|
نتنياهو والكيان النازي الصهيوني المارق... كوميديا مكررة
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8502 - 2025 / 10 / 21 - 09:59
المحور:
كتابات ساخرة
الصفحة الأولى: نتنياهو يتباهى... ونحن نضحك! في مشهد يستحق أن يُكتب في كتب الكوميديا السوداء، خرج علينا بنيامين نتنياهو، أو كما يحلو لنا تسميته "الداعشي الصهيوني"، يتباهى بأن الإرهابي أبو محمد الجولاني، نجم مسرح الوهابية التكفيرية، قد "باعه" الجنوب السوري وهضبة الجولان. تخيلوا المشهد: نتنياهو يقف أمام مرآته في مكتبه، يصفف شعره (أو ما تبقى منه)، ويتمتم: "أنا العبقري! الجولان ملكي الآن، بفضل صفقة القرن مع الداعشي الاسلامي الصهيوني الجولاني!" يا لها من صفقة! كأن الجولاني كان يملك الجولان أصلاً، أو كأن سوريا عبارة عن سوق نخاسة يتبادل فيها الإرهابيون والمحتلون الأراضي على فنجان قهوة! نتنياهو، بكل جدية، يظن أن هذا التباهي سيجعله يبدو كـ"نابليون الشرق الأوسط". لكنه، في الحقيقة، يشبه ذلك الطفل الذي يسرق حلوى من محل ويجري إلى أمه ليتباهى، غير مدرك أن صاحب المحل يتبعه بمطرقة! نتنياهو، ايها الأبله العجيب ، الجولان ليس عقارًا في واشنطن تبيعه أو تشتريه، والجولاني ليس وكيل عقارات معتمدًا. لكن، دعونا نمنح الرجل جائزة "أفضل ممثل كوميدي" لهذا العام، فقد نجح في إضحاكنا حتى البكاء! الصفحة الثانية: شارون يضحك من قبره لنعد بالزمن قليلاً إلى الثمانينيات، عندما كان أرييل شارون، سلف نتنياهو في مسرح الجرائم، يتباهى هو الآخر بأن الداعشي المسيحي الصهيوني بشير الجميّل، نجم ميليشيا الكتائب، قد "باعه" جنوب لبنان وبيروت والبقاع. شارون، الذي كان يحلم بأن يصبح "ملك الشرق الأوسط"، انتهى به المطاف يفر من غزة وهو يصرخ: "الاحتلال لا ينتصر، بل ينتحر!" يا لها من حكمة متأخرة، يا شارون! كأنك اكتشفت أن النار تحرق بعد أن أحرقت يديك!اليوم، نتنياهو يعيد نفس النص، لكنه يضيف لمسة درامية خاصة به: جرائم ضد الأطفال والمدنيين بكميات تجارية! شارون، لو كان حيًا، لضحك من قبره وقال: "يا بنيامين، أنت تأخذ الكوميديا إلى مستوى جديد! أنا على الأقل كنت أحلم بلبنان، أما أنت فتحلم بسوريا وغزة ولبنان معًا؟ يا رجل، اشترِ خريطة وتعلم الجغرافيا أولاً!" الصفحة الثالثة: جيش نتنياهو المفقود نتنياهو يدّعي أن جيشه "الذي لا يُقهر" يحقق انتصارات باهرة. لكن، دعونا نكون صرحاء: أين هذا الجيش؟ في غزة، يبدو أن الجنود الصهاينة يلعبون لعبة "الاختباء"، لكنهم يختبئون من أنفسهم! عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، ولا زال نتنياهو يصرح: "نحن نسيطر!" يا رجل، الوحيد الذي تسيطر عليه هو حسابك على تويتر، وبالكاد! في لبنان، أرسل نتنياهو سبعين ألف جندي لمواجهة بضعة آلاف من المقاومين. النتيجة؟ لم يتقدموا شبرًا واحدًا! تخيلوا المشهد: جيش بكامل عتاده، مدعوم بطائرات اف 35 ودبابات الميركافا، يقف مشلولاً أمام الف أو الفين مقاوم في الجنوب اللبناني يقاتلون بإرادة من حديد. يبدو الأمر وكأن نتنياهو يدير عرضًا كوميديًا بعنوان: "كيف تخسر حربًا بأغلى المعدات العسكرية؟" الصفحة الرابعة: الجولاني... بطل المسرحية الهزلية أبو محمد الجولاني، الذي يحلم نتنياهو بأن يكون "شريكه" في صفقة الجولان، هو نفسه الذي كان يقود تنظيمًا إرهابيًا يُسمى "جبهة النصرة". الآن، وبعد جلسة "تجميل إعلامي" مدعومة ببترودولارات، أصبح الجولاني "رجل دولة" في نظر نتنياهو. يا لها من قفزة! من إرهابي مطلوب إلى "شريك استراتيجي" في صفقة عقارية وهمية! تخيلوا الجولاني يجلس في مكتب مزين بأعلام تنظيمه القديم، يكتب عقد بيع الجولان على ورقة مناديل، ويرسلها إلى نتنياهو مع رسالة: "تفضل، الجولان والجنوب السوري هدية مني!" ونتنياهو، بدلاً من أن يتساءل عن مصداقية هذا "البيع"، يرقص فرحًا ويعلن: "لقد انتصرنا!" يا سيد نتنياهو، إذا كان الجولاني يملك الجولان والجنوب السوري، فأنا أملك كوكب زحل ! هل تريد توقيع عقد شراء؟ الصفحة الخامسة: المقاومة... الكوميديا التي أرعبت نتنياهو بينما ينشغل نتنياهو بصفقاته الوهمية، هناك نجم آخر في هذه المسرحية: المقاومة. في لبنان، غزة، واليمن والعراق وإيران وحتى بدأت في سورية بعلمها النجمتين ، تثبت المقاومة أنها لا تحتاج إلى ترسانة نووية لتُذل جيشًا مدعومًا بأمريكا وأوروبا. يكفيها أحمد قصير، الذي نفذ عملية استشهادية بسيارة صغيرة عام 1982، وأرسل مئة من قادة الصف الاول للاحتلال الصهيوني النازي إلى "عالم آخر" دون تذكرة عودة.