أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد صالح سلوم - تشريح النظام العالمي - الجذور الخفية للهيمنة















المزيد.....

تشريح النظام العالمي - الجذور الخفية للهيمنة


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8511 - 2025 / 10 / 30 - 01:35
المحور: كتابات ساخرة
    


النظام المالي العالمي - إمبراطورية الورق

يُعد النظام المالي العالمي أحد أعمدة الهيمنة الغربية، حيث يتحول الدولار الأمريكي من مجرد عملة وطنية إلى أداة سيطرة عالمية. يبدأ هذا الفصل بتحليل معضلة البترودولار، التي تمثل أكبر عملية احتيال مالي في التاريخ الحديث، مروراً بصندوق النقد الدولي كأداة لإخضاع الدول النامية، وصولاً إلى نظام سويفت كسيف مالي مسلط على رقاب الأمم.

معضلة البترودولار تبدأ جذورها التاريخية في عام 1971، عندما أعلن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون فك الارتباط بين الدولار والذهب، مما أدى إلى أزمة مصداقية حادة للعملة الأمريكية. كانت الولايات المتحدة تواجه عجزاً تجارياً متزايداً بسبب حرب فيتنام، وانخفاض احتياطيات الذهب، مما هدد بانهيار الدولار. الحل جاء سريعاً وعبقرياً في عام 1974، من خلال صفقة سرية بين وزير الخارجية هنري كيسنجر والملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود. اتفقت الولايات المتحدة على حماية النظام السعودي عسكرياً مقابل التزام السعودية بتسعير جميع صفقات النفط بالدولار الأمريكي فقط، وإعادة استثمار الفوائض النفطية في سندات الخزانة الأمريكية. امتدت هذه الصفقة تدريجياً إلى جميع أعضاء أوبك، مما خلق طلباً عالمياً اصطناعياً على الدولار. أي دولة تريد استيراد النفط، الذي يشكل 80% من الطاقة العالمية، يجب أن تحصل أولاً على دولارات من خلال التصدير أو الاقتراض، مما يمنح الولايات المتحدة قدرة غير محدودة على طباعة النقود دون مواجهة تضخم داخلي حاد، إذ يتم تصدير التضخم إلى الدول الأخرى. التداعيات هائلة: تحول الدولار من عملة إلى سلعة إجبارية، مما يمنح أمريكا سيطرة غير مسبوقة على الاقتصاد العالمي، ويحول العقوبات المالية إلى سلاح استراتيجي يفوق القوة العسكرية. على سبيل المثال، يقدر خبراء اقتصاديون أن هذا النظام يوفر لأمريكا ما يعادل 500 مليار دولار سنوياً من "الضريبة الخفية" على العالم.

أما صندوق النقد الدولي، فهو ليس مؤسسة إنقاذ بل أداة إخضاع. تأسس عام 1944 في بريتون وودز لضمان استقرار النظام المالي، لكنه تحول إلى شرطي الفقراء العالمي. الوصفة الثلاثية المعروفة بـ"إجماع واشنطن" تفرض على الدول المقترضة: الخصخصة، حيث تباع أصول القطاع العام بأسعار زهيدة لمستثمرين أجانب، مما يؤدي إلى نقل الثروة الوطنية؛ تحرير الأسواق، الذي يفتح الأبواب للأموال الساخنة التي تدخل وتخرج بسرعة مسببة أزمات؛ وتقشف الميزانية، الذي يلغي الدعم عن الغذاء والوقود ويخصخص التعليم والصحة، مما يزيد الفقر. دراسات حالة توضح ذلك: في الأرجنتين، كانت في بداية القرن العشرين من أغنى دول العالم بفضل صادراتها الزراعية، لكن برامج الصندوق في الثمانينيات والتسعينيات أدت إلى خصخصة 90% من الشركات الحكومية، مما أدى إلى أزمة 2001 حيث انخفض الناتج المحلي بنسبة 20% وارتفع الفقر إلى 57%. في مصر، خصخص الرئيس حسني مبارك تحت ضغط الصندوق أكثر من 400 شركة قومية بأسعار رمزية، مما نقل ملكية مصانع الأسمدة والحديد إلى مستثمرين أجانب، وزاد الدين الخارجي إلى 160 مليار دولار. أما اليونان، ففي 2010 فرض الصندوق تقشفاً أدى إلى خفض الرواتب بنسبة 30% وبيع موانئ ومطارات، مما فكك دولة الرفاهية الأوروبية وأدى إلى هجرة 500 ألف شاب. هذه الأمثلة تكشف كيف يحول الصندوق الدول إلى أسواق مفتوحة للنهب.

