محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8479 - 2025 / 9 / 28 - 21:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي. دائما ما يكرّر قادة الكيان الصهيوني ومعهم أمريكا هذه العبارة، التي أصبحت شعار المرحلة بالنسبة لهم. وكأنّ إيران هي الدولة الوحيدة التي تسعى لامتلاك هذا السلاح. بينما توجد أكثر من عشر دول نووية.
علما بان القادة الايرانيين، على الأقل في التصريحات الرسمية، نفوا بكل صراحة نيّتهم لامتلاك سلاح نووي. فهو حسب قولهم يتعارض مع مبادئهم ودينهم وثقافتهم.
واذا كانت العقوبات والتهديدات والضغوط قد نجحت في مكان ما، فقد لا تنجح في حالة إيران. فمعروف عن الفرس منذ القدم المكر والدهاء والحيلة وطول النفس.
لكن المشكلة هي أن أمريكا التي تدير سياستها الخارجية في الشرق الأوسط دويلة اسرائيل تحتاج دائما إلى عدو، قريب أو بعيد لا يهم. فبرنامج "صناعة الاعداء" في واشنطن يعمل ليل نهار. أعداء في الشرق الأوسط وأعداء في أمريكا اللاتينية وأعداء في آسيا والمحيط الهادئ. أعداء على الأرض وأعداء في السماء !
أمريكا وخلفها اسرائيل دولتان لا يمكنهما العيش بسلام، لا مع الجيران ولا مع العالم. فالعقلية الامبريالية الهادفة إلى السيطرة على كل شيء خارج حدودهما هي التي تتحكّم في سياستهما الدولية. والعالم بالنسبة لهما عبارة عن أرض خالية من البشر يجب الاستيلاء عليها بأية طريقة. ولا فرق بالنسبة لي بين واشنطن وتل أبيب. فهما وجهان قبيحان لعملة واحدة، عملة الاستعمار البغيض.
أن حفنة من الدول الأوروبية تهيمن عليها واشنطن تقوم بفرض العقوبات الاقتصادية على من لا يخضع لإرادة إمبراطورية الشر امريكا وطفلها المدلّل الكيان الصهيوني. لقد اختارت واشنطن ثلاث دول تدور في فلكها، فرنسا وبريطانيا والمانيا (الترويكا) لتكون العصا الغليضة لتهديد وإخضاع الآخرين. واختلقوا ما يسمى بآلية الزناد دون أن يشاركهم أحد أو يأخذوا براي الدول الأخرى. مع العلم أن السلاح النووي يمثل خطراً على الجميع.
فما زال هؤلاء يعتبرون أنفسهم أوصياء على العالم ولهم الحق فقط في منح شهادات حسن السلوك والنزاهة، طبعا حسب الأوامر الصادرة لهم من البيت الأبيض ومن يسكنه، سواء كان جمهوري متطرّف ام ديمقراطي مخرف. فالخره اخو البول، كما يقال.
مع الاعتذار للقاريء الكريم...
#محمد_حمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