أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد صالح سلوم - الولايات المتحدة: من العراق إلى غزة طليعة الانحطاط الهزلي















المزيد.....



الولايات المتحدة: من العراق إلى غزة طليعة الانحطاط الهزلي


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8507 - 2025 / 10 / 26 - 23:42
المحور: كتابات ساخرة
    


حيث نحن اليوم أمام مخاض تاريخي مذهل يشبه ولادة وحيد قرن في حديقة حيوانات، يتسارع فيه نبض العالم نحو آفاق جديدة من التعاون والإبداع كأن الجميع يرقصون التانغو مع روبوتات، تقف الولايات المتحدة كشاهدة على عصر مضى يشبه حفلة تنكرية لديناصورات، عصر يُبنى فيه الازدهار على أنقاض الآخرين كأنها تبني قصراً من ورق على جثث الدببة، وعلى كذبة تُعاد صياغتها مع كل فجر جديد كأنها وصفة كوكيز تُعدل كل صباح. يصفها نعوم تشومسكي، أحد أبرز أصوات الضمير الغربي الذي يبدو كأنه يحاضر في مؤتمر للقطط عن أخلاقيات الصيد، بأنها طليعة الانحطاط، ليس لأنها فقدت قوتها فحسب بل لأنها أصبحت رمزاً لنموذج حضاري يرفض التطور كطفل يرفض أكل الخضار، يتشبث بالعنف كوسيلة للبقاء كأنه يحتضن دبدوباً مسموماً، ويُقدم الكذب كأيديولوجيا دولة كأنها تقدم آيس كريم بنكهة الوهم. هذه ليست نظرية مؤامرة بل قراءة موضوعية لتاريخ موثق بوثائق أمريكية رسمية تبدو كأنها كتبت بقلم حبر سري، تحليلات صحفية استقصائية تشبه مطاردة أرنب في غابة، وشهادات من داخل المنظومة نفسها من أمثال سيمور هيرش الذي يكشف الأسرار كأنه يفتح علبة سردين، ميشيل كولون، سمير أمين، جون بيلجر، هوارد زين، ودانيال إلسبيرغ الذي سرب وثائق كأنه يوزع حلوى مجانية. إنها سلسلة من الأحداث المترابطة تبدأ منذ لحظة الاستعمار الأولى التي تشبه حفلة شواء للسكان الأصليين، وتمتد حتى تفجير خطوط السيل الشمالي في بحر البلطيق الذي يبدو كأنه عرض ألعاب نارية تحت الماء، وكل حلقة فيها تؤكد أن السياسة الدفاعية الأمريكية ليست دفاعاً عن الأمن بل هجوماً منهجياً للحفاظ على اقتصاد حرب لا يستطيع البقاء بدون التوتر الدولي المستمر كأنه مدمن على القهوة يحتاج جرعة كل ساعة.

تأسست الولايات المتحدة على كذبة أولى ليست مجرد حدث تاريخي بل أساس فلسفيي لكل ما تلاه كأنه وصفة كعكة فاشلة. عندما خطا المستوطنون الأوروبيون على سواحل أمريكا الشمالية في القرن السابع عشر لم يروا شعوباً تملك حضارة وأرضاً ونظاماً اجتماعياً معقداً بل رأوا كفرة همجاً أرواحاً بلا إله وفق تعبير وثائق المحاكم الاستعمارية في ماساتشوستس عام 1630 التي تبدو كأنها مكتوبة بيد كوميدي. كانت هذه الكذبة الدينية الغطاء الأيديولوجي لعملية إبادة منهجية لم تكن دفاعاً عن الدين أو الحرية بل سرقة منظمة للأرض والذهب والفضة والمياه كأنها لعبة مونوبولي عملاقة. بين عامي 1492 و1900 انخفض عدد السكان الأصليين من حوالي 60 مليون نسمة>To أقل من 250 ألف وفق تقديرات جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس التي تبدو كأنها تحسب عدد النمل في حديقة. لم يكن الجدري وحده القاتل بل سياسة الحرق والإبادة التي وثقها الجنرال جيفري أمهرست في رسائله الرسمية عام 1763 حين أمر بتوزيع بطانيات ملوثة بالجدري على قبائل الديلاوير وكتب صراحة يجب أن نستخدم كل وسيلة لإبادة هذه الأمة الملعونة كأنه يطلب بيتزا إضافية. هذه الرسائل محفوظة في الأرشيف البريطاني وتُعتبر دليلاً مباشراً على أن الإبادة كانت سياسة دولة لا أفعالاً عشوائية كأنها خطة تسويقية لشركة مبيدات.

لم تتوقف الكذبة عند السكان الأصليين. مع كل توسع جغرافي كانت هناك كذبة جديدة تشبه إعلانات تلفزيونية. في حرب 1846 ضد المكسيك أعلن الرئيس جيمس بولك أمام الكونغرس أن الدماء الأمريكية سُفكت على أرض أمريكية مشيراً إلى حادث عسكري وقع في منطقة متنازع عليها بين نهري نويسيس وريو غراندي كأنه يدلي بشهادة في محكمة كوميدية. لم تكن تلك الأرض أمريكية بأي معيار قانوني لكن الكذبة أعطت الذريعة لشن حرب استمرت عامين انتهت بضم نصف أراضي المكسيك بما فيها كاليفورنيا نيفادا أريزونا ونيومكسيكو كأنها صفقة تخفيضات. يعترف يوليسيس غرانت الجنرال الذي قاد الحملة وأصبح رئيساً لاحقاً في مذكراته المنشورة عام 1885 كنت أقاتل في حرب ظالمة بدأت بالكذب وكانت أكبر كارثة في تاريخنا كأنه يعترف بفشل وصفة طبخ. بعد أسابيع من توقيع معاهدة غوادالوبي هيدالغو اكتُشف الذهب في كاليفورنيا وهو ما يؤكد أن الهدف لم يكن الأمن بل الثروة كأنها مفاجأة في علبة حبوب.

ينتقل النمط إلى القرن العشرين بنفس الدقة المرعبة التي تشبه ساعة سويسرية مسروقة. في عام 1898 انفجرت السفينة الحربية يو إس إس ماين في ميناء هافانا واتهمت الصحف الأمريكية بقيادة وليام راندولف هيرست إسبانيا بتفجيرها عمداً كأنها تتهم الجيران بسرقة الجرائد. تذكروا الماين أصبح شعار الحرب واندلعت

الحرب الإسبانية الأمريكية كأنها عرض أزياء عسكري. لكن تحقيق البحرية الأمريكية الرسمي عام 1976 بعد دراسة الحطام أكد أن الانفجار ناتج عن عطل فني داخلي في مخزن الفحم كأنه انفجار ميكروويف. لم يكن الأمر يهم فقد أعطى الذريعة لاحتلال كوبا بورتوريكو غوام والفلبين وبناء إمبراطورية بحرية تمتد عبر المحيطين كأنها سلسلة مطاعم. كتب هيرست لرساميه أرسلوا الصور وأنا أرسل الحرب كأنه يطلب توصيل طعام.

في فيتنام كانت الكذبة أكثر تعقيداً وتأثيراً تشبه لعبة شطرنج مع قطط. في 4 أغسطس 1964 أعلن الرئيس ليندون جونسون أن زوارق فيتنام الشمالية هاجمت المدمرة مادوكس مرتين في خليج تونكين كأنه يروي قصة صيد. بثت الإذاعات الأمريكية الخبر وصوّت الكونغرس على قرار خليج تونكين بأغلبية 416 صوتاً مقابل صفر منح الرئيس سلطة شن الحرب دون إعلان رسمي كأنه يمنح تصريحاً للعب بالألعاب النارية. لكن وثائق البنتاغون التي سرّبها المحلل العسكري دانيال إلسبيرغ عام 1971 ونشرتها صحيفة نيويورك تايمز أثبتت أن الهجوم الثاني لم يحدث أصلاً وأن التقارير تم تلفيقها بناءً على إشارات رادار خاطئة كأنها أوهام بعد شرب قهوة زائدة. النتيجة ثلاثة ملايين قتيل فيتنامي 58 ألف أمريكي وأمة مزقتها الحرب ومجتمع منقسم وجيل كامل يعاني من آثار العامل البرتقالي كأنه يعاني من حساسية تجاه الألوان. اعترف روبرت مكنمارا وزير الدفاع في مذكراته عام 1995 كنا نعلم أن الهجوم الثاني لم يحدث لكننا احتجنا إلى الذريعة كأنه يعترف بحاجة إلى عذر لتأخير موعد.

في العراق وصلت الكذبة إلى ذروتها الدرامية والتلفزيونية كأنها مسلسل واقعي. في 5 فبراير 2003 وقف كولن باول أمام مجلس الأمن الدولي يلوح بأنبوب اختبار يحتوي على مسحوق الجمرة الخبيثة مدعياً أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل وأقماراً صناعية تظهر شاحنات متنقلة وطائرات بدون طيار جاهزة لضرب أمريكا كأنه يبيع مكنسة كهربائية. تقرير دويلفر الذي أصدرته وكالة الاستخبارات المركزية عام 2004 أكد أن لا أسلحة ولا برامج نشطة منذ 1991 وأن معظم المعلومات جاءت من مصادر مشكوك فيها مثل كيرفبول كأنها نصائح من عمة غريبة الأطوار. لكن الحرب اندلعت ومات مليون عراقي وصُرفت 4.7 تريليون دولار وانهارت دولة وولد تنظيم داعش من أنقاضها كأنه ولد من بيضة مفاجآت. باول نفسه وصف خطابه لاحقاً بأنه بقعة سوداء في سيرتي الذاتية كأنه يتحدث عن بقعة حبر على قميص.

