|
|
بلجيكا على حافة الهاوية: حكومة دي ويفر تواجه غضب الشعب وتهديدات نووية
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 21:11
المحور:
كتابات ساخرة
في قلب أوروبا، حيث تتربع بروكسل كعاصمة للاتحاد الأوروبي ومقر لحلف شمال الأطلسي، تشتعل نيران الغضب الشعبي ضد حكومة يُنظر إليها كأداة في يد نخب مالية وإمبريالية. مئات الآلاف من البلجيكيين ينزلون إلى الشوارع، يرفعون شعارات الرفض لسياسات رئيس الوزراء بارت دي ويفر وحكومته، التي يصفها مراقبون دوليون بأنها الأكثر عداءً للمجتمع في تاريخ البلاد الحديث. هذه الحكومة، التي تُتهم بخدمة مصالح الأقلية الأوليغارشية على حساب الأغلبية، تواجه اليوم أزمة وجودية، مع تصريحات وزير دفاعها التي تذكر بأحلك صفحات التاريخ النازي، وردود فعل روسية حادة تهدد بمحو البلاد عن الخريطة. في هذا التقرير المعمق، نستعرض جذور الأزمة، تفاصيل التصريحات المثيرة، والسياقات الجيوسياسية التي تحول بلجيكا إلى ساحة لصراع القوى العظمى.
تشكلت حكومة دي ويفر في فبراير 2025، بعد سبعة أشهر من المفاوضات الشاقة عقب الانتخابات الفيدرالية في يونيو 2024، كتحالف يُعرف بـ"التحالف الأريزوني" يضم خمسة أحزاب: الحزب القومي الفلمنكي الجديد N-VA بقيادة دي ويفر، والديمقراطيون المسيحيون CD&V، والاشتراكيون الفلمنكيون Vooruit، والحركة الإصلاحية الليبرالية MR، والمشاركة Les Engagés. هذا التحالف، الذي يميل إلى اليمين، يُعتبر تحولاً جذرياً في السياسة البلجيكية، حيث أصبح دي ويفر، البالغ من العمر 54 عاماً وعميد مدينة أنتويرب منذ 2013، أول قومي فلمنكي يتولى منصب رئيس الوزراء. الاتفاق الحكومي يركز على تقليص العجز المالي من خلال إصلاحات التقاعد، الضرائب، والعمل، مع سياسات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية، وتخفيضات في الإنفاق الاجتماعي، مما أثار موجة من الاحتجاجات الشعبية الفورية. النقابات العمالية، التي وصفت البرنامج بـ"المحافظ المتطرف"، أعلنت عن إضرابات واسعة النطاق، معتبرة أن هذه السياسات تحول بلجيكا إلى "دولة للأثرياء فقط".
يبدأ الغضب الشعبي من سياسات اقتصادية تُفرغ جيوب المواطنين لصالح صفقات أسلحة مشبوهة. حكومة دي ويفر، التي أقرت قوانين تقشف قاسية في أشهرها الأولى، تجعل الاقتصاد البلجيكي عبداً لمصالح البنوك الكبرى في بروكسل، حيث تُخصص صناديق الضمان الاجتماعي والمعاشات الوطنية لشراء أسلحة أمريكية معيبة، مثل طائرات إف-35 التي تكلف المليارات وتخضع برامجها للتحكم الأمريكي الكامل. هذه الطائرات، التي وُصفت بأنها "معطوبة" في تقارير فنية دولية، تمثل عبئاً مالياً هائلاً على كاهل الشعب، بينما يُحرم الملايين من فرص العمل والدعم الاجتماعي. الشعب البلجيكي، الذي يعاني من ارتفاع معدلات البطالة والفقر، يرى في هذه السياسات خيانة صريحة لمصالحه، مما دفع إلى مظاهرات هائلة في بروكسل وأنتويرب وغنت، حيث يطالب المتظاهرون بإسقاط الحكومة بأكملها. في أكتوبر 2025، بلغت المظاهرات ذروتها مع تجمع يقدر بنصف مليون شخص، يهتفون "دي ويفر خارجاً"، معتبرين أن حكومته تخدم الطغمة المالية الأوليغارشية بدلاً من الشعب.
