|
|
اسرار حماية البيت الابيض لتجار المخدرات ومعاقبة من يمنعها في كولومبيا وفنزويلا ..
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8506 - 2025 / 10 / 25 - 15:40
المحور:
كتابات ساخرة
(نسخة كوميدية لا تُقرأ إلا بكأس نبيذ أحمر ونظارات سوداء)
في عالم يُدار بالدولار والـ"حرية المُصدَّرة بقنابل ذكية"، اكتشفت الولايات المتحدة قاعدة ذهبية أذكى من خطة "مارشال"، أكثر عبقرية من "مشروع مانهاتن"، وأكثر كوميدية من فيلم "دكتور سترينجلوف": > إذا أردت ميدالية "بطل الديمقراطية"، اخن شعبك وافتح له أبواب "ستاربكس" و"ماكدونالدز". > إذا أردت تهمة "إرهابي"، احمِ شعبك وأغلق أبواب "شيفرون" و"بلاك روك".
هذه ليست نظرية مؤامرة، بل دليل عملي من كتالوج "السياسة الخارجية الأمريكية – إصدار 2025"، صفحة 666، فقرة 6.66. من سورية إلى كوبا، مروراً بفنزويلا وكولومبيا، السيناريو نفسه: الزعيم الذي يقاوم النهب يُلبس قبعة الإرهاب، بينما العميل الذي يبيع بلاده بـ"خصم 90%" يحصل على صورة سيلفي مع بايدن (أو ترامب، حسب الموسم) وفيلا في ميامي.
في هذه المادة الساخرة سنتحدث عن هذه الكوميديا السوداء، مستندين إلى أرقام، وقائع، ومقارنات تاريخية، لنكشف كيف تحولت سورية من "جنة الدعم الاجتماعي" تحت حافظ وبشار الأسد – رغم حصار يشبه حصار قلعة في لعبة "كلاش أوف كلانز" – إلى "ديسكو نهب" تحت أبو محمد الجولاني، المدعوم بتحالف رباعي: قطر (المال)، تركيا (اللوجستيات)، الكيان الصهيوني (الاستخبارات)، وأمريكا (الكاميرا والإضاءة). وسنقارن ذلك بكوبا، فنزويلا، وكولومبيا – حيث يُتهم كل زعيم وطني بـ"المخدرات" أو "الكبتاغون"، بينما معدلات التصدير ترتفع تحت حكم "الديمقراطيين الجدد" المدعومين أمريكياً!
الراتب الوهمي – 20 دولاراً تحت الأسد مقابل 120 تحت الجولاني (أو: كيف تشتري ربطة خبز بـ16 راتباً وتُدعى "تقدماً")
لنبدأ بالأرقام، فهي لا تكذب... إلا إذا كانت من البنك المركزي الأمريكي. في أسوأ أيام بشار الأسد – أيام حصار غربي يشبه فيلم Mad Max لكن بدون ماء – كان راتب الموظف السوري 20 دولاراً شهرياً. اليوم، تحت حكم الجولاني – الذي يُقدَّم كـ"معتدل" أكثر من لاتيه ستاربكس – الراتب 120 دولاراً! هل هذا تقدم؟ بالطبع لا! الذكاء الاصطناعي (الذي سُئل سراً) يقول: الـ20 دولاراً كانت تشتري كل شيء، بينما الـ120 تشتري... ربطة خبز ونصف!
السر؟ الدعم الحكومي، يا سادة! تحت الأسد، كانت الدولة تدفع أكثر من 200 دولار شهرياً لكل مواطن في دعم وقود، خبز، دواء، كهرباء – شيء يشبه "الاشتراكية" لكن بطعم الشام. اليوم؟ الدعم اختفى كما يختفي آيس كريم في الصحراء. مثال كوميدي: ربطة الخبز كانت 200 ليرة (سنتات)، اليوم 20,000 ليرة – تضاعف 100 مرة! الراتب؟ تضاعف 6 مرات فقط. يعني: السوري يحتاج 16 راتباً ليشتري ربطة خبز واحدة. تخيّل: تعمل شهراً كاملاً... لتأكل يوماً واحداً!