هذا النمط ليس صدفة بل نتيجة لنظام اقتصادي يعتمد على الحرب كمحرك أساسي كأنه سيارة تحتاج بنزيناً كل كيلومتر. حذر الرئيس دوايت أيزنهاور الجنرال الذي قاد الحرب العالمية الثانية في خطاب وداعه عام 1961 من المجمع العسكري الصناعي تلك الشبكة الخطيرة من الشركات الجيش والكونغرس التي تجعل الحرب مربحة كأنها بيع آيس كريم في الصيف. اليوم تبلغ ميزانية الدفاع الأمريكية 886 مليار دولار أكثر من مجموع ميزانيات الدفاع للدول العشر التالية مجتمعة وفق تقرير معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الذي يبدو كأنه يحسب مصاريف حفلة. شركات مثل لوكهيد مارتن رايثيون بوينغ ونورثروب غرومان ليست مجرد موردين بل لاعبين سياسيين يملكون 737 لوبيست في الكونغرس ويحصلون على عقود بمليارات الدولارات سنوياً كأنهم يجمعون تذاكر يانصيب. الحرب ليست خياراً بل ضرورة اقتصادية لأن توقفها يعني انهيار أرباح وفقدان وظائف وتراجع النمو كأنها إدمان على الشوكولاته.

في هذا السياق يأتي تفجير خطي السيل الشمالي كحلقة حديثة في السلسلة تشبه عرض سحري تحت الماء. في 8 فبراير 2023 نشر سيمور هيرش الصحفي الحائز على جائزة بوليتزر عن فضح مجزرة مي لاي في فيتنام تقريراً استقصائياً يعتمد على مصدر داخلي رفيع المستوى يكشف أن الرئيس جو بايدن أمر بتفجير الخطوط في ديسمبر 2021 بعد تسعة أشهر من التخطيط كأنه يخطط لحفلة عيد ميلاد. زرع غواصو البحرية الأمريكية من فرقة سيل تيم 6 متفجرات سي فور أثناء تدريبات بالتوبس 22 في يونيو 2022 وفعّلت النرويج المتفجرات بإشارة صوتية في 26 سبتمبر 2022 كأنها تضغط زر الريموت. الهدف قطع أوروبا عن الغاز الروسي الرخيص إجبارها على شراء الغاز الأمريكي المسال بأسعار أعلى ثلاث مرات وإضعاف روسيا اقتصادياً وتعزيز أرباح شركات الطاقة الأمريكية كأنها صفقة تسوق. نفى البيت الأبيض التقرير ووصفه بالخيال الكامل لكن التحقيقات الأوروبية لم تجد دليلاً على تورط روسيا أو أوكرانيا بشكل مباشر بينما ظلت أسئلة كثيرة بلا إجابة لماذا لم تكتشف سفن الناتو العملية لماذا لم يُحقق مع اليخت أندروميدا إلا بعد أشهر كأنها ألغاز في مجلة أطفال.

هذا النمط لا يقتصر على الحروب الكبرى بل يمتد إلى الاغتيالات والانقلابات التي تُنفذ باسم الديمقراطية كأنها حفلات تنكرية. في تشيلي دعمت وكالة الاستخبارات المركزية انقلاب أوغوستو بينوشيه في 11 سبتمبر 1973 بعد اغتيال الرئيس المنتخب سلفادور ألندي كأنه يغير قناة التلفاز. وثائق الوكالة التي رُفعت عنها السرية عام 2000 تكشف أنها مولت المعارضة بـ8 ملايين دولار ودرّبت الضباط ونظمت حملة إعلامية كأنها حملة إعلانية لشامبو. في إيران نظمت الوكالة انقلاب 1953 ضد محمد مصدق بعد أن أمم النفط البريطاني كأنه يسرق حلوى. في غواتيمالا أطاحت عام 1954 بحكومة جاكوبو أربينز لأنه أعاد توزيع أراضي شركة يونايتد فروت التي كان وزير الخارجية جون فوستر دالاس يمثلها قانونياً كأنه يدافع عن موزة. في الكونغو ساهمت في اغتيال باتريس لومومبا عام 1961 ودعمت موبوتو سيسي سيكو لثلاثين عاماً كأنه يدعم فريق كرة قدم. في كل مرة كانت الذريعة مكافحة الشيوعية والهدف الحقيقي النفط الموز المعادن الأسواق كأنها قائمة تسوق.

في غرب آسيا تتكرر القصة بنفس الدقة والوحشية التي تشبه مسرحية هزلية. آل سعود آل نهيان آل ثاني آل صباح لم يصلوا إلى السلطة بالصدفة بل بدعم أمريكي مباشر مقابل النفط والولاء كأنهم يشترون تذاكر فيلم. في السعودية وقّع الملك عبد العزيز اتفاقية مع شركة أرامكو عام 1933 مقابل حماية أمريكية من البريطانيين كأنها صفقة تبادل. في الإمارات دعمت واشنطن استقلال أبوظبي ودبي عام 1971 مقابل قواعد عسكرية واستثمارات في السندات الأمريكية كأنها تفتح حساب توفير. في قطر استضافت قاعدة العديد منذ 1996 وأصبحت أكبر مستورد للأسلحة الأمريكية كأنها تجمع نقاط ولاء. في الكويت تدخلت عام 1991 لحماية النظام بعد غزو صدام لكنها لم تفعل شيئاً عندما احتلت إسرائيل الجولان كأنها تختار معاركها بعناية. في كل حالة كان الثمن بيع النفط بالدولار شراء الأسلحة الأمريكية ودعم السياسات الأمريكية في الأمم المتحدة كأنها اشتراك في نادي.

في أوكرانيا يتكرر النمط بأدوات جديدة ووجوه حديثة تشبه مسلسل كوميدي. فولوديمير زيلينسكي الممثل الكوميدي السابق لم يصل إلى السلطة بالصدفة دعمته واشنطن بعد انقلاب 2014 الذي وصفته مجلة فورين أفيرز بأنه مدعوم من الغرب وكشفت وثائق فيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية أن الولايات المتحدة أنفقت 5 مليارات دولار على دعم الديمقراطية في أوكرانيا منذ 1991 كأنها ترعى فريق رياضي. اليوم يُقدم زيلينسكي كبطل للحرية بينما يُحظر الأحزاب المعارضة وتُغلق 12 قناة تلفزيونية ويُمنع التفاوض مع روسيا بقانون رئاسي كأنه يلعب لعبة احتكار. في إسرائيل يستمر دعم بنيامين نتنياهو رغم اتهامات الفساد واقترافه مع دعم ثمانين بالمئة من الصهاينة أفظع إبادة جماعية عرفها التاريخ الحديث ضد الشعب الفلسطيني الأصلي في غزة وتفوق بشاعة ما اقترفه هتلر نفسه والنازيين معه لأنه يضمن استمرار السيطرة على المنطقة ويُستخدم كذريعة لتدمير غزة ولبنان كأنه يستخدم مبرر لإعادة تصميم الديكور. في سوريا يُدعم أبو محمد الجولاني الذي كان يُعرف سابقاً بأحمد الشرع زعيم جبهة النصرة التابعة للقاعدة لأنه يُقاتل ضد بشار الأسد الرئيس الشرعي المنتخب ويُسيطر على حقول النفط في دير الزور كأنه يجمع موارد في لعبة فيديو.

كل هذه السياسات ليست دفاعية بل هجومية بطبيعتها كأنها هجوم على مطعم بوفيه. الدفاع الأمريكي لا يحمي الحدود بل يحمي نموذجاً اقتصادياً ينهار بدون الحروب كأنه برج من ورق. لو توقفت الحروب غداً لانهارت شركات السلاح وتوقفت الطباعة النقدية وفقد الدولار هيمنته كعملة احتياط عالمية كأنه يفقد مكانته في حفلة. لهذا تُخلق الأزمات باستمرار اليوم أوكرانيا غداً تايوان بعد غد إيران ثم فنزويلا ثم كوبا مرة أخرى كأنها قائمة مهام. كل أزمة تُبرر ميزانية جديدة عقوداً جديدة أرباحاً جديدة وتُبقي الشعب الأمريكي في حالة خوف دائم من العدو الخارجي كأنه يخاف من شبح تحت السرير.

لكن العالم تغير جذرياً كأنه تحول من فيلم أبيض وأسود إلى 3D. الصين التي كانت تعاني الفقر المدقع بسبب الاحتلال الإنكليزي والياباني والأمريكي أصبحت بعد عدة عقود من حكم الحزب الشيوعي الصيني أكبر اقتصاد صناعي في العالم ليس بالحروب بل بالتعليم والعمل كأنها تبني بمكعبات ليغو. مليار طالب يدرسون العلوم والتكنولوجيا 800 ألف براءة اختراع سنوياً شبكة قطارات فائقة السرعة تربط 40 ألف كيلومتر موانئ آلية تفرغ السفن في ساعات كأنها روبوتات في مطبخ. الهند تطلق أقماراً صناعية بتكلفة أقل من ميزانية فيلم هوليوودي كأنها تشتري بتخفيضات. الإمارات تبني مدناً ذكية بالطاقة الشمسية وتُطلق مسباراً إلى المريخ كأنها ترسل بطاقة تهنئة. كوريا الجنوبية تحولت من دولة مدمرة بعد الحرب إلى عملاق تكنولوجي في جيل واحد بفضل التعليم لا السلاح كأنها تتطور من دراجة إلى سيارة فائقة. فيتنام التي دمرتها أمريكا أصبحت اليوم شريكاً تجارياً لها وتنمو بمعدل 8% سنوياً كأنها تنتقم بنجاح اقتصادي.