نظام سويفت، الذي تأسس عام 1973 في بلجيكا، يسيطر على 99% من التحويلات المالية الدولية، مما يجعله سيفاً مسلطاً. بعزل دولة عنه، كما حدث مع إيران عام 2012، ينخفض اقتصادها بنسبة 20-30% فوراً. الضحايا تشمل روسيا بعد 2014، سوريا، فنزويلا، وأفغانستان بعد 2021. لكن بدائل تنشأ: النظام الصيني CIPS يغطي الآن 80% من معاملات الصين مع آسيا، والروسي SPFS يربط 400 بنك في 20 دولة، بالإضافة إلى التعاملات الثنائية بالعملات المحلية بين روسيا والهند والصين، مما يقلل الاعتماد على الدولار بنسبة 50% في تجارتهما.

الآلة العسكرية - تجسيد قانون القوة

تجسد الآلة العسكرية الأمريكية قانون القوة، حيث يصبح الجيش أداة للحفاظ على الهيمنة الاقتصادية. يغطي هذا الفصل مجمع الصناعة العسكرية كاقتصاد يقتات على الحرب، تحول الناتو من دفاعي إلى هجومي، والقواعد العسكرية كشبكة سيطرة.

مجمع الصناعة العسكرية يسيطر عليه خمس شركات أمريكية: لوكهيد مارتن، بوينغ، رايثيون، نورثروب غرومان، وجنرال دايناميكس، تشكل 70% من السوق العالمي. مبيعات السلاح العالمية تصل 2.1 تريليون دولار سنوياً، نصفها أمريكي. الجيش الأمريكي يستهلك 300 ألف برميل نفط يومياً، أكثر من معظم الدول. الدورة المغلقة: تتبرع الشركات بملايين للحملات الانتخابية، ثم يعين وزراء دفاع منها، كما حدث مع مارك إسبر من رايثيون، مما يؤدي إلى شن حروب تزيد المبيعات، كغزو العراق الذي أنفق فيه 2 تريليون دولار.

حلف الناتو تحول من دفاعي عام 1949 إلى هجومي: قصف يوغوسلافيا 1999 أول حرب خارج منطقته، ثم ليبيا 2011، وتوسع نحو أوكرانيا 2022. أدلة: 32 قاعدة جديدة على حدود روسيا منذ 1991، مناورات قرب الصين، وتدخل مباشر في أوكرانيا بـ100 مليار دولار مساعدات.

القواعد العسكرية: 800 خارج أمريكا في 70 دولة، تكلف 200 مليار دولار سنوياً. وظائفها: حماية شركات مثل شيفرون، مراقبة حكومات، تدريب ميليشيات كما في سوريا.


هندسة العقول - صناعة الوعي الجمعي

تهندس الهيمنة العقول من خلال الإعلام، المنظمات غير الحكومية، والتعليم. ست شركات تسيطر على 90% من المحتوى: ديزني، كومكاست، إلخ. خمس وكالات تغطي 80% من الأخبار. آليات: صناعة إجماع، إبراز خبراء موالين، مصطلحات موجهة.

المنظمات غير الحكومية: 80% تمويل غربي، صندوق المعونة الأمريكية 50 مليار دولار. وظائف: ثورات ملونة كأوكرانيا 2014، تغيير قيم، تجنيد عملاء.

التعليم: مناهج مستوردة، برامج تبادل تصنع نخباً موالية، احتكار الإنجليزية. نتائج: قطيعة مع الجماهير، انهيار هوية.