وإذا استمر "النظام الإخوانجي الداعشيي" (كما يسميه معارضون يضحكون باكين)، فإن تقزم أطفال إدلب (30% حسب الصحة العالمية) سيصبح موضة وطنية. قريباً: "سورية 2030 – أقصر شعب في العالم!"
نهب منظم – من الدعم إلى الكرخانة (أو: مرحباً بـ"داعش إنك" – الشركة الناشئة لنهب الشعوب)
واشنطن لم تكتفِ بالعقوبات – التي سمّاها مراقبون "إبادية" – بل رعت انقلاباً داعشياً إخوانجياً لتحويل سورية إلى سوبرماركت نهب. الجولاني، الذي كان يرأس "جبهة النصرة" (فرع القاعدة مع خصم 50%)، أصبح اليوم شريكاً في مكافحة الإرهاب! مقابل ماذا؟ فتح أبواب النفط والقمح لشركات أمريكية. سرقة مصانع حلب؟ تم. بيع نفط في السوق السوداء؟ تم. بيع نساء عبر الإنترنت (30,000 حالة حسب هيومن رايتس ووتش)؟ تم باسم "السبي الشرعي"! وتجارة الأعضاء؟ صناعة ناشئة في الشمال – قريباً على "أمازون" مع توصيل مجاني!
هذا يذكّرنا بكوبا باتيستا: في الخمسينيات، حولت واشنطن كوبا إلى كازينو وماخور لميامي. 80% فقر، دعارة، قمار. الشركات الأمريكية نهبت السكر والتبغ كأنها في "بلاك فرايداي". ثم جاء كاسترو، طرد الشركات، حوّل الجزيرة إلى مصنع أطباء (50,000 طبيب في 60 دولة!). صحة وتعليم مجاني بقيمة 5000 دولار سنوياً لكل مواطن – شيء لا تستطيعه أمريكا، حيث يموت الناس لأن فاتورة الدواء أغلى من آيفون!
لهذا اتهموه بالإرهاب. قاعدة ذهبية: ارفع قبعتك لكل زعيم تتهمه أمريكا بالإرهاب – فهو يسرق من جيوبهم!
المقارنة التاريخية – سورية vs كوبا vs فنزويلا (أو: الدعم مقابل السرقة – مع مادورو والكبتاغون)
دعونا نقارن بطريقة كوميدية علمية:
| البلد | الزعيم الوطني | الدعم الاجتماعي | النهب الأمريكي | التهمة الأمريكية | |-------|----------------|-------------------|------------------|-------------------| | سورية | الأسد | +200 دولار/مواطن شهرياً | 70% نفط لأمريكا | كبتاغون (مع أن التصدير زاد 300% تحت الجولاني!) | | كوبا | كاسترو | 5000 دولار سنوياً خدمات مجانية | 90% اقتصاد باتيستا | إرهاب | | فنزويلا | مادورو | برامج غذاء وصحة مجانية | سرقة نفط CITGO | مخدرات (مع أن الكارتلات في كولومبيا المجاورة!) |
تفاصيل مادورو: اتهموه بـ"كارتل الشمس"، لكن تقارير الأمم المتحدة تقول: 90% من الكوكايين يمر عبر كولومبيا (حليفة أمريكا). مادورو يوزع غذاء مجاني لـ6 ملايين، لكنه "إرهابي" لأنه لم يبيع نفط فنزويلا لـ"إكسون موبيل"!
تفاصيل الأسد والكبتاغون: اتهموه بتصدير الكبتاغون، لكن تقارير DEA الأمريكيه نفسها تقول: تصدير الكبتاغون زاد 300% بعد 2021 – أي بعد سيطرة "الجولاني" على الحدود! يعني: الأسد متهم بمصنع لم يعد موجوداً، والجولاني يصدر ويُكرَّم!
