|
ثلاث قصص عن هولوكوست غزة الذي اقترفه البيت الابيض
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8504 - 2025 / 10 / 23 - 15:02
المحور:
الادب والفن
قصة : دفن الألوان تحت الركام
زقاق الشجاعية في حي الشجاعية بغزة، حيث تمتزح رائحة البحر المالح مع غبار البارود، كانت الأزقة الضيقة تحمل ذكريات الأجداد وأحلام الأطفال. الجدران، المثقوبة بآثار الرصاص، كانت تحكي قصصًا لم تُكتب. في تلك الظهيرة الرمادية، كان الطفلان يركضان. الأكبر، ذو الاثني عشر عامًا، يرتدي قميصًا أحمر يلمع كشعلة صغيرة في الزقاق. الأصغر، بعشر سنوات، يرتدي قميصًا أخضر يذكّر بالزيتون الذي كان ينمو هنا يومًا. كانا يلعبان، يضحكان، يحلمان بيومٍ لا يُسمع فيه سوى صوت الأمواج. كرةٌ قديمة كانت تقفز بين أقدامهما، وحجرٌ صغير كان الأصغر يرسم به أشكالاً على الجدران: شجرة، طائر، شمسٌ مبتسمة.
كانت الأم تقف على عتبة البيت، تناديهما للغداء. صوتها كان يحمل دفء الحياة، لكنه كان يتنافس مع هدير الطائرات البعيدة. "تعالوا، الطعام جاهز!" لكنهما، كأي طفلين، كانا غارقين في عالمهما الصغير. الأكبر ركل الكرة بقوة، فضحك الأصغر وهو يركض ليلحق بها. لم يعرفا أن الزقاق، الذي كان ملعبهما، سيتحول قريبًا إلى قبر.
اقتحام الجرافات فجأة، اهتزت الأرض. هديرٌ ثقيلٌ اقترب، كأن السماء نفسها تنهار. الجرافات، بأذرعها الحديدية الضخمة، اقتحمت الحي. الجنود، بزيهم العسكري وخوذاتهم التي تخفي ملامحهم، تحركوا كالظلال. كانوا يحملون أوامر لا تُفسَّر، مكتوبة بلغة الكراهية. وجوههم كانت كالحجر، عيونهم مخفية خلف نظارات سوداء، كأنهم ليسوا بشرًا، بل آلاتٍ مبرمجة. في قلوبهم، لم يكن هناك مكانٌ للرحمة. كانوا نتاج نظامٍ يعلّمهم منذ الطفولة أن هذه الأرض ملكهم، وأن من عليها مجرد عوائق يجب إزالتها.
رأى الأكبر الجرافات تقترب. أمسك بيد أخيه الأصغر، الذي كان لا يزال يحمل الحجر الصغير. "اخفض رأسك!" همس له، لكن صوته كان يرتجف. حاولا الاختباء خلف جدارٍ متصدع، لكن الجنود كانوا أسرع. "ارفعا أيديكما!" صرخ أحدهم. الخوف جعل عيون الطفلين تلمع كالنجوم في ليلٍ بلا قمر. كانا يقفان، صغيرين، هشَّين، أمام قوةٍ لا تعرف معنى الطفولة.
القيد اقترب جنديٌ يحمل حبلًا خشنًا. قيَّد أيدي الطفلين، كما لو كانا مجرمين، كما لو كانت الكرة والحجر أسلحة. الأصغر بدأ يبكي، دموعه تسيل على خديه المغبرين. "لماذا؟ ماذا فعلنا؟" سأل الأكبر، لكن صوته كان يرتعد. الجنود لم يجيبوا. كانوا يتحركون ببرود، كأن المهمة روتين يومي. في عيونهم، لم يكن الطفلان سوى أرقام، أهدافٍ يجب إتمامها.
الأم، التي سمعت الضجيج، خرجت من البيت. رأت الجنود، رأت أطفالها مقيدين. صرخت، لكن صوتها ابتلعه هدير الجرافات. حاولت الاقتراب، لكن جنديًا دفعها بعنف. "ابتعدي!" صرخ بلغةٍ غريبة، لكنها فهمت. الخوف والغضب اختنقا في حلقها، لكنها ظلت تصرخ: "أطفالي! اتركوهما!" لكن الجنود لم يلتفتوا. كانوا كالآلات، لا يسمعون، لا يرون إلا الأوامر.