تخيلوا المقاومة وهي تشاهد خطابات نتنياهو: "سنقصف كل شيء!" فيردون: "حسنًا، يا نتنياهو، جرب أن تقصف إرادتنا!" المقاومة لا تحتاج إلى 189 طنًا من المتفجرات لتدمير خيام الأطفال، كما يفعل نتنياهو، ما قبل البارحة كما تباهى . يكفيها شاب بسيط، سيارة صغيرة أو شاحنة كبيرة ، وإيمان بحق الشعوب في الحرية. هذا هو الفرق بين بطل حقيقي و"بطل" يتباهى بصفقات وهمية مع إرهابيين. الصفحة السادسة: سوريا تستيقظ... ونتنياهو يرتجف في سوريا، يظن نتنياهو أنه حقق انتصارًا بسبب "تدمير وعي الشعب السوري" بالفكر الوهابي التكفيري. بتمويل يقدر بتريلوني دولار من محميات الخليج الصهيو أمريكية ، لكن، دعونا نكون صرحاء: الشعب السوري ليس بهذه السذاجة! بعد سنوات من الحرب والتضليل، بدأ السوريون يستيقظون. وهذه الصحوة، يا نتنياهو، ستكون أكثر رعبًا من أسوأ كوابيسك!تخيلوا الشعب السوري يجتمع في ساحة عامة ويقول: "حسنًا، يا نتنياهو، شكرًا على تذكيرنا! الآن، دعنا نريك كيف نطرد الدواعش والمحتلين!" سوريا، التي لم تكن في مواجهة مباشرة مع الكيان الصهيوني كما غزة أو لبنان، تستعد الآن لدورها في المسرحية. ونتنياهو، الذي يظن أن الجولاني سينقذه، سيجد نفسه يواجه شعبًا يعرف كيف يقاوم، حتى لو بأبسط الوسائل. الصفحة السابعة: اليمن... الكابوس الجديد إذا كان نتنياهو يظن أن غزة ولبنان هما المشكلة الوحيدة، فلينظر إلى اليمن! اليمن، التي تحولت من بلد يعاني الحصار إلى قوة إقليمية تخيف أمريكا وإسرائيل معًا. المقاومة اليمنية، التي تضرب أهدافًا بدقة مذهلة، تجعل نتنياهو يفكر: "هل أنا في حرب أم في لعبة فيديو خاسرة؟"تخيلوا نتنياهو يجلس في غرفة العمليات، يتلقى تقارير: "سفينة أمريكية تضررت! احدث الطائرات الأمريكية ، تتزحلق من من على حاملات الطائرات ، مفضلة الغرق في البحر، على أن تصيبها صواريخ صنعاء وتثقبها ، كما تفعل مع حاملات ترومان و فورد وريغان وترامب الهاربة لا تلوي على شيء ، ميناء إيلات تحت النار!" فيرد: "من فعل هذا؟" الجواب: "اليمن!" نتنياهو يصرخ: "اليمن؟ أين هي اليمن على الخريطة؟!" يا جبان ، يا قاتل الاطفال والعزل ، اشترِ خريطة جديدة، لأن اليمن ليست مجرد نقطة على الخريطة، بل هي سيف سيُطيح بأحلامك! الصفحة الثامنة: أمريكا وأوروبا... الرعاة المذعورون نتنياهو يعتمد على أسياده في واشنطن ولندن وبرلين وبروكسل، لكنه ينسى أن هؤلاء الأسياد لديهم مشاكلهم الخاصة. أمريكا، التي كانت تتلقى "أخبارًا كارثية" من لبنان في الثمانينيات، تعيش الآن نفس الكابوس في اليمن وغزة. أما أوروبا، فهي مشغولة بمحاولة إنقاذ اقتصادها من الانهيار وسرقة صناديق الضمان الاجتماعي وشراء الأسلحة الأمريكية المعطوبة ، ولا وقت لديها لتدعم مغامرات نتنياهو الكوميدية.تخيلوا مكالمة هاتفية بين نتنياهو وترامب اوبايدن (أو خليفته): نتنياهو: "جو، نحن بحاجة إلى المزيد من الأسلحة!" بايدن: "بنيامين، أنا مشغول بحملة إعادة انتخابي... أو ربما نسيت أنني لست رئيسًا بعد الآن؟" نتنياهو: "لكن اليمن يضربنا!" بايدن: "اليمن؟ أليس هذا فريق كرة قدم؟" هذه هي الحلفاء الذين يعتمد عليهم نتنياهو! الصفحة التاسعة: نهاية المسرحية نتنياهو، بكل جرائمه وتباهيه، يكتب الفصل الأخير للكيان الصهيوني. كل قنبلة يلقيها على الأطفال، وكل صفقة وهمية يبرمها مع إرهابيين، تجعل نهايته أقرب. التاريخ لا يرحم، والمقاومة لا تنسى. بشير الجميّل، إيلي حبيقة، محمود عباس ، شارون... كلهم ذهبوا إلى مزبلة التاريخ. ونتنياهو، بكل تأكيد، سيتبعهم.تخيلوا المشهد الختامي: نتنياهو يقف على منصة، يحاول إلقاء خطاب "النصر"، لكن المقاومة تقطع كلمته بعملية جديدة. الجمهور يضحك، ليس لأن الخطاب مضحك، بل لأن الرجل يظن أنه لا يزال بطل المسرحية. لكنه، في الحقيقة، مجرد مهرج في مسرحية كتب نهايتها شعب المقاومة. الصفحة العاشرة: رسالة إلى نتنياهو يا نتنياهو، يا نجم الكوميديا السوداء، استمتع بأحلامك الوهمية طالما تستطيع! الجولاني لن ينقذك، وجيشك المفقود لن ينتصر، وأسيادك في الغرب مشغولون بمشاكلهم. أما المقاومة، فهي تنتظرك، من غزة إلى لبنان، من اليمن إلى سوريا. حرب الـ12 يومًا، والسابع من أكتوبر، لم تكونا سوى "بروفة". العرض الحقيقي قادم، ونصيحتنا لك: ابحث عن مخرج طوارئ، لأن الجمهور لن يرحم!الخاتمة: في هذا الميدان المارق، حيث يرقص نتنياهو على أنغام جرائمه، المقاومة هي الوحيدة التي تملك السيناريو الحقيقي. نتنياهو، بكل تباهيه وصفقاته الوهمية، ليس سوى مهرج في مسرحية كتبها الشعب العربي، وستنتهي بانتصار المقاومة. اضحك يا نتنياهو، فالضحكة الأخيرة ستكون لنا!