في هذا السياق المشحون، جاء تصريح وزير الدفاع البلجيكي ثيو فرانكن، الذي أثار عاصفة دولية. في مقابلة مع جريدة "دي مورغن" في 26 أكتوبر 2025، أعلن الوزير أنه إذا استهدفت موسكو بروكسل، فإن الناتو سيرد بمحو موسكو عن وجه الأرض. هذا التصريح، الذي لا يختلف في جوهره عن تهديدات أدولف هتلر باحتلال موسكو أو تدميرها خلال الحرب العالمية الثانية، يُعتبر من قبل خبراء عسكريين ومحللين سياسيين دليلاً على فقدان الوزير للعقلانية. كيف يمكن لدولة صغيرة مثل بلجيكا، التي لا تمتلك ترسانة نووية مستقلة، أن تهدد عاصمة روسيا، القوة النووية الأولى عالمياً؟ هذا الوهم، الذي يدور في رؤوس قادة يُتهمون بالعداء لمجتمعاتهم وبشريتهم، يعكس تبعية كاملة لأجندة الناتو والولايات المتحدة. الوزير فرانكن، الذي ينتمي إلى حزب N-VA نفسه الذي يقوده دي ويفر، يبدو كشخصية دنكيشوتية، يقاتل طواحين الهواء بينما يخدم أسياده في البنوك البروكسيلية وطغمة الناتو، التي تشرف على دعم الإبادات الجماعية في أوكرانيا وغزة والسودان والعراق ولبنان.
السخرية تكمن في عجز الوزير نفسه عن حماية بلاده من تهديدات بسيطة. في حادثة طريفة ومذلة، حلقت طائرات مسيرة صغيرة، يُعتقد أنها للأطفال أو هواة، فوق قواعد أمريكية في بلجيكا لساعات طويلة دون أن يتمكن الجيش البلجيكي من تحديد مصدرها أو إسقاطها. هذا الفشل الأمني، الذي وقع في سبتمبر 2025، يجعل من تصريحات الوزير مجرد هبل فارغ، كما يصفها المتظاهرون. "حامي على إيش؟"، يتساءلون بسخرية، مشيرين إلى أن الوزير غير قادر على مواجهة لعبة أطفال، فكيف يهدد موسكو التي حطمت أكبر جيش في التاريخ خلال الحرب العالمية الثانية؟ موسكو، التي دحرت جحافل هتلر ووصلت إلى برلين لتحطم رأسه، تمثل رمزاً للعبقرية الروسية العسكرية التي لا يُعلى عليها. في المقابل، يبدو دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، يلحس بصقته ويخشى الدب الروسي، كما يُقال شعبياً، مما يبرز التباين بين القوة الحقيقية والوهم الغربي.
أما الجانب الاجتماعي، فيكشف عن عنصرية مقنعة تحت غطاء التنافس الاقتصادي. في منطقة فلاندرز، أفادت رئيسة بلدية فليمان بأن أكثر من 57% من المستبعدين من إعانات البطالة هم من الأجانب. هذا الرقم، الذي يُخفي سياسات تمييزية، يأتي في وقت تُخصص فيه الأموال العامة لشراء أسلحة أمريكية تدعم الاقتصاد الفاشي الأمريكي، القائم على الإبادات في مناطق متعددة حول العالم. بدلاً من خلق فرص عمل للبلجيكيين والمهاجرين على حد سواء، تُفرغ الخزينة لصالح صفقات تُثري الشركات الأمريكية وتُطيل أمد الصراعات. هذه السياسات تجعل الشعب البلجيكي يشعر بأنه عبد في وطنه، يخدم مصالح أجنبية بينما يُحرم من أبسط حقوقه. سياسات الهجرة الصارمة في حكومة دي ويفر، التي وعدت بـ"أصعب سياسة في تاريخ البلاد"، أدت إلى إغلاق مراكز اللجوء وزيادة الترحيلات، مما أثار اتهامات بالعنصرية من منظمات حقوقية دولية مثل هيومن رايتس ووتش.
