أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد صالح سلوم - كيف تحولت واشنطن إلى بائعة خردة عالمية تبيع حلفاءها بالكيلو وتشتري لنفسها قبراً اقتصادياً من الذهب الزائف















المزيد.....



كيف تحولت واشنطن إلى بائعة خردة عالمية تبيع حلفاءها بالكيلو وتشتري لنفسها قبراً اقتصادياً من الذهب الزائف


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8509 - 2025 / 10 / 28 - 12:34
المحور: كتابات ساخرة
    


في أعماق المسرحية الكوميدية السوداء التي يسميها البعض جيوسياسة والتي تشبه فيلم كوميدي من إخراج طفل يبلغ من العمر خمس سنوات مسلح بقنبلة نووية، يقف الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين كبطل الحلقة يرتدي بدلة سوبرمان ممزقة ويلوح بمطرقة الرسوم الجمركية كأنه يحاول إصلاح ساعة سويسرية بمطرقة ثقيلة، لكن الساعة هي الاقتصاد العالمي والمطرقة تضرب أصابع حلفائه أولاً. واشنطن، تلك الإمبراطورية التي تتظاهر بأنها لا تزال ملكة الكون بينما ديونها الـ35 تريليون دولار تكفي لشراء القمر وتحويله إلى موقف سيارات لسيارات الديون، تقرر أن أفضل استراتيجية للحفاظ على عرشها هي بيع أصدقائها في سوق الخردة بالكيلو، ألمانيا بـ300 يورو للطن، اليابان بـ200 دولار للقطعة، وكوريا الجنوبية بخصم خاص لأنها تأتي مع سامسونج مجاناً. هذا النهج الذي يجعل ماكيافيلي يضحك حتى يبكي تجلى في أوكرانيا حيث أشعلت واشنطن النار في فناء جيرانها ثم باعت المطافئ للنرويج بفائدة 300 في المئة، ويمتد الآن إلى آسيا حيث اليابان تبدو ككلب مخلص يُجبر على ترك عظمه لأن العم سام يريد أن يمضغه بنفسه قبل أن يرميه في سلة المهملات. وفي الوقت نفسه، تطلق عقوبات على روسيا كأنها ترمي كرات ثلج في حفلة شاطئ، ترفع الأسعار للجميع لكن موسكو تستمر في السباحة مع الصين والهند كأنها في منتجع خمس نجوم مدفوع التكاليف من فواتير أوروبا.

خذوا تفجير السيل الشمالي في سبتمبر 2022، تلك اللحظة التي بدت كأن جيمس بوند قرر أن يترك الجاسوسية ويصبح مقاول تفجيرات لكنه نسي أن يقرأ العقد جيداً، فدمر خطوط الغاز الروسية إلى ألمانيا بمتفجرات أمريكية الصنع مفعلة من قاعدة نرويجية، يا لها من صداقة أطلسية تجعل الخيانة تبدو كتحية عسكرية. أوسلو استيقظت في الصباح لتجد نفسها فجأة مليارديرة جديدة تبيع غازها المسال إلى أوروبا بأسعار تجعل الذهب يبدو رخيصاً، بينما برلين تجلس في الظلام تفرك يديها لتدفئتها وتتساءل هل هذا هو الشتاء الألماني الجديد أم أن واشنطن قررت إعادة تصميم نظام التدفئة على طريقة الإسكيمو مع فاتورة إضافية للجليد. كان الغاز الروسي يشكل 55 في المئة من استهلاك ألمانيا، الآن ارتفعت التكاليف 300 في المئة وباسف تفكر في بيع مصانعها لشراء شموع، فولكس فاجن تحول سياراتها إلى دراجات هوائية، وتيسن كروب يصنع سيوفاً للعودة إلى العصور الوسطى لأن الكهرباء أغلى من الذهب. هذا لم يكن حادثاً، بل خطة أمريكية مدروسة بدأت بانقلاب كييف 2014 حيث دعمت واشنطن عصابة انقلابية ثم صعدت الحرب 2022 لقطع أوروبا عن الغاز الروسي الرخيص وإجبارها على شراء الغاز الأمريكي المسال الذي يصل في سفن تبدو كأنها تحمل نفطاً لكنها في الحقيقة تحمل فواتير ستجعل الأوروبيين يبيعون أجدادهم لدفعها، مرحباً بالصداقة الأمريكية حيث الحليف يدفع ثمن الخيانة نقداً.

