أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسين سالم مرجين - القذافي والقضية الفلسطينية: شهادة عاطف أبوبكر















المزيد.....

القذافي والقضية الفلسطينية: شهادة عاطف أبوبكر


حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)


الحوار المتمدن-العدد: 8444 - 2025 / 8 / 24 - 18:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


لقد تابعت برنامج "الشاهد" الذي عرض على قناة ليبيا الأحرار، حيث قدم عاطف أبوبكر، الناطق السابق باسم حركة فتح المجلس الثوري، شهادته حول العلاقات بين الحركة والنظام السياسي السابق. بدأت هذه العلاقات في عام 1974 وزادت قوتها وعمقها في عام 1984. حاول القذافي منذ السبعينيات أن يجعل ليبيا لاعبًا رئيسيًا في القضية الفلسطينية، مبرزًا نفسه كقائد ثوري عربي وأمين القومية العربية من خلال تبني خطاب دعم فلسطين. ولكن، بأسلوب يتضمن فرض أجندته السياسية على منظمة التحرير الفلسطينية، حيث كان القذافي يرفع شعار "الدفاع عن فلسطين". في الواقع، أدت تدخلاته في الشأن الفلسطيني إلى إضعاف بعض الفصائل. وفقًا لشهادة عاطف أبوبكر، كانت قيادات المنظمة، وخاصة أبو أياد، ترفض هذه التدخلات والأجندة الشخصية لنظام القذافي.
بعد تبني منظمة التحرير فكرة إقامة الدولة الفلسطينية على أي أرض محررة (برنامج النقاط العشر)، رفضت بعض الفصائل الفلسطينية هذا التوجه واعتبرته تنازلاً. مما أدى إلى بروز انشقاقات داخلية في قيادة المنظمة، ولاسيما في حركة فتح، حيث ظهرت شخصيات مثل أبو محمود (أحمد عبد الغفار) وأبو نضال (صبري البنا)، واللتين احتضنهما النظام الليبي. يقول عاطف أبوبكر إن رأس السلطة في ليبيا آنذاك حول الدعم الليبي من كونه في إطار تحرير فلسطين إلى أداة في يد النظام. لم يكن تدخل القذافي في الشأن الفلسطيني "مساندة ثورية"، بل تعامل مع القضية الفلسطينية كوسيلة لخدمة طموحاته الشخصية، حيث أصبح هم النظام الوحيد هو البقاء في السلطة. حيث تم تسخير الأموال العامة والعلاقات الدولية للتأثير في الساحة العربية والدولية، عبر التحكم في "بندقية للإيجار" تُستخدم حيثما أراد. في ظل عقلية "الرجل الواحد" و"العقل الأوحد"، سمحت هذه العقلية للقذافي بتوجيه الفصائل الفلسطينية لتنفيذ عمليات لا تخدم القضية الفلسطينية بقدر ما تخدم أهدافه السياسية.
في هذا السياق، يشير عاطف أبوبكر إلى أن النظام السياسي السابق بدأ استخدام وتوظيف البندقية الفلسطينية لصالحه من خلال:
• تنفيذ عمليات خارجية للتأثير على سياسات بعض الدول مثل إيطاليا لصالح مواقف النظام.
• اغتيال المعارضين الليبيين في الخارج عبر فرق مرتبطة بالفصائل.
• تدريب عسكري مشترك داخل معسكرات ليبية موجهة لأهداف النظام الأمنية.