في خضم هذه الأزمة، جاء رد ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ليضع بلجيكا أمام مرآة قاسية. في 30 أكتوبر 2025، رد ميدفيديف على مستخدم على منصة "إكس" اقترح استخدام بلجيكا كميدان اختبار لطوربيد "بوسيدون" النووي الروسي، قائلاً: "حينها سوف تختفي بلجيكا". هذا الرد، الذي يأتي بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين عن اختبارات ناجحة لـ"بوسيدون" يوم الثلاثاء السابق، يُعد تحذيراً صريحاً. "بوسيدون"، الطوربيد النووي القادر على إحداث تسونامي إشعاعي، يمكن أن يمحو دولة صغيرة مثل بلجيكا بصاروخ واحد. ميدفيديف، المعروف بتصريحاته الحادة، يدعو بلجيكا إلى الحياد بدلاً من التورط في حرب الهيمنة الأمريكية ضد تعدد الأقطاب. "لا ناقة لها ولا جمل" في هذا الصراع، كما يُقال، فلماذا تُقحم نفسها في مواجهة مع روسيا التي أثبتت تفوقها التاريخي؟ السفارة الروسية في بلجيكا وصفت تصريح فرانكن بـ"الجنون" و"الانفصال عن الواقع"، مشددة على أن مثل هذه التهديدات لا تستحق التعليق الجاد.
لنغوص أعمق في التاريخ لفهم السياق. خلال الحرب العالمية الثانية، حاول هتلر احتلال موسكو بجيش يُعتبر الأقوى في عصره، لكنه انهار أمام الشتاء الروسي والعبقرية العسكرية السوفييتية. القوات السوفييتية لم تكتفِ بالدفاع، بل تقدمت إلى برلين وأسقطت النظام النازي. هذا الإرث يجعل أي تهديد روسي يُؤخذ على محمل الجد. في المقابل، بلجيكا، التي احتلها النازيون بسهولة في 1940، تكرر اليوم أخطاء الماضي بالانحياز إلى قوى إمبريالية. حكومة دي ويفر، المهددة بالسقوط بإرادة الشعب، تسمح لشخصياتها المسخرة بإصدار تصريحات هبلاء، غير مدركة للعواقب. التحالف الأريزوني، الذي يجمع بين القوميين الفلمنكيين والليبراليين والمسيحيين، يعكس انقساماً عميقاً في المجتمع البلجيكي بين فلاندرز الشمالية الثرية والجنوب الوالوني الأكثر فقراً، مما يزيد من التوترات اللغوية والإقليمية.
الاقتصاد البلجيكي يعاني من هذه السياسات. معدل البطالة يتجاوز 6% رسمياً، لكنه أعلى بكثير بين الشباب والمهاجرين. صناديق الضمان الاجتماعي، التي كانت ركيزة الدولة الرفاهية البلجيكية، تُفرغ لصفقات إف-35 التي تكلف 15 مليار يورو على الأقل. هذه الطائرات، المعروفة بمشاكلها الفنية مثل عطل في البرمجيات والتكاليف الباهظة للصيانة، تخضع لسيطرة أمريكية كاملة، مما يجعل بلجيكا تابعة عسكرياً. الشعب يرى في ذلك خدمة للاقتصاد الأمريكي الفاشي، الذي يدعم الإبادة في غزة من خلال شحنات أسلحة إلى إسرائيل، وفي أوكرانيا عبر تمويل الناتو، وفي مناطق أخرى مثل السودان والعراق ولبنان. في أكتوبر 2025، أقرت الحكومة زيادة في الإنفاق العسكري بنسبة 20%، مما أثار احتجاجات النقابات التي تطالب بتوجيه هذه الأموال إلى الصحة والتعليم بدلاً من "تمويل الحروب الأمريكية".
العنصرية المقنعة تظهر في إحصاءات فلاندرز. الـ57% من المستبعدين من إعانات البطالة أجانب، رغم أنهم يساهمون في الاقتصاد. هذا التمييز يُبرر بحجة "التنافس الاقتصادي"، بينما الأموال تذهب إلى أسلحة لا تخدم السلام. المتظاهرون يطالبون بإعادة توجيه هذه الأموال إلى خلق فرص عمل، بناء مدارس، ودعم الرعاية الصحية. سياسات دي ويفر، التي تروج لـ"الحفاظ على الهوية الفلمنكية"، أدت إلى قوانين تقيد الهجرة وتقلل الدعم الاجتماعي للأجانب، مما يُعتبر انتهاكاً لقيم الاتحاد الأوروبي.