هذا العصر لا يحتاج إلى إمبراطوريات بل إلى شراكات كأنها حفلة رقص جماعي. لا يحتاج إلى كذب بل إلى شفافية كأنها زجاج نظيف. لا يحتاج إلى إبادة بل إلى تعايش كأن الجميع يتشاركون البيتزا. الولايات المتحدة بتشبثها بنموذج قديم لا تهدد الآخرين فقط بل تهدد نفسها كأنها تقطع الفرع الذي تجلس عليه. كل دولار يُصرف على سلاح هو دولار لم يُصرف على مدرسة أو مستشفى أو طريق كأنه يختار بين كعكة وصحة. كل جندي يُرسل إلى حرب هو عالم أو مهندس أو طبيب لم يُولد بعد كأنه يلغي موعد ولادة. كل كذبة تُقال هي جرح في مصداقية الأمة كأنها خدش في طلاء السيارة. في الداخل يعاني 40 مليون أمريكي من الجوع و600 ألف من التشرد وأزمة أفيونية تقتل 100 ألف سنوياً بينما تُنفق الدولة تريليونات على حروب لا تنتهي كأنها تشتري ألعاباً نارية بدلاً من طعام.

في النهاية ليست المشكلة في أمريكا كشعب أو أرض أو تاريخ بل في النظام الذي يحكمها كأنه مدير سيء في مطعم. نظام يرفض التطور يخاف من السلام يعيش على الخوف كأنه يعيش على رقائق بطاطس. كما قال سمير أمين في كتابه الرأسمالية في عصر العولمة الولايات المتحدة ليست إمبراطورية كلاسيكية بل إمبراطورية الفوضى تخلق الأزمات لتبيع الحلول بالسلاح كأنها تبيع مظلات في عاصفة. هذا النموذج لم يعد يناسب عصرنا كأنه بدلة قديمة. العالم يتقدم بالعمل التعليم الإبداع التعاون كأنه يرقص السالسا. الولايات المتحدة إن أرادت البقاء كقوة عظمى يجب أن تتعلم من خصومها كيف تبني بدلاً من تدمر كيف تتعاون بدلاً من تسيطر كيف تعترف بالحقيقة بدلاً من اختلاق الكذب كأنها تتعلم درساً من طفل.

طليعة الانحطاط ليست قدراً بل خياراً كأنه اختيار بين آيس كريم وسلطة. والخيار كما أثبت التاريخ يمكن تغييره كأنه تغيير قناة. لكن التغيير يبدأ بالاعتراف كأنه اعتراف في برنامج تلفزيوني. وأول اعتراف مطلوب أن الدفاع الحقيقي ليس في الحروب بل في التعليم ليس في الأسلحة بل في العقول ليس في الكذب بل في الشفافية كأنها وصفة لكعكة ناجحة. عندها فقط يمكن لأمريكا أن تخرج من ظلال انحطاطها وتدخل عصر الإبداع الإنساني الحقيقي كأنها تخرج من كهف إلى حفلة.

أكاذيب الاستيلاء على أراضي فلسطين التاريخية الهزلية

من أعماق التاريخ الإنساني حيث تتقاطع الأساطير مع الحقائق المُحرَّفة كأنها تقاطع طرق مع لافتات خاطئة تبرز قصة الاستيلاء على أراضي فلسطين كسلسلة من الأكاذيب المدروسة بعناية تبدأ من أساطير الخزر وتمتد إلى مشاريع الإبادة الحديثة كأنها سلسلة كوميدية طويلة. ليست هذه القصة مجرد سرد تاريخي بل كشف لآلية الاستعمار الرأسمالي الذي يرتكز على اختلاق الهويات والحقوق لتبرير السرقة والتدمير كأنه يبيع تذاكر لحفلة وهمية. يصفها نعوم تشومسكي بأنها جزء من طليعة الانحطاط الأمريكي الغربي حيث تُستخدم الأكاذيب لتحويل الشعوب إلى أدوات في يد الاحتكارات المالية كأنها دمى في مسرحية. هنا نغوص في أعماق هذه الأكاذيب مستندين إلى وثائق تاريخية وتحليلات استقصائية لنكشف كيف تحولت فلسطين من مهد حضارات إلى ساحة للطمع الاستعماري مع توزيع أدوار دقيق بين بنوك روتشيلد إمبراطورية الرجل المريض العثماني ويهود الخزر كأدوات قذرة لمشاريع استعمارية تجعل فلسطين قاعدة أساسية في غرب آسيا كأنها قاعدة لعبة فيديو.

تعود جذور الكذبة الأولى إلى مملكة الخزر تلك الإمبراطورية التركية الآسيوية التي امتدت في القرن الثامن الميلادي على ضفاف نهر الفولغا بين البحر الأسود والبحر الكاسبي كأنها مملكة في لعبة استراتيجية. كانت الخزر قوة تجارية وسياسية هائلة تتحالف مع الإمبراطوريات الإسلامية والمسيحية لكنها لم تكن يهودية بالأصل كأنها فريق رياضي يغير قميصه. في عام 740 ميلادياً اعتنق الملك بولان قيصر اليهودية كدين رسمي للمملكة ليس بدافع ديني بل استراتيجي ليصبحوا سماسرة محايدين بين الخلافة العباسية والإمبراطورية البيزنطية يتاجرون بالحرير والتوابل والرقيق دون انتماء كامل لأي جانب كأنهم وسطاء في سوق. هذا التحول لم يكن اعتناقاً جماعياً لليهودية التقليدية بل مزيجاً من الطقوس التلمودية مع التقاليد التركية كما يوثق ذلك كتاب الكوزاري ليهوذا هاليفي في القرن الثاني عشر الذي يروي حواراً خيالياً بين ملك خزري ورابي يهودي ليبرر هذا الاختيار كأنه نقاش في مقهى. مع سقوط مملكة الخزر عام 965 على يد الكسرويين الروس تشتت الخزر في أوروبا الشرقية حيث اندمجوا مع شعوب أخرى وأعادوا تشكيل هويتهم كأشكناز أي يهود أوروبيون ليصبحوا بيادق في يد الاحتكارات المالية الغربية كأنهم قطع شطرنج.

هنا تبدأ الكذبة الكبرى ادعاء أن هؤلاء الخزر اليهود هم ورثة اليهود القدماء في فلسطين رغم أن الدراسات الجينية الحديثة مثل تلك المنشورة في مجلة نيتشر عام 2013 تثبت أن الأصول الأشكنازية مزيج من الشرق الأوسط والأوروبي مع تأثيرات تركية قليلة وليست خزرية بالكامل كأنها سلطة مشكلة. ومع ذلك استخدمت هذه الأسطورة في القرن التاسع عشر لتبرير الهجرة اليهودية إلى فلسطين مدعية عودة إلى أرض لهم منذ ثلاثة آلاف عام رغم أن فلسطين كانت موطناً للكنعانيين والفلسطينيين العرب لآلاف السنين قبل ذلك كأنها تاريخ مزيف. كانت هذه الأكذوبة أداة للسماسرة الجدد الذين تحولوا من تجار خزر إلى بنوك أوروبية يتاجرون بالأراضي كما تاجروا بالسلع مع توزيع أدوار دقيق بين بنوك روتشيلد وإمبراطورية الرجل المريض العثماني حيث سيطرت روتشيلد على البنك العثماني الإمبراطوري حوالي عام 1860 مما مكنها من منح أراضٍ أميرية للصهاينة تحت غطاء الديون العثمانية كأنها تقرض مالاً لصديق مدمن تسوق.

دخلت الاحتكارات المالية الغربية الصورة في أواخر القرن التاسع عشر مع عائلة روتشيلد كرمز للطمع الاستعماري كأنها شخصية في فيلم كرتون. ماير أمشيل روتشيلد مؤسس الإمبراطورية المصرفية في فرانكفورت بنى ثروته على تمويل الحروب النابليونية وأبناؤه امتدوا إلى لندن وباريس وفيينا كأنهم يفتحون فروعاً. كان الصهيونية كما صاغها ثيودور هرتزل في كتابه دولة اليهود عام 1896 مشروعاً إبادياً جماعياً مغلفاً بغلاف استعماري كأنه هدية مسمومة. هرتزل الصحفي النمساوي لم يكن يبحث عن وطن يهودياً دينياً بل عن مستعمرة حديثة لليهود الأوروبيين الهاربين من البوغرومات وكان يقدمها لروتشيلد كمقاولات تجارية شراء أراضٍ في فلسطين مقابل قروض للإمبراطورية العثمانية وتحويلها إلى مزارع استيطانية كأنها مشروع عقاري. في عام 1901 عرض هرتزل على السلطان عبد الحميد الثاني 150 مليون أوقية ذهب مقابل حق الاستيطان لكن السلطان رفض صوريا قائلاً إذا كانت هذه الأموال لدفع ديوننا فسنبيع جزءاً من الأناضول لا فلسطين كأنه يتفاوض في سوق. كانت هذه المقاولات غطاءً للإبادة البطيئة شراء الأراضي من ملاكين غائبين طرد الفلاحين الفلسطينيين وزرع المستوطنات كقواعد عسكرية مع أول مستوطنة أنشأت في عهد الاحتلال التركي العثماني وهي ريشون لتسيون في غوش دان قاعدة الكيان الصهيوني الاستعمارية الأساسية كأنها قاعدة لعبة.