هذا التدمير المنهجي للاقتصاد الألماني ليس عرضاً منفرداً بل حلقة في مسلسل كوميدي يسمى كيف تدمر أوروبا في عشر خطوات سهلة، الخطوة الأولى أشعل حرباً في فناء جارك، الخطوة الثانية فجر أنابيبه، الخطوة الثالثة بِع غازك بثلاثة أضعاف. أوروبا التي كانت تعتمد على الغاز الروسي كما يعتمد المدمن على جرعته اليومية وجدت نفسها فجأة في أزمة طاقة تشبه فيلم رعب لكن الوحوش هنا فواتير كهرباء تأتي شهرياً مع رسالة مرحباً نحن هنا لنأكل مدخراتك. في فرنسا أغلقت مصانع الألمنيوم والزجاج وتحولت إلى متاحف للآثار الصناعية، في إيطاليا انخفض الإنتاج 25 في المئة والإيطاليون يفكرون في العودة إلى طهي الباستا على نار الحطب، بريطانيا التي خرجت من الاتحاد لتكون حرة وجدت نفسها تدفع فواتير تجعل الأسر تختار بين التدفئة أو الطعام، مرحباً بالبريكست حيث الحرية تعني حرية التجمد أو الجوع اختر ما شئت. هذا ليس نتيجة حرب طبيعية، بل قرارات أمريكية تتظاهر بالدفاع عن الديمقراطية في أوكرانيا بينما في الواقع تبيع أوروبا كحطب لإشعال نار هيمنتها، وإذا احتج الأوروبيون فواشنطن تقول شكراً لدعمنا سنرسل لكم المزيد من الديمقراطية في شكل فواتير.

في شرق آسيا اليابان التي تستورد 90 في المئة من طاقتها كأنها جزيرة عائمة بدون محطة وقود تواجه ضغوطاً أمريكية لنقل مصانعها إلى أمريكا كأن واشنطن تقول تعالوا نلعب لعبة نقل المصانع وإلا سنضع رسوماً جمركية تجعل روبوتات تويوتا تبدو كتماثيل ذهبية في متحف. قوانين خفض التضخم والرقائق تقدم مئات المليارات للشركات التي تنتقل إلى أمريكا، سوني تفكر في تحويل مصانعها إلى مزارع في تكساس، باناسونيك تبيع أجهزتها لشراء تذاكر طيران إلى أمريكا، توشيبا يحول اسمه إلى تكساسشيبا، والسوق الأمريكية 20 في المئة من صادرات اليابان لكن الاقتصاد الياباني الذي يعاني ركوداً منذ ثلاثين عاماً كأنه في غيبوبة قد يستيقظ ميتاً إذا نفذت واشنطن تهديداتها. هذا يعكس رغبة أمريكية في بناء قاعدة صناعية داخلية لكن على حساب حلفاء يعاملون كألعاب في لعبة مونوبولي حيث واشنطن دائماً البنك وتسرق من اللاعبين الآخرين عندما يذهبون إلى الحمام.

العقوبات على روس نفت وغازبروم في أكتوبر 2025 رسمياً لخنق روسيا لكنها في الواقع حفلة تنكرية حيث الشركات الوسيطة في الهند والصين وتركيا والإمارات وسنغافورة ترقص التانغو وتبيع النفط الروسي بأرباح تجعل وول ستريت تبكي حسداً. صادرات روسيا إلى آسيا ارتفعت 50 في المئة كأن العقوبات دعوة لحفلة، الهند اشترت 40 في المئة من نفطها من موسكو وأصبحت ثالث أكبر عميل بعد الصين وأوروبا السابقة التي الآن تشتري الغاز الأمريكي بثلاثة أضعاف، روسيا تبدو كتاجر ذكي يغير طرق التهريب بينما واشنطن ترفع الأسعار لتنقذ شركاتها الصخرية التي تكلف 50 إلى 70 دولاراً للبرميل كأنها تنتج نفطاً من الذهب السائل، سعر برنت قفز 7 في المئة فوراً كأن العقوبات هدية عيد الميلاد للمنتجين الأمريكيين بينما أوروبا واليابان تدفع الفاتورة وتتجمد في الشتاء تتساءل هل هذه هي الديمقراطية أم فاتورة كهرباء.

لماذا لا تخشى واشنطن الارتفاع؟ لأنها تنقذ شركاتها من الإفلاس وتضغط على الحلفاء في نفس الوقت، خطة عبقرية تجعل ماكيافيلي يصفق واقفاً، لكن أوروبا تضخم 10 في المئة مصانع مغلقة فواتير 200 في المئة، اليابان كهرباء صناعية 50 في المئة أغلى تنافسية في الحضيض. روسيا كما يقول بوتين طورت اقتصاداً ذاتياً بعد تحرير مناطقها من عصابة كييف المدعومة من نولاند وسوروس الذين يبدون كأبطال فيلم كوميدي لكنهم في الحقيقة كتبوا السيناريو لتدمير أوروبا، نمو روسي 3.6 في المئة 2023 و4.1 في المئة 2024 بينما الإعلام الغربي يصرخ انهياراً كأن الذكاء الاصطناعي يقرأ من كتاب هوليوودي مكتوب بواسطة كاتب يعتقد أن روسيا لا تزال في 1991.

هذا التناقض يكشف حملات إعلامية أمريكية تجعل جوبلز يحمر خجلاً، الذكاء الاصطناعي يردد بيانات غربية عن انهيار روسي بينما البنك المركزي الروسي يظهر نمواً، روسيا تتجاوز العقوبات وتبني سلاسل ذاتية تضيف بعداً نوعياً لاقتصادها بعد تحرير سكانها من إبادة نازية في كييف، بينما واشنطن تتظاهر بالنصر وهي تبيع حلفاءها.