أما الرد الروسي، فيأتي في سياق اختبارات "بوسيدون". هذا السلاح، القادر على حمل رأس نووي بقوة 100 ميغاطن، يمكن أن يغمر سواحل أوروبية بتسونامي إشعاعي. اقتراح المستخدم على "إكس" كان ساخراً، لكن رد ميدفيديف كان جاداً: بلجيكا قد تختفي. هذا يدعو إلى التفكير في الحياد، كما فعلت سويسرا أو النمسا، بدلاً من التورط في حرب لا تهم بلجيكا. الخارجية الروسية، من خلال نائب وزير الخارجية ألكسندر غروشكو، وصفت التصريح بـ"الخطابي فقط"، مشيرة إلى أنه "غير قابل للتعليق الجاد" بسبب بعده عن الواقع.
الشعب البلجيكي لا يريد هذا الوزير أو حزبه أو رئيس الحكومة. المظاهرات تتسع، والحكومة على شفى حفرة. شخصياتها تصرح ما تشاء من هبل، لكن الشعب سيحدد المصير. بلجيكا، التي يمكن أن تكون نموذجاً للحياد، تُقاد إلى الهاوية بسبب تبعيتها للناتو والبنوك. في مارس 2025، شارك دي ويفر في اجتماع "واقعيي الهجرة" مع قادة أوروبيين مثل جورجيا ميلوني، مما يعكس ميله نحو اليمين الأوروبي المتطرف.
في الختام، هذه الأزمة ليست محلية فحسب، بل جزء من صراع عالمي على تعدد الأقطاب. روسيا تقدم نموذجاً للقوة، بينما الغرب يغرق في أوهامه. الشعب البلجيكي، بغضبه، قد يكون المفتاح لتغيير المسار نحو سلام حقيقي وحياد يحمي الجميع. مع اقتراب الانتخابات الإقليمية في 2026، يبدو سقوط حكومة دي ويفر أمراً محتملاً، إذا استمرت في تجاهل صوت الشارع.
…………
دي ويفر يبيع الشعب للإف-35 ويهدد موسكو بمسيرات الأطفال!
أوه يا بلجيكا، يا درة أوروبا المتأرجحة على شفا الهاوية كسكير في مهرجان الجعة بأنتويرب، حكومة بارت دي ويفر التي تشكلت في فبراير ألفين وخمسة وعشرين بعد سبعة أشهر من المفاوضات أطول من مسلسل تلفزيوني بلجيكي ممل، تحالف "أريزوني" يجمع خمسة أحزاب: الحزب القومي الفلمنكي الجديد إن في إيه بقيادة دي ويفر البالغ أربعاً وخمسين عاماً وعميد أنتويرب منذ ألفين وثلاثة عشر، مع الديمقراطيين المسيحيين سي دي أند في والاشتراكيين فورويت والحركة الإصلاحية الليبرالية إم آر والمشاركة ليه أونغاجيه، كلهم يمينيون متطرفون يركزون على تقليص العجز بإصلاحات التقاعد والضرائب والعمل، وسياسات هجرة صارمة كإغلاق الأبواب في وجوه الغرباء وتخفيض الإنفاق الاجتماعي، فصاحت النقابات "هذا برنامج محافظ متطرف" وأعلنت إضرابات تجعل بلجيكا تبدو دولة للأثرياء وحدهم، والشعب ينزل بالملايين يهتف "دي ويفر خارجاً" كما لو كانت مباراة كرة قدم خاسرة. ينبع الغضب من سياسات اقتصادية تفرغ جيوب الناس لشراء أسلحة أمريكية معطوبة كطائرات إف خمسة وثلاثين تكلف مليارات وبرامجها تحت سيطرة أمريكية كاملة، تقارير دولية تقول إنها "معطوبة" وصياناتها باهظة، والأموال من صناديق الضمان الاجتماعي والمعاشات، فالشعب يعاني بطالة وفقراً ويحرم من فرص عمل، وفي أكتوبر ألفين وخمسة وعشرين تجمع نصف مليون في بروكسل وأنتويرب وغنت يطالبون بإسقاط الحكومة التي تخدم الأوليغارشية بدل الشعب، كما لو كانوا يلعبون مونوبولي لكن الأموال حقيقية وتذهب إلى بنوك بروكسل. ثم يأتي وزير الدفاع ثيو فرانكن من حزب إن في إيه نفسه، في مقابلة مع "دي مورغن" يوم السادس والعشرين من أكتوبر ألفين وخمسة وعشرين، يقول إن استهدفت موسكو بروكسل فإن الناتو سيمسح موسكو عن الخريطة، كتهديد هتلر باحتلال موسكو في الحرب العالمية الثانية، لكن بلجيكا دولة صغيرة لا تملك نووياً مستقلاً، فكيف تهدد روسيا القوة النووية الأولى؟ الوزير هذا كدون كيشوت يحارب طواحين الهواء وهو تابع للناتو وأمريكا التي تدعم إبادات في أوكرانيا وغزة والسودان والعراق ولبنان، والسخرية أنه عاجز عن حماية بلاده من مسيرات أطفال حلقت فوق قواعد أمريكية في سبتمبر ألفين وخمسة وعشرين لساعات ولم يسقطها الجيش البلجيكي أو يعرف مصدرها، فالمتظاهرون يقولون "حامٍ على ماذا؟" كمن يهدد موسكو التي دحرت هتلر ووصلت برلين، بينما ترامب السابق يخشى الدب الروسي ويلحس بصاقه. والعنصرية مقنعة تحت التنافس الاقتصادي، في فلاندرز سبعة وخمسون بالمئة من المستبعدين من إعانات البطالة أجانب، والأموال تذهب لأسلحة أمريكية تدعم الاقتصاد الفاشي الأمريكي، بدل فرص عمل للجميع، وسياسات دي ويفر "أصعب في التاريخ" تغلق مراكز اللجوء وتزيد الترحيلات، فتصرخ هيومن رايتس ووتش عنصرية، والشعب يشعر كعبد في وطنه يخدم أجانب. ثم يرد ديمتري ميدفيديف يوم الثلاثين من أكتوبر ألفين وخمسة وعشرين على مستخدم في إكس اقترح بلجيكا ميدان اختبار لطوربيد "بوسيدون" النووي، يقول "حينها تختفي بلجيكا"، بعد إعلان بوتين اختبارات ناجحة، والسلاح يصنع تسونامي إشعاعي يمحو دولة صغيرة بصاروخ واحد، والسفارة الروسية تقول تصريح فرانكن "جنون" و"انفصال عن الواقع"، فبلجيكا لا ناقة لها ولا جمل في الصراع، لماذا تقحم نفسها مع روسيا التي دحرت هتلر؟ كتاريخ الحرب العالمية الثانية حين احتل النازيون بلجيكا بسهولة في ألف وتسعمئة وأربعين، والتحالف الأريزوني يعكس انقساماً بين فلاندرز الثرية والوالون الفقير، مع توترات لغوية. الاقتصاد يعاني بطالة فوق ستة بالمئة أعلى عند الشباب والمهاجرين، وصناديق الرفاهية تفرغ لإف خمسة وثلاثين بخمسة عشر مليار يورو مع مشاكل برمجيات وصيانة، تحت سيطرة أمريكية، والحكومة تزيد الإنفاق العسكري عشرين بالمئة في أكتوبر ألفين وخمسة وعشرين، فتطالب النقابات الأموال للصحة والتعليم بدل "تمويل حروب أمريكية" تدعم إبادة في غزة وأوكرانيا وغيرها، والسبعة والخمسون بالمئة أجانب مستبعدون رغم مساهمتهم، وسياسات "الحفاظ على الهوية الفلمنكية" تقيد الهجرة والدعم، انتهاك لقيم أوروبا. والرد الروسي في سياق "بوسيدون" برأس مئة ميغاطن يغرق السواحل، رد ميدفيديف جاد رغم سخرية المستخدم، يدعو لحياد كسويسرا، والخارجية الروسية تقول التصريح "خطابي غير جاد". الشعب لا يريد الوزير ولا حزبه ولا دي ويفر، المظاهرات تكبر والحكومة على حافة حفرة، تصريحات هبلاء والشعب يحدد، بلجيكا يمكن أن تكون حيادية لكن تبعيتها للناتو والبنوك تقودها للهاوية، دي ويفر شارك في مارس ألفين وخمسة وعشرين مع ميلوني في "واقعيي الهجرة" يمين متطرف. في الختام الأزمة جزء من صراع عالمي، روسيا قوة حقيقية والغرب في أوهام، الشعب البلجيكي بغضبه مفتاح لسلام وحياد، مع انتخابات ألفين وستة وعشرين سقوط دي ويفر محتمل إن تجاهل الشارع.