دعم روتشيلد الصهيونية لم يكن خيرياً بل استثمارياً كأنه يستثمر في أسهم. بحلول عام 1948 لم يملك اليهود أكثر من أربعة بالمئة من أراضي فلسطين اثنان منها ليهود فلسطين أصليين قبل قدوم الأشكناز استعمارياً الشراء كان بمعظمه من بيع عائلات لبنانية وسورية كعائلة نواف سلام وعائلة جبران تويني بالإضافة إلى أراضٍ أميرية منحها الاحتلال العثماني للصهاينة بعد سيطرة بنوك روتشيلد على البنك العثمانيه الإمبراطوري حوالي عام 1860 كأنها صفقة تحت الطاولة. في عام 1917 أصدرت بريطانيا وعد بلفور الذي وعد بوطن قومي يهودي في فلسطين مقابل تمويل روتشيلد للحرب العالمية الأولى كأنها صفقة تبادل. كان ليونيل والتر روتشيلد الذي وُجه إليه الوعد جزءاً من اللجنة الصهيونية واستخدم ثروته لشراء هذه النسبة الضئيلة من الأراضي بحلول 1930 كأنه يجمع عملات. هذه الأكاذيب التاريخية عودة الخزر إلى أرضهم منذ ثلاثة آلاف عام خدمت الاحتكارات للسيطرة على طرق التجارة في غرب آسيا كأنها تسيطر على طرق مرور. فلسطين لم تكن أرضاً بلا شعب لشعب بلا أرض كما ادعى هرتزل بل أرضاً مزدهرة بـ700 ألف فلسطيني عام 1918 لكنها أصبحت ساحة للاستعمار البريطاني الصهيوني مدعوماً بقروض روتشيلد للانتداب البريطاني مع يهود الخزر كأدوات قذرة في يد هذه الاحتكارات كأنهم ممسحة.

مع قيام إسرائيل عام 1948 بلغت الأكاذيب ذروتها في النكبة حيث طُرد 750 ألف فلسطيني ودُمرت 500 قرية تحت غطاء حرب الاستقلال كأنها إعادة ترتيب أثاث. كانت هذه إبادة جماعية مدعومة بتمويل أمريكي غربي حيث أصبحت بنوك روتشيلد جزءاً من الاحتكارات التي مولت بناء المستوطنات كأنها تبني فنادق. في الستينيات اقترح مشروع قناة بن غوريون كبديل لقناة السويس ليربط البحر الأحمر بالمتوسط عبر النقب وغزة بتكلفة 55 مليار دولار واستخدام نووي أمريكي للحفر كأنه يحفر نفقاً للهروب. كان الهدف السيطرة على التجارة العالمية وإضعاف مصر واستغلال غاز غزة البحري الذي يُقدر بـ1.4 تريليون متر مكعب كأنه كنز مدفون. هذا المشروع الذي يمر عبر غزة كان السبب الخفي وراء الاحتلال عام 1967 حيث أصبحت غزة عازلاً استراتيجياً وفلسطين قاعدة أساسية للاحتكارات في غرب آسيا كأنها مركز تسوق.

في العصر الحديث تتجسد الأكاذيب في حرب الإبادة على غزة التي بدأت بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 واستمرت حتى وقف إطلاق النار في يناير 2025 كأنها مسلسل طويل. أكثر من 68 ألف فلسطيني قُتلوا وفق إحصاءات وزارة الصحة في غزة بينما دُمرت 80% من البنية التحتية كأنها إعادة تصميم مدينة. هذه الحرب لم تكن دفاعاً عن الأمن الإسرائيلي بل استيلاءً على ما تبقى من غاز غزة الذي يُقدر قيمته بمليارات الدولارات وتنفيذ مشروع قناة بن غوريون كأنه يبني طريقاً سريعاً. الرئيس جو بايدن في تصريح في 11 أكتوبر 2023 قال نحن نقف مع إسرائيل وأرسل 21.7 مليار دولار مساعدات عسكرية ومنع قرارات وقف إطلاق النار في الأمم المتحدة كأنه يمنع إيقاف حفلة. دونالد ترامب في خطاب أمام الكنيست في 13 أكتوبر 2025 وصف الاتفاق كفجر جديد للشرق الأوسط لكنه أكد غزة لن تكون ملاذاً للإرهاب مما يعني السيطرة الكاملة على الممر الدولي قرب مصر لمواجهة نفوذ الصين في طريق الحرير كأنه يغلق باباً.

كانت الولايات المتحدة المنفذ الرئيسي لهذه الحرب الإبادية كما يعترف بايدن في مذكراته المنشورة عام 2024 حيث وصف زيارته إلى إسرائيل بعد 7 أكتوبر بأنها التزام غير مشروط كأنه يعد بزيارة منتظمة. ترامب في حملته الانتخابية 2024 وعد بنهاي قوي وفي أكتوبر 2025 أنهى الاتفاق بإطلاق سراح الرهائن مقابل إفراج عن فلسطينيين لكنه ضمن السيطرة على غاز غزة الذي أعلنت إسرائيل سيطرتها عليه في مارس 2025 كأنه يفوز بجائزة. هذا الغاز المكتشف عام 1999 كان يُدار سابقاً بموجب اتفاق مع السلطة الفلسطينية لكن الحرب أعادت السيطرة إلى إسرائيل غاز التابعة للاحتكارات الغربية كأنها تعيد توزيع الهدايا. مشروع القناة الذي يهدد قناة السويس بتكلفته السنوية 9 مليارات دولار لمصر يمر عبر غزة لتقليل التكاليف ويُقدَّر أنه سيحقق 100 مليار دولار سنوياً لإسرائيل وفق تقارير وول ستريت جورنال عام 2024 كأنه يعد بأرباح خيالية.

أما جارد كوشنر صهر ترامب فيُمثل الوجه العقاري لهذه الإبادة كأنه وكيل عقاري. في فبراير 2024 اقترح كوشنر في مقابلة مع وول ستريت جورنال بيع غزة كمنتجع سياحي مدعياً أنها شاطئ جميل يُدار كغولف كورس وأن السعودية والإمارات ستشتريانها كأنه يبيع شقة على البحر. كان هذا اقتراحاً لإعادة الإعمار على جثث 40 ألف قتيل بتمويل أمريكي خليجي يشمل فنادق ومطارات ويطرد السكان المتبقين كأنه ينظف المنزل. كوشنر الذي أدار صفقة القرن عام 2020 كان صديقاً لجيفري إبستين المجرم الجنسي الذي كشفت وثائقه عام 2023 عن علاقات مع ترامب ونتنياهو كأنه نادي أصدقاء. مشروع كوشنر يشبه جزر إبستين تلك الجزر الخاصة التي استخدمها إبستين للاستغلال الجنسي حيث يُقترح تحويل غزة إلى منتجع خاص للأثرياء بعيداً عن الإرهابيين كأنه يبني منتجعاً حصرياً. هذا المشروع المدعوم من بلاك روك للاري فينك يهدف إلى بيع الأراضي المدمرة للاحتكارات وفق تقرير فورتشن عام 2025 الذي يقدر قيمته بـ100 مليار دولار كأنه يبيع أحلاماً.

في غرب آسيا تُستخدم هذه الأكاذيب للسيطرة على الممرات الدولية كأنها تسيطر على طرق سريعة. قناة بن غوريون ليست مجرد مشروع هندسي بل سلاحاً جيوسياسياً ضد الصين التي تسيطر على 60% من التجارة عبر السويس عبر مبادرة الحزام والطريق كأنها تسيطر على حركة المرور. السيطرة على غزة تعني السيطرة على مضيق تيران ومن ثم البحر الأحمر مما يُضعف نفوذ بكين في إفريقيا كأنه يقطع طريقاً. بايدن في قمة الرياض 2024 وعد بشراكة أمنية مع السعودية مقابل الاعتراف بإسرائيل لكن الهدف الحقيقي كان الغاز والقناة كأنه يخفي هدية. ترامب في اتفاق أكتوبر 2025 ضمن الأمن الإسرائيلي مقابل السيطرة على هذه الموارد كما يوثق ذلك بيان نتنياهو الشكر فيه لترامب غزة لن تكون ملاذاً للإرهاب كأنه يعد بسلام.