الحفرة بدأت الجرافة تحفر. الأرض، التي كانت يومًا تحمل شجر الزيتون وأحلام الأجداد، أصبحت قبرًا مفتوحًا. التراب تناثر في الهواء، كأنه يبكي على ما سيحدث. الجنود ألقوا الطفلين في الحفرة. الأكبر حاول حماية أخيه، يضمه إلى صدره، لكن الحبل الخشن جعل يديه عاجزتين. الأصغر كان يرتجف، يبكي، يهمس: "أريد أمي." الأكبر، رغم خوفه، حاول تهدئته: "لا تخف، سنخرج. الله معنا."
لكن الجرافة لم تتوقف. بدأت تطمر الحفرة. التراب سقط على الطفلين، ثقيلًا، باردًا، مختنقًا. الأكبر حاول الصراخ، لكن التراب ملأ فمه. الأصغر كان يتشبث بقميصه الأخضر، كأنه يتشبث بالحياة. الجنود وقفوا يراقبون، وجوههم خالية من أي تعبير. كانوا كالتماثيل، لا يتحرك فيهم شيء سوى أوامرهم. الجرافة استمرت، والتراب غطى القميص الأحمر والأخضر، حتى اختفيا تحت الركام.
صمت الركام عندما توقفت الجرافة، كان الحي قد أصبح أنقاضًا. الجنود غادروا، تاركين وراءهم صمتًا ثقيلًا. الأم، التي كانت قد سقطت على الأرض، نهضت. كانت تصرخ، لكن صوتها أصبح أجش. جيران الحي بدأوا يتجمعون، وجوههم تحمل مزيجًا من الرعب والغضب. بدأوا يحفرون بأيديهم، بأدواتٍ بدائية، بأظافر تنزف. كانوا يعرفون أن الطفلين لم يعودا إلى البيت.
حفروا وسط الركام، وسط الغبار الذي خنق الشمس. بعد ساعاتٍ من الحفر، وجدوا القميص الأحمر، ثم الأخضر. كانا ملطخين بالتراب، لكنهما لا يزالان يحملان لون الحياة. لكن الطفلين، تحت القميصين، لم يكونا يتحركان. الأكبر كان لا يزال يضم أخاه، كأنه حاول حمايته حتى اللحظة الأخيرة. الأصغر كان ساكنًا، عيناه مغمضتان، كأنه استسلم لنومٍ أبدي.
صرخة الأم صرخت الأم عندما رأتهما. كانت صرختها كأنها تمزق السماء. ركضت إليهما، ضمتهما إلى صدرها، لكن البرد كان قد تسلل إلى أجسادهما. "لماذا؟ لماذا؟" كانت تكرر، لكن لا أحد أجاب. الجيران وقفوا حولها، بعضهم يبكي، وبعضهم ينظر إلى الأرض، كأنها هي التي خانتهم. حملوا الطفلين إلى المستشفى، لكن الطبيب هز رأسه: "لقد تأخرتم." لم يكن هناك أمل. القميص الأحمر والأخضر، اللذان كانا يومًا رمزًا للضحك واللعب، أصبحا كفنًا.
الحياة تحت الاحتلال في غزة، لم تكن هذه الحادثة الأولى، ولم تكن الأخيرة. كل زقاقٍ في الشجاعية كان يحمل قصةً مشابهة. الأطفال الذين كانوا يلعبون، الآباء الذين كانوا يحلمون، الأمهات اللاتي كن يصنعن الخبز، كلهم كانوا أهدافًا في عيون الكيان الذي لا يرى إلا الأرض. كانوا يعيشون تحت حصارٍ يخنق الحياة، لكنهم، رغم كل شيء، كانوا يتشبثون بها. الأطفال كانوا يرسمون الشمس على الجدران، رغم أن السماء كانت دائمًا رمادية.
الأم، التي فقدت طفليها، لم تتوقف عن البكاء. لكن دموعها لم تكن ضعفًا. كانت غضبًا، كانت مقاومة. كانت تحمل في قلبها حياةً رفضت أن تموت. في الليل، كانت تجلس في غرفتهما، تمسك بقميصهما الأحمر والأخضر، تنظفهما من التراب، كأنها تحاول إعادتهما إلى الحياة.
الوحشية المبرمجة الجنود الذين فعلوا ذلك لم يكونوا مجرد أفراد. كانوا نتاج نظامٍ يزرع الكراهية في القلوب منذ الطفولة. في مدارسهم، كانوا يتعلمون أن هذه الأرض لهم، وأن من عليها ليسوا سوى أشباح. كانوا يتربون على فكرة أن القتل ليس جريمة إذا كان الهدف فلسطينيًا. كانوا يتعلمون أن الأطفال، مثل الطفلين ذوي القميصين الأحمر والأخضر، ليسوا أطفالًا، بل تهديدات.