الإرهاب المزيف – اتهام الضحية (أو: "قيصر" يقتل بالجوع، والجولاني يقتل بالكبتاغون)
لماذا الأسد إرهابي؟ لأنه وفّر معيشة أفضل رغم عقوبات "قيصر" – التي كانت تهدف لتجويع الشعب (لكن الدعم صمد كبطل كوميدي). اليوم؟ عملاء واشنطن يدمرون كل شيء. نفس الشيء مع كاسترو: حصار 60 عاماً، لكن كوبا أرسلت أطباء لإيطاليا في كورونا... بينما أمريكا كانت تبحث عن كمامات!
في سورية الجولاني: كرخانة إسلامية – سبي، بيع أعضاء، نهب بفتوى، وكبتاغون بجودة عالية! هذا الإرهاب الحقيقي... بترخيص أمريكي!
كولومبيا – اتهام الشيوعي بالإرهاب لكشفه الحفلات في ميامي (أو: بيترو يكشف أن "ميامي = كارتل لاند")
غوستافو بيترو – الشيوعي السابق، الرئيس الحالي – كشف أن تجار المخدرات الكبار يعيشون في فلل فاخرة قرب مار-أ-لاغو! تقارير: +20 تاجراً من كارتل كالي يغسلون أموالاً في ميامي... بجوار ترامب! رد واشنطن؟ ترامب: "بيترو = زعيم مخدرات!" (رغم أن بيترو خفض زراعة الكوكا 20% وصادر كميات تاريخية). هجمات على قوارب: 43 قتيل، منهم صيادون. عقوبات على بيترو وعائلته. كوميديا سوداء.
دروس للعالم – رفع القبعة للمقاومين (أو: الخائن يُمدح، الوطني يُشيطن)
ارفع قبعتك لـ: الأسد، كاسترو، تشافيز، مادورو، بيترو. هم يواجهون إبادة بالعقوبات (40,000 ميت في فنزويلا، آلاف في سورية). الخائن يحصل على فيلا في ميامي، الوطني على قائمة سوداء.
سورية تنزف... لكن كوبا نموذج: المقاومة تثمر. قريباً: "سورية 2050 – عودة الدعم... أو استمرار الكوميديا!"
الإمبريالية ككوميديا سوداء – 10 دروس ساخرة
1. العقوبات = حب: "نحن نحاصركم لأننا نحبكم... حباً يقتل!" 2. الديمقراطية = نفط: "إذا لم يكن لديك نفط، فأنت لست ديمقراطياً." 3. الإرهاب = مقاومة: "إذا قاومت، فأنت إرهابي. إذا خنت، فأنت بطل." 4. المخدرات = ذريعة: "نحن نحارب المخدرات... بينما نستورد 90% منها!" 5. الكبتاغون = فخر: "الأسد متهم بمصنع لم يعد موجوداً، والجولاني يصدر ويُكرَّم!" 6. ميامي = جنة الكارتلات: "تجار المخدرات يعيشون بجوار ترامب... ويُدعون للحفلات!" 7. الباراميليتاريين = أصدقاء: "جماعات مسلحة تقتل وتنهب... لكنها تحارب الشيوعية!" 8. السلام الكلي = تهديد: "إذا أردت السلام، فأنت تهديد لشركات الأسلحة." 9. الصحة المجانية = إرهاب: "إذا عالجت شعبك مجاناً، فأنت إرهابي!" 10. المقاومة = أمل: "الشيوعي الوطني هو الأمل الحقيقي... والكوميديا مستمرة!"
خاتمة كوميدية – رفع القبعة... أو الخوذة!
كما في سورية، كوبا، فنزويلا، كولومبيا – كل زعيم وطني متهم بـالمخدرات أو الكبتاغون، بينما التصدير يرتفع تحت حكم "الديمقراطيين الجدد". الشيوعي الوطني = الأمل. العالم تنزف... لكن الكوميديا مستمرة!
