أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - انتخبوا الاطرش بالزّفة وصاحبة الخلخال !














المزيد.....

انتخبوا الاطرش بالزّفة وصاحبة الخلخال !


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8501 - 2025 / 10 / 20 - 22:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المحزن أن اجد نفسي مرة أخرى مرغما (تقريبا) عاى الكتابة عن الانتخابات العراقية. اشعر وكأنني اصرخ وسط محطة قطارات جميعها توشك على الانطلاق دفعة واحدة. فثمة الكثير ممّا يشوب "العرس الانتخابي" المزعوم في العراق، وعلى اكثر من صعيد. وسوف استمر في تكرار القول بأنني لم اشهد على مدى عقود انتخابات برلمانية، كل ما فيها لا علاقة له بالديمقراطية ولا بالتبادل السلمي للسلطة ولا بالاساليب والقواعد المتبعة في البلدان الاخرى.
ولدينا من الأمثلة ما يكفي لتأليف مجلد ضخم. فعلى سبيل المثال لا الحصر، وحسب بيانات المفوضية العليا للانتخابات، تم رفض طلب ترشيح ٨٠٠ شخص لعدم توفر الشروط المطلوبة فيهم. وهذا رقم هائل إذا أخذنا بنظر الاعتبار عدد سكان العراق وعدد المرات التي جرت فيها انتخابات برلمانية. ويُفترض بمن يترشّح للانتخابات أن يكون على معرفة تامة بالشروط المطلوبة والوثائق الواجب تقديمها.
شخصيا لا يهمني كثيرا من سيفوز أو من سيخسر. فالبضاعة هي نفسها، تخضع لعمليات تجديد وتلميع وصقل ثم تعرض على المواطنين الذين يختارون عادة الاطرش بالزفّة وصاحبة الخلخال. والاسوء من كل هذا هو أن القوانين لا تُحترم ولا يتم الالتزام بها، خصوصا من قبل من شرّعها ووضع توقيعه عليها. وعدم الاحترام والالتزام يبدأ أول ما يبدأ من الدعاية الانتخابية. والعراقي الذي يعيش خارج العراق شاهد وعايش كيف تجري الانتخابات والحملات الدعائية في بلدان المهجر.
في أوروبا مثلا تقوم البلدية قبل فترة محدّدة بالقانون بوضع لوحات وعارضات خشبية أو من البلاستيك السميك في أماكن مخصّصة لها. عادة ما تكون أرصفة الشوارع المهمة القريبة من مراكز المدن.
وعلى مدى نصف قرن تقريبا لم ار ابدا اعلانا دعائيا أو بوسترا لمرشّح موضوع على شجرة أو على جدار أو على سيارة خصوصية. ونادرة جدا ما تحصل مخالفات في هذا الخصوص. فالمرشح يحترم ويلتزم بالقوانين كجزء من مصداقيتة وكجزء من حملته الانتخابية وسلوكه السوي كمواطن. اضافة إلى ذلك أن الجميع سواء كانوا مرشحين أو مواطنين عاديين يحرصون كثيرا على احترام ورعاية البيئة وجمال المكان وخلوه من الاوساخ والقاذورات الانتخابية، قبل وبعد الانتخابات. واذا شوهد مخالف لسبب ما فيقوم مواطن عابر سبيل مثلا بالاتصال بالجهات المختصة، وسرعان ما تصل إلى المكان.
أن بعض المحلّلين والمتابعين والكتاب يطالب المرشّحين في العراق باحترام البيئة. وهذا امر جيد. ولكن يا ناس يا جماعة، اذا كان المرشّح للانتخابات أو النائب لا يحترم القانون ولا يحترم المواطن، فكيف تريدون منه أن يحترم البيئة؟
ولكي يدرك القاريء الكريم مدى تجذّر ورسوخ الديمقراطية في العراق واحتلالها المركز الاول في قائمة العجائب السياسية في العالم، انقل له هذا الخبر الطازج: (حذّر مرصد العراق الاخضر يوم الاحد من تضرّر آلاف الأشجار والمساحات الخضراء نتيجة استخدامها في الدعاية الانتخابية. مؤكدا سقوط وقطع وتكسير أغصان نحو ٢٥٠ الف شجرة في ١٥ محافظة. إضافة إلى اضرار لحقت بأنابيب المياه والمرشّات والنافورات الصغيرة. داعيا إلى ضرورة رفع الغرامات على اصحاب الدعايات المخالفة)
لكن لن تنفع معهم غرامات ولا بطيخ. ف "اللي ما يسوگه مرضعه سوگ العصا ما ينفعه".
اسالكم، بالله عليكم هل سمعتم أو قرأتم شيئا مثل هذا حصل في دولة ما في زمن الانتخابات؟ الجواب لا الف مرة !
لكن المضحك المبكي هو أن العراقيين يسمّون يوم الانتخابات ب "العرس الانتخابي". وهو في الواقع يوم اسود وحزين على البيئة وجمال المدن...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العشاء الاخير لمهرّج اوكرانيا زيلينسكي
- البحث عن جثامين الملائكة بين أشلاء البشر
- المالكي وما ملكتْ يداهُ !
- عدالة الظالم في ميزان المظلوم ظلمٌ مطلق
- مدائح ترامب في زمن الهجاء
- عصفور امريكا كِفل زرزور تل أبيب واثنينهم طيّاره !
- ما اصغر العالم وما اكبر غزّة !
- رحلة العودة من الخيام إلى الركام
- ماكرون والبحث عن موطيء قدم فوق الرمال المتحركة
- اتفاق غزة...تركيع لاسرائيل وانتصار للشعب الفلسطيني
- قال السلام عليكم فاستحقّ جائزة نوبل للسلام !
- تدوير النفايات في ماكنة الانتخابات - العراق نموذجاً
- الف صديق ولا دونالد ترامب واحد !
- حماس... وداعا ايّها آلسلاح ؟
- صاحب العمامة في مكتب صاحب الفخامة
- لدغني عقرب , ليلة في حقل ذرة
- اختاروه باعتباره اهون الشرّين فاصبح شرّا مستطيرا !
- من تاجر عقارات متواضع الى تاجر أسلحة شهير !
- على من تعزف مزاميرك يا زامير؟
- انتخابات العراق والبحث عن بديل قابل للاستخدام المزدوج


المزيد.....




- -أمازون- تعلن عودة أنظمتها للعمل بعد عطل كبير
- -فتاة توجه انتقادات إلى ملك المغرب-.. ما صحة الفيديو المتداو ...
- ترامب يتوعد الصين بمهلة نهائية ورسوم جمركية قاسية... وشراكة ...
- لافروف وروبيو يبحثان ترتيبات قمة بوتين – ترامب وآليات تنفيذ ...
- ألمانيا وأيسلندا تتفقان على تعزيز التعاون العسكري لمواجهة -ا ...
- قمة MED9 تدعو إلى تنفيذ اتفاق غزة: حل الدولتين هو السبيل للا ...
- لا للملوك: هل يواجه ترامب معارضة حقيقية؟
- تراجع أسهم بنك -بي إن بي باريبا- بعد حكم قضائي أمريكي دانه ب ...
- المغرب: هل فقدت حركة -جيل زد 212- زخمها؟
- إيران تعلن إلغاء اتفاق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذ ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - انتخبوا الاطرش بالزّفة وصاحبة الخلخال !