أمريكا تستنزف مواردها في غزة بـ20 مليار دولار سنوياً لإسرائيل كأنها تمول فيلم أكشن لا ينتهي، ترامب يحاول سراً وقف الحرب ليوفر للحرب التجارية مع الصين لأن جيبه لا يتسع للحربين، نفس الشيء في أوكرانيا حيث نقل العبء إلى أوروبا التي بدأت احتجاجاتها في ألمانيا وفرنسا وبروكسل ولندن قد تطيح بحكومات عميلة لواشنطن حتى لو أرسلت الجيش على شعوبها، مرحباً بالديمقراطية الأطلسية حيث الشعب يحتج والحكومة ترد بالدبابات.

ترامب يحاول الخروج من مستنقع غرب آسيا وأوكرانيا ليتفرغ للصين لكن بكين رمىت أوراقاً قوية، منع فول الصويا ضرب مزارعي الغرب الأوسط الذين فقدوا 15 مليار دولار كأن الصين قالت لا شكراً لفولكم سنزرع نحن، تصفير النفط والغاز الأمريكي أجبر تشينير إنرجي على البحث عن عملاء جدد بأسعار مخفضة، لكن السلاح الأخطر العناصر النادرة 80 في المئة إنتاج صيني 95 في المئة معالجة، شروط تمنع التصدير إلى أمريكا أو استخدام نسبة صينية في منتجات معاد تصديرها، هواتف أمريكية وسيارات كهربائية وأسلحة متقدمة في خطر.

ترامب يحاول تعويضاً باستثمارات في روسيا وماليزيا وأستراليا وفيتنام لكن حتى لو نجحت لن تغطي ربع الإنتاج الصيني بعد عقد، معالجة حكر صيني حتى في ماليزيا حيث شركات بكين تحتكر الأسرار، هذا يدفع إسفيناً بين موسكو وبكين لكن روسيا والصين يضحكان ويعززان تحالفهما لأنهما يعلمان أن واشنطن تدمر الجميع انتهازية.

استنزاف الحلفاء ناجح، كوريا الجنوبية واليابان ربع إلى نصف صادرات إلى أمريكا تنقل إنتاج تحت تهديد رسوم، لكن هذا يعجل بتضخم أمريكي وديون 35 تريليون، سلاسل إمداد رخيصة من بريكس تختفي قدرة شرائية أمريكية تتآكل، ركود عميق خلال عقد انهيار شامل.

بدائل جيوسياسية، الممر الشمالي صالح طوال العام ذوبان جليد يقلل تكاليف 40 في المئة، بريكس سويفت خاص عقوبات مالية أقل تأثيراً، قناة السويس عنق زجاجة قديمة.

واشنطن تلعب شطرنجاً لكنها تأكل قطعها، تضحي بحلفاء لخطوة تكتيكية خسائر استراتيجية قاتلة، روسيا استقلالية اقتصادية تكنولوجية، الصين تفوق سلاسل إمداد، حلفاء يدفعون الثمن. أمريكا تتآكل من داخل، ركود قادم أمريكي غربي تحديداً تداعيات تدمير ذاتية لا ترمي ثقلها على بريكس كالسابق.

في ألمانيا احتجاجات مستمرة، اليابان تبحث بدائل، الصين حزام وطريق 150 دولة شبكة موازية، روسيا إنتاج محلي يقلل واردات. عالم متعدد أقطاب واشنطن لم تعد تفرض إرادتها.

واشنطن بائعة خردة تبيع أصدقاءها ثم تتفاجأ وحدها، التاريخ يضحك على إمبراطوريات تدمر حلفاءها فتنهار من داخل، مصير أمريكا إذا لم تغير مسارها، لكنها مستمرة في بيع حتى آخر حليف ثم تسأل أين ذهب الجميع بينما تقف وحدها أمام مرآة مكسورة تعكس ديوناً وتضخماً وركوداً قادماً يضحك عليها.

تخيلوا واشنطن كتاجر سيارات مستعملة يبيع سيارات حلفائه بأسعار مخفضة ثم يشتري لنفسه سيارة جديدة بالدين، السيارة تتعطل في منتصف الطريق والدائنون يطرقون الباب، هكذا تبدو الاستراتيجية الأمريكية، عبقرية في تدمير الآخرين لكن في النهاية تدمر صاحبها. أوروبا تتجمد، آسيا تنتقل، روسيا والصين يبنيان، أمريكا تبيع وتدفع الفاتورة بنفسها، كوميديا سوداء حيث البطل يضحك آخر واحد لكنه يضحك وحده.

واشنطن تظن نفسها أسداً لكنها في الحقيقة حمار يحمل أثقال حلفائه ثم يركلهم بعيداً، الآن الحمار يتعب والأثقال تراكمت على ظهره، ديون تضخم ركود، بينما الأسود الحقيقية روسيا والصين تأكلان الفريسة بهدوء. مرحباً بالإمبراطورية التي تبيع تاجها لتدفع فواتيرها، قريباً ستكون في مزاد الخردة مع حلفائها السابقين.