هذه الأكاذيب ليست تاريخاً ماضياً بل واقعاً مستمراً كأنه مسلسل لا ينتهي. الخزر السماسرة أصبحوا روتشيلد الماليين وهرتزل المقاولين وكوشنر العقاريين وكلهم يخدمون الاحتكارات الغربية مع توزيع أدوار بين إمبراطورية الرجل المريض واليهود الخزر كأدوات قذرة كأنهم أدوات في صندوق. فلسطين التي كانت أرض السلام أصبحت ساحة للإبادة ليس لأسباب دينية بل للسيطرة على الغاز والتجارة والممرات كأنها لعبة احتكار. كما قال سمير أمين الاستعمار ليس تاريخاً بل نظاماً اقتصادياً يعتمد على الكذب كأنه يعتمد على إعلانات. في غزة حيث يُقتل الأطفال لأجل منتجعات تكتمل الدائرة من أسطورة الخزر إلى جزر إبستين الجديدة كل شيء للربح ولا شيء للإنسانية كأنها تجارة حرة.

لكن التاريخ يُكتب بالدماء وفلسطينيو غزة بصمودهم يُثبتون أن الأكاذيب لا تدوم كأنها بالونات تنفجر. العالم اليوم مع صعود الصين والهند يرفض هذا النموذج كأنه يرفض وجبة فاسدة. قناة بن غوريون قد تبقى حلماً استعمارياً لكن غاز غزة سيظل حقاً فلسطينياً وأرض فلسطين حرة مهما طال الظلام كأنها تنتظر شروقاً. الإبادة الجماعية في غزة ليست نهاية بل بداية لكشف الطليعة الانحطاطية التي يصفها تشومسكي ودعوة لعالم يُبنى على العدالة لا على الكذب كأنها دعوة لحفلة سلام.

………….

المادة الجادة :

الولايات المتحدة: من العراق الى غزة طليعة الانحطاط

حيث نحن اليوم أمام مخاض تاريخي مذهل ، يتسارع فيها نبض العالم نحو آفاق جديدة من التعاون والإبداع، تقف الولايات المتحدة كشاهدة على عصر مضى، عصر يُبنى فيه الازدهار على أنقاض الآخرين، وعلى كذبة تُعاد صياغتها مع كل فجر جديد. يصفها نعوم تشومسكي، أحد أبرز أصوات الضمير الغربي، بأنها "طليعة الانحطاط"، ليس لأنها فقدت قوتها فحسب، بل لأنها أصبحت رمزاً لنموذج حضاري يرفض التطور، يتشبث بالعنف كوسيلة للبقاء، ويُقدم الكذب كأيديولوجيا دولة. هذه ليست نظرية مؤامرة، بل قراءة موضوعية لتاريخ موثق بوثائق أمريكية رسمية، تحليلات صحفية استقصائية، وشهادات من داخل المنظومة نفسها، من أمثال سيمور هيرش، ميشيل كولون، سمير أمين، جون بيلجر، هوارد زين، ودانيال إلسبيرغ. إنها سلسلة من الأحداث المترابطة، تبدأ منذ لحظة الاستعمار الأولى، وتمتد حتى تفجير خطوط "السيل الشمالي" في بحر البلطيق، وكل حلقة فيها تؤكد أن السياسة الدفاعية الأمريكية ليست دفاعاً عن الأمن، بل هجوماً منهجياً للحفاظ على اقتصاد حرب لا يستطيع البقاء بدون التوتر الدولي المستمر.

تأسست الولايات المتحدة على كذبة أولى، ليست مجرد حدث تاريخي، بل أساس فلسفي لكل ما تلاه. عندما خطا المستوطنون الأوروبيون على سواحل أمريكا الشمالية في القرن السابع عشر، لم يروا شعوباً تملك حضارة وأرضاً ونظاماً اجتماعياً معقداً، بل رأوا "كفرة"، "همجاً"، "أرواحاً بلا إله"، وفق تعبير وثائق المحاكم الاستعمارية في ماساتشوستس عام 1630. كانت هذه الكذبة الدينية الغطاء الأيديولوجي لعملية إبادة منهجية، لم تكن دفاعاً عن الدين أو الحرية، بل سرقة منظمة للأرض والذهب والفضة والمingles والغابات والمياه. بين عامي 1492 و1900، انخفض عدد السكان الأصليين من حوالي 60 مليون نسمة إلى أقل من 250 ألف، وفق تقديرات جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس. لم يكن الجدري وحده القاتل، بل سياسة "الحرق والإبادة" التي وثقها الجنرال جيفري أمهرست في رسائله الرسمية عام 1763، حين أمر بتوزيع بطانيات ملوثة بالجدري على قبائل الديلاوير، وكتب صراحة: "يجب أن نستخدم كل وسيلة لإبادة هذه الأمة الملعونة". هذه الرسائل محفوظة في الأرشيف البريطاني، وتُعتبر دليلاً مباشراً على أن الإبادة كانت سياسة دولة، لا أفعالاً عشوائية.

لم تتوقف الكذبة عند السكان الأصليين. مع كل توسع جغرافي، كانت هناك كذبة جديدة. في حرب 1846 ضد المكسيك، أعلن الرئيس جيمس بولك أمام الكونغرس أن "الدماء الأمريكية سُفكت على أرض أمريكية"، مشيراً إلى حادث عسكري وقع في منطقة متنازع عليها بين نهري نويسيس وريو غراندي. لم تكن تلك الأرض أمريكية بأي معيار قانوني، لكن الكذبة أعطت الذريعة لشن حرب استمرت عامين، انتهت بضم نصف أراضي المكسيك، بما فيها كاليفورنيا، نيفادا، أريزونا، ونيومكسيكو. يعترف يوليسيس غرانت، الجنرال الذي قاد الحملة وأصبح رئيساً لاحقاً، في مذكراته المنشورة عام 1885: "كنت أقاتل في حرب ظالمة، بدأت بالكذب، وكانت أكبر كارثة في تاريخنا". بعد أسابيع من توقيع معاهدة غوادالوبي هيدالغو، اكتُشف الذهب في كاليفورنيا، وهو ما يؤكد أن الهدف لم يكن الأمن، بل الثروة.

ينتقل النمط إلى القرن العشرين بنفس الدقة المرعبة. في عام 1898، انفجرت السفينة الحربية "يو إس إس ماين" في ميناء هافانا، واتهمت الصحف الأمريكية، بقيادة وليام راندولف هيرست، إسبانيا بتفجيرها عمداً. "تذكروا الماين!" أصبح شعار الحرب، واندلعت الحرب الإسبانية الأمريكية. لكن تحقيق البحرية الأمريكية الرسمي عام 1976، بعد دراسة الحطام، أكد أن الانفجار ناتج عن عطل فني داخلي في مخزن الفحم. لم يكن الأمر يهم، فقد أعطى الذريعة لاحتلال كوبا، بورتوريكو، غوام، والفلبين، وبناء إمبراطورية بحرية تمتد عبر المحيطين. كتب هيرست لرساميه: "أرسلوا الصور، وأنا أرسل الحرب".

في فيتنام، كانت الكذبة أكثر تعقيداً وتأثيراً. في 4 أغسطس 1964، أعلن الرئيس ليندون جونسون أن زوارق فيتنام الشمالية هاجمت المدمرة "مادوكس" مرتين في خليج تونكين. بثت الإذاعات الأمريكية الخبر، وصوّت الكونغرس على "قرار خليج تونكين" بأغلبية 416 صوتاً مقابل صفر، منح الرئيس سلطة شن الحرب دون إعلان رسمي. لكن وثائق البنتاغون، التي سرّبها المحلل العسكري دانيال إلسبيرغ عام 1971 ونشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، أثبتت أن الهجوم الثاني لم يحدث أصلاً، وأن التقارير تم تلفيقها بناءً على إشارات رادار خاطئة. النتيجة: ثلاثة ملايين قتيل فيتنامي، 58 ألف أمريكي، وأمة مزقتها الحرب، ومجتمع منقسم، وجيل كامل يعاني من آثار "العامل البرتقالي". اعترف روبرت مكنمارا، وزير الدفاع، في مذكراته عام 1995: "كنا نعلم أن الهجوم الثاني لم يحدث، لكننا احتجنا إلى الذريعة".

في العراق، وصلت الكذبة إلى ذروتها الدرامية والتلفزيونية. في 5 فبراير 2003، وقف كولن باول أمام مجلس الأمن الدولي، يلوح بأنبوب اختبار يحتوي على "مسحوق الجمرة الخبيثة"، مدعياً أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، وأقماراً صناعية تظهر شاحنات متنقلة، وطائرات بدون طيار جاهزة لضرب أمريكا. تقرير دويلفر، الذي أصدرته وكالة الاستخبارات المركزية عام 2004، أكد أن لا أسلحة ولا برامج نشطة منذ 1991، وأن معظم المعلومات جاءت من مصادر مشكوك فيها مثل "كيرفبول". لكن الحرب اندلعت، ومات مليون عراقي، وصُرفت 4.7 تريليون دولار، وانهارت دولة، وولد تنظيم داعش من أنقاضها. باول نفسه وصف خطابه لاحقاً بأنه "بقعة سوداء في سيرتي الذاتية".

هذا النمط ليس صدفة، بل نتيجة لنظام اقتصادي يعتمد على الحرب كمحرك أساسي. حذر الرئيس دوايت أيزنهاور، الجنرال الذي قاد الحرب العالمية الثانية، في خطاب وداعه عام 1961 من "المجمع العسكري-الصناعي"، تلك الشبكة الخطيرة من الشركات، الجيش، والكونغرس التي تجعل الحرب مربحة. اليوم، تبلغ ميزانية الدفاع الأمريكية 886 مليار دولار، أكثر من مجموع ميزانيات الدفاع للدول العشر التالية مجتمعة، وفق تقرير معهد ستوكهولم لأبحاث السلام. شركات مثل لوكهيد مارتن، رايثيون، بوينغ، ونورثروب غرومان ليست مجرد موردين، بل لاعبين سياسيين يملكون 737 لوبيست في الكونغرس، ويحصلون على عقود بمليارات الدولارات سنوياً. الحرب ليست خياراً، بل ضرورة اقتصادية، لأن توقفها يعني انهيار أرباح، وفقدان وظائف، وتراجع النمو.