الشرق الأوسط - المختبر الرئيسي

الشرق الأوسط مختبر للهيمنة. سايكس-بيكو 1916 قسمت المنطقة إلى 22 دويلة مصطنعة. استمرارية: دعم انفصالات، منع توحيد.

إسرائيل حصن: تمنع توحيداً، تختبر أسلحة، تهدد صعود، تجسس. 3.8 مليار مساعدات سنوية، تعاون مع الخليج.

دول الخليج: تحول عائدات إلى أسلحة (500 مليار عقود)، استثمارات وول ستريت (2.3 تريليون)، تمويل حروب. تبعية كاملة.




……

المادة الساخرة

تشريح النظام العالمي
(دليل السخرية الراقية لفهم كيف يدير العالم حفلة تنكرية دائمة وأنت مدعو ككومبارس)

النظام المالي العالمي

إمبراطورية الورق، أو كيف تحولت ورقة خضراء صغيرة إلى تذكرة دخول إجبارية لكوكب الأرض بأكمله

تخيل أنك في مطعم فاخر، الجميع يطلب شريحة لحم، لكن المدير يقول بهدوء أنيق: "عذراً، الدفع بالدولار فقط، وإلا سنقطع الكهرباء عن المطبخ". هكذا بدأت قصة البترودولار، أعظم خدعة سحرية مالية منذ أن حول يسوع الماء إلى خمر، لكن هنا حولوا النفط إلى دولارات، والدولارات إلى نفط، والعالم إلى ماكينة صراف آلي شخصية لعم سام. عام 1971، قرر نيكسون أن الذهب ثقيل على الجيب، ففك الارتباط بين الدولار والمعدن الأصفر، وكادت العملة الأمريكية أن تصبح أقل قيمة من تذكرة مترو قديمة. لكن هنري كيسنجر، ذلك الدبلوماسي الذي يبدو دائماً وكأنه يخطط لجنازة العالم، سافر إلى الرياض عام 1974، جلس مع الملك فيصل، شربا القهوة، تبادلا النكات عن الطقس، ثم وقعا اتفاقاً سرياً: كل برميل نفط في العالم يباع بالدولار فقط، وفي المقابل تحمي أمريكا العائلة المالكة من أي شيء، حتى من الملل. النتيجة؟ أي دولة تريد تدفئة منزلها في الشتاء أو تشغيل سيارتها في الصيف يجب أن تمر أولاً ببنك أمريكي، تحصل على دولارات، ثم تشتري النفط. هكذا أصبح الدولار سلعة إجبارية، مثل الهواء، لكن الهواء مجاني، أما الدولار فيكلف فائدة. الولايات المتحدة تطبع كما تشاء، لا تضخم داخلي يذكر، لأن التضخم يسافر مجاناً إلى بقية العالم في حقائب السياح. والعقوبات؟ أوه، تلك ليست عقوبات، إنها "رسوم إدارية" على من يرفض دفع فاتورة المطعم.

أما صندوق النقد الدولي، فهو ذلك الصديق الذي يقرضك مظلة في يوم مشمس، ثم يطالبك بإعادة المنزل كله عندما تمطر. تأسس عام 1944 لـ"مساعدة" الدول، لكنه سرعان ما تحول إلى شرطي عالمي يرتدي بدلة مصممة خصيصاً، يحمل عصا مكتوب عليها "إجماع واشنطن". الوصفة الثلاثية مقدسة: خصخصة، تحرير، تقشف. الخصخصة تعني بيع المصانع والموانئ والكهرباء لأصدقاء المستثمرين بثمن أقل من سعر تذكرة سينما، التحرير يعني فتح الأبواب للأموال الساخنة التي تدخل كعاشق شغوف وتخرج كلص في منتصف الليل، والتقشف يعني إلغاء الدعم عن الخبز والدواء لتوفير المال... لدفع فوائد القروض. الأرجنتين؟ كانت في 1913 أغنى من فرنسا، اليوم تطلب الصدقة من الصندوق كل عقد، وكل مرة يعود الاقتصاد أضعف، كمريض يخرج من المستشفى بفاتورة أكبر من مرضه. مصر؟ خصخصت 400 شركة، بعضها بيعت بثمن أقل من شقة في حي شعبي، والآن 40% من الميزانية تذهب لخدمة الدين، أي أن كل طفل مصري يولد مديناً بـ500 دولار قبل أن يصرخ أول صرخة. اليونان؟ تحولت من مهد الحضارة إلى مختبر للتقشف، باعت جزرها، خفضت المعاشات، وأصبح المتقاعدون يبحثون عن عمل في سن السبعين. الصندوق لا ينقذ، يعيد ترتيب الأثاث في سفينة تغرق، لكن بفواتير فاخرة.

