافتقار الى خطاب ينجح في (تعديل) ايديولوجيا اليسار وما (تبقى) من ايديولجياته باتجاه جعلها ذات صبغة (عراقية) قادرة على التلاؤم مع الوضع العراقي ومع النظام السياسي العراقي المهيمن , وبشكل يجعلها خطابا بسيطا مقبولا شعبيا باتجاه ان يشعر فقراء العراق ومسحوقوه ان اليسار اضافة لكونه ممثلهم الطبقي , فهو ممثلهم الاجتماعي والاهم ممثلهم السياسي , وان يقنع العراقيين ان المعركة هنا في الأرض , وبالتالي فهي ليست من اختصاص رجال الدين .

يقول مرشح رياضيٌّ خاسرٌ : يتلاقفونها تلاقُفَ الكرة , ما جرى في انتخابات بلدي , هو صفقةٌ بين رجالِ الدينِ السياسيّ , ورؤساءِ العشائر , والمتنفّذين في العملية السياسية , ولم تكن الوطنيةُ سوى اختراعٍ , اخترعتْه الحكومةُ كي تُحابِيَ الجنودَ مجانًا , فالوطنيةُ لنا , والوطنُ لهم , والحربُ لنا , والغنائمُ لهم , والموتُ لنا , والحياةُ لهم , ومجلس النواب لهم , والطعن والتمييز لنا , وفي بيت شعر لخاسر انتخابي: (( لا تشكُ للناسِ لصًّا أنتَ ناخبُه , لا ينتخبُ اللصَّ , إلا مَن به ثَوَلٌ )) , لقد حققت القوى المليشياوية والأحزاب الفاسدة التي تُدير النظام السياسي انتصاراً مزدوجاً سيُمكنها من إنعاش العملية السياسية المتهالكة , الانتصار الأول جاء متمثلاً بتوسيع مقاعدها في مجلس النواب , وهذا التوسع كان حليف التوجهات المتطرفة التي تمتلك ماكنات إعلامية وجيوش إلكترونية تنفق عليها ملايين الدولارات من الأموال العامة , والانتصار الثاني وهو الأهم كان في زيادة المشاركة الشعبية التي تحوم حولها شبهة تلاعب وتزوير وإضافة لملايين الأصوات في الساعات الأخيرة من اليوم الانتخابي , وهذا الانتصار الموبوء بشراء الذمم أكثر ما هو مثير فيه هو أنه يُعد تحدياً مستمراً للتيار الوطني والقوى المدنية.

إن المدينة المتحضرة لا تُعرف بانتخاباتها فحسب , وانما بخدماتهاوبصحتها وبتعليمها , وبنظافتها وبكرامة إنسانها , ونحن نخطئ حين نعبد الطقس وننسى الإله , نقدّس الصندوق وننسى العدالة , إن الشرعية الحقيقية لا تكتسب من صناديق يعلوها الهذيان وتتحكم بها سطوة المال السياسي , بل تنبع من نظام يقدر مواطنيه , يعاملهم بعدالة , ويوزع عليهم ثروات الوطن بالمساواة , لا كغنائم تُمنح للأتباع والمناصرين , أذن ماذا جرى و سيجري في العراق؟ ألعراق للاسف ساحة مشتتة فيها كل شيئ إلا الادب والاخلاق والقيم و العدالة , هدف الجميع ( المسؤوليين الاحزاب والمليشيات والكتل المتحاصصة والبرلمان والحكومة) فيه سرقة الناس عبر مخصصات ورواتب الوزراء و النواب والمدراء ومحافظي ومستشاري الحكومة والبرلمان , والمشكلة ان الناس يكرهون الحكمة والمعرفة ايضا بسبب ثقافة الاحزاب الحاكمة والتربية والتعليم بينما الله تعالى يقول :ما خلقت الجن والإنس إلا ليعرفون , يعني هدف الحياة هي المعرفة , المهم أن الاستنتاج من نتائج هذه الانتخابات ان فكرة بناء دولة مدنية لا زالت بعيدة عن ذهن العراقيين .

صباح الزهيري .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة غنائية .
- مقامة الرجاء الشطرنجية : في وصفِ لعبةِ التَّشظّي .
- مَقَامَةُ لَبَنِ العُصْفُورِ.
- مقامة الأنتخابات .
- مقامة لمحات من ذلك الزمان : أحداث ورجاء .
- مقامة الخبب : في رحلة العمر والأدب .
- مقامة القيمر الأسمر.
- مقامة الفلْس الدّوّانِقِي : نوادر البخلاء ومآثرهم .
- مقامةُ الأفندي تحسين في بَتانِ بغدادَ وبَطِّها .
- الغطرسة : الداء والجلاء .
- مقامة العبارة الضيقة : ما أوسع رؤيتها ؟
- مَقَامَةُ الْأَحْفَادِ وَمَتَاعِبِ الْأَجْدَادِ .
- مقامة شذرات من السيرة الذاتية .
- مقامة نجاة الصغيرة : ( الضوء المسموع ) , وهمسٌ يغوص في أعماق ...
- المقامة البغدادية في تَلَوُّنِ الأوطانِ وبكاءِ الأحياءِ .
- مقامة أللاأنجابية : في زمن الروبوتات والمنتحرين .
- مقامة الهدم: جرافات تهاجم ذاكرة العراق الثقافية .
- مقامة ابن باديس والتنوير: الأذهان أولاً , ثم الأوطان .
- مقامة الفصام .
- مقامة العطارين : أسرار عمرها 4600 عام .


المزيد.....




- الكوفية الفلسطينية تروي حكاية وطن عبر الموضة
- طيران الإمارات تعلن تزويد أسطولها بخدمة -ستارلينك- للإنترنت ...
- -أمالا-.. وجهة سياحية فاخرة للسفر المستدام في السعودية
- متحف الوسائط الجديدة يفتح أبوابه ويعرض الفن الرقمي عبر تقنيا ...
- مجلس الأمن يناقش مستقبل غزة اليوم: أبرز بنود وتفاصيل المقترح ...
- بيان مشترك: محاكمة هدى عبد المنعم للمرة الثالثة
- هل يزعجك أصدقاء أطفالك؟ إليك ثلاث نصائح
- ألمانيا تعتزم استئناف تصدير أسلحة إلى إسرائيل
- ترامب يدعم الإفراج عن المزيد من الملفات المتعلقة بقضية إبستي ...
- هل يضغط ترامب على نتنياهو من أجل مصلحة بن سلمان؟ وما حقيقة م ...


المزيد.....

- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة ام الكعك .