حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)
الحوار المتمدن-العدد: 8498 - 2025 / 10 / 17 - 12:01
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
بمزيد من الحزن والأسى، نودع الدكتورة ناديا حويصات، أستاذة علم الاجتماع بجامعة اليرموك، التي اهتمت بمجال المرأة والمشكلات الاجتماعية، والتي توفيت يوم السبت الموافق 11 أكتوبر 2025. كما يُقال، قيمة الأشياء في ندرتها، وكانت الدكتورة ناديا من الشخصيات الأكاديمية النادرة في التعاطي مع قضايا المرأة. ترأست مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة، حيث كانت لها اهتمامات عميقة ومتميزة في هذا المجال.
تعرفت على الدكتورة ناديا خلال زيارة لقسم علم الاجتماع بجامعة اليرموك كأستاذ زائر في العام 2022، حيث كانت دائمًا مجتهدة وودودة، تواجه تحديات الحياة بابتسامة. دعتني للمشاركة في فعاليات متعددة تتعلق بقضايا المرأة، وكان لي شرف نشر مقالة بناءً على دعوتها بعنوان "دعوة لتعزيز الممارسات الإيجابية لمفهوم الرجولة لدى الفتيات وفق منظومة النوع الاجتماعي". في تلك المقالة، تناولت أهمية تعزيز دور المرأة في المجتمع، وضرورة توفير بيئة داعمة تعزز قدراتها وإمكاناتها.
كانت الدكتورة ناديا تسعى دائمًا لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه النساء، مقدمة حلولًا علمية وعملية لهذه القضايا. ربما كان شعورها بالمسؤولية تجاه هذه القضايا هو ما دفعها إلى هذا المسار. لقد كانت تعتقد أن الظروف لا يمكن أن تعيق باحثة مثلها، فكان حديثها عن قضايا المرأة مليئًا بالمعاني والقيم، كأنها ترسم لوحات الحياة على الوجوه.
إن جديتها في التعاطي مع هذه القضايا كانت واضحة من خلال تنظيمها لندوات وورش عمل تشجع النقاشات العميقة حول حقوق المرأة والمساواة. كان شغفها وإخلاصها في هذا المجال واضحين من خلال ترؤسها لمركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة بجامعة اليرموك، وحرصها على إحداث تغيير إيجابي، خاصة في ما يتعلق بالفكر النسوي ودراسات المرأة.
ومن بين أهم ما كتبته الدكتورة ناديا:
- اتجاه وسلوك الشباب الجامعي نحو المواطنة الفاعلة: دراسة ميدانية لطلبة جامعة اليرموك.
- أسباب وأشكال العنف ضد الزوجة في المجتمع الأردني: دراسة ميدانية.
- المشكلات الجندرية للمرأة المعيلة للأسرة في محافظة عجلون.
- الانعكاسات الإيجابية لجائحة كورونا على المجتمع الأردني.
- التداعيات السلبية لجائحة كورونا على المجتمع الأردني.
كانت تستند على جدار دراسات المرأة كلما شعرت بالتعب، لتسترجع الذكريات، مما يبرز عمق ارتباطها بهذا المجال. إن رحيلها يمثل فقدانًا كبيرًا للمشهد الأكاديمي في مجال دراسات المرأة، ولكن بأفكارها وإصرارها على تجاوز المحن، ستظل حاضرة في قلوبنا. إن نهجها سيستمر في إلهام الأجيال القادمة من الباحثين. نتمنى أن يلتقط بعض الأساتذة والطلبة في الجامعات العربية إسهامات الدكتورة ناديا، فبعض الكتابات لها أرواح كاتبيها الراحلين، وقد تركت بصمة واضحة في مجال دراسات المرأة.
رحم الله الدكتورة ناديا حويصات.
#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)
Hussein_Salem__Mrgin#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