أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - العراق ضمآنُ والكأسُ في يديهِ !














المزيد.....

العراق ضمآنُ والكأسُ في يديهِ !


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8504 - 2025 / 10 / 23 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وردنا ماء دجلة خير ماءٍ - وزرتا اشرف الشجر النخيلا

من كان منا يتخيّل أن العراق، صاحب النهرين العظيمين والأنهار الفرعية الأخرى والينابيع والاهوار والعيون، سيجد نفسه في يوم ما في أزمة مياه. يستجدي عطف (الز ِين والشِين) في إيران وتركيا من أجل الحصول على حصته من المياه. ومن كان يتصوّر أن العراق يضطر بين حين وآخر إلى إرسال وفود وتقديم تنازلات واغراءات إلى دول الجوار ليروي عطشه. ويلجا فيه بعض المواطنين، كل عام تقريبا، إلى صلاة الاستسقاء واستخدام كل أساليب الشعوذة والغيب وما شاكل ذلك لجلب المطر.
أن افتقار الأنظمة إلى برامج حديثة وخطط مدروسة ومشاريع ذات جدوى لا تعتمد على الارتجال والعشوائية هي من أسباب ازمة المياه وشحتها في العراق، والتي تكون ضحيتها الاولى هو المواطن البسيط والفلاح وليس المسؤول والسياسي المتنفذ الذي لا ينقصه شيء على الاطلاق، بل انه يعاني من تخمة في كل شيء.
أن البعض يلقي باللوم على المواطن، وهو في كل الاحوال ليس بريئا تماما. فبعد هبوط الديمقراطية بمظلات الغزو الأمريكي للعراق انفتحت شهية المواطن على مصراعيها. فعمّت الفوضى في كل شيء. وظهرت طبقة من المسؤولين الكبار ورجال السياسة وأصحاب النفوذ العشائري والديني، استحوذت على معظم خيرات وثروات العراق. ومنها المياه. وبالنتيجة أصبح استهلاك المياه عشوائي وبلا ضوابط ومحصورا على فئة من أصحاب السطوة والثروة والنفوذ. فكثرت الحدائق والبساتين الخاصة وبحيرات الأسماك والمسابح الملحقة بالقصور والفلل. كما كثرت المزارع في غير أماكنها وانتشرت ظاهرة "سرقة المياه" وتحويل مجاريها إلى من لا يستحقها أو إلى أماكن لا تحتاجها بالضرورة. بينما يعاني المواطن الذي ما زال يعيش (على نيّاته) الامريّن. فتراه متضررا في مواسم السيول والفيضانات ومتضررا في مواسم الجفاف وقلة الأمطار. فهو في كلا الحالتين، امّا عطشان وامًا غرگان. وهذا الوضع يكاد يتكرر كل عام. وكل عام (تدگ الحكومة صدرها) وتعلن عن برامج ومشاريع وإجراءات لتجاوز أزمة المياه. ويبدأ بعض المسؤولين بالتجوال والتطواف على المحافظات وتعقد اللجان المتخصصة. وتقوم باصدار بيانات وجداول ودراسات (دقيقة) للمشكلة. ولكن سرعان ما يصاب العراقي بالصدمة من اول زخة مطر تستمر نصف نهار تتحوّل فيها الشوارع إلى بحيرات ومستنقعات ملوثة.
صحيح أن أزمة المياه ضربت بلدانا كثيرة وتسبّب بخسائر فادحة في الاقتصاد وبالأخص في ميدان الزراعة والثروة الحيوانية. ولكن الصحيح أيضا أن أغلب الدول استفادت من تجاربها ووضعت حلولا ناجحة إلى حدّ ما للتقليل من الأضرار الناجمة عن شخّة المياه اما نحن في العراق فالتجارب في هذه الخصوص تتكرر بلا فائدة. ومعها تتكرر عذابات المواطن وشكواه. وتتجدّد معها آماله بأن هذه المرة ستكون آخر أزمة مياه في سلسلة ازماته الاخرى التي تتواصل منذ سنين...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا جي دي فانس احلفك براس العباس...ما المقصود بمركز التنسيق؟
- نتنياهو مجرم حرب تطارده عدالة السماء
- انتخبوا الاطرش بالزّفة وصاحبة الخلخال !
- العشاء الاخير لمهرّج اوكرانيا زيلينسكي
- البحث عن جثامين الملائكة بين أشلاء البشر
- المالكي وما ملكتْ يداهُ !
- عدالة الظالم في ميزان المظلوم ظلمٌ مطلق
- مدائح ترامب في زمن الهجاء
- عصفور امريكا كِفل زرزور تل أبيب واثنينهم طيّاره !
- ما اصغر العالم وما اكبر غزّة !
- رحلة العودة من الخيام إلى الركام
- ماكرون والبحث عن موطيء قدم فوق الرمال المتحركة
- اتفاق غزة...تركيع لاسرائيل وانتصار للشعب الفلسطيني
- قال السلام عليكم فاستحقّ جائزة نوبل للسلام !
- تدوير النفايات في ماكنة الانتخابات - العراق نموذجاً
- الف صديق ولا دونالد ترامب واحد !
- حماس... وداعا ايّها آلسلاح ؟
- صاحب العمامة في مكتب صاحب الفخامة
- لدغني عقرب , ليلة في حقل ذرة
- اختاروه باعتباره اهون الشرّين فاصبح شرّا مستطيرا !


المزيد.....




- متحدثة البيت الأبيض تفسر لـCNN قرار ترامب بإلغاء قمته مع بوت ...
- كوريا الشمالية تختبر صواريخ تفوق سرعة الصوت لتعزيز ترسانتها ...
- عودة الكهرباء الخارجية لمحطة زابوريجيا النووية بعد شهر من ال ...
- ما خلفيات المواجهات بين القوات السورية والجهاديين الفرنسيين ...
- لقاء بين حماس وفتح في القاهرة يبحث مستقبل غزة وترتيبات ما بع ...
- أوكرانيا: هل غير ترامب استراتيجيته مع بوتين؟
- قضية هانيبال القذافي في لبنان: جدل بشأن كفالة الـ11 مليون دو ...
- رويترز: خطة أميركية بديلة -لمؤسسة غزة الإنسانية- تشمل تسليم ...
- إسلام آباد تحظر حزب -لبيك باكستان- الإسلامي
- مقتل عشرات المسلحين بهجمات شرق نيجيريا


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - العراق ضمآنُ والكأسُ في يديهِ !