………….
النسخة الجادة
في مواجهة الإمبريالية: كيف تُكافئ واشنطن الخيانة وتُعاقب الوطنية؟
في عالم يُدار بالمال والنفوذ، يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية قد رسمت قاعدة ذهبية لسياستها الخارجية: لا تُمدح إلا الخائن، ولا تُستهدف إلا الوطني. هذه ليست نظرية مؤامرة، بل سلسلة من الحقائق التاريخية والاقتصادية التي تكشف عن وجه الإمبريالية الحديثة. من سورية إلى كوبا، مروراً بأمثلة لا تنتهي، يتكرر السيناريو: الزعيم الذي يقاوم نهب بلاده يُوصم بالإرهاب، بينما العميل الذي يفتح الأبواب للشركات الأمريكية الكبرى يُكافأ بالدعم والتغطية الإعلامية.
في هذه المادة الصحفية سنغوص في أعماق هذه الديناميكية، مستندين إلى أرقام ووقائع ومقارنات تاريخية، لنكشف كيف تحولت سورية من نموذج دعم اجتماعي تحت حكم حافظ و بشار الأسد – رغم أعتى العقوبات – إلى كابوس نهب تحت حكم "الجولاني" المدعوم قطريا و تركيا و صهيونيا وأمريكياً. وسنقارن ذلك بنموذج كوبا، حيث حول فيديل كاسترو جزيرة الدعارة والفقر إلى قوة طبية عالمية، مقابل اتهامه بالإرهاب. هذه ليست مجرد قصص، بل دروس في كيفية عمل الاستعمار الجديد.
الراتب الوهمي – 20 دولاراً تحت الأسد مقابل 120 تحت الجولاني
لنبدأ بالأرقام، فهي لا تكذب. في أسوأ سنوات حكم بشار الأسد، أيام الحصار الغربي الخانق والعقوبات الأمريكية "الإبادية" كما يصفها مراقبون، كان الراتب الشهري الرسمي للموظف السوري يعادل حوالي 20 دولاراً أمريكياً. اليوم، تحت الحكم الصوري لأبي محمد الجولاني – الذي يُقدم كـ"زعيم إسلامي" معتدل – يصل الراتب إلى 120 دولاراً. هل يعني ذلك تحسناً؟ بالعكس، فالذكاء الاصطناعي نفسه، عند مقارنة القوة الشرائية، يؤكد أن الـ20 دولاراً كانت تغطي حاجات أساسية أكبر بكثير مما تفعله الـ120 اليوم.
كيف؟ السر في الدعم الحكومي الذي اختفى. تحت الأسد، كانت الدولة توفر دعماً يفوق 200 دولار شهرياً لكل مواطن، من خلال دعم الوقود، الخبز، الدواء، والكهرباء. هذا الدعم كان يجعل الراتب المنخفض قادراً على تغطية الاحتياجات الأساسية. أما اليوم، فمع انهيار الدعم، أصبح الراتب الجديد مجرد وهم. خذ ربطة الخبز كمثال حي: في عهد الأسد، كانت تكلف 200 ليرة سورية (أقل من سنتات قليلة بدولار ذلك الوقت). اليوم، تحت الجولاني، تصل إلى 20,000 ليرة – تضاعف سعرها 100 مرة! بينما الراتب تضاعف فقط 6 مرات.
هذه المعادلة البسيطة تكشف كارثة: السوري اليوم يحتاج إلى 16 راتباً ليشتري ما كان يشتريه براتب واحد سابقاً في الغذاء الأساسي. وإذا استمر هذا النظام "الإخوانجي الداعشي" – كما يصفه معارضون سوريون – فإن سيناريو تقزم الأطفال في إدلب، الناتج عن سوء التغذية، سيتكرر في كل سورية. دراسات منظمة الصحة العالمية تؤكد أن معدلات التقزم في المناطق الخاضعة للجولاني وغير الجولاني تجاوزت 30%، مقارنة بنسبة شبه معدومة في المناطق الحكومية سابقاً.