هذه الوحشية لم تكن عفوية. كانت مبرمجة، مدروسة، جزءًا من عقيدةٍ ترى الأرض أهم من الإنسان. الجرافات التي دفنت الطفلين لم تكن مجرد آلات. كانت رمزًا لهذا النظام، الذي يحفر قبورًا للأحياء، يطمس الحياة تحت الركام، ثم يغادر كأن شيئًا لم يحدث.
رمز الألوان القميص الأحمر والأخضر أصبحا رمزًا في الحي. الأطفال بدأوا يرتدون ألوانًا مشابهة، كأنهم يتحدون الموت. الأمهات بدأن يطرّزن القمصان بالأحمر والأخضر، كأنهن يقلن: "لن ندعكم تطمسون حياتنا." في الأزقة، بدأت الجدران تمتلئ برسوماتٍ لشجر الزيتون، لشمسٍ حمراء، لأطفالٍ يركضون. كانت هذه الألوان صرخةً ضد الركام، ضد الجرافات، ضد الوحشية.
في جنازة الطفلين، تجمع أهل الحي. لم تكن جنازةً عادية. كانت مظاهرة. حملوا القميصين الأحمر والأخضر، رفعوهما عاليًا، كأنهما علمٌ جديد. الأم، التي كانت مكسورة القلب، وقفت وسط الحشد. لم تتكلم، لكن عينيها كانتا تقولان: "أطفالي لم يموتوا. إنهم يعيشون في كل طفلٍ هنا."
غزة لا تموت غزة، رغم الركام، لم تتوقف عن الحياة. الأطفال عادوا إلى الأزقة، يلعبون، يرسمون، يحلمون. الأمهات عدن إلى أفرانهن، يصنعن الخبز. الآباء عادوا إلى عملهم، يبنون من الأنقاض أملًا جديدًا. لكن الجرح بقي. القميص الأحمر والأخضر بقيا معلقين في بيت الأم، كتذكارٍ لأطفالٍ لم يرغبوا سوى باللعب، لكنهم واجهوا وحشًا لا يعرف الرحمة.
في الليل، كانت الأم تنظر إلى السماء. لم تكن رمادية بعد الآن. كانت هناك نجوم، صغيرة، لكنها تلمع. كأنها عيون طفليها، تقولان لها: "نحن هنا، يا أمي. لن نموت." وغزة، رغم كل شيء، استمرت. لأن غزة لا تموت، حتى لو دُفنت تحت الركام.
……..
قصة : المدينة التي أكلت أطفالها
المشهد الأول: زقاق الغبار في مدينة بلا اسم، حيث السماء كلوحة نُزعت ألوانها، كانت الأزقة تنبض بحياة متعبة، كأنها أوردة قلب يحتضر. الغبار، الذي تراكم على الأرض، كان كذاكرة الأرض التي ترفض النسيان. في زاوية من زقاق ضيق، جلست أم يحيى، امرأة في الأربعين، عيناها كبحر جف مصبه، تمسك بقطعة خبز يابسة تحاول إطعام ابنها فؤاد، البالغ من العمر خمس سنوات. وجهه، الملطخ بالرماد، كان يحمل براءة لم تُطفأ بعد، رغم أن صوت الانفجارات كان يتردد كإيقاع طبل بعيد.
"لماذا السماء غاضبة، يا أمي؟" سأل فؤاد، وهو يشير إلى الدخان الذي يتصاعد كأرواح هاربة من الأرض. أم يحيى صمتت. كيف تشرح لقلب صغير أن الغضب ليس في السماء، بل في قلوب من نسوا أن للأرض أطفالًا؟ ضمته إلى صدرها، كأنها تحميه من عالم لم يعد يعرف الرحمة. كان فؤاد يحمل قلمًا صغيرًا، يرسم به دوائر على الأرض، كأنه يحاول خلق عالم آخر، عالم لا يعرف البارود.
في تلك الليلة، تحت ضوء قمر شاحب، مرت طائرة بلا وجه فوق المدينة. صوتها كان كعويل الريح، لكنه أثقل، أكثر حدة. في لحظة، تحولت دار الجيران إلى كومة من الحجارة. صرخت أم يحيى، لكن صوتها غرق في فوضى الليل. فؤاد، الذي كان يرسم دوائره، لم يعد يتحرك. عيناه مفتوحتان، لكن الضوء فيهما قد انطفأ. الدم، الذي سال من صدره، بدا كخط أحمر أكمل دوائره على الأرض.
