محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8470 - 2025 / 9 / 19 - 21:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(ودهرٌ ناسهُ ناسٌ صغارٌ - وان كانت لهم جُثثٌ ضِخامُ)
صدق المتنبي !
لقد منّ الله على العراقيين بكل شيء إلّا الحكمة. وربما (اقول ربما بتحفّظ) عوّضعهم عنها ب "سماحة" السيد عمار الحكيم. ولهذا السبب تجد الرجل في حراك وتحرّك مستمر. مقتنعا بان لديه "فائض" من الحكمة وان المسؤولين العراقيين بامسّ الحاجة إلى حكمته وإلى " بركاته" القيّمة جدا. وعندما بلغ الاكتفاء الذاتي من الحكمة أسّس له حزبا سياسيا سمّاه تيار "الحكمة" الوطني، إلى درجة أنه اقنع معظم ساسة العراق وبعض المواطنين البسطاء بأن لديه من "الحكمة" ما يجعل المرء يستغني عن الذكاء الاصطناعي. ويمكنه أن يشفي غليل كل متعطّش للعلم والمعرفة. خصوصا في العلوم السياسية ! ولكن الحكيم تناسى المثل القائل: "اسال مجرّب ولا تسال حكيم" ولعلمي فإن السيد عمار لم يجرّب سوى السفر من مدينة إلى أخرى باحثا عن "جهلاء" يتوقون إلى رؤيته.
وللعلم لا فرق بين حضوره أو غيابه رغم تطوافه على مقرات الأحزاب الأخرى. فحضوره في اي مكان لا يزيد من سوء الأحوال الا سوءا. وغيابه لا ينقص من مشاكل العراقيين ذرة واحدة. بل يزيدها غموضا على غموض. وهو ينتقل من مكتب حزب سياسي إلى مكتب حكومي "رفيع المستوى" وكأنه يحمل في جعبته "فصوص الحِكم" لابن عربي.
ويوم أمس حل ضيفا "عزيزا" على ما اظن على رئيس جمهورية العراق السيد عبد الله رشيد. وبما أن الرئيس رشيد، ولأسباب لها علاقة بالعمر، بحاجة مستمرة إلى جرعة قوية من الحكمة. فلم يجد شخصا آخر غير عمار الحكيم. وقد رأيت بأمّ عيني اليسرى (لانّ اليمنى ضعيفة) صورة تجمع الرجلين في مكتب الرئيس العراقي. وكما عوّدنا الإعلام العراقي الرسمي فقد صدر بيان أو تصريح عن اللقاء، يقول:
(استقبل فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف رشيد سماحة السيد عمار الحكيم رئيس تيار "الحكمة الوطني " حيث جرى مناقشة الأوضاع الداخلية والإقليمية والتأكيد على بذل الجهود لتقوية وتعزيز الاستقرار في البلاد...الخ).
أن كون الرجلين بحثا الأوضاع الداخلية فعلى عيني و على راسي. أما الأوضاع الإقليمية فما هي علاقة عمار الحكيم بها؟ وهو لا يشغل منصبا حكوميا أو صفة رسمية يمكن من خلالها أن "يؤثر" على الأوضاع الاقليمية؟
وما زاد من فضولي واستغرابي اخي القاريء هو أن عمار الحكيم كان يجلس في مكتب رئيس الجمهورية وخلفه العلم العراقي وكأنه زائر اجنبي ! علما بان العلم العراقي موجود خلف الرئيس رشيد ايضا؟
عجيب غريب أمركم ياساسة العراق !
#محمد_حمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