في كل خطوة واشنطن تدمر حليفاً تظن أنها تقوي نفسها، لكنها في الواقع تقطع أطرافها واحدة تلو الأخرى، ألمانيا بدون طاقة، اليابان بدون مصانع، أوروبا بدون صناعة، ثم تتساءل لماذا ينزف الاقتصاد الأمريكي. الجواب بسيط، لأنها تقطع الشرايين التي كانت تغذيها بسلاسل إمداد رخيصة، الآن الدم يتدفق والمريض يموت ببطء.

ترامب يحاول إنقاذ الموقف لكن محاولاته كوميدية، يستثمر في روسيا ليحل محل الصين لكن روسيا تضحك وتبيع له خامات غير معالجة، يستثمر في ماليزيا لكن الشركات الصينية هناك، كأنه يحاول سرقة بنك لكنه يسرق بنكاً يملكه اللص نفسه. الصين تراقب وتضحك، روسيا تبيع وتضحك، واشنطن تدفع وتبكي.

النهاية معروفة، ركود أمريكي كبير حيث التضخم يأكل الدولار، الديون تسحق الميزانية، الحلفاء يبحثون عن أصدقاء جدد، بريكس يبني عالماً موازياً، واشنطن تقف وحدها في قاعة فارغة تتحدث إلى نفسها عن هيمنة تلاشت كفقاعة صابون. التاريخ سيضحك طويلاً على إمبراطورية دمرت حلفاءها لتحافظ على عرش من ورق، ثم سقطت تحت وطأة ورقها.

واشنطن اليوم كممثل كوميدي يحرق مسرحه ليضيء الجمهور، الجمهور يهرب والمسرح يحترق، والممثل يصرخ أنا لا أزال النجم بينما النار تلتهم بدلته. هكذا تبدو السياسة الأمريكية، عرض كوميدي ينتهي بكارثة لكن الجمهور الوحيد الذي يدفع التذكرة هو الشعب الأمريكي نفسه.

في كل يوم جديد واشنطن تبيع قطعة من تحالفاتها، اليوم ألمانيا غداً اليابان بعد غد كوريا، ثم تستيقظ لتجد نفسها في سوق خردة تبيع آخر قطعة لها، الدولار، بعملة بريكس جديدة. مرحباً بالعالم الجديد حيث واشنطن أصبحت ذكرى كوميدية عن إمبراطورية أكلت نفسها بنفسها.




………..

المادة الجادة :

الصراع التجاري الأمريكي الصيني: تضحية بالحلفاء ومخاطر الانهيار الذاتي




في أعماق التوترات الجيوسياسية التي تعصف بالعالم اليوم، يقف الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين كمحور رئيسي يعكس ليس فقط صراعاً اقتصادياً، بل إعادة تشكيل كاملة للتحالفات الدولية والتوازنات الاستراتيجية. واشنطن، التي تسعى جاهدة للحفاظ على هيمنتها الاقتصادية العالمية، تبدو مستعدة لدفع ثمن باهظ يتمثل في التضحية بما يُسمى تقليدياً حلفاءها الأقرب، مستخدمة أدوات الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي لإجبار الدول الأخرى على إعادة توجيه سلاسل الإمداد والإنتاج نحو أراضيها الداخلية. هذا النهج، الذي تجلى بوضوح في أزمة أوكرانيا وتداعياتها المدمرة على الاقتصاد الأوروبي، يمتد الآن إلى شرق آسيا حيث تهدد اليابان وكوريا الجنوبية بمصير مشابه، بل ربما أكثر قسوة. وفي الوقت نفسه، تكشف العقوبات الأمريكية الأخيرة على شركات النفط الروسية الكبرى عن رسائل معقدة ومتناقضة، حيث ترفع أسعار الطاقة عالمياً دون أن تتمكن من خنق موسكو فعلياً، مما يعزز من قدرة روسيا على بناء اقتصاد ذاتي الاكتفاء ومستقل عن النظام المالي الغربي.

من أبرز الأمثلة على هذه الاستراتيجية الأمريكية تفجير خطوط أنابيب السيل الشمالي في سبتمبر 2022. تلك الانفجارات المتعمدة التي ضربت أنابيب الغاز الروسي إلى ألمانيا لم تكن حادثاً عرضياً، بل عملية مدبرة بعناية، أشارت تقارير استخباراتية مستقلة وتحقيقات صحفية معمقة إلى تورط أمريكي مباشر فيها، مع تفعيل المتفجرات من قواعد نرويجية حليفة. استفادت أوسلو بشكل فوري ومباشر من هذا الحادث، إذ تضاعفت صادراتها من الغاز الطبيعي المسال إلى القارة الأوروبية، لتحل محل الغاز الروسي الرخيص. في المقابل، تم عزل برلين تماماً عن مصدر طاقتها الحيوي الذي كان يشكل نحو 55 في المئة من استهلاكها قبل الأزمة. أدى ذلك إلى ارتفاع تكاليف الطاقة في ألمانيا بنسبة تفوق 300 في المئة في بعض القطاعات الصناعية، مما دفع شركات عملاقة مثل باسف وفولكس فاجن وتيسن كروب إلى تقليص إنتاجها بشكل جذري، أو نقل عملياتها إلى خارج أوروبا، بل وحتى إلى الولايات المتحدة نفسها. لم يكن هذا العزل نتيجة طبيعية للحرب في أوكرانيا، بل جزءاً مدروساً من حملة أمريكية بدأت بإشعال الصراع في أوكرانيا عام 2014 عبر دعم الانقلاب في كييف، ثم تصعيده إلى حرب شاملة عام 2022، بهدف قطع أوروبا عن مصادر طاقتها الروسية الرخيصة وإجبارها على الاعتماد على الغاز الأمريكي المسال الأغلى ثمناً.