……
المشهد الثاني: الجندي والبندقية على تلة بعيدة، في معسكر محاط بأسلاك شائكة، جلس جندي شاب، يداه ترتجفان وهو يمسك ببندقيته. كان اسمه غير مهم، فالجميع هنا كانوا أرقامًا في سجل لا يقرؤه أحد. كان قد تلقى الأوامر: "الأهداف في القطاع الجنوبي. نفّذوا بدقة." لكن في ذهنه، كانت وجوه الأطفال تطارده. رأى فؤاد، أو ربما طفلًا آخر، في مرمى بندقيته قبل أيام. لم يكن يعرف اسمه، لكنه تذكر عينيه، تلك العينين اللتين بدتا تسألانه: "لماذا؟"
في غرفة القيادة، كان الضابط يتحدث بلغة باردة كالمعدن. "الأمن يتطلب تضحيات. لا مكان للتردد." الجندي حاول أن يتذكر متى بدأ يرى العنف كجزء من يومه، كما يرى الموظف أوراقه أو البائع بضاعته. كان العنف قد أصبح روتينًا، مثل تنظيف الأسنان أو شرب القهوة. لكنه، في لحظات الوحدة، كان يسمع صوتًا داخليًا يهمس: "هل هذا أنت؟"
في إحدى الليالي، وبينما كان ينظف بندقيته، رأى انعكاس وجهه في المعدن. لم يكن وجهه. كان وجهًا آخر، مشوهًا، كأنه وجه المدينة نفسها. أغلق عينيه، لكنه لا يزال يرى الدوائر التي رسمها فؤاد على الأرض، كأنها تطارده.
……..
المشهد الثالث: الصحفي والكاميرا في فندق مهجور على أطراف المدينة، كان هناك صحفي أجنبي، يحمل كاميرا ودفترًا مليئًا بالملاحظات. كان قد جاء ليوثق الحرب، لكنه وجد نفسه عاجزًا أمام الحقيقة. كيف ينقل صوت أم يحيى؟ كيف يصور وجه فؤاد قبل أن يصبح ذكرى؟ كتب في تقريره: "الخسائر المدنية مؤسفة، لكنها جزء من الصراع." لكنه، في قلبه، كان يعرف أن هذه الكلمات خيانة. الحقيقة ليست في الأرقام، بل في الدم الذي يسيل في الأزقة، في الصرخات التي لا تصل إلى العالم.
في إحدى الليالي، التقى بأم يحيى في مستشفى ميداني. كانت تجلس بجانب سرير فارغ، تحدق في لا شيء. حاول أن يسألها، لكنها قالت: "ماذا ستكتب؟ أن ابني مات؟ أم أن العالم نسي أن له اسمًا؟" تركها وعاد إلى غرفته، حيث كتب تقريرًا آخر، لكنه مزق الورقة. لأول مرة، شعر أن الكلمات لا تكفي. نظر إلى صورته في المرآة، ورأى وجهًا متعبًا، كأنه وجه المدينة نفسها.
……..
المشهد الرابع: الدبلوماسي والمؤتمر في عاصمة بعيدة، كانت القاعات المكيفة تضج بحديث السلام. دبلوماسي ببدلة أنيقة، يتحدث بلغة مصقولة، كان يدافع عن "الحق في الدفاع عن النفس". كلماته كانت كالزجاج: شفافة، لكنها لا تحمل شيئًا. في كواليس المؤتمر، كان يتبادل النكات مع زملائه، يتحدثون عن الأسواق والاستثمارات. المدينة التي فقدت فؤاد لم تكن سوى بند على جدول أعمالهم.
في تلك الليلة، حلم الدبلوماسي بطفل يقف في زقاق. كان الطفل يحمل قلمًا، يرسم دوائر على الأرض. استيقظ الدبلوماسي مفزوعًا، لكنه سرعان ما طرد الحلم من ذهنه. "إنه مجرد صراع محلي," قال لنفسه، وعاد إلى نومه. لكنه، في أعماقه، كان يعرف أن كلماته فارغة، مثل السماء التي تخلت عن المدينة.
……….
المشهد الخامس: الطبيب والمستشفى في مستشفى ميداني، حيث الجدران ملطخة بالدم واليأس، كان الدكتور مروان يحاول إنقاذ ما تبقى. كان يرى الأطفال يصلون إليه، أجسادهم ممزقة، وكان يعرف أن معظمهم أصيبوا في الرأس أو الصدر. لم يكن هناك خطأ في التصويب. كل طلقة كانت محسوبة، كأن الموت نفسه قد أصبح مهندسًا. مروان، الذي كان يحلم يومًا بأن يصبح شاعرًا، وجد نفسه يكتب قصائد من الألم في ذهنه. "كيف أعالج قلبًا توقف عن الحلم؟" كان يسأل نفسه.