ونصل إلى نظام سويفت، ذلك البريد الإلكتروني العملاق للبنوك، الذي يديره بلجيكيون محايدون ظاهرياً، لكنه في الحقيقة مكتب بريد أمريكي بباب أوروبي. إذا أغضبت واشنطن، يتم طردك من النظام، فجأة لا تستطيع شراء قمح أو دواء أو حتى قلم حبر. إيران؟ عُزلت عام 2012، انخفض اقتصادها 30%، والمرضى يبحثون عن أدوية في السوق السوداء كما يبحثون عن كنز. روسيا؟ بعد 2014، بدأت تبني بديلاً، لكن العالم لا يزال يرتعد خوفاً من زر "حظر" في مكتب في بروكسل. الصين لديها CIPS، روسيا لديها SPFS، والبعض يعود إلى المقايضة كما في العصور الوسطى، لكن بدولارات افتراضية. سويفت ليس نظام تحويل، إنه رقابة إلكترونية، سيف مالي معلق فوق رقاب الأمم، يقطع رأس الاقتصاد بضغطة زر، ويبتسم بلجيكياً.


الآلة العسكرية

تجسيد قانون القوة، أو كيف يصبح الجيش أكبر زبون لنفسه في سوق مفتوح 24 ساعة

مجمع الصناعة العسكرية هو أجمل نموذج للاقتصاد الدائري: تبيع السلاح، تشن الحرب، تبيع المزيد من السلاح، ثم تعيد بناء ما دمرته بفواتير أعلى. خمس شركات أمريكية تسيطر على 70% من السوق، ومبيعات السلاح العالمية 2.1 تريليون دولار سنوياً، أي أكثر من ميزانية كل دول إفريقيا مجتمعة. الجيش الأمريكي يستهلك نفطاً أكثر من السويد بأكملها، ويحرق يومياً ما يكفي لتشغيل مدينة صغيرة. الدورة سلسة: الشركات تتبرع للحملات الانتخابية، يفوز المرشح، يعين وزير دفاع من الشركة نفسها، يشن حرب، ترتفع الأرباح، تتكرر الدورة. غزو العراق كلف 2 تريليون دولار، لكن الشركات حققت أرباحاً 3 أضعاف، وعاد الجنود بأمراض نفسية، والعراق بفوضى دائمة. إنه استثمار مربح، بشرط أن تستثمر في الأسهم لا في الإنسانية.

حلف الناتو بدأ عام 1949 كنادي دفاعي لأوروبا الغربية، لكنه سرعان ما تحول إلى وكالة سفر عسكرية تقدم رحلات إلى أي مكان يثير الشكوك. أول رحلة هجومية؟ يوغوسلافيا 1999، قصفوا بلداً لم يهدد أحداً، ثم ليبيا 2011، حيث تحول "حماية المدنيين" إلى تدمير دولة بأكملها، وسرقة ذهبها، وترك فوضى لا تزال مستمرة. اليوم، 32 قاعدة جديدة على حدود روسيا، مناورات قرب الصين، وأوكرانيا أصبحت ساحة تدريب حية بـ100 مليار دولار مساعدات، أي أكثر مما أنفق على إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. الناتو لم يعد دفاعياً، إنه نادي رياضي يوسع عضويته كلما شعر بالملل.