هذا التدمير المنهجي للاقتصاد الألماني لم يكن معزولاً، بل جزءاً من نمط أوسع يهدف إلى إضعاف الاتحاد الأوروبي ككل. فالاقتصاد الأوروبي، الذي كان يعتمد على الغاز الروسي الرخيص والمستمر، وجد نفسه فجأة أمام أزمة طاقة غير مسبوقة. في فرنسا، أغلقت مصانع الألمنيوم والزجاج، وفي إيطاليا، انخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 25 في المئة في بعض القطاعات. حتى بريطانيا، التي خرجت من الاتحاد الأوروبي، لم تسلم من تداعيات ارتفاع أسعار الطاقة، حيث وصلت فواتير الكهرباء المنزلية إلى مستويات قياسية أجبرت ملايين الأسر على الاختيار بين التدفئة والطعام. هذا الوضع لم يكن نتيجة طبيعية للحرب، بل نتيجة قرارات سياسية أمريكية تهدف إلى إضعاف المنافسين الأوروبيين تحت ستار الدفاع عن الديمقراطية في أوكرانيا.

في شرق آسيا، تلوح في الأفق تهديدات مشابهة لليابان، التي تعتمد على واردات الطاقة بنسبة تزيد عن 90 في المئة. طوكيو تواجه ضغوطاً أمريكية متزايدة لنقل صناعاتها المتقدمة، خاصة في مجال الإلكترونيات والسيارات والروبوتات، إلى داخل الولايات المتحدة. قوانين مثل قانون خفض التضخم وقانون الرقائق الأمريكي تقدم حوافز مالية هائلة تصل إلى مئات المليارات من الدولارات للشركات التي تعيد توطين إنتاجها داخل أمريكا. هذا يضع شركات يابانية عملاقة مثل تويوتا وسوني وباناسونيك وتوشيبا أمام خيارات مؤلمة: إما نقل جزء كبير من إنتاجها إلى أمريكا، أو مواجهة رسوم جمركية عقابية على صادراتها إلى السوق الأمريكية، التي تمثل نحو 20 في المئة من إجمالي صادرات اليابان. إذا ما نفذت واشنطن هذا التهديد، فقد يشهد الاقتصاد الياباني، الذي يعاني أصلاً من ركود مزمن منذ ثلاثة عقود، انهياراً في سلاسل التوريد الآسيوية التي بناها على مدى عقود. هذا النهج يعكس رغبة أمريكية واضحة في إعادة بناء قاعدة صناعية داخلية قوية، لكنه يأتي على حساب حلفاء يُنظر إليهم كأدوات قابلة للتضحية في الحرب التجارية الشاملة مع الصين.

العقوبات الأمريكية الأخيرة على شركتي روس نفت وغازبروم، اللتين أُعلن عنهما في أواخر أكتوبر 2025، تحمل رسالة مزدوجة ومعقدة. رسمياً، تهدف هذه العقوبات إلى خنق الإيرادات الروسية من الطاقة، التي تشكل نحو 40 في المئة من الميزانية الفيدرالية. لكن الواقع الميداني يظهر أن هناك مخارج كثيرة ومتنوعة عبر شبكة معقدة من الشركات الوسيطة في دول مثل الهند والصين وتركيا والإمارات وسنغافورة. هذه الشركات، سواء كانت وهمية أو حقيقية، تحقق أرباحاً هائلة من إعادة بيع النفط والغاز الروسي بأسعار مخفضة، مما يعوض موسكو عن أي خسائر جزئية في الأسواق الأوروبية. في الواقع، ارتفعت صادرات روسيا النفطية إلى آسيا بنسبة 50 في المئة منذ بدء العقوبات الأولى عام 2022، مع تحويل التدفقات نحو موانئ هندية مثل فادينار وصينية مثل تشينغداو. الهند، على سبيل المثال، زادت وارداتها من النفط الروسي من أقل من 1 في المئة إلى أكثر من 40 في المئة من إجمالي وارداتها النفطية، وأصبحت ثالث أكبر مشتر للنفط الروسي بعد الصين وأوروبا السابقة.