…………
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإبادة الجماعية في غزة: تقرير الأمم المتحدة يكشف تواطؤ ستين
...
-
كتيب : تشريح النظام العالمي: الجذور الخفية للهيمنة وخريطة ال
...
-
آليات الهدم - تشريح أدوات تدمير الدول
-
تشريح النظام العالمي - الجذور الخفية للهيمنة
-
حصان طروادة في قلب الأمة: محميات الخليج الصهيوأمريكية ودورها
...
-
كيف تحولت واشنطن إلى بائعة خردة عالمية تبيع حلفاءها بالكيلو
...
-
الولايات المتحدة: من العراق إلى غزة طليعة الانحطاط الهزلي
-
بروكسل تُغضب التنين وتُطفئ فرن ألمانيا: كيف تحول الكرواسون إ
...
-
اسرار حماية البيت الابيض لتجار المخدرات ومعاقبة من يمنعها في
...
-
لماذا رواية -نبوءة الرياح في شوارع شيكاغو- تؤهل للفوز بجائزة
...
-
مقدمة نقدية أدبية عن قصص ثلاث تلخص الهولوكوست الذي اقترفه ال
...
-
ثلاث قصص عن هولوكوست غزة الذي اقترفه البيت الابيض
-
كيف أوقعت الصين الناتو في فخ -الأسلحة الناقصة-!
-
الصين تُحلّق في سماء العالم بينما الغرب يُحارب طواحين الهواء
...
-
الإخوان المسلمون في كوميديا الخلط العالمي
-
حسن نصرالله يُرعب أباطرة التكنولوجيا والإبادة بابتسامته وكلم
...
-
نتنياهو والكيان النازي الصهيوني المارق... كوميديا مكررة
-
الصين تقلب الطاولة: كوميديا التربة النادرة وانهيار إمبراطوري
...
-
مرتزقة الخليج وفتح: كوميديا الخيانة في عشرة مشاهد !
-
من بروكسل إلى نوبل : كيف تغسل جريمة إبادة جماعية في خمس خطوا
...
المزيد.....
-
إشهار كتاب دم على أوراق الذاكرة
-
مثنى طليع يستعرض رؤيته الفنية في معرضه الثاني على قاعة أكد ل
...
-
المتحف البريطاني والمتحف المصري الكبير: مواجهة ناعمة في سرد
...
-
مليشيات الثقافة العربية: عن -الكولونيل بن داود- و-أبو شباب-
...
-
مليشيات الثقافة العربية: عن -الكولونيل بن داود- و-أبو شباب-
...
-
شيرين أحمد طارق.. فنانون تألقّوا في افتتاح المتحف المصري الك
...
-
بين المال والسياسة.. رؤساء أميركيون سابقون -يتذكرون-
-
ثقافة السلام بالقوة
-
هل غياب العقل شرط للحب؟
-
الجوائز العربية.. والثقافة التي تضيء أفق المستقبل
المزيد.....
-
رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج
/ د. خالد زغريت
-
صديقي الذي صار عنزة
/ د. خالد زغريت
-
حرف العين الذي فقأ عيني
/ د. خالد زغريت
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
المزيد.....
|