في إحدى الليالي، وصلت أم يحيى إلى المستشفى، تحمل فؤاد بين ذراعيها. نظر مروان إلى الطفل، لكنه عرف أن الوقت قد فات. حاول أن يواسيها، لكنها قالت: "لا تعتذر. أنتم تحاولون، لكن العالم هو من يقتلنا." تركته وخرجت إلى الزقاق، حاملة قلم فؤاد، كأنه الشيء الوحيد الذي يربطها بالحياة.
………
المشهد السادس: المعلمة والأمل في مدرسة نصف مدمرة، كانت المعلمة ليلى تجمع الأطفال المتبقين. كانت تحكي لهم قصصًا عن أبطال وهميين، كأنها تحاول أن تعيد إليهم الأمل. لكن الأطفال، الذين فقدوا أصدقاءهم مثل فؤاد، كانوا ينظرون إليها بعيون زجاجية. "هل سيعود فؤاد؟" سأل طفل صغير. ليلى لم تجب، بل بدأت ترسم دوائر على السبورة، كأنها تحاول إعادة رسم عالم فؤاد.
في إحدى الليالي، سمعت ليلى صوت انفجار قريب. هرعت إلى الأطفال، لكنها وجدت أن السماء قد أمطرت نارًا مرة أخرى. في الصباح، كانت المدرسة مجرد أنقاض. لكن ليلى عادت، حاملة سبورة صغيرة، وبدأت تعلم الأطفال تحت شجرة متفحمة. كانت تعرف أن التعليم هو المقاومة الوحيدة المتبقية.
……..
المشهد السابع: التطبيع في المدينة، أصبح العنف جزءًا من الحياة. الناس توقفوا عن عدّ الانفجارات. الأطفال توقفوا عن اللعب، لأن الألعاب أصبحت أنقاضًا. لكن في مكان ما، بعيدًا عن الأزقة، كانت هناك قاعات تُعقد فيها صفقات. أسلحة تُباع، عقود تُوقّع، وأرقام تُحسب. كان العنف قد أصبح سلعة، يُسوّق لها كما تُسوّق السيارات أو الهواتف. في عالم النيوليبرالية، كانت الإبادة مجرد بند في ميزانية، والأطفال مجرد أضرار جانبية.
أم يحيى، التي فقدت فؤاد، بدأت ترى العالم بعيون مختلفة. كانت تسمع أصوات المؤتمرات في الراديو المكسور في الزقاق. كلمات مثل "السلام" و"الأمن" بدت لها كذبة كبيرة. لكنها لم تفقد الأمل. كانت تحمل قلم فؤاد، ترسم به خطوطًا على الأرض، كأنها تحاول إعادة بناء عالم لم يعد موجودًا.
…….
المشهد الثامن: الأنقاض والذكرى بعد أشهر من الدمار، عادت أم يحيى إلى الزقاق نفسه. كانت السماء لم تعد غاضبة، لكنها لم تكن سعيدة أيضًا. جلست تحت شجرة متفحمة، تحمل قلم فؤاد، ترسم دوائر على الأرض. كل دائرة كانت ذكرى، كل خط كان أملًا. حولها، كانت المدينة تحاول أن تعيش. أطفال آخرون بدأوا يلعبون بين الأنقاض، يضحكون رغم كل شيء.
في مكان ما، كان الجندي لا يزال يحلم بوجوه الأطفال. قرر أن يترك بندقيته، لكنه عرف أن العالم لن يسمح له بالهروب. الصحفي كتب تقريرًا أخيرًا، قرر فيه أن يقول الحقيقة، حتى لو لم ينشره أحد. الدبلوماسي استمر في مؤتمراته، لكنه بدأ يشعر بثقل كلماته. الدكتور مروان، في المستشفى، كتب قصيدة على جدار الغرفة: "الأرض تنزف، لكنها لا تموت."
……..
المشهد التاسع: الدوائر أم يحيى نظرت إلى السماء. لم تسأل لماذا هي غاضبة هذه المرة. بدلاً من ذلك، همست: "فؤاد، سأحمل اسمك في قلبي، وسأرسم عالمًا يستحقك." ثم عادت إلى رسمها، كأن الخطوط على الأرض يمكن أن تبني مدينة جديدة. كانت تعرف أن الدوائر التي ترسمها لن تعيد فؤاد، لكنها كانت تعرف أيضًا أن الدوائر هي الأمل، هي المقاومة.
في تلك اللحظة، اقترب طفل صغير، يحمل عصا، وبدأ يرسم دوائر بجانب دوائرها. لم يقل شيئًا، لكن عينيه كانتا تحملان البراءة نفسها التي كانت في عيني فؤاد. أم يحيى ابتسمت، لأول مرة منذ أشهر. كانت تعرف أن المدينة قد أكلت أطفالها، لكنها كانت تعرف أيضًا أن الأطفال سيبنون مدينة جديدة.
…..