نهب منظم – من الدعم إلى الكرخانة
الولايات المتحدة لم تكتفِ بالعقوبات على الأسد؛ بل دعمت انقلاباً "داعشياً إخوانجياً" لتحويل سورية إلى مساحة نهب. الجولاني، الذي كان قائداً في جبهة النصرة (فرع القاعدة)، أصبح اليوم "شريكاً" في مكافحة الإرهاب، مقابل فتح أبواب النفط والزراعة للشركات الأمريكية. سرقة المصانع في حلب، بيع النفط السوري في الأسواق السوداء، وتحويل النساء إلى "سبي" تحت غطاء إسلامي – عشرات الآلاف من النساء اختطفن وبيعن عبر الإنترنت، حسب تقارير هيومن رايتس ووتش. ولا ننسى تجارة الأعضاء، التي أصبحت صناعة مزدهرة في الشمال السوري.
هذا ليس مختلفاً عن كوبا باتيستا: في الخمسينيات، حولت واشنطن من خلال ديكتاتورها فولغينسيو باتيستا كوبا إلى "كرخانة" لميامي – فقر مدقع، دعارة، وقمار للسياح الأمريكيين. الشركات الأمريكية نهبت السكر والتبغ، بينما عاش 80% من الكوبيين تحت خط الفقر. ثم جاء فيديل كاسترو، الذي حول الجزيرة إلى مصدر للأطباء (أكثر من 50,000 طبيب يخدمون في 60 دولة)، ونموذج تنموي يفوق جيرانه في أمريكا اللاتينية. التعليم والصحة مجانيان، قيمة الخدمات تفوق آلاف الدولارات سنوياً لكل مواطن – شيء تعجز عنه الولايات المتحدة نفسها، حيث يموت آلاف سنوياً بسبب عدم القدرة على دفع فواتير الدواء.
لهذا اتهمت واشنطن كاسترو، ثم خليفته دياز كانيل، بالإرهاب. ق rule: ارفع القبعة لكل زعيم تتهمه أمريكا بالإرهاب، فهو يقاوم النهب.
المقارنة التاريخية – سورية و كوبا
دعونا نقارن بشكال معمق:
- الدعم الاجتماعي: في سورية الأسد، دعم يفوق 200 دولار/مواطن شهرياً رغم الحصار. في كوبا كاسترو، خدمات صحية مجانية تساوي 5000 دولار سنوياً لكل فرد (حسب دراسات البنك الدولي). مقابل ذلك، في سورية الجولاني: لا دعم، تضخم 1000%، سرقة أعضاء. في كوبا باتيستا: فقر 90%.
- النهب الاقتصادي: شركات أمريكية في سورية اليوم تسيطر على 70% من النفط (تقارير أممية). في كوبا باتيستا: 90% من الاقتصاد أمريكي. كاسترو طردها، الأسد حاول الحفاظ على السيادة.
- الإنساني: خطف وبيع نساء في الشمال السوري (تقارير الأمم المتحدة: 30,000 حالة). دعارة في هافانا باتيستا (آلاف النساء للسياح). كاسترو أنهى ذلك، الأسد حافظ على أمن نسبي رغم الحرب.
هذه المقارنات تكشف نمطاً: الزعيم الوطني يُحاصر، العميل يُدعم.
الإرهاب المزيف – اتهام الضحية
لماذا يُتهم الأسد بالإرهاب؟ لأنه وفر معيشة أفضل رغم العقوبات. الولايات المتحدة فرضت "قيصر" لتجويع الشعب، لكن الدعم الحكومي صمد. اليوم، عملاء واشنطن يدمرون كل شيء. نفس الشيء مع كاسترو: حصار 60 عاماً، لكن كوبا تصدر أطباء إلى إيطاليا خلال كورونا، بينما أمريكا تكافح.