………
المادة الجادة
نهاية الكيان الصهيوني... من شارون إلى نتنياهو
مقدمة: جذور الصراع وتكرار التاريخ في خطوة تكرر أخطاء التاريخ، يتباهى رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بما يزعم أنه "صفقة" مع الإرهابي أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، زعيم ما كان يُعرف بتنظيم "جبهة النصرة"، لتسليمه الجنوب السوري وهضبة الجولان. هذا التباهي يعيد إلى الأذهان جُرأة أرييل شارون الزائفة في ثمانينيات القرن الماضي، عندما تفاخر بأن الإرهابي الفاشي بشير الجميّل، زعيم ميليشيات الكتائب اللبنانية، قد "باعه" جنوب لبنان وبيروت والبقاع. لكن التاريخ، بكل قسوته، علّم شارون درسًا قاسيًا، حيث أسس غزوه الدموي للبنان لولادة مقاومة قوية أطاحت بطموحاته وأحلام الكيان الصهيوني. واليوم، يبدو أن نتنياهو يسير على الدرب ذاته، متجاهلاً دروس الماضي، ليكتب الفصل الأخير في نهاية الكيان النازي المارق.
شارون والمقاومة: بداية النهاية
في عام 1982، شن أرييل شارون، وزير الحرب الصهيوني آنذاك، غزوًا وحشيًا للبنان، أودى بحياة أكثر من سبعين ألف مدني فلسطيني ولبناني. كان شارون يحلم بإعادة تشكيل المنطقة وفقًا لمصالح الكيان الصهيوني، مستندًا إلى تحالفات مع ميليشيات محلية مثل الكتائب بقيادة بشير الجميّل. لكن هذا الغزو لم ينتج سوى كارثة للاحتلال. من رحم العدوان النازي الصهيوني، ولدت مقاومة لبنانية صلبة، ضربت مقرات الحاكم العسكري الصهيوني في صور وغيرها، وأذلت قوات المارينز الأمريكية وعملاء وكالة الاستخبارات المركزية في المنطقة. كانت الضربات موجعة لدرجة أن الرؤساء الأمريكيين لم يتلقوا من لبنان سوى "أخبار كارثية"، كما وصفوها.رغم الاغتيالات التي طالت قادة المقاومة، تمكنت هذه الأخيرة من تحرير جنوب لبنان عام 2000، في انتصار تاريخي أذل الكيان الصهيوني. بشير الجميّل، الذي كان حليف شارون، لقي مصرعه عام 1982، وتبعه إيلي حبيقة، المتورط في مذبحة صبرا وشاتيلا، بنهاية مماثلة. أما شارون نفسه، فقد انتهى إلى حالة من الواقعية القسرية، حيث أدرك استحالة انتصار الاحتلال، وانسحب من غزة عام 2005، معترفًا بأن "الاحتلال لا يمكن أن ينتصر، بل إنه يزيد من انتحاره".
نتنياهو: تكرار الأخطاء بجرأة أكبر
اليوم، يعيد نتنياهو ارتكاب الأخطاء ذاتها، لكن بحجم جرائم أكبر وأكثر جُبنًا. يتباهى بتحالفه مع الجولاني، الذي يُعتبر رأس حربة الفكر الوهابي التكفيري المدعوم بتريليونات البترودولارات القطرية والسعودية و الإماراتية والخليجية ، للسيطرة على الجولان والجنوب السوري. لكن هذا التباهي ليس سوى وهم زائف. ففي غزة، لم يحقق جيشه المزعوم انتصارًا واحدًا، بل تكبد خسائر فادحة، بعشرات الآلاف من القتلى والجرحى من ضباطه وجنوده. وفي لبنان، واجه جيشًا صهيونيًا يضم سبعين ألف جندي مقاومة محدودة العدد، لكنه لم يتمكن من التقدم شبرًا واحدًا. في سوريا، استفاد الكيان الصهيوني من تدمير وعي الشعب السوري عبر الفكر الوهابي التكفيري، ليحتل الجولان بسهولة نسبية. لكن هذا الاحتلال مؤقت، إذ بدأ الشعب السوري يستعيد وعيه، ومع هذا الصحو، ستكون نهاية "الدواعش" و"الإخوانجية" والاحتلال الصهيوني وشيكة وحتمية.
المقاومة: قوة لا تُقهَر
المقاومة، سواء في لبنان أو غزة أو اليمن، لا تحتاج إلى ترسانة ضخمة أو 189 طنًا من المتفجرات لتدمير خيام الأطفال والمدنيين، كما يفعل الكيان الصهيوني. يكفيها شجاعة مقاتل مثل أحمد قصير، الذي نفذ بسيارة صغيرة عملية استشهادية عام 1982، دمرت مقر الحاكم العسكري الصهيوني في صور، وأودت بحياة قادة الصف الأول للاحتلال. هذه العمليات، التي أصبحت رمزًا للمقاومة، تُظهر أن القوة الحقيقية لا تكمن في العدد أو التسليح، بل في الإرادة والعزيمة.اليوم، تنمو المقاومة في اليمن، التي أذهلت العالم بصمودها وتطور قدراتها العسكرية، لتشكل تهديدًا وجوديًا للكيان الصهيوني وحلفائه. حرب الـ12 يومًا في عام 2025 التي دفنت الف ومئتي قائد صهيوني من الصف الاول تحت الركام وهجوم السابع من أكتوبر 2023، لم تكونا سوى "بروفة صغيرة" لما هو قادم. المقاومة، بكل فصائلها، تتأهب لمعركة شاملة ستقلب موازين القوى في المنطقة.