المشهد العاشر: السماء الجديدة في المدينة التي نسيت شمسها، بدأت السماء تتغير. لم تكن زرقاء بعد، لكنها لم تكن رمادية تمامًا. كانت هناك بقعة ضوء صغيرة، كأن الشمس تحاول أن تتذكر طريقها. أم يحيى، ليلى، مروان، والأطفال الذين نجوا، بدأوا يبنون من الأنقاض. لم يكن بناءً من حجارة، بل من ذكريات، من أمل، من دوائر مرسومة على الأرض.
العالم الخارجي استمر في حديثه عن الأمن والاقتصاد، لكن في المدينة، كان هناك صوت آخر يولد. صوت الأمهات اللواتي يرفضن النسيان، صوت الأطفال الذين يرسمون دوائر، صوت الأرض التي تنزف لكنها لا تموت.
……. ……..
قصة: ظلال الجسد المسروق
الأرض التي تخفي الجرح في ليلة غزة المغبرة، حيث تمتزج أصوات الريح بأنين القصف البعيد، كانت سلوى تجلس بجانب قبر خالٍ على أطراف مخيم جباليا. كان القبر مخصصاً لابنها إسماعيل، الذي استشهد في غارة جوية قبل أشهر، لكن جثته لم تُعد بعد. كانت الشائعات تتسلل كالسم: الاحتلال يحتجز الجثامين، يشوهها، يستأصل أعضاءها. سلوى، التي كانت تحتضن ذكرى ابنها، شعرت بقلبها ينقبض. كان الألم يحفر في صدرها صمتاً، كما لو أن الحزن الحقيقي لا يُحكى، بل يُحتمل في الخفاء. لكنها لم تستطع السكوت. نظرت إلى التراب وتساءلت: "هل لا يزال إسماعيل كاملاً، أم أن جسده أصبح مادة في أيديهم؟" كانت جريمتهم تفوق وحشية النازية، التي دنست الأحياء، لكن هؤلاء تجاوزوا الموت نفسه، ينتهكون الجثث في ظلم يتحدى كل قانون إنساني.
الجسد كشهادة في مستشفى الشفاء، كان الدكتور أحمد يعمل تحت وطأة القصف ونقص الأدوات. وصلت شاحنة تحمل جثامين أُعيدت عبر معبر إيرز، ملفوفة بأكفان مهترئة، بعضها ناقص الأطراف، وبعضها يحمل شقوقاً دقيقة كأنها رسوم ليد خبيرة. كانت هذه الأجساد كأنها أشياء مسروقة من كرامتها، تذكّر بأولئك الذين نُهبت إنسانيتهم في قصص الظلم القديمة. أحمد، الذي اعتاد الموت، شعر بالرعب وهو يفحص جثة شاب تحمل جرحاً في البطن، كأن شيئاً حيوياً سُلب منها. "هذه ليست جثة،" همس لزميله ياسين، "إنها شهادة مكتوبة على الجلد." بدأ يوثق الإصابات بكاميرا قديمة، مدركاً أن هذه الصور هي صوت الضحايا في عالم أصابه الصمم. كانت الجريمة هنا تتجاوز ما ارتكبته النازية، فحتى أفرانها لم تدنس الجثث بهذا التخطيط المنهجي.
الغرفة الباردة في تل أبيب، داخل منشأة طبية عسكرية محاطة بالسرية، كانت الدكتورة حنة، طبيبة شابة، تعمل في قسم التشريح. كانت تظن أن عملها يخدم العلم، حتى بدأت الحقيقة تتكشف كمرآة تعكس الوجه الحقيقي للجريمة. في ليلة معتمة، دخلت غرفة التبريد لتجد جثثاً مرقمة بلا أسماء، معظمها لشباب فلسطينيين. بعضها كان بدون قرنيات، وبعضها يحمل شقوقاً تشير إلى استئصال أعضاء. سألت مديرها، العقيد بنيامين، عن مصدر هذه الأعضاء. أجابها ببرود: "لا تسألي، هذا أمر أمني." لكن عينيها وقعتا على ملف بعنوان "مخزون الأنسجة – غزة 2025". شعرت بثقل الذنب يخنقها، كأنها تقف أمام حافة الهاوية الأخلاقية. كانت هذه الجريمة أبشع من النازية، التي قتلت بلا تمييز، بينما هنا تُنتهك الجثث بعقلية استعمارية تحول الإنسان إلى مادة خام.