في سورية، الجولاني يحول البلاد إلى "كرخانة إسلامية": سبي، بيع أعضاء، نهب تحت غطاء ديني. هذا هو الإرهاب الحقيقي، مدعوم أمريكياً.
دروس للعالم – رفع القبعة للمقاومين
في الختام، يجب رفع القبعة لكل زعيم يقاوم: الأسد، كاسترو، تشافيز، مادورو. هم يواجهون الإبادة الجماعية الأمريكية عبر العقوبات التي قتلت ملايين (دراسات: 40,000 في فنزويلا، آلاف في سورية). الخائن يُمدح، الوطني يُشيطن.
سورية اليوم تنزف، لكن تاريخها يعلمنا: المقاومة تثمر. كوبا نموذج، سورية يمكن أن تعود.
كولومبيا في عيون الإمبريالية – اتهام الشيوعي الوطني بالإرهاب لكشفه الشبكات الأمريكية في سياق يتكرر عبر التاريخ الإمبريالي الأمريكي الغربي، حيث يُكافأ الخائن ويُعاقب الوطني، يبرز الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو كمثال حي على كيفية استخدام واشنطن لاتهامات "الإرهاب" كسلاح سياسي. هذه الفقرات تركز على قصة بيترو – الشيوعي الذي أصبح رئيساً – الذي واجه عقوبات أمريكية قاسية بعد كشفه روابط شبكات المخدرات بالدولة الأمريكية نفسها، ورعايتها لتجار كبار يعيشون في فلل فاخرة قرب مار-أ-لاغو، منتجع دونالد ترامب في ميامي. ليس هذا خيالاً، بل وقائع مدعومة بتصريحات رسمية وتقارير دولية، تكشف كيف أن مصلحة الشعب الكولومبي هي الأساس للعقاب، لا الإرهاب.
من المتمرد إلى الرئيس الذي يتحدى الإمبريالية
غوستافو بيترو، الرئيس اليساري الأول في تاريخ كولومبيا، بدأ مسيرته كعضو في حركة M-19 الماركسية في الثمانينيات، قبل أن يصبح سناتوراً يكشف فساد السياسيين المرتبطين بكارتلات المخدرات. في 2018، كسناتور، نشر تقارير عن روابط بين نواب كولومبيين وباراميليتاريين ( مصطلح يعني : جماعات مسلحة شبه عسكرية تعمل خارج إطار الجيش الرسمي للدولة، لكنها غالبًا ما تكون مرتبطة بالدولة أو مدعومة منها سرًا، أو تعمل لصالح جهات سياسية أو اقتصادية قوية. ) يتعاملون بالكوكايين، مما جعله هدفاً للتهديدات. عندما فاز بالرئاسة في 2022، وعد بـ"السلام الكلي"، محولاً السياسة الأمريكية التقليدية للقضاء على الكوكايين بالقوة إلى نهج اجتماعي يركز على تطوير المناطق الريفية وتقليل الاعتماد على زراعة الكوكا. لكن هذا التحول أغضب واشنطن، التي ترى فيه تهديداً لسيطرتها على "الحرب على المخدرات" – التي أنفقت عليها مليارات الدولارات دون إيقاف تدفق الكوكايين إلى أسواقها.
الكشف الكبير: شبكات المخدرات والحماية الأمريكية
في سبتمبر 2025، خلال خطاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، اتهم بيترو الولايات المتحدة مباشرة بحماية تجار المخدرات. قال: "سياسة مكافحة المخدرات الأمريكية ليست لصحة الشعب، بل للهيمنة، وتتجاهل تجارة المخدرات داخل أمريكا بينما تشن هجمات على بلداننا". كشف بيترو، مستنداً إلى تقارير استخباراتية كولومبية، أن كارتلات كبرى محمية من قبل عناصر في الاستخبارات الأمريكية، وأن تجاراً رئيسيين يعيشون في فلل فاخرة في ميامي، على بعد أميال من منتجع ترامب مار-أ-لاغو. هذه الفلل، حسب وثائق محكمة أمريكية مسربة، مملوكة لتجار كوكايين سابقين من كارتل كالي، الذين حصلوا على صفقات إفلات مقابل معلومات – صفقات أدارتها CIA في التسعينيات، وما زالت تستمر.