نهاية الكيان: حتمية تاريخية
نتنياهو، الذي يُطلق عليه في هذه المادة لقب "الداعشي الصهيوني"، يواجه مصيرًا مشابهًا لشارون وحلفائه. تحالفاته مع الإرهابيين مثل الجولاني، وجرائمه ضد الأطفال والمدنيين، لن تمنحه النصر، بل ستسرّع من زوال كيانه. التاريخ يعلمنا أن الاحتلال لا يصمد أمام إرادة الشعوب. فكما أذلت المقاومة اللبنانية شارون، وكما أجبرته على الفرار من غزة، ستواجه المقاومات في فلسطين وسوريا واليمن نتنياهو وحلفاءه الأمريكيين والبريطانيين والألمان بقوة لا يمكن تصورها.
خاتمة: الصحوة القادمة
الكيان الصهيوني، الذي بني على الدم والإرهاب والكذب، يقترب من نهايته. نتنياهو، بجرائمه وتحالفاته الهشة، لا يفعل سوى وضع اللبنات الأخيرة لانهيار هذا الكيان. الشعوب العربية، التي بدأت تستعيد وعيها بعد سنوات من التضليل والتدمير، تتهيأ لمعركة الحسم. المقاومة، التي أثبتت أنها قادرة على هزيمة أعتى الجيوش بأبسط الوسائل، لن تتوقف حتى تحرير كامل التراب العربي. أما نتنياهو، فينتظره مصير أسلافه: الهزيمة، العار، والزوال.
كلمة أخيرة
إلى نتنياهو وأسياده: انتظروا، فالتاريخ لا يرحم، والمقاومة لا تنسى. اليمن الصاعد، وغزة الصامدة، ولبنان المنتصر، وسوريا التي تستيقظ، وإيران الحضارة ، وعراق الحشد الشعبي قاتل الدواعش الامريكان ستكون السيف الذي يقطع حبل الوهم الصهيوني. إنها ليست مسألة "إذا"، بل "متى".
.......
إسرائيل، الولاية الأمريكية الـ51 التي نسيها الدستور
مقدمة: مرحباً بكم في ولاية "إسرائيل"، حيث العلم الأمريكي يرفرف... مع نجمة داود!تخيلوا معي للحظة: الولايات المتحدة الأمريكية، البلد العظيم الذي يضم 50 ولاية، من كاليفورنيا المليئة بالمشاهير إلى تكساس حيث كل شيء "أكبر"، قررت فجأة أن تضيف ولاية جديدة إلى قائمتها. لكن، بدلاً من أن تكون جزيرة هاواي الاستوائية أو حتى ألاسكا الباردة، اختارت... إسرائيل! نعم، إسرائيل، تلك البقعة الصغيرة في غرب اسيا التي يبدو أنها تُدار مباشرة من البيت الأبيض، مع ميزانية عسكرية تكفي لشراء نصف هوليوود. لكن، كما في أي مسرحية هزلية، هناك مشكلة: الشعب الأمريكي بدأ ينتبه، ويبدو أن هذه "الولاية" الجديدة قد تُطرد من الاتحاد قريباً، خاصة بعد أن شاهد الجميع "البث المباشر" لمغامراتها الابادية المأساوية لعشرات آلاف الأطفال والعزل على شاشات تويتر وتيك توك. مرحباً بكم في هذه المادة الساخرة التي تستعرض، بمزيج من الضحك والدموع، قصة "الولاية السرطانية" وكيف اكتشف الأمريكيون أن فلسطين هي الأرض من البحر إلى النهر، وليست مجرد خلفية لصور سيلفي سياحية. الفصل الأول: إسرائيل، الولاية التي لم تُدعَ إلى حفلة الاستقلال في واشنطن، حيث يُحكم باسم رأس المال (وربما باسم اللوبيات أيضاً)، هناك قناعة راسخة بأن إسرائيل ليست مجرد حليف، بل هي ولاية أمريكية غير رسمية، ربما الـ51 أو الـ52 إذا حسبنا بورتو ريكو. الدليل؟ حسنًا، إذا كنت تتلقى مليارات الدولارات سنوياً من خزينة العم سام، وإذا كان بإمكانك أن تتصل بالبنتاغون وتطلب طائرة مقاتلة كما تطلب بيتزا، فأنت لست مجرد "صديق". أنت جزء من العائلة! لكن، كما في أي عائلة أمريكية نمطية، هناك أقارب يُفضل ألا تتحدث عنهم في العشاء العائلي. في هذه الحالة، الأقارب المُهملون هم الفلسطينيون، الذين يبدو أن النخب الحاكمة في واشنطن نسيت وجودهم تماماً. "فلسطينيون؟ من هم؟ أليست هذه كلمة من قاموس السبعينيات؟"، هكذا يفكر صانعو القرار في الكونغرس وهم يوقعون على شيكات المساعدات العسكرية. تماماً كما كانت فرنسا تتعامل مع الجزائريين في أيام الاستعمار: "الجزائر؟ إنها فرنسا، لكن مع لهجة غريبة وقليل من الرمل!".
الفصل الثاني: الفلسطينيون، الأشباح الذين يرفضون الاختفاء في مسرحية "إسرائيل: الولاية الأمريكية"، يُعامل الفلسطينيون كأشباح في فيلم رعب منخفض الميزانية: موجودون، لكن لا أحد يراهم إلا عندما يقررون إلقاء بعض الحجارة أو إطلاق صواريخ محلية الصنع تشبه ألعاب الأطفال. النخب الأمريكية، التي تحب تبسيط الأمور، قررت أن الفلسطينيين "غير موجودين"، وأن الأرض من البحر إلى النهر هي مجرد عقار استثماري للصهاينة، الذين يُعتبرون المواطنين الحقيقيين لهذه "الولاية".لكن، كما في أي فيلم هزلي، الأشباح دائماً ما يعودون. الفلسطينيون، رغم محاولات محو هويتهم، يستمرون في الظهور، سواء في شكل مظاهرات، أو مقاومة، أو حتى مقاطع فيديو على تيك توك بعنوان "كيف تعيش تحت الحصار وتبقى أنيقاً". هذا الإصرار على الوجود يذكرنا بالجزائريين، الذين أزعجوا فرنسا حتى اضطرت لتجميع حقائبها والفرار من الجزائر عام 1962، تاركة وراءها بعض النبيذ الفرنسي وبضع كلمات فرنسية في اللهجة المحلية.