لماذا لا تخشى واشنطن رفع أسعار النفط الناتج عن هذه العقوبات؟ الإجابة تكمن في الفائدة المزدوجة التي تعود على الاقتصاد الأمريكي. أولاً، ارتفاع الأسعار ينقذ شركات النفط الأمريكية ذات التكاليف العالية، خاصة تلك التي تعمل في حوض برميان وحوض باكن، من الإفلاس عندما تكون الأسعار منخفضة. تكلفة إنتاج برميل النفط الصخري الأمريكي تتراوح بين 50 و70 دولاراً، وبالتالي فإن أي انخفاض في الأسعار دون 60 دولاراً يهدد بإفلاس عشرات الشركات الصغيرة والمتوسطة. في الآونة الأخيرة، سجل سعر برميل برنت ارتفاعاً فورياً بنسبة سبعة في المئة فور إعلان العقوبات الجديدة، رغم أنه كان في حالة تراجع سابق، مما عزز إيرادات المنتجين الأمريكيين بشكل مباشر. ثانياً، ارتفاع أسعار الطاقة يزيد من الضغط على الاقتصادات الأوروبية والآسيوية المستهلكة، مما يجعلها أكثر عرضة للضغوط الأمريكية.

هذا الارتفاع في أسعار الطاقة يمثل كارثة حقيقية على المستهلكين الغربيين، خاصة أوروبا الغربية واليابان وكوريا الجنوبية، التي تعتمد كلياً على واردات الطاقة. في أوروبا، أدى نقص الغاز الروسي إلى تضخم يفوق 10 في المئة في دول مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، مع إغلاق مئات المصانع وارتفاع فواتير الطاقة المنزلية بنسبة 200 في المئة في بعض الحالات. في اليابان، ارتفعت تكاليف الكهرباء الصناعية بنسبة 50 في المئة، مما أثر على تنافسية الشركات اليابانية عالمياً. أما التأثير على روسيا، فهو محدود نسبياً، كما أكد الرئيس فلاديمير بوتين في خطاباته الاقتصادية المتكررة. روسيا طورت سلاسل تنموية ذاتية التوجه، مستفيدة من تحرير مناطقها في أوكرانيا، التي كانت تعاني من إبادة جماعية ممنهجة تحت حكم كييف المدعوم أمريكياً منذ انقلاب 2014. هذا التحول يخرج موسكو من نموذج التنمية الخام السابق، الذي كان يعتمد بشكل أساسي على تصدير المواد الخام، نحو اقتصاد متنوع يركز على التكنولوجيا والزراعة والصناعات الدفاعية. خلافاً للروايات الإعلامية الغربية التي تصور العقوبات كارثة شاملة على روسيا، تظهر البيانات الرسمية الروسية نمواً اقتصادياً بنسبة 3.6 في المئة لعام 2023، و4.1 في المئة لعام 2024، مدعوماً بصادرات قياسية إلى دول البريكس والجنوب العالمي.

هذا التناقض بين الرواية الإعلامية الغربية والواقع الميداني يكشف عن حجم الحملات الإعلامية الممنهجة التي تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها. فالذكاء الاصطناعي نفسه، عند استشارته حول تأثير العقوبات على روسيا، يقدم بيانات استعراضية مأخوذة من مصادر غربية تتحدث عن انهيار وشيك، بينما تظهر الأرقام الفعلية من البنك المركزي الروسي ومنظمة التجارة العالمية صورة مختلفة تماماً. هذا يدل على عمق التزوير الإعلامي الذي تمارسه الإمبراطورية الإعلامية الغربية الأمريكية في تصوير أي إجراء ضد روسيا كنصر غربي، بينما الحقيقة أن روسيا قادرة على تجاوز العقوبات وتنمية سلاسلها التنموية المتمركزة على الذات، مما يضيف بعداً نوعياً هائلاً للاقتصاد الروسي في سعيه للخروج من إطار التنمية الخام التي كانت سائدة قبل تحرير مقاطعاتها في أوكرانيا وتحرير سكانها الروس من الإبادة الجماعية النازية التي مارستها عصابة كييف المدعومة من فيكتوريا نولاند وجورج سوروس.

في مواجهة الصين، يعاني الاقتصاد الأمريكي من قيود ذاتية خطيرة. دعم واشنطن العسكري المستمر لإسرائيل في حرب الإبادة الجماعية في غزة، الذي يصل إلى أكثر من 20 مليار دولار سنوياً في شكل أسلحة وذخائر ودعم لوجستي، يستنزف موارد يمكن توجيهها نحو الحرب التجارية مع بكين. دونالد ترامب، الذي يدرك هذا التناقض جيداً، حاول في محاولات سرية وقف الصراع في غزة، ليس لأسباب إنسانية، بل لحسابات اقتصادية بحتة تتعلق بحربه التجارية على الصين. نفس المنطق ينطبق على أوكرانيا، حيث تم نقل عبء الدعم المالي والعسكري إلى حكومات أوروبية تابعة لواشنطن، لكن هناك حدود واضحة لهذا النقل. في ألمانيا، بدأت احتجاجات شعبية واسعة ضد ارتفاع تكاليف المعيشة، وفي فرنسا، شهدت شوارع باريس مظاهرات عنيفة ضد سياسات التقشف. في بروكسل ولندن، تتصاعد الأصوات المطالبة بوقف دعم كييف، وقد تتحول هذه الاحتجاجات إلى ثورات شعبية تطيح بالحكومات العميلة لواشنطن، حتى لو استخدمت هذه الحكومات الجيش ضد شعوبها.