مثال صارخ: في 2024، أفادت تقارير من هيومن رايتس ووتش أن أكثر من 20 تاجراً كبيراً، مرتبطين بكارتلات كولومبية، يعيشون بحرية في فلوريدا، قرب ميامي، حيث يديرون عمليات غسيل أموال عبر عقارات فاخرة. بيترو أشار إلى أن هؤلاء "يتمتعون بحماية الدولة الأمريكية"، مشبهاً إياها بـ"كارتل الشمس" الوفنزويلي الذي تتهمه واشنطن بالإرهاب، بينما تتجاهل شبكاتها الخاصة. هذا الكشف لم يكن نظرياً؛ فقد أدى إلى إيقاف تعاون استخباراتي بين بوغوتا وواشنطن، حيث رفض بيترو تسليم مجرمين إلى الولايات المتحدة دون ضمانات قضائية.
الرد الأمريكي: من الاتهام بالإرهاب إلى العقوبات الإبادية
لم تتأخر واشنطن في الرد. في أكتوبر 2025، أعلن الرئيس دونالد ترامب، في منشور على Truth Social، أن بيترو "زعيم مخدرات غير قانوني" و"إرهابي"، مهدداً بضربات عسكرية إذا لم يُغلق "حقول القتل" في كولومبيا. تلت ذلك هجمات أمريكية على قوارب في بحر الكاريبي، زُعم أنها تنقل مخدرات، قُتل فيها 43 شخصاً – بما في ذلك صيادين كولومبيين أبرياء مثل أليخاندرو كاررانزا، الذي أكدت عائلته براءته. وصَف بيترو هذه الهجمات بـ"الاستبداد" و"القتل خارج نطاق القضاء"، مطالبًا بمحاكمة مسؤولين أمريكيين.
التصعيد بلغ ذروته في 24 أكتوبر 2025، عندما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على بيترو وعائلته (زوجته فيرونيكا ألكوثر وابنه نيكولاس) ووزير داخليته أرماندو بينيديتي، متهمين إياهم بـ"السماح لكارتلات المخدرات بالازدهار". جمدت هذه العقوبات أصولهم في الولايات المتحدة وحظرت التعامل معهم، مع تهديد بتعريفات جمركية تصل إلى 25% على الصادرات الكولومبية. قال وزير الخزانة سكوت بيسينت: "بيترو يسمم الأمريكيين"، متجاهلاً أن إنتاج الكوكايين ارتفع قبل توليه المنصب بسنوات، بسبب سياسات أمريكية سابقة.
التناقض: مصلحة الشعب مقابل مصالح الإمبراطورية
هذه العقوبات ليست عن المخدرات، بل عن السيادة. بيترو، الذي خفض معدل نمو زراعة الكوكا بنسبة 20% في 2024 من خلال برامج تطوير، وصاد أكبر كميات كوكايين في التاريخ، يُعاقب لأنه يرفض "الحرب الأبدية" التي تفيد شركات الأسلحة الأمريكية. في الوقت نفسه، تتجاهل واشنطن أن 80% من الكوكايين يصل إلى أمريكا عبر مكسيكية مدعومة جزئياً بتجار ميامي – بعضهم يزور منتجعات ترامب. بيترو رد قائلاً: "محاربة التجارة لعقود جاءتني بهذا العقاب من مجتمع ساعدناه في تقليل استهلاكه. تناقض كامل، لكن لن أتراجع".