في هذا السياق، يأتي تفجير خطي "السيل الشمالي" كحلقة حديثة في السلسلة. في 8 فبراير 2023، نشر سيمور هيرش، الصحفي الحائز على جائزة بوليتزر عن فضح مجزرة "مي لاي" في فيتنام، تقريراً استقصائياً يعتمد على مصدر داخلي رفيع المستوى، يكشف أن الرئيس جو بايدن أمر بتفجير الخطوط في ديسمبر 2021، بعد تسعة أشهر من التخطيط. زرع غواصو البحرية الأمريكية من فرقة "سيل تيم 6" متفجرات "سي فور" أثناء تدريبات "بالتوبس 22" في يونيو 2022، وفعّلت النرويج المتفجرات بإشارة صوتية في 26 سبتمبر 2022. الهدف؟ قطع أوروبا عن الغاز الروسي الرخيص، إجبارها على شراء الغاز الأمريكي المسال بأسعار أعلى ثلاث مرات، وإضعاف روسيا اقتصادياً، وتعزيز أرباح شركات الطاقة الأمريكية. نفى البيت الأبيض التقرير، ووصفه بـ"الخيال الكامل"، لكن التحقيقات الأوروبية لم تجد دليلاً على تورط روسيا أو أوكرانيا بشكل مباشر، بينما ظلت أسئلة كثيرة بلا إجابة: لماذا لم تكتشف سفن الناتو العملية؟ لماذا لم يُحقق مع اليخت "أندروميدا" إلا بعد أشهر؟

هذا النمط لا يقتصر على الحروب الكبرى، بل يمتد إلى الاغتيالات والانقلابات التي تُنفذ باسم "الديمقراطية". في تشيلي، دعمت وكالة الاستخبارات المركزية انقلاب أوغوستو بينوشيه في 11 سبتمبر 1973، بعد اغتيال الرئيس المنتخب سلفادور ألندي. وثائق الوكالة، التي رُفعت عنها السرية عام 2000، تكشف أنها مولت المعارضة بـ8 ملايين دولار، ودرّبت الضباط، ونظمت حملة إعلامية. في إيران، نظمت الوكالة انقلاب 1953 ضد محمد مصدق، بعد أن أمم النفط البريطاني. في غواتيمالا، أطاحت عام 1954 بحكومة جاكوبو أربينز لأنه أعاد توزيع أراضي شركة "يونايتد فروت"، التي كان وزير الخارجية جون فوستر دالاس يمثلها قانونياً. في الكونغو، ساهمت في اغتيال باتريس لومومبا عام 1961، ودعمت موبوتو سيسي سيكو لثلاثين عاماً. في كل مرة، كانت الذريعة "مكافحة الشيوعية"، والهدف الحقيقي: النفط، الموز، المعادن، الأسواق.

في غرب اسيا، تتكرر القصة بنفس الدقة والوحشية. آل سعود، آل نهيان، آل ثاني، آل صباح، لم يصلوا إلى السلطة بالصدفة، بل بدعم أمريكي مباشر مقابل النفط والولاء. في السعودية، وقّع الملك عبد العزيز اتفاقية مع شركة "أرامكو" عام 1933، مقابل حماية أمريكية من البريطانيين. في الإمارات، دعمت واشنطن استقلال أبوظبي ودبي عام 1971، مقابل قواعد عسكرية واستثمارات في السندات الأمريكية. في قطر، استضافت قاعدة العديد منذ 1996، وأصبحت أكبر مستورد للأسلحة الأمريكية. في الكويت، تدخلت عام 1991 لحماية النظام بعد غزو صدام، لكنها لم تفعل شيئاً عندما احتلت إسرائيل الجولان. في كل حالة، كان الثمن: بيع النفط بالدولار، شراء الأسلحة الأمريكية، ودعم السياسات الأمريكية في الأمم المتحدة.

في أوكرانيا، يتكرر النمط بأدوات جديدة ووجوه حديثة. فولوديمير زيلينسكي، الممثل الكوميدي السابق، لم يصل إلى السلطة بالصدفة. دعمته واشنطن بعد انقلاب 2014، الذي وصفته مجلة "فورين أفيرز" بأنه "مدعوم من الغرب"، وكشفت وثائق فيكتوريا نولاند، مساعدة وزير الخارجية، أن الولايات المتحدة أنفقت 5 مليارات دولار على "دعم الديمقراطية" في أوكرانيا منذ 1991. اليوم، يُقدم زيلينسكي كبطل للحرية، بينما يُحظر الأحزاب المعارضة، وتُغلق 12 قناة تلفزيونية، ويُمنع التفاوض مع روسيا بقانون رئاسي. في إسرائيل، يستمر دعم بنيامين نتنياهو رغم اتهامات الفساد واقترافه مع دعم ثمانين بالمئة من الصهاينة افظع ابادة جماعية عرفها التاريخ الحديث ضد الشعب الفلسطيني الاصلي في غزة ، وتفوق بشاعة ما اقترفه هتلر نفسه والنازيين معه ، لأنه يضمن استمرار السيطرة على المنطقة، ويُستخدم كذريعة لتدمير غزة ولبنان. في سوريا، يُدعم أبو محمد الجولاني، الذي كان يُعرف سابقاً بأحمد الشرع، زعيم جبهة النصرة التابعة للقاعدة، لأنه يُقاتل ضد بشار الأسد، الرئيس الشرعي المنتخب، ويُسيطر على حقول النفط في دير الزور.

كل هذه السياسات ليست دفاعية، بل هجومية بطبيعتها. "الدفاع" الأمريكي لا يحمي الحدود، بل يحمي نموذجاً اقتصادياً ينهار بدون الحروب. لو توقفت الحروب غداً، لانهارت شركات السلاح، وتوقفت الطباعة النقدية، وفقد الدولار هيمنته كعملة احتياط عالمية. لهذا، تُخلق الأزمات باستمرار: اليوم أوكرانيا، غداً تايوان، بعد غد إيران، ثم فنزويلا، ثم كوبا مرة أخرى. كل أزمة تُبرر ميزانية جديدة، عقوداً جديدة، أرباحاً جديدة، وتُبقي الشعب الأمريكي في حالة خوف دائم من "العدو الخارجي".

لكن العالم تغير جذرياً. الصين، التي كانت تعاني الفقر المدقع بسبب الاحتلال الإنكليزي والياباني والأمريكي ،اصبحت بعد عدة عقود من حكم الحزب الشيوعي الصيني ، أكبر اقتصاد صناعي في العالم، ليس بالحروب، بل بالتعليم والعمل. مليار طالب يدرسون العلوم والتكنولوجيا، 800 ألف براءة اختراع سنوياً، شبكة قطارات فائقة السرعة تربط 40 ألف كيلومتر، موانئ آلية تفرغ السفن في ساعات. الهند تطلق أقماراً صناعية بتكلفة أقل من ميزانية فيلم هوليوودي. الإمارات تبني مدناً ذكية بالطاقة الشمسية، وتُطلق مسباراً إلى المريخ. كوريا الجنوبية تحولت من دولة مدمرة بعد الحرب إلى عملاق تكنولوجي في جيل واحد، بفضل التعليم لا السلاح. فيتنام، التي دمرتها أمريكا، أصبحت اليوم شريكاً تجارياً لها، وتنمو بمعدل 8% سنوياً.

هذا العصر لا يحتاج إلى إمبراطوريات، بل إلى شراكات. لا يحتاج إلى كذب، بل إلى شفافية. لا يحتاج إلى إبادة، بل إلى تعايش. الولايات المتحدة، بتشبثها بنموذج قديم، لا تهدد الآخرين فقط، بل تهدد نفسها. كل دولار يُصرف على سلاح، هو دولار لم يُصرف على مدرسة أو مستشفى أو طريق. كل جندي يُرسل إلى حرب، هو عالم أو مهندس أو طبيب لم يُولد بعد. كل كذبة تُقال، هي جرح في مصداقية الأمة. في الداخل، يعاني 40 مليون أمريكي من الجوع، و600 ألف من التشرد، وأزمة أفيونية تقتل 100 ألف سنوياً، بينما تُنفق الدولة تريليونات على حروب لا تنتهي.

في النهاية، ليست المشكلة في أمريكا كشعب أو أرض أو تاريخ، بل في النظام الذي يحكمها. نظام يرفض التطور، يخاف من السلام، يعيش على الخوف. كما قال سمير أمين في كتابه "الرأسمالية في عصر العولمة": "الولايات المتحدة ليست إمبراطورية كلاسيكية، بل إمبراطورية الفوضى، تخلق الأزمات لتبيع الحلول بالسلاح". هذا النموذج لم يعد يناسب عصرنا. العالم يتقدم بالعمل، التعليم، الإبداع، التعاون. الولايات المتحدة، إن أرادت البقاء كقوة عظمى، يجب أن تتعلم من خصومها: كيف تبني بدلاً من تدمر، كيف تتعاون بدلاً من تسيطر، كيف تعترف بالحقيقة بدلاً من اختلاق الكذب.