القواعد العسكرية؟ 800 قاعدة في 70 دولة، شبكة عنكبوت عسكرية تكلف 200 مليار دولار سنوياً، أي أكثر من ميزانية التعليم في أمريكا. الوظيفة الرسمية: الدفاع. الوظيفة الحقيقية: حماية شيفرون وإكسون، مراقبة الحكومات المحلية، تدريب ميليشيات بالوكالة، وأحياناً اختبار أسلحة جديدة على سكان لا يعرفون أنهم في لعبة فيديو حقيقية. في اليابان، قواعد أمريكية منذ 1945، واليابان تدفع الإيجار. في ألمانيا، قواعد منذ الحرب الباردة، وألمانيا تدفع الفواتير. إنها إيجارات دائمة، بعقود مفتوحة، ومستأجر لا يغادر أبداً.

هندسة العقول

صناعة الوعي الجمعي، أو كيف تبيع للعالم حلماً أمريكياً وتجعله يدفع الثمن

ست شركات إعلامية تسيطر على 90% من ما تراه وتسمعه، خمس وكالات أنباء تغذي 80% من الأخبار. إنه احتكار أنيق، يرتدي بدلة إعلامية، ويبتسم أمام الكاميرا. آليات التضليل بسيطة: صناعة "إجماع" بتكرار الخبر نفسه في كل القنوات، إبراز "خبراء" يرتدون ربطات عنق حمراء، واستخدام مصطلحات موجهة: "إرهابي" لمن يقاوم، "مقاتل من أجل الحرية" لمن يخدم المصالح. حرب العراق؟ باعتها CNN كـ"تحرير"، مع صور درامية لتمثال صدام يسقط، بينما سرقت الشركات النفط. أوكرانيا؟ باعتها كـ"دفاع عن الديمقراطية"، بينما أصبحت ساحة لاختبار أسلحة جديدة. الإعلام ليس مرآة، إنه مصباح سحري يضيء ما يريد ويخفي الباقي.

منظمات المجتمع المدني؟ 80% من تمويلها من حكومات غربية، وصندوق المعونة الأمريكية ينفق 50 مليار دولار سنوياً لـ"نشر الديمقراطية"، أي تدريب نشطاء، تمويل احتجاجات، إسقاط حكومات. الثورات الملونة ليست عفوية، إنها مسرحيات مدفوعة الأجر، مع ممثلين مدربين في صربيا أو أمريكا، ولافتات مطبوعة مسبقاً بلغات متعددة. أوكرانيا 2014؟ ميدان مدفوع بـ5 مليار دولار. تغيير القيم؟ حملات ليبرالية في دول محافظة، تجنيد عملاء محليين يبدون وطنيين لكنهم ينفذون أجندة خارجية. إنها لعبة شطرنج، والقطع بشر.

النظام التعليمي يصنع التبعية بمناهج مستوردة، برامج تبادل تصنع نخباً تتحدث الإنجليزية بطلاقة وتنظر إلى بلدها كمتحف قديم. النتيجة: مثقفون منفصلون عن الجماهير، يعملون كوكلاء للغرب، ينهار الهوية المحلية، ويصبح الشاب يحفظ تاريخ أمريكا أفضل من تاريخ قريته. الإنجليزية ليست لغة، إنها تأشيرة دخول إلى عالم النخبة، ومن يرفض يبقى في الخارج ينظر من النافذة.

غرب آسيا

المختبر الرئيسي، أو كيف تحولت منطقة إلى لعبة مونوبولي دائمة

سايكس-بيكو 1916 كانت اتفاقاً بريطانياً-فرنسياً لتقسيم الكعكة العثمانية، رسموا حدوداً بمسطرة على خريطة، خلقوا 22 دولة، بعضها بدون ماء أو جبال أو حتى منطق. اليوم نفس السياسة، لكن بتقنيات حديثة: دعم انفصالات، تمويل طائفية، منع أي توحيد. لو توحد العرب، لأصبحوا قوة اقتصادية وعسكرية، لكن الخطة تمنع ذلك، كما تمنع لعبة الداما قطعتين من الالتقاء.

