أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - اتفاق غزة...تركيع لاسرائيل وانتصار للشعب الفلسطيني














المزيد.....

اتفاق غزة...تركيع لاسرائيل وانتصار للشعب الفلسطيني


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تستطع دويلة اسرائيل من تحقيق أي من أهدافها، لا بالإبادة الجماعية ولا بالحرب الهمجية ولا بالتجويع الممنهج ولا بالضغوط السياسية على الدول المتضامنة مع الشعب الفلسطيني. لم ينفعها شيء سوى عملية إنقاذ جاءت من بعيد. وبينما انا اتابع تطورات ومجريات المفاوضات الجارية بين دويلة اسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، خطرت على بالي نهاية الحرب الفيتنامية والهزيمة المذلة التي مُنيت بها أمريكا رغم جبروتها واستخدامها المفرط للقوة، بما فيها قنابل النابالم والفسفور وغيرها.
ولا خلاف على أن الظروف السياسية والمرحلة التاريخية يختلفان تماما. وان موازين القوى ليست كما كانت سابقا في صالح الضعيف والمقهور والمضطهد. ومع ذلك استطاعت حركة حماس بعد أن هدروا، بالمعنى الحقيقي للكلمة، دم قادتها وكوادرها وصنفوها كمنظمة إرهابية وحاربوها بكل السبل والأسلحة والوسائل الإجرامية الاخرى. وبعد كل هذا ارغمتهم حماس على الاعتراف بها كلاعب أساسي في معادلة الحرب والسلام. واجبرتهم على الجلوس معها على نفس الطاولة ولو بشكل غير مباشر.
وبعد أن دفعتهم حركة حماس إلى أقصى زاوية من العزلة والاحتقار الدولي وكشفت وجه اسرائيل العنصري البشع. انتهز قادة تل ابيب اول فرصة سانحة (جاءتهم من واشنطن) للتخلص من ورطة لم يمر بها كيانهم الغاصب منذ عقود. ولولا (حامي الحمى) دونالد ترامب لكان قادة الكيان الصهيوني يخوضون إلى ما لا نهاية في أوحال الفشل والخيبة. ويتخبطون في ظلام حرب لا مخرج منها.
لقد نزل عليهم "وحي" من سماء واشنطن وقرأ عليهم سورة (الاتفاق) مع حماس مهما كلف الامر. فركعوا امامه خاشعين ثم هرولوا الى شرم الشيخ للحصول على بعض ما عجزوا عن الحصول عليه على مدى سنتين من الحرب الوحشية، وباشد الأسلحة فتكا ودمارا، على مساحة جغرافية صغيرة وليست لديها دولة او جيش او طائرات او دبابات او اسلحة ثقيلة اخرى. كدولة اوكراتيا مثلا !
أن دويلة اسرائيل لم تنتصر في حروبها السابقة لولا وجود أمريكا خلفها وأمامها وحولها. وها هو السيناريو الأمريكي القديم الجديد يتكرر. فكلما اقتربت اسرائيل من حافة الهاوية هرعت واشنطن لنجدتها وانقاذها وهي في الرمق الأخير. وكادت اسرائيل أن تتحول الى خرائب وبنايات مدمرة في كل مكان في حربها القصيرة مع إيران، الا أن "الرفيق الأعلى" في واشنطن سارع فورا لإنقاذ الهيكل الصهيوني من السقوط، ومعه دولة العم سام.
وفي غزة حصل الشيء نفسه. فمنذ عامين من الحرب المسعورة والقصف اليومي المكثف وباطنان من القنابل والصواريخ والمتفجرات لم تحقق اسرائيل هدفا واحدا. فلا أسراها عادوا إلى عوائلهم كما كانت تردد كل يوم. ولا هي استطاعت القضاء على حركة حماس. بل بالعكس، استطاعت حماس أن تحقق رغم إمكانياتها المتواضعة جدا, نصرا سياسيا معترف به على مستوى العالم. والحقت بدويلة اسرائيل هزيمة أخلاقية ودبلوماسية لن ينساها صهاينة تل أبيب ابدا. ويكفي حماس فخرا أنها تمكّنت، رغم الخراب والدمار الهائل من حولها، من الحفاظ على أرواح الرهائن الاسرائيليين وجثامين القتلى. وان اتفاقها مع اسرائيل ليس اتفاقا بلا ثمن. بل جاء من موقع قوة. وهو في النهاية يشبه عملية تركيع سياسي للعدو الصهيوني، كما اعترفت بعض وسائل الإعلام العبرية، بعد أن عجز تماما عن تحقيق نتيجة تذكر. سوى آلاف الضحايا والمصابين الفلسطينيين وإشاعة الدمار والخراب والموت والجوع في أرجاء غزة. وان كان مجرم الحرب نتنياهو يعتبر نفسه منتصرا فبئس هذا النصر الملطخ بدماء آلاف الأبرياء..



#محمد_حمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قال السلام عليكم فاستحقّ جائزة نوبل للسلام !
- تدوير النفايات في ماكنة الانتخابات - العراق نموذجاً
- الف صديق ولا دونالد ترامب واحد !
- حماس... وداعا ايّها آلسلاح ؟
- صاحب العمامة في مكتب صاحب الفخامة
- لدغني عقرب , ليلة في حقل ذرة
- اختاروه باعتباره اهون الشرّين فاصبح شرّا مستطيرا !
- من تاجر عقارات متواضع الى تاجر أسلحة شهير !
- على من تعزف مزاميرك يا زامير؟
- انتخابات العراق والبحث عن بديل قابل للاستخدام المزدوج
- آلية الزناد لمعاقبة الدول واذلال العباد
- نتنياهو في مهرجان الكراسي الفارغة
- أنجاز طال انتظاره 18 عاما...هل نصدّقكم ؟
- خلطة العطّار على الطريقة الامريكية !
- الرئيس ترامب يلقي خطابا نيابة عن بنيامين نتنياهو
- يا بن غفير لا غفر الله لك ذنباً ولا وسّع لك درباً
- اعتراف حقيقي أم مؤامرة كبرى؟
- حلّ الدولتين يتأرجح بين الشكّ واليقين !
- نحن نبيعكم السلاح بشرط ان تقتلوا بعضكم البعض
- فائض الحكمة عند السيد عمّار الحكيم


المزيد.....




- أمريكا تعلن السماح لقطر ببناء منشأة جوية تستضيف مقاتلات على ...
- الولايات المتحدة: انفجار يهز مصنعا عسكريا بولاية تنيسي يسفر ...
- مولدوفا وخسارة روسيا الفادحة في أوروبا
- السودان.. -تأسيس- مستعد للتعاون مع -الرباعية- لإنهاء الحرب
- ويتكوف وكوشنر على طاولة الحكومة الإسرائيلية.. دعم أم ضغط؟
- انفجار -مدمر- في مصنع متفجرات بأميركا يخلف قتلى ومفقودين
- حماس وفصائل فلسطينية ترفض أي -وصاية أجنبية- على غزة
- فرنسا.. تكليف لوكورنو بتشكيل حكومة جديدة بعد إعادة تعيينه
- كوشنر ينتقد طائرة الرئيس الفلسطيني -الفارهة-.. ماذا قال؟
- بعد فوزها بنوبل للسلام.. ماريا كورينا تهدي جائزتها لترامب


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - اتفاق غزة...تركيع لاسرائيل وانتصار للشعب الفلسطيني