طليعة الانحطاط ليست قدراً، بل خياراً. والخيار، كما أثبت التاريخ، يمكن تغييره. لكن التغيير يبدأ بالاعتراف. وأول اعتراف مطلوب: أن الدفاع الحقيقي ليس في الحروب، بل في التعليم. ليس في الأسلحة، بل في العقول. ليس في الكذب، بل في الشفافية. عندها فقط، يمكن لأمريكا أن تخرج من ظلال انحطاطها، وتدخل عصر الإبداع الإنساني الحقيقي.


أكاذيب الاستيلاء على أراضي فلسطين التاريخية


من أعماق التاريخ الإنساني، حيث تتقاطع الأساطير مع الحقائق المُحرَّفة، تبرز قصة الاستيلاء على أراضي فلسطين كسلسلة من الأكاذيب المدروسة بعناية، تبدأ من أساطير الخزر وتمتد إلى مشاريع الإبادة الحديثة. ليست هذه القصة مجرد سرد تاريخي، بل كشف لآلية الاستعمار الرأسمالي الذي يرتكز على اختلاق الهويات والحقوق لتبرير السرقة والتدمير. يصفها نعوم تشومسكي بأنها جزء من "طليعة الانحطاط" الأمريكي-الغربي، حيث تُستخدم الأكاذيب لتحويل الشعوب إلى أدوات في يد الاحتكارات المالية. هنا، نغوص في أعماق هذه الأكاذيب، مستندين إلى وثائق تاريخية وتحليلات استقصائية، لنكشف كيف تحولت فلسطين من مهد حضارات إلى ساحة للطمع الاستعماري، مع توزيع أدوار دقيق بين بنوك روتشيلد، إمبراطورية الرجل المريض العثماني، ويهود الخزر كأدوات قذرة لمشاريع استعمارية تجعل فلسطين قاعدة أساسية في غرب آسيا.

تعود جذور الكذبة الأولى إلى مملكة الخزر، تلك الإمبراطورية التركية-آسيوية التي امتدت في القرن الثامن الميلادي على ضفاف نهر الفولغا، بين البحر الأسود والبحر الكاسبي. كانت الخزر قوة تجارية وسياسية هائلة، تتحالف مع الإمبراطوريات الإسلامية والمسيحية، لكنها لم تكن يهودية بالأصل. في عام 740 ميلادياً، اعتنق الملك بولان قيصر اليهودية كدين رسمي للمملكة، ليس بدافع ديني، بل استراتيجي: ليصبحوا "سماسرة" محايدين بين الخلافة العباسية والإمبراطورية البيزنطية، يتاجرون بالحرير والتوابل والرقيق دون انتماء كامل لأي جانب. هذا التحول لم يكن اعتناقاً جماعياً لليهودية التقليدية، بل مزيجاً من الطقوس التلمودية مع التقاليد التركية، كما يوثق ذلك كتاب "الكوزاري" ليهوذا هاليفي في القرن الثاني عشر، الذي يروي حواراً خيالياً بين ملك خزري ورابي يهودي ليبرر هذا الاختيار. مع سقوط مملكة الخزر عام 965 على يد الكسرويين الروس، تشتت الخزر في أوروبا الشرقية، حيث اندمجوا مع شعوب أخرى وأعادوا تشكيل هويتهم كـ"أشكناز"، أي يهود أوروبيون، ليصبحوا بيادق في يد الاحتكارات المالية الغربية.

هنا تبدأ الكذبة الكبرى: ادعاء أن هؤلاء "الخزر اليهود" هم ورثة اليهود القدماء في فلسطين، رغم أن الدراسات الجينية الحديثة، مثل تلك المنشورة في مجلة "نيتشر" عام 2013، تثبت أن الأصول الأشكنازية مزيج من الشرق الأوسط والأوروبي، مع تأثيرات تركية قليلة، وليست خزرية بالكامل. ومع ذلك، استخدمت هذه الأسطورة في القرن التاسع عشر لتبرير الهجرة اليهودية إلى فلسطين، مدعية "عودة" إلى أرض "لهم منذ ثلاثة آلاف عام"، رغم أن فلسطين كانت موطناً للكنعانيين والفلسطينيين العرب لآلاف السنين قبل ذلك. كانت هذه الأكذوبة أداة للسماسرة الجدد، الذين تحولوا من تجار خزر إلى بنوك أوروبية، يتاجرون بالأراضي كما تاجروا بالسلع، مع توزيع أدوار دقيق بين بنوك روتشيلد وإمبراطورية الرجل المريض العثماني، حيث سيطرت روتشيلد على البنك العثماني الإمبراطوري حوالي عام 1860، مما مكنها من منح أراضٍ أميرية للصهاينة تحت غطاء الديون العثمانية.

دخلت الاحتكارات المالية الغربية الصورة في أواخر القرن التاسع عشر، مع عائلة روتشيلد كرمز للطمع الاستعماري. ماير أمشيل روتشيلد، مؤسس الإمبراطورية المصرفية في فرانكفورت، بنى ثروته على تمويل الحروب النابليونية، وأبناؤه امتدوا إلى لندن وباريس وفيينا. كان الصهيونية، كما صاغها ثيودور هرتزل في كتابه "دولة اليهود" عام 1896، مشروعاً إبادياً جماعياً مغلفاً بغلاف استعماري. هرتزل، الصحفي النمساوي، لم يكن يبحث عن وطن يهودياً دينياً، بل عن "مستعمرة حديثة" لليهود الأوروبيين الهاربين من البوغرومات، وكان يقدمها لروتشيلد كـ"مقاولات" تجارية: شراء أراضٍ في فلسطين مقابل قروض للإمبراطورية العثمانية، وتحويلها إلى مزارع استيطانية. في عام 1901، عرض هرتزل على السلطان عبد الحميد الثاني 150 مليون أوقية ذهب مقابل "حق الاستيطان"، لكن السلطان رفض صوريا، قائلاً: "إذا كانت هذه الأموال لدفع ديوننا، فسنبيع جزءاً من الأناضول، لا فلسطين". كانت هذه المقاولات غطاءً للإبادة البطيئة: شراء الأراضي من ملاكين غائبين، طرد الفلاحين الفلسطينيين، وزرع المستوطنات كقواعد عسكرية، مع أول مستوطنة أنشأت في عهد الاحتلال التركي العثماني وهي ريشون لتسيون في غوش دان، قاعدة الكيان الصهيوني الاستعمارية الأساسية.

دعم روتشيلد الصهيونية لم يكن خيرياً، بل استثمارياً. بحلول عام 1948، لم يملك اليهود أكثر من أربعة بالمئة من أراضي فلسطين، اثنان منها ليهود فلسطين اصليين ، قبل قدوم الاشكناز استعماريا ،الشراء كان بمعظمه، من بيع عائلات لبنانية وسورية كعائلة نواف سلام وعائلة جبران تويني، بالإضافة إلى أراضٍ أميرية منحها الاحتلال العثماني للصهاينة بعد سيطرة بنوك روتشيلد على البنك العثماني الإمبراطوري حوالي عام 1860. في عام 1917، أصدرت بريطانيا "وعد بلفور"، الذي وعد بـ"وطن قومي يهودي" في فلسطين، مقابل تمويل روتشيلد للحرب العالمية الأولى. كان ليونيل والتر روتشيلد، الذي وُجه إليه الوعد، جزءاً من اللجنة الصهيونية، واستخدم ثروته لشراء هذه النسبة الضئيلة من الأراضي بحلول 1930. هذه الأكاذيب التاريخية – "عودة" الخزر إلى "أرضهم" منذ ثلاثة آلاف عام – خدمت الاحتكارات للسيطرة على طرق التجارة في غرب آسيا. فلسطين لم تكن "أرضاً بلا شعب لشعب بلا أرض"، كما ادعى هرتزل، بل أرضاً مزدهرة بـ700 ألف فلسطيني عام 1918، لكنها أصبحت ساحة للاستعمار البريطاني-الصهيوني، مدعوماً بقروض روتشيلد للانتداب البريطاني، مع يهود الخزر كأدوات قذرة في يد هذه الاحتكارات.

مع قيام إسرائيل عام 1948، بلغت الأكاذيب ذروتها في "النكبة"، حيث طُرد 750 ألف فلسطيني، ودُمرت 500 قرية، تحت غطاء "حرب الاستقلال". كانت هذه إبادة جماعية مدعومة بتمويل أمريكي-غربي، حيث أصبحت بنوك روتشيلد جزءاً من الاحتكارات التي مولت بناء المستوطنات. في الستينيات، اقترح مشروع "قناة بن غوريون" كبديل لقناة السويس، ليربط البحر الأحمر بالمتوسط عبر النقب وغزة، بتكلفة 55 مليار دولار، واستخدام نووي أمريكي للحفر. كان الهدف: السيطرة على التجارة العالمية، وإضعاف مصر، واستغلال غاز غزة البحري، الذي يُقدر بـ1.4 تريليون متر مكعب. هذا المشروع، الذي يمر عبر غزة، كان السبب الخفي وراء الاحتلال عام 1967، حيث أصبحت غزة "عازلاً" استراتيجياً، وفلسطين قاعدة أساسية للاحتكارات في غرب آسيا.