صرخة الأم في غزة، بدأت سلوى تبحث عن الحقيقة. سمعت عن سرقة أعضاء الشهداء، كأن الجسد الفلسطيني تحول إلى رمز للنضال والانتهاك معاً. قرأت عن استبدال القرنيات بعدسات بلاستيكية لإخفاء السرقة، فشعرت أن الظلم لا ينتهي عند الموت، بل يمتد إلى ما هو أبعد. انضمت إلى لجنة أهالي الشهداء، حيث التقت تغريد، امرأة عجوز تحدثت عن ابنها الذي أُعيدت جثته بعد عام، لكن عينيه كانتا مغلقتين بشكل غريب، كأن النور سُرق منهما. "كيف يجرؤون على سرقة أبنائنا حتى بعد استشهادهم؟" صرخت سلوى، وكان صوتها يحمل صدى الألم الذي لا يُحكى. كانت الجريمة هنا تفوق النازية، التي دمرت الأجساد، لكن هؤلاء ينتهكون حتى المقدس في الموت.
القانون الأعرج في رام الله، كان المحامي حسام يجمع الأدلة لتقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية. كان يعلم أن القوانين الدولية تحمي حرمة الجثامين، لكنه كان يدرك أن العدالة تتعثر عندما يكون الضحية فلسطينياً. قرأ تقارير عن سرقة الأنسجة منذ عقود، وشاهد صوراً لجثث تحمل ندوباً تشير إلى نهب ممنهج. كتب في يومياته: "هذه ليست جريمة حرب، إنها استعمار للموت نفسه." كان يشعر بثقل الحقيقة، كأنها عبء لا يُطاق، لكنه كان مصمماً على حمله. كانت هذه الجرائم أشد قسوة من النازية، التي ارتكبت فظائعها في العلن، بينما هنا يُنفذ الظلم في الظل، محمياً بصمت العالم.
الضمير المتمرد حنة، في تل أبيب، بدأت تشعر بالذنب ينهشها. قررت توثيق ما تراه، كأنها تحاول استعادة إنسانيتها من بين أنقاض الجريمة. صورت ملفات الجثث المرقمة، وسجلت محادثات زملائها الذين تحدثوا عن "استخدام الأعضاء لأغراض علمية". في ليلة مظلمة، سمعت بنيامين يتحدث عن صفقة مع مستشفى أوروبي لبيع أنسجة بشرية. كانت كلماته كالسم: "هم موتى، لا يحتاجون إلى أعضائهم." حنة قررت تسريب الأدلة، مدركة أن هذا قد يكلفها حياتها. كانت جريمتهم تفوق النازية، التي دمرت الأجساد بحقد، بينما هنا يُنتهك الجسد بعقلية باردة تحول الإنسان إلى سلعة.
الشارع الناقم في غزة، نظمت سلوى ونيرمين وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة. حملوا صور الجثث المشوهة، وطالبوا بتحقيق دولي. لكن الإعلام الغربي تجاهل الحدث، كأن العالم أغلق عينيه عن الحقيقة. سلوى لم تستسلم. بدأت تكتب رسائل إلى منظمات حقوقية، مرفقة بصور وتقارير. في إحدى الرسائل، كتبت: "إذا لم ترَ العدالة موتانا، فسنظل نحن نراهم." كان صوتها يحمل روح المقاومة التي لا تموت، حتى في وجه ظلم يتجاوز النازية، التي دمرت الأجساد بنار الحقد، بينما هنا تُسلب الجثث بمنطق الاستعمار البارد.
التسريب والاختفاء حنة، بعد صراع داخلي، أرسلت الأدلة إلى منظمة حقوقية دولية عبر قناة مشفرة. كتبت: "أنا طبيبة، لكنني لست جزءاً من هذه الجريمة." وصلت الأدلة إلى حسام في رام الله، الذي بدأ يعمل مع فريق دولي لتقديمها إلى المحكمة الجنائية. لكن حنة اختفت بعدها. بعضهم قال إن إيهود، ضابط المخابرات، "حل المشكلة". آخرون قالوا إنها هربت إلى مكان مجهول. كانت كمن يحمل وزر الضمير في عالم لا يرحم، وكانت الجريمة التي شهدتها أبشع من النازية، التي قتلت بلا تمييز، بينما هنا يُنتهك الجسد بتخطيط يحول الموت إلى تجارة.
الجثمان المسروق بعد أشهر، أُعيدت جثة إسماعيل إلى سلوى. كانت ملفوفة بكفن ممزق، وعيناه مغلقتان بشكل غريب، كأن النور سُلب منهما. رفضت سلوى دفنه قبل أن يفحصها الدكتور أحمد. اكتشف أن قرنياته سُرقت، وبطنه يحمل شقاً يشير إلى استئصال عضو حيوي. سلوى انهارت، لكنها حملت جثة ابنها إلى المقبرة، وقالت: "سأدفنك يا إسماعيل، لكن الحقيقة لن تُدفن." كانت كلماتها تحمل صدى المقاومة التي لا تنكسر، في وجه جريمة تفوق النازية، التي دمرت الأجساد بنار، بينما هنا تُنتهك الجثث بسكين الجراحة المنهجية.