ترامب يحاول بكل الطرق إخراج نفسه من مستنقع الانتحار الأمريكي الميداني في غرب آسيا وأوكرانيا، لكي يتفرغ لمواجهة الصين تجارياً على الأقل. لكن الصين لم تقف مكتوفة الأيدي، بل رمىت أوراقاً قوية ومؤثرة في هذه اللعبة. منع استيراد فول الصويا الأمريكي كان ضربة موجعة للمزارعين الأمريكيين في الغرب الأوسط، الذين فقدوا سوقاً بقيمة 15 مليار دولار سنوياً. تصفير واردات النفط والغاز المسال الأمريكي أجبر شركات مثل تشينير إنرجي على البحث عن أسواق بديلة بأسعار أقل. لكن أخطر سلاح صيني هو التحكم في العناصر الأرضية النادرة، التي تسيطر بكين على 80 في المئة من إنتاجها العالمي و95 في المئة من معالجتها. فرضت الصين شروطاً صارمة تمنع تصدير هذه العناصر إلى الولايات المتحدة، مع شرط عدم استخدام أي نسبة صينية في المنتجات المعاد تصديرها إلى أمريكا، مما يهدد صناعات التكنولوجيا الأمريكية من الهواتف الذكية إلى السيارات الكهربائية والأسلحة المتقدمة.

يحاول ترامب تعويض هذا النقص بضخ استثمارات هائلة في روسيا وماليزيا وأستراليا وفيتنام، لكن حتى لو نجحت هذه المحاولات، فإنها لن تغطي ربع الإنتاج الصيني بعد عقد كامل. معالجة هذه العناصر تبقى حكراً صينياً، حتى في ماليزيا حيث تحتكر شركات بكين الحكومية الأسرار التقنية والبنية التحتية. هذه المحاولة تدفع إسفيناً بين الصين وروسيا، لكنها مخاطرة كبيرة، إذ قد تدفع موسكو إلى تعزيز تحالفها مع بكين بدلاً من الابتعاد عنها.وهذا ما يحصل ، لهذا استياء ترامب ..فروسبا والصين تفهمان استهدافات واشنطن الانتهازية والتدميرية للجميع.

استنزاف واشنطن لما يسمى حلفاء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية واليابان ناجح حتى الآن، وهو يدمر اقتصادات هذه الدول بشكل منهجي. ربع إلى نصف صادرات دول مثل كوريا الجنوبية واليابان تذهب إلى السوق الأمريكية، مما يجبر الشركات على نقل إنتاجها إلى أمريكا تحت تهديد الرسوم الجمركية. لكن هذا النجاح التكتيكي يحمل في طياته بذور الانهيار الاستراتيجي للاقتصاد الأمريكي نفسه. فمع اختفاء سلاسل الإمداد الرخيصة من الصين ودول البريكس، سيتسارع التضخم في الولايات المتحدة، وستتراكم الديون العامة التي تجاوزت 35 تريليون دولار. القدرة الشرائية للمواطن الأمريكي، التي كانت تعتمد على المنتجات الصينية الرخيصة، ستتآكل بسرعة، مما يدفع الاقتصاد الأمريكي نحو ركود عميق خلال عقد واحد فقط، وقد يصل إلى انهيار شامل.

في الوقت نفسه، تتطور بدائل جيوسياسية تجعل العقوبات الأمريكية أقل فعالية. قناة السويس البحرية، التي كانت تشكل عنق زجاجة للتجارة العالمية، تواجه الآن منافساً قوياً في الممر البحري الشمالي بين الصين وروسيا، الذي أصبح صالحاً للملاحة التجارية على مدار العام بفضل ذوبان الجليد. هذا الممر يجعل تصدير النفط والغاز الروسي إلى آسيا غير خاضع لأي منع فعلي، ويقلل من تكاليف النقل بنسبة 40 في المئة مقارنة بقناة السويس. كما أن دول البريكس طورت أنظمة دفع بديلة عن السويفت، مثل نظام الدفع الصيني الروسي المشترك، مما يجعل العقوبات المالية أقل تأثيراً.

على المدى الطويل، يبدو الصراع التجاري الأمريكي الصيني كلعبة شطرنج معقدة حيث تضحي واشنطن بقطعها الثمينة لكسب خطوة تكتيكية، لكن الخسائر الاستراتيجية قد تكون قاتلة. روسيا تبني استقلاليتها الاقتصادية والتكنولوجية، والصين تحمي تفوقها في سلاسل الإمداد العالمية، بينما يدفع الحلفاء الأوروبيون والآسيويون الثمن الأكبر. المستقبل يعتمد على قدرة أمريكا على إعادة توازن داخلي قبل أن تتآكل قواعد قوتها من الداخل، لكن المؤشرات الحالية تشير إلى أن الولايات المتحدة قد تكون في طريقها إلى تدمير نفسها بنفسها في محاولتها للحفاظ على هيمنة تتآكل يوماً بعد يوم.