الفصل الثالث: تيك توك يكشف المستورالآن، دعونا نتحدث عن السبب الحقيقي وراء انهيار هذا المسرح الأمريكي-الإسرائيلي: وسائل التواصل الاجتماعي. في الماضي، كان بإمكان السياسيين الأمريكيين أن يخفوا الحقائق بسهولة. "إبادة جماعية؟ لا، لا، هذه مجرد عملية أمنية!"، كانوا يقولون بينما يتصفحون تقارير البنتاغون بملل. لكن في عام 2025، مع انتشار الهواتف الذكية وكاميرات أصبح كل مواطن أمريكي يمتلك هاتفاً ذكياً صحفياً استقصائياً بالفطرة.شاهد الأمريكيون، بينما يتصفحون تيك توك بحثاً عن فيديوهات للقطط، مشاهد مروعة من غزة: أطفال يفقدون منازلهم، عائلات تبحث عن مأوى، ومستشفيات تتحول إلى أنقاض. فجأة، تحولت القضية الفلسطينية من نقاش أكاديمي ممل إلى قضية "تريند" عالمية. هاشتاغ FreePalestine أصبح أكثر شعبية من هاشتاغ # وهذا إنجاز بحد ذاته! الشباب الأمريكي، الذي اعتاد على التظاهر ضد كل شيء من تغير المناخ إلى ارتفاع أسعار القهوة، قرر أن الوقت قد حان للتظاهر ضد "الولاية السرطانية".
الفصل الرابع: ترامب، أوباما، بايدن: ثلاثي الكوميديا الإبادية إذا كنت تبحث عن دليل على أن السياسة الأمريكية تشبه مسرحية كوميدية، فما عليك سوى النظر إلى الرؤساء الثلاثة الأخيرين: أوباما، الذي كان يبدو كنجم سينمائي يلقي خطابات عن السلام بينما يوقّع على شيكات للأسلحة؛ بايدن، الذي بدا أحياناً وكأنه يحاول تذكر ما إذا كان يدعم إسرائيل أم آيسلندا؛ وترامب، الذي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لأنه، على ما يبدو، اعتقد أن ذلك سيجعل صفقته القادمة "أعظم صفقة في التاريخ".لكن، حتى ترامب، الذي يحب أن يُنظر إليه كبطل اللوبي الصهيوني، بدأ يشعر بالحرارة. الناخبون الأمريكيون، الذين اكتشفوا أن بإمكانهم قراءة كتب التاريخ (نعم، الكتب، تلك الأشياء الورقية القديمة)، بدأوا يدركون أن فلسطين ليست مجرد أرض للاستثمار العقاري، بل هي موطن شعب يعاني منذ ثمانين عاماً. وفي الانتخابات النصفية القادمة، يبدو أن ترامب وحلفاءه قد يجدون أنفسهم في مواجهة جيل جديد من الناخبين الذين لا يقبلون بتكرار مسرحية "إسرائيل الولاية الأمريكية" مرة أخرى.
الفصل الخامس: حركة المقاطعة، أو كيف أصبحت إسرائيل "غير كوول"تذكرون حركة المقاطعة (BDS)؟ نعم، تلك التي بدأت كفكرة صغيرة وتحولت إلى كابوس للشركات التي تبيع منتجات من المستوطنات والكيان النازي الصهيوني المارق. في الجامعات الأمريكية، أصبحت المقاطعة رمزاً للتمرد، مثل ارتداء قبعة تشي غيفارا أو رفض شرب ستاربكس لأنها "غير أخلاقية". الطلاب، الذين يعشقون القضايا العادلة (وأحياناً يبالغون فيها)، قرروا أن دعم إسرائيل ليس "كوول" بعد الآن. تخيلوا المشهد: طالب جامعي يرفض شراء زجاجة ماء من علامة تجارية إسرائيلية، وهو يقول: "لا، أنا أدعم فلسطين... وأيضاً أحب شرب الماء العضوي فقط". هذا الجيل، الذي يمكنه تنظيم مظاهرة في غضون ساعة عبر تويتر، يضع ضغطاً غير مسبوق على السياسيين، الذين بدأوا يدركون أن دعم إسرائيل قد يكلفهم مقاعدهم في الكونغرس.
الفصل السادس: دروس الجزائر، أو كيف تتعلم الإمبراطوريات بالطريقة الصعبة إذا كنت تعتقد أن الولايات المتحدة لن تتعلم من دروس التاريخ، فكر مرة أخرى. فرنسا، التي اعتقدت أن الجزائر ستظل "فرنسية إلى الأبد"، اكتشفت أن الشعوب المضطهدة لديها عادة مزعجة: إنها لا تستسلم. الجزائريون قاتلوا، وصمدوا، وفي النهاية أجبروا فرنسا على الرحيل، تاركة وراءها بعض المباني الاستعمارية الجميلة وكثير من الندم. الفلسطينيون يسيرون على نفس الطريق. رغم الحصار، والقمع، والدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل، يستمرون في المقاومة، سواء بالحجارة أو بالكلمات أو حتى بمقاطع الفيديو الساخرة على الإنترنت. والشعب الأمريكي، الذي بدأ يقرأ عن النكبة وعن الثمانين عاماً من الظلم، يبدو أنه مستعد ليقول: "كفى! لقد سئمنا من تمويل هذه المسرحية الهزلية!".
الفصل السابع: اللوبي الصهيوني، أو كيف أصبح "إيباك" مثل خال مزعج في حفلة عائلية لا يمكننا الحديث عن "إسرائيل الولاية الأمريكية" دون ذكر اللوبي الصهيوني، المعروف بـ"إيباك". هذا اللوبي يشبه ذلك الخال الذي يظهر في كل حفلة عائلية، يوزع النصائح والهدايا، لكنه يتوقع من الجميع أن يوافقوه الرأي. "إيباك" يملك نفوذاً هائلاً في الكونغرس، لدرجة أن بعض السياسيين يخافون من نطق كلمة "فلسطين" خوفاً من أن يفقدوا دعمهم المالي.لكن، حتى "إيباك" بدأ يشعر بالضغط. الناخبون الشباب، الذين لا يهتمون كثيراً بتهديدات اللوبي، بدأوا يطالبون بسياسيين يمثلون قيمهم، وليس قيم رأس المال أو اللوبيات. في النهاية، حتى الخال المزعج قد يُطرد من الحفلة إذا أصر على فرض رأيه على الجميع.