في العصر الحديث، تتجسد الأكاذيب في حرب الإبادة على غزة، التي بدأت بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، واستمرت حتى وقف إطلاق النار في يناير 2025. أكثر من 68 ألف فلسطيني قُتلوا، وفق إحصاءات وزارة الصحة في غزة، بينما دُمرت 80% من البنية التحتية. هذه الحرب لم تكن دفاعاً عن "الأمن الإسرائيلي"، بل استيلاءً على ما تبقى من غاز غزة، الذي يُقدر قيمته بمليارات الدولارات، وتنفيذ مشروع قناة بن غوريون. الرئيس جو بايدن، في تصريح في 11 أكتوبر 2023، قال: "نحن نقف مع إسرائيل"، وأرسل 21.7 مليار دولار مساعدات عسكرية، ومنع قرارات وقف إطلاق النار في الأمم المتحدة. دونالد ترامب، في خطاب أمام الكنيست في 13 أكتوبر 2025، وصف الاتفاق كـ"فجر جديد للشرق الأوسط"، لكنه أكد: "غزة لن تكون ملاذاً للإرهاب"، مما يعني السيطرة الكاملة على الممر الدولي قرب مصر، لمواجهة نفوذ الصين في طريق الحرير.

كانت الولايات المتحدة المنفذ الرئيسي لهذه الحرب الإبادية، كما يعترف بايدن في مذكراته المنشورة عام 2024، حيث وصف زيارته إلى إسرائيل بعد 7 أكتوبر بأنها "التزام غير مشروط". ترامب، في حملته الانتخابية 2024، وعد بـ"نهائي قوي"، وفي أكتوبر 2025، أنهى الاتفاق بإطلاق سراح الرهائن مقابل إفراج عن فلسطينيين، لكنه ضمن السيطرة على غاز غزة، الذي أعلنت إسرائيل سيطرتها عليه في مارس 2025. هذا الغاز، المكتشف عام 1999، كان يُدار سابقاً بموجب اتفاق مع السلطة الفلسطينية، لكن الحرب أعادت السيطرة إلى "إسرائيل غاز"، التابعة للاحتكارات الغربية. مشروع القناة، الذي يهدد قناة السويس بتكلفته السنوية 9 مليارات دولار لمصر، يمر عبر غزة لتقليل التكاليف، ويُقدَّر أنه سيحقق 100 مليار دولار سنوياً لإسرائيل، وفق تقارير "وول ستريت جورنال" عام 2024.

أما جارد كوشنر، صهر ترامب، فيُمثل الوجه العقاري لهذه الإبادة. في فبراير 2024، اقترح كوشنر في مقابلة مع "وول ستريت جورنال" بيع "غزة كمنتجع سياحي"، مدعياً أنها "شاطئ جميل" يُدار كـ"غولف كورس"، وأن "السعودية والإمارات ستشتريانها". كان هذا اقتراحاً لـ"إعادة الإعمار" على جثث 40 ألف قتيل، بتمويل أمريكي-خليجي، يشمل فنادق ومطارات، ويطرد السكان المتبقين. كوشنر، الذي أدار صفقة "القرن" عام 2020، كان صديقاً لجيفري إبستين، المجرم الجنسي الذي كشفت وثائقه عام 2023 عن علاقات مع ترامب ونتنياهو. مشروع كوشنر يشبه "جزر إبستين"، تلك الجزر الخاصة التي استخدمها إبستين للاستغلال الجنسي، حيث يُقترح تحويل غزة إلى "منتجع خاص" للأثرياء، بعيداً عن "الإرهابيين". هذا المشروع، المدعوم من "بلاك روك" للاري فينك، يهدف إلى بيع الأراضي المدمرة للاحتكارات، وفق تقرير "فورتشن" عام 2025، الذي يقدر قيمته بـ100 مليار دولار.

في غرب آسيا، تُستخدم هذه الأكاذيب للسيطرة على الممرات الدولية. قناة بن غوريون ليست مجرد مشروع هندسي، بل سلاحاً جيوسياسياً ضد الصين، التي تسيطر على 60% من التجارة عبر السويس عبر "مبادرة الحزام والطريق". السيطرة على غزة تعني السيطرة على مضيق تيران، ومن ثم البحر الأحمر، مما يُضعف نفوذ بكين في إفريقيا. بايدن، في قمة الرياض 2024، وعد بـ"شراكة أمنية" مع السعودية مقابل الاعتراف بإسرائيل، لكن الهدف الحقيقي كان الغاز والقناة. ترامب، في اتفاق أكتوبر 2025، ضمن "الأمن الإسرائيلي" مقابل السيطرة على هذه الموارد، كما يوثق ذلك بيان نتنياهو الشكر فيه لترامب: "غزة لن تكون ملاذاً للإرهاب".

هذه الأكاذيب ليست تاريخاً ماضياً، بل واقعاً مستمراً. الخزر السماسرة أصبحوا روتشيلد الماليين، وهرتزل المقاولين، وكوشنر العقاريين، وكلهم يخدمون الاحتكارات الغربية مع توزيع أدوار بين إمبراطورية الرجل المريض واليهود الخزر كأدوات قذرة. فلسطين، التي كانت أرض السلام، أصبححة للإبادة، ليس لأسباب دينية، بل للسيطرة على الغاز والتجارة والممرات. كما قال سمير أمين: "الاستعمار ليس تاريخاً، بل نظاماً اقتصادياً يعتمد على الكذب". في غزة، حيث يُقتل الأطفال لأجل "منتجعات"، تكتمل الدائرة: من أسطورة الخزر إلى جزر إبستين الجديدة، كل شيء للربح، ولا شيء للإنسانية.

لكن التاريخ يُكتب بالدماء، وفلسطينيو غزة، بصمودهم، يُثبتون أن الأكاذيب لا تدوم. العالم اليوم، مع صعود الصين والهند، يرفض هذا النموذج. قناة بن غوريون قد تبقى حلماً استعمارياً، لكن غاز غزة سيظل حقاً فلسطينياً، وأرض فلسطين حرة، مهما طال الظلام. الإبادة الجماعية في غزة ليست نهاية، بل بداية لكشف الطليعة الانحطاطية التي يصفها تشومسكي، ودعوة لعالم يُبنى على العدالة، لا على الكذب.



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بروكسل تُغضب التنين وتُطفئ فرن ألمانيا: كيف تحول الكرواسون إ ...
- اسرار حماية البيت الابيض لتجار المخدرات ومعاقبة من يمنعها في ...
- لماذا رواية -نبوءة الرياح في شوارع شيكاغو- تؤهل للفوز بجائزة ...
- مقدمة نقدية أدبية عن قصص ثلاث تلخص الهولوكوست الذي اقترفه ال ...
- ثلاث قصص عن هولوكوست غزة الذي اقترفه البيت الابيض
- كيف أوقعت الصين الناتو في فخ -الأسلحة الناقصة-!
- الصين تُحلّق في سماء العالم بينما الغرب يُحارب طواحين الهواء ...
- الإخوان المسلمون في كوميديا الخلط العالمي
- حسن نصرالله يُرعب أباطرة التكنولوجيا والإبادة بابتسامته وكلم ...
- نتنياهو والكيان النازي الصهيوني المارق... كوميديا مكررة
- الصين تقلب الطاولة: كوميديا التربة النادرة وانهيار إمبراطوري ...
- مرتزقة الخليج وفتح: كوميديا الخيانة في عشرة مشاهد !
- من بروكسل إلى نوبل : كيف تغسل جريمة إبادة جماعية في خمس خطوا ...
- بوشيه وعصابة البيجرات المتفجرة – سيرك الكذب الليبرالي حيث تن ...
- رواية : -طريق الحرير المقاوم-
- اوهام المحتل : دروس من الجزائر وغزة.. وكيف يحلم -الأبطال- با ...
- شريعة الغاب: مغامرات العم سام في عالم البلطجة العالمية!
- إيران ترسل صواريخها إلى الفضاء الخارجي.. والبيت الأبيض يبحث ...
- ثيو فرانكن يعيد اختراع بلجيكا: من الضمان الاجتماعي إلى قصر ا ...
- رواية ديناصور الخراب


المزيد.....




- الهيئة الاتهامية في لبنان تُسقط تهمتين بارزتين ضد الفنان فضل ...
- القضاء اللبناني يتجه لإسقاط تهم بارزة في قضية الفنان فضل شاك ...
- مكتبة حدودية تترجِم سياسات ترامب بعدما جسّدت الوحدة الأميركي ...
- مكتبة حدودية تترجِم سياسات ترامب بعدما جسّدت الوحدة الأميركي ...
- ذكريات مقدسية في كتاب -شمسنا لن تغيب-
- ورشة صغيرة بلوس أنجلوس تحفظ ذاكرة نجوم السينما في -القوالب ا ...
- عائدات الموسيقى على -يوتيوب- تبلغ مستوى غير مسبوق وتحقق 8 مل ...
- الرواية غير الرسمية لما يحدث في غزة
- صدور كتاب -أبواب السويداء والجليل- للكاتبتين رانية مرجية وبس ...
- الممثل التجاري الأميركي: المحادثات مع الصين مهدت للقاء بين ت ...


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد صالح سلوم - الولايات المتحدة: من العراق إلى غزة طليعة الانحطاط الهزلي