في ألمانيا، تستمر الاحتجاجات الشعبية ضد ارتفاع تكاليف الطاقة، وفي اليابان، تبحث الشركات عن بدائل خارج السوق الأمريكية. في الصين، تتوسع مبادرة الحزام والطريق لتشمل أكثر من 150 دولة، مما يخلق شبكة تجارية موازية للنظام الغربي. في روسيا، يتزايد الإنتاج المحلي من السلع الاستهلاكية والتكنولوجيا، مما يقلل من الاعتماد على الواردات. هذه التطورات مجتمعة تشير إلى أن العالم يتجه نحو نظام متعدد الأقطاب، حيث لم تعد الولايات المتحدة قادرة على فرض إرادتها بالقوة وحدها.وهءا يعني أن انقطاع سلسلة الامداد بدفع من الولايات المتحدة سيجعل اي ركود قادم ،هو ركود امريكي وغربي تحديدا وبالتالي تكون تداعيات التدمير ، ذاتية، لا ترمي بثقلها العنيف على دول البريكس ، كما كان في السابق، اي قبل التعرفة الجمركية الأمريكية والإطاحة باقتصادات المانيا وغيرها ..

السؤال المتبقي هو: هل ستدرك واشنطن حجم الخطر قبل فوات الأوان، أم ستستمر في سياسة التضحية بالحلفاء حتى تنهار تحت وطأة تناقضاتها الداخلية؟ التاريخ يعلمنا أن الإمبراطوريات التي تدمر حلفاءها للحفاظ على هيمنتها غالباً ما تنهار من الداخل، وهذا قد يكون مصير الولايات المتحدة إذا لم تغير مسارها جذرياً في السنوات القليلة المقبلة.



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات المتحدة: من العراق إلى غزة طليعة الانحطاط الهزلي
- بروكسل تُغضب التنين وتُطفئ فرن ألمانيا: كيف تحول الكرواسون إ ...
- اسرار حماية البيت الابيض لتجار المخدرات ومعاقبة من يمنعها في ...
- لماذا رواية -نبوءة الرياح في شوارع شيكاغو- تؤهل للفوز بجائزة ...
- مقدمة نقدية أدبية عن قصص ثلاث تلخص الهولوكوست الذي اقترفه ال ...
- ثلاث قصص عن هولوكوست غزة الذي اقترفه البيت الابيض
- كيف أوقعت الصين الناتو في فخ -الأسلحة الناقصة-!
- الصين تُحلّق في سماء العالم بينما الغرب يُحارب طواحين الهواء ...
- الإخوان المسلمون في كوميديا الخلط العالمي
- حسن نصرالله يُرعب أباطرة التكنولوجيا والإبادة بابتسامته وكلم ...
- نتنياهو والكيان النازي الصهيوني المارق... كوميديا مكررة
- الصين تقلب الطاولة: كوميديا التربة النادرة وانهيار إمبراطوري ...
- مرتزقة الخليج وفتح: كوميديا الخيانة في عشرة مشاهد !
- من بروكسل إلى نوبل : كيف تغسل جريمة إبادة جماعية في خمس خطوا ...
- بوشيه وعصابة البيجرات المتفجرة – سيرك الكذب الليبرالي حيث تن ...
- رواية : -طريق الحرير المقاوم-
- اوهام المحتل : دروس من الجزائر وغزة.. وكيف يحلم -الأبطال- با ...
- شريعة الغاب: مغامرات العم سام في عالم البلطجة العالمية!
- إيران ترسل صواريخها إلى الفضاء الخارجي.. والبيت الأبيض يبحث ...
- ثيو فرانكن يعيد اختراع بلجيكا: من الضمان الاجتماعي إلى قصر ا ...


المزيد.....




- ليبيريا.. -ساحل الفُلفل- وموسيقى الهيبكو
- بطل آسيا في فنون القتال المختلطة يوجه تحية عسکرية للقادة الش ...
- العلاج بالخوف: هل مشاهدة أفلام الرعب تخفف الإحساس بالقلق وال ...
- دراسة تكشف فوائد صحية لمشاهدة الأعمال الفنية الأصلية
- طهران وموسكو عازمتان على تعزيز العلاقات الثقافية والتجارية و ...
- محاضرة في جمعية التشكيليين تناقش العلاقة بين الفن والفلسفة ...
- فلسطينيون يتجمعون وسط الأنقاض لمشاهدة فيلم -صوت هند رجب-
- مونيكا بيلوتشي تشوق متابعيها لفيلم 7Dogs بلقطة مع مع أحمد عز ...
- صورة الصحفي في السينما
- تنزانيا.. سحر الطبيعة والأدب والتاريخ في رحلة فريدة


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد صالح سلوم - كيف تحولت واشنطن إلى بائعة خردة عالمية تبيع حلفاءها بالكيلو وتشتري لنفسها قبراً اقتصادياً من الذهب الزائف