مرآة الصمت في قاعة المحكمة الجنائية الدولية، وقف حسام يقدم الأدلة: صور الجثث، تسجيلات حنة، تقارير عن سرقة الأعضاء. لكن القاعة كانت شبه خالية. الدول الغربية رفضت الحضور، مدعية أن القضية "سياسية". حسام نظر إلى المقاعد الفارغة وقال: "إذا لم يرَ العالم موتانا، فسنظل نحن نراهم." في غزة، استمرت سلوى ونيرمين وتغريد في تنظيم الوقفات، وكان صوت عزالدين ورائد وعلي يتردد في الشوارع: "لن نسكت." كانوا يحملون الوطن في قلوبهم، حتى لو سُرقت أجسادهم، في مواجهة ظلم يتجاوز النازية، التي قتلت الأحياء، بينما هنا يُنتهك الموتى بمنطق استعماري يحول الجسد إلى مادة خام.
.
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف أوقعت الصين الناتو في فخ -الأسلحة الناقصة-!
-
الصين تُحلّق في سماء العالم بينما الغرب يُحارب طواحين الهواء
...
-
الإخوان المسلمون في كوميديا الخلط العالمي
-
حسن نصرالله يُرعب أباطرة التكنولوجيا والإبادة بابتسامته وكلم
...
-
نتنياهو والكيان النازي الصهيوني المارق... كوميديا مكررة
-
الصين تقلب الطاولة: كوميديا التربة النادرة وانهيار إمبراطوري
...
-
مرتزقة الخليج وفتح: كوميديا الخيانة في عشرة مشاهد !
-
من بروكسل إلى نوبل : كيف تغسل جريمة إبادة جماعية في خمس خطوا
...
-
بوشيه وعصابة البيجرات المتفجرة – سيرك الكذب الليبرالي حيث تن
...
-
رواية : -طريق الحرير المقاوم-
-
اوهام المحتل : دروس من الجزائر وغزة.. وكيف يحلم -الأبطال- با
...
-
شريعة الغاب: مغامرات العم سام في عالم البلطجة العالمية!
-
إيران ترسل صواريخها إلى الفضاء الخارجي.. والبيت الأبيض يبحث
...
-
ثيو فرانكن يعيد اختراع بلجيكا: من الضمان الاجتماعي إلى قصر ا
...
-
رواية ديناصور الخراب
-
غزة تدعس على الكيان: كوميديا المقاومة التي أطاحت باللوبي الص
...
-
رواية -القمر الذي أضاء الخرافات-.. رواية قصيرة جدا
-
ديناصور الخراب: لوييه ميشيل وإرث النازية الجديدة في قلب أورو
...
-
قصص سبع عن مدن الظلال المقيتة أو مدن الوهابية الظلامية
-
أردوغان: خليفة الوهم أم منظف مراحيض الناتو؟
المزيد.....
-
الشاغور في دمشق.. استرخاء التاريخ وسحر الأزقّة
-
توبا بيوكوستن تتألق بالأسود من جورج حبيقة في إطلاق فيلم -الس
...
-
رنا رئيس في مهرجان -الجونة السينمائي- بعد تجاوز أزمتها الصحي
...
-
افتتاح معرض -قصائد عبر الحدود- في كتارا لتعزيز التفاهم الثقا
...
-
مشاركة 1255 دار نشر من 49 دولة في الصالون الدولي للكتاب بالج
...
-
بقي 3 أشهر على الإعلان عن القائمة النهائية.. من هم المرشحون
...
-
فيديو.. مريضة تعزف الموسيقى أثناء خضوعها لجراحة في الدماغ
-
بيت المدى يستذكر الشاعر القتيل محمود البريكان
-
-سرقتُ منهم كل أسرارهم-.. كتاب يكشف خفايا 20 مخرجاً عالمياً
...
-
الرئيس يستقبل رئيس مكتب الممثلية الكندية لدى فلسطين
المزيد.....
-
المرجان في سلة خوص كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
بيبي أمّ الجواريب الطويلة
/ استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
-
قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي
/ كارين بوي
-
ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا
/ د. خالد زغريت
-
الممالك السبع
/ محمد عبد المرضي منصور
-
الذين لا يحتفلون كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
شهريار
/ كمال التاغوتي
-
مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
شهريار
/ كمال التاغوتي
-
فرس تتعثر بظلال الغيوم
/ د. خالد زغريت
المزيد.....
|