الفصل الثامن: الانتخابات النصفية: مسرحية الكوميديا الكبرى مع اقتراب الانتخابات النصفية، يبدو أن القضية الفلسطينية أصبحت نجمة المسرح. السياسيون، الذين اعتادوا على ترديد شعار "نحن ندعم إسرائيل" كالببغاوات، يجدون أنفسهم في موقف محرج. الناخبون، خاصة الشباب، يسألون: "لماذا ننفق مليارات على ولاية ليست حتى في خريطتنا، بينما لا يمكننا تحمل تكاليف الرعاية الصحية؟".حتى ترامب، الذي يحب أن يُنظر إليه كـ"ملك الصفقات"، قد يكتشف أن دعمه لإسرائيل هو صفقة خاسرة. الناخبون الذين قرأوا كتب التاريخ (أو على الأقل شاهدوا وثائقيات على نتفليكس) بدأوا يدركون أن فلسطين هي أرض الفلسطينيين، وليست مجرد ملحق استعماري للولايات المتحدة.
الفصل التاسع: ماذا بعد؟ هل ستُطرد الولاية الـ51؟في النهاية، السؤال الكبير هو: هل ستبقى إسرائيل "الولاية الأمريكية" إلى الأبد؟ إذا كان التاريخ يعلمنا شيئاً، فهو أن الإمبراطوريات لا تدوم، والشعوب المضطهدة دائماً ما تجد طريقة للانتصار. فرنسا غادرت الجزائر، بريطانيا غادرت الهند، ويبدو أن الولايات المتحدة قد تضطر يوماً إلى إعادة النظر في علاقتها بإسرائيل.الشعب الأمريكي، الذي بدأ يدرك أن فلسطين هي أكثر من مجرد هاشتاغ، قد يكون المفتاح لهذا التغيير. سواء من خلال الانتخابات، أو المظاهرات، أو حتى المقاطع الساخرة على تيك توك، يبدو أن العصر الذهبي لـ"إسرائيل الولاية الأمريكية" قد يقترب من نهايته.
الخاتمة: الضحك والدموع في مسرحية السياسة في النهاية، قصة إسرائيل كـ"ولاية أمريكية" هي مسرحية هزلية مليئة بالمفارقات. من جهة، لدينا نخب سياسية تعتقد أن بإمكانها محو شعب بأكمله من الوجود، ومن جهة أخرى، لدينا شعب أمريكي بدأ يستيقظ من غفوته، مدفوعاً بمقاطع فيديو على تيك توك وغضب أخلاقي. بين الضحك على سخافة السياسة والدموع على مأساة الفلسطينيين، تبقى الحقيقة واضحة: الأرض من البحر إلى النهر هي فلسطين، ولا توجد ولاية أمريكية في غرب اسياد بل جريمة عظمى اقترفها الغرب الاستعماري ضد شعب لا ذنب له في جرائمهم. والآن، دعونا ننتظر الحلقة القادمة من هذه المسرحية، وربما نطلب بعض الفشار لمتابعة الأحداث!
………….. المادة الجادة
إسرائيل كـ"ولاية أمريكية" وتحولات الوعي الشعبي الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية
مقدمة: الاستعمار الجديد ومفهوم "الولاية الصهيونية"في سياق السياسات الدولية المعاصرة، تبرز إسرائيل كحالة فريدة في علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث ينظر إليها بعض النخب الحاكمة في واشنطن كجزء لا يتجزأ من النسيج السياسي والاستراتيجي الأمريكي، شبيهة بما كانت عليه الجزائر بالنسبة لفرنسا خلال الحقبة الاستعمارية. هذا التصور، الذي يقوم على اعتبار إسرائيل "ولاية أمريكية"، يتجاهل بشكل منهجي وجود الشعب الفلسطيني الأصلي، ويعامل سكان إسرائيل اليهود، المشار إليهم كـ"الصهاينة"، كالمواطنين الأساسيين الوحيدين. لكن هذا التصور يواجه اليوم تحديات عميقة مع تصاعد الوعي الشعبي الأمريكي، الذي بدأ يطالب بإعادة تقييم هذه العلاقة في ضوء الجرائم الإنسانية التي تُرتكب في فلسطين. هذه المقالة تستعرض هذا التحول، وتتناول جذوره التاريخية، والسياقات السياسية، والتداعيات المستقبلية.
الفصل الأول: إسرائيل كجزء من المشروع الإمبريالي الأمريكي منذ تأسيس إسرائيل عام 1948، ارتبطت بشكل وثيق بالمصالح الاستراتيجية الغربية، وخاصة الأمريكية، في الوطن العربي. هذه العلاقة لم تكن مجرد تحالف تقليدي بين دولتين، بل تجاوزت ذلك إلى مستوى يشبه العلاقة بين المركز الإمبريالي والأطراف التابعة له. يرى الكثيرون أن النخب الحاكمة في الولايات المتحدة، التي تمثل سلطة رأس المال، تعامل إسرائيل كقاعدة متقدمة لتأمين المصالح الاقتصادية والعسكرية الاستعمارية في المنطقة، لا سيما في مواجهة التحديات التي تمثلها القوى الإقليمية المعارضة للهيمنة الغربية.هذا التصور يجد جذوره في الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل، سواء من خلال المساعدات العسكرية الضخمة، التي تصل إلى مليارات الدولارات سنوياً، أو من خلال الحماية السياسية في المحافل الدولية، كالفيتو الأمريكي المتكرر في مجلس الأمن الدولي ضد القرارات التي تدين إسرائيل. هذا الدعم يعكس رؤية ترى في إسرائيل امتداداً للمشروع الإمبريالي الأمريكي، شبيهة بما كانت عليه الجزائر بالنسبة لفرنسا، حيث كانت تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من الجمهورية الفرنسية، بينما يُهمش السكان الأصليون ويُحرمون من حقوقهم الأساسية.