إسرائيل هي الحصن المتقدم، تمنع التوحيد، تختبر أسلحة أمريكية على جيرانها، تهدد أي صعود إقليمي، وتتجسس على الجميع. تحصل على 3.8 مليار دولار سنوياً، أي أكثر من ميزانية بعض الدول العربية، وتشارك في حروب بالوكالة، وتتعاون استخباراتياً مع دول خليجية في الخفاء. إنها ليست دولة، إنها قاعدة عسكرية متقدمة، مع علم ونشيد وجواز سفر.

دول الخليج؟ خزان الدم المالي، تحول عائدات النفط إلى أسلحة أمريكية بـ500 مليار دولار عقود، استثمارات في وول ستريت بـ2.3 تريليون، تمويل حروب بالوكالة. تعتمد على الحماية الأمريكية، تبعية تقنية كاملة، نخب مرتبطة بالغرب. إنها ماكينات صراف آلي فاخرة، تخرج دولارات، وتدخل تبعية، وتبتسم في الصور الرسمية.



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصان طروادة في قلب الأمة: محميات الخليج الصهيوأمريكية ودورها ...
- كيف تحولت واشنطن إلى بائعة خردة عالمية تبيع حلفاءها بالكيلو ...
- الولايات المتحدة: من العراق إلى غزة طليعة الانحطاط الهزلي
- بروكسل تُغضب التنين وتُطفئ فرن ألمانيا: كيف تحول الكرواسون إ ...
- اسرار حماية البيت الابيض لتجار المخدرات ومعاقبة من يمنعها في ...
- لماذا رواية -نبوءة الرياح في شوارع شيكاغو- تؤهل للفوز بجائزة ...
- مقدمة نقدية أدبية عن قصص ثلاث تلخص الهولوكوست الذي اقترفه ال ...
- ثلاث قصص عن هولوكوست غزة الذي اقترفه البيت الابيض
- كيف أوقعت الصين الناتو في فخ -الأسلحة الناقصة-!
- الصين تُحلّق في سماء العالم بينما الغرب يُحارب طواحين الهواء ...
- الإخوان المسلمون في كوميديا الخلط العالمي
- حسن نصرالله يُرعب أباطرة التكنولوجيا والإبادة بابتسامته وكلم ...
- نتنياهو والكيان النازي الصهيوني المارق... كوميديا مكررة
- الصين تقلب الطاولة: كوميديا التربة النادرة وانهيار إمبراطوري ...
- مرتزقة الخليج وفتح: كوميديا الخيانة في عشرة مشاهد !
- من بروكسل إلى نوبل : كيف تغسل جريمة إبادة جماعية في خمس خطوا ...
- بوشيه وعصابة البيجرات المتفجرة – سيرك الكذب الليبرالي حيث تن ...
- رواية : -طريق الحرير المقاوم-
- اوهام المحتل : دروس من الجزائر وغزة.. وكيف يحلم -الأبطال- با ...
- شريعة الغاب: مغامرات العم سام في عالم البلطجة العالمية!


المزيد.....




- كلاكيت: الذكاء الاصطناعي في السينما
- صدر حديثا. رواية للقطط نصيب معلوم
- أمستردام.. أكبر مهرجان وثائقي يتبنى المقاطعة ويرفض اعتماد صن ...
- كاتب نيجيري حائز نوبل للآداب يؤكد أن الولايات المتحدة ألغت ت ...
- إقبال كبير من الشباب الأتراك على تعلم اللغة الألمانية
- حي الأمين.. نغمة الوفاء في سيمفونية دمشق
- أحمد الفيشاوي يعلن مشاركته بفيلم جديد بعد -سفاح التجمع-
- لماذا لا يفوز أدباء العرب بعد نجيب محفوظ بجائزة نوبل؟
- رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر تحتفي بإرث ثقافي يخاطب العالم
- رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر تحتفي بإرث ثقافي يخاطب العالم


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد صالح سلوم - تشريح النظام العالمي - الجذور الخفية للهيمنة