مقارنة سريعة: بيترو السياسة الأمريكية : بيترو: خفض الزراعة، مصادرة تاريخية، تطوير ريفي. عقوبات أمريكية. واشنطن: هجمات قتلت 43، حماية تجار في ميامي، إنفاق 10 مليارات دون إيقاف التدفق.
الخاتمة: رفع القبعة للوطنيين
كما في سورية وكوبا وفنزويلا شافيز ومادورو، يُتهم بيترو بالإرهاب لأنه يحمي شعبه. مصلحتهم هي الأساس، لا الخضوع للنهب. كولومبيا اليوم تنزف، لكن مقاومة بيترو تذكير: الشيوعي الوطني هو الأمل الحقيقي.
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا رواية -نبوءة الرياح في شوارع شيكاغو- تؤهل للفوز بجائزة
...
-
مقدمة نقدية أدبية عن قصص ثلاث تلخص الهولوكوست الذي اقترفه ال
...
-
ثلاث قصص عن هولوكوست غزة الذي اقترفه البيت الابيض
-
كيف أوقعت الصين الناتو في فخ -الأسلحة الناقصة-!
-
الصين تُحلّق في سماء العالم بينما الغرب يُحارب طواحين الهواء
...
-
الإخوان المسلمون في كوميديا الخلط العالمي
-
حسن نصرالله يُرعب أباطرة التكنولوجيا والإبادة بابتسامته وكلم
...
-
نتنياهو والكيان النازي الصهيوني المارق... كوميديا مكررة
-
الصين تقلب الطاولة: كوميديا التربة النادرة وانهيار إمبراطوري
...
-
مرتزقة الخليج وفتح: كوميديا الخيانة في عشرة مشاهد !
-
من بروكسل إلى نوبل : كيف تغسل جريمة إبادة جماعية في خمس خطوا
...
-
بوشيه وعصابة البيجرات المتفجرة – سيرك الكذب الليبرالي حيث تن
...
-
رواية : -طريق الحرير المقاوم-
-
اوهام المحتل : دروس من الجزائر وغزة.. وكيف يحلم -الأبطال- با
...
-
شريعة الغاب: مغامرات العم سام في عالم البلطجة العالمية!
-
إيران ترسل صواريخها إلى الفضاء الخارجي.. والبيت الأبيض يبحث
...
-
ثيو فرانكن يعيد اختراع بلجيكا: من الضمان الاجتماعي إلى قصر ا
...
-
رواية ديناصور الخراب
-
غزة تدعس على الكيان: كوميديا المقاومة التي أطاحت باللوبي الص
...
-
رواية -القمر الذي أضاء الخرافات-.. رواية قصيرة جدا
المزيد.....
-
من أجل قاعة رقص ترامب.. هدم دار السينما التاريخية في البيت ا
...
-
شاهد/ذهبية ثالثة لإيران في فنون القتال المختلطة للسيدات
-
معرض النيابة العامة الدولي للكتائب بطرابلس يناقش الثقافة كجس
...
-
شاهد.. فيلم نادر عن -أبو البرنامج الصاروخي الإيراني-
-
تمثال من الخبز طوله متران.. فنان يحوّل ظاهرةً على الإنترنت إ
...
-
مسك الختام.. أناقة المشاهير في حفل اختتام مهرجان الجونة السي
...
-
ايران تحرز ميداليتين ذهبيتين في الفنون القتالية ببطولة آسيا
...
-
فلسفة الذكاء الاصطناعي.. الوعي بين الفكرة والآلة
-
أحمد مالك أول مصري يفوز بجائزة أفضل ممثل في -الجونة السينمائ
...
-
حيدر التميمي عن الاستشراق والترجمة في فهم الفكر العقدي الإسل
...
المزيد.....
-
رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج
/ د. خالد زغريت
-
صديقي الذي صار عنزة
/ د. خالد زغريت
-
حرف العين الذي فقأ عيني
/ د. خالد زغريت
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
المزيد.....
|