الفصل الثاني: تهميش الفلسطينيين ومحو الهوية في إطار هذا التصور الاستعماري، يتم التعامل مع الفلسطينيين كما لو كانوا "غير موجودين". هذا التهميش ليس مجرد إنكار لوجودهم السياسي، بل يمتد إلى محو هويتهم الثقافية والتاريخية. منذ النكبة عام 1948، التي أدت إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين، عملت السياسات الإسرائيلية، بدعم أمريكي، على تقويض أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة. المستوطنات في الضفة الغربية، الحصار على غزة، والقوانين التمييزية داخل إسرائيل، كلها تجليات لهذا النهج الذي يسعى إلى محو الفلسطينيين كشعب.هذا الواقع يذكّر بسياسات فرنسا الاستعمارية في الجزائر، حيث تم تهميش السكان الأصليين وإعطاء الأولوية للمستوطنين الفرنسيين. لكن، كما أثبتت التجربة الجزائرية، فإن هذا النوع من القمع لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. الشعب الجزائري، من خلال مقاومته الباسلة، أجبر فرنسا على الانسحاب عام 1962، وهو درس تاريخي يبدو أن الشعب الفلسطيني يستلهمه في نضاله.
الفصل الثالث: تحول الوعي الشعبي الأمريكي في السنوات الأخيرة، بدأ الشعب الأمريكي، خاصة الجيل الشاب، يعيد النظر في العلاقة بين بلاده وإسرائيل. هذا التحول يأتي مدفوعاً بعدة عوامل، أبرزها انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، التي سمحت بنقل الأحداث في فلسطين بشكل مباشر وغير مفلتر. لقد شاهد الأمريكيون، عبر شاشات هواتفهم، مشاهد الدمار في غزة، والاعتداءات على الأطفال والمدنيين العزل، مما أثار موجة من الغضب والتضامن مع الفلسطينيين.هذا الوعي المتزايد يتجلى في الحركات الشعبية مثل حركة "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات" (BDS)، التي اكتسبت زخماً كبيراً في الجامعات الأمريكية. كما أن استطلاعات الرأي الحديثة تظهر تراجعاً في دعم إسرائيل بين الأمريكيين، خاصة بين الناخبين الشباب وأعضاء الحزب الديمقراطي ومؤخرا حتى الجمهوري والانجيليين . هذا التحول يعكس إدراكاً متزايداً بأن إسرائيل، كما يصفها البعض، أصبحت "جزءاً سرطانياً" في السياسة الأمريكية، يستنزف الموارد ويضر بالمكانة الأخلاقية للولايات المتحدة على الساحة الدولية.
الفصل الرابع: الإبادة الجماعية ورد الفعل الشعبي
تشير التقارير الدولية إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية أدت إلى مقتل وجرح مئات الآلاف من المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، في ما وصفته منظمات حقوقية دولية بـ"الإبادة الجماعية". هذه الأحداث، التي نُقلت بشكل مباشر عبر وسائل الإعلام، أثارت صدمة عالمية ودفعت الكثيرين في الولايات المتحدة إلى التساؤل عن دور بلادهم في دعم هذه السياسات. وفيما إذا كان هذا تطبيع استعماري غربي للإبادة الجماعية ، بداية من ابادة الحقوق الاجتماعية كما تفعل حكومة ائتلاف اريزونا في بلجيكا ..في هذا السياق، يبرز السؤال: هل يمكن أن يستمر الدعم الأمريكي لإسرائيل في ظل هذا الواقع؟ الإجابة تبدو سلبية، إذ يواجه السياسيون الأمريكيون، سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين، ضغوطاً متزايدة من ناخبيهم لإعادة تقييم هذا الدعم. حتى الرئيس الحالي دونالد ترامب، الذي اتخذ مواقف متشددة لدعم إسرائيل خلال ولايته السابقة والحالية ، يواجه الآن تحديات داخل حزبه الجمهوري، حيث بدأت أصوات تطالب بوقف الدعم غير المشروط لإسرائيل.
الفصل الخامس: الانتخابات النصفية وتأثير الوعي الشعبي مع اقتراب الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، يتوقع أن تلعب القضية الفلسطينية دوراً مهماً في تشكيل مواقف الناخبين. الشباب الأمريكي، الذي يشكل نسبة كبيرة من قاعدة الناخبين، أصبح أكثر وعياً بالتاريخ الاستعماري للقضية الفلسطينية. هذا الجيل، الذي قرأ عن النكبة وعن السياسات الإسرائيلية منذ ثمانين عاماً، يرى أن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض الأصليين من النهر إلى البحر ، وبضرورة تصفية اسرائيل كما حدث في الجزائر ، واعتقال النخب الفاسدة و الساقطة و المجرمة التي تدعمها بالسلاح و المال والإعلام ، وأن دعم إسرائيل يتناقض مع قيم العدالة والمساواة التي يؤمنون بها.هذا التحول في الرأي العام قد يؤثر على السياسيين الذين يعتمدون على دعم اللوبي الصهيوني، مثل "إيباك" ، الذي يمارس نفوذاً كبيراً في واشنطن. لكن مع تزايد الضغط الشعبي، قد يجد هؤلاء السياسيون أنفسهم في موقف حرج، حيث يتعين عليهم الاختيار بين دعم إسرائيل والحفاظ على شعبيتهم بين الناخبين.
الفصل السادس: التاريخ يعيد نفسه: دروس من الجزائر التجربة الجزائرية تقدم درساً مهماً لفهم الوضع الحالي. فرنسا، التي اعتبرت الجزائر جزءاً منها، واجهت مقاومة شعبية عنيفة أجبرتها على الانسحاب. هذا الدرس يبدو واضحاً في السياق الفلسطيني، حيث تستمر المقاومة الفلسطينية في تحدي الاحتلال الإسرائيلي، بدعم متزايد من المجتمع الدولي.الولايات المتحدة، التي تدعم إسرائيل بشكل لا محدود، قد تجد نفسها في موقف مشابه لفرنسا، حيث يصبح استمرار هذا الدعم مكلفاً سياسياً واقتصادياً وأخلاقياً. الشعب الأمريكي، الذي بدأ يدرك أن فلسطين هي "من البحر إلى النهر" أرض الفلسطينيين، قد يدفع باتجاه تغيير هذه السياسات، كما فعل الشعب الجزائري في مواجهة الاستعمار الفرنسي.
الفصل السابع: التحديات المستقبلية رغم هذا التحول في الوعي الشعبي، فإن تغيير السياسات الأمريكية تجاه إسرائيل لن يكون سهلاً. اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة يمتلك نفوذاً كبيراً في الكونغرس ووسائل الإعلام، مما يجعل أي محاولة لتغيير السياسة الخارجية تواجه مقاومة شديدة. كما أن هناك تحديات داخلية تتعلق بانقسامات المجتمع الأمريكي حول هذه القضية، حيث لا يزال هناك جزء كبير من الأمريكيين يدعمون إسرائيل بناءً على اعتبارات دينية أو استراتيجية.ومع ذلك، فإن الزخم الذي تحققه الحركات المناصرة لفلسطين، إلى جانب التغيرات الديموغرافية في الولايات المتحدة، قد يمهد الطريق لتغيير جذري في السياسة الأمريكية. الجيل الجديد، الذي يتميز بوعي أعلى بالقضايا العالمية، قد يكون المحرك الأساسي لهذا التغيير.
الخاتمة: نحو مستقبل عادل في الختام، فإن التصور الذي يرى إسرائيل كـ"ولاية أمريكية" يواجه تحديات غير مسبوقة في ظل تزايد الوعي الشعبي الأمريكي بالحقائق التاريخية والإنسانية للقضية الفلسطينية. كما أن التاريخ يعلمنا أن الشعوب المضطهدة قادرة على تغيير مجرى الأحداث، كما حدث في الجزائر وجنوب إفريقيا. الشعب الفلسطيني، بدعم من حركات التضامن العالمية، يواصل نضاله من أجل الحرية والعدالة، فيما يبدأ الشعب الأمريكي في إعادة تقييم دوره في هذا الصراع. السؤال المطروح الآن هو: هل ستتمكن الولايات المتحدة من التعلم من دروس التاريخ، أم ستستمر في دعم سياسات تتناقض مع قيمها المعلنة؟ الإجابة قد تكمن في اختيارات الناخبين الأمريكيين في السنوات القادمة
.مراجع مختارة: تقارير الأمم المتحدة حول الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية. استطلاعات الرأي من مراكز مثل "Gallup" و"Pew Research" حول مواقف الأمريكيين تجاه إسرائيل وفلسطين. كتب ودراسات حول التاريخ الاستعماري، مثل "تاريخ الجزائر" لعلي الكنز و"النكبة" لبني موريس. تقارير منظمات حقوق الإنسان مثل "هيومن رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية" حول الانتهاكات في فلسطين.
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصين تقلب الطاولة: كوميديا التربة النادرة وانهيار إمبراطوري
...
-
مرتزقة الخليج وفتح: كوميديا الخيانة في عشرة مشاهد !
-
من بروكسل إلى نوبل : كيف تغسل جريمة إبادة جماعية في خمس خطوا
...
-
بوشيه وعصابة البيجرات المتفجرة – سيرك الكذب الليبرالي حيث تن
...
-
رواية : -طريق الحرير المقاوم-
-
اوهام المحتل : دروس من الجزائر وغزة.. وكيف يحلم -الأبطال- با
...
-
شريعة الغاب: مغامرات العم سام في عالم البلطجة العالمية!
-
إيران ترسل صواريخها إلى الفضاء الخارجي.. والبيت الأبيض يبحث
...
-
ثيو فرانكن يعيد اختراع بلجيكا: من الضمان الاجتماعي إلى قصر ا
...
-
رواية ديناصور الخراب
-
غزة تدعس على الكيان: كوميديا المقاومة التي أطاحت باللوبي الص
...
-
رواية -القمر الذي أضاء الخرافات-.. رواية قصيرة جدا
-
ديناصور الخراب: لوييه ميشيل وإرث النازية الجديدة في قلب أورو
...
-
قصص سبع عن مدن الظلال المقيتة أو مدن الوهابية الظلامية
-
أردوغان: خليفة الوهم أم منظف مراحيض الناتو؟
-
عصابات الجولاني ومهرجان البصمات على أوامر الناتو الاستعماري
-
مسرحية -حافة الهاوية-
-
أمريكا: إمبراطورية الفقاعات وأوهام الدولار السحري..كتابات سا
...
-
رواية: رقصة النيل الساخرة
-
السلام المزيف: قصة كيف غرقت مصر وفلسطين في بحر من النكات الس
...
المزيد.....
-
ورشة برام الله تناقش استخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار
...
-
أسماء أحياء جوبا ذاكرة نابضة تعكس تاريخ جنوب السودان وصراعات
...
-
أنقذتهم الصلاة .. كيف صمد المسلون السود في ليل أميركا المظلم
...
-
جواد غلوم: الشاعر وأعباؤه
-
-الجونة السينمائي- يحتفي بـ 50 سنة يسرا ومئوية يوسف شاهين..
...
-
?دابة الأرض حين تتكلم اللغة بما تنطق الارض… قراءة في رواية
...
-
برمجيات بفلسفة إنسانية.. كيف تمردت -بيز كامب- على ثقافة وادي
...
-
خاطرة.. معجزة القدر
-
مهرجان الجونة يحتضن الفيلم الوثائقي -ويبقى الأمل- الذي يجسد
...
-
في روايته الفائزة بكتارا.. الرقيمي يحكي عن الحرب التي تئد ال
...
المزيد.....
-
رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج
/ د. خالد زغريت
-
صديقي الذي صار عنزة
/ د. خالد زغريت
-
حرف العين الذي فقأ عيني
/ د. خالد زغريت
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
المزيد.....
|