نتيجة لذلك، فقدت التنظيمات الفلسطينية بوصلتها، وتحولت من مقاومة الاحتلال إلى أداة في الصراع السياسي الداخلي الليبي. أصبحت ليبيا ساحة مفتوحة للفصائل الفلسطينية المتصارعة، مما أدى إلى هشاشة داخلية وأضر بمكانة الدولة الليبية وصورتها الخارجية، وأفقد القضية الفلسطينية الكثير من مصداقيتها. ومع استغلال تلك البندقية الفلسطينية في تصفية حسابات النظام داخليًا وخارجيًا، بدأ النظام السابق في تشويه القضية الفلسطينية أمام الرأي العام، ولُوثت صورتها بربطها بالاغتيالات والصراعات الداخلية الليبية.
لقد كشفت شهادة عاطف أبوبكر تفاصيل دقيقة عن العلاقة بين أبو نضال والنظام الليبي، حيث وصل الأمر إلى أن النظام لم يكن قادرًا على ضبط الجماعات الفلسطينية المسلحة الموجودة على الأراضي الليبية. في عام 1978، اقتحمت جماعة تابعة لحركة فتح مكتب أبو نضال في شارع عمر المختار بطرابلس، مما أدى إلى مقتل اثنين من عناصر أبو نضال، وهو ما يعكس غياب السيطرة الأمنية وضعف مؤسسات الدولة. أكد عاطف أبوبكر أن جماعات أبو نضال وغيرهم كانوا يدخلون ويخرجون من ليبيا عبر الحدود دون أي ضوابط أو رقابة حقيقية، مما يدل على أن النظام لم يكن مهتمًا ببناء مؤسسات قوية أو فرض سيادة الدولة، بل كان يوظف تلك الجماعات كأداة سياسية. كشفت شهادة عاطف أن أولويات النظام لم تكن مرتبطة بالمصلحة الوطنية العليا لليبيا، بل بتحقيق طموحات ورغبات شخصية لرأس النظام (القذافي) عبر توظيف القضية الفلسطينية والجماعات المسلحة.
في هذا السياق، سرد عاطف أبوبكر سلسلة من العمليات الداخلية والخارجية التي قامت بها التنظيمات الفلسطينية، وخاصة تنظيم أبو نضال، ومن أبرزها:
• تفجير الطائرة الأمريكية.
• تفجير الطائرة الفرنسية في النيجر.
• سلسلة طويلة من الاغتيالات والعمليات الخارجية ضد ليبيين معارضين في الخارج.
هذا يبين أن عنف النظام السابق لم يكن مقتصرًا على الداخل الليبي، بل امتد عبر توظيف حركات مسلحة خارجية. لقد جرى إهمال القضايا التنموية (الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية) مقابل تركيز الجهود على ملاحقة المعارضين واغتيالهم. تراكمت هذه الممارسات (الاغتيالات، التفجيرات، والفوضى) لتشكل ذريعة قوية للدول الغربية لدعم مساعي إسقاط النظام في عام 2011. ما كان يظنه النظام السابق "استراتيجية للممانعة" أدت في النهاية إلى إضعافه، ووفرت المبررات الخارجية لإسقاطه.
من المفارقات أن البعض يحاول تصوير النظام السابق على أنه كان "قويًا وذا هيبة"، وهو تصور سطحي. شهادة عاطف أبوبكر كشفت الوجه الحقيقي للنظام، الذي كان قائمًا على الفوضى والاغتيالات وتوظيف المال العام، وليس على بناء دولة مؤسسات قوية. تلك الممارسات أضعفت شرعية النظام في الداخل وشوهت صورة ليبيا خارجيًا. إن الحديث عن "قوة وهيبة النظام السابق" لا يعدو كونه محاولة لتزييف الوعي أمام حقائق دامغة عن هشاشة الدولة وعنف السلطة في آن واحد. كانت الدولة بمؤسساتها أداة فرد، تُدار لخدمة شخص واحد هو رأس النظام. هذا التوجه السياسي جعل المواطن يشعر بأن الدولة لا تمثله ولا تعبر عن مصالحه، بل تحولت إلى أداة شخصية بيد السلطة. كما أشار عبد الوهاب المسيري، تفقد الدولة بعدها الاجتماعي عندما لا تكون كيانًا جمعيًا، بل تصبح أقرب إلى شركة خاصة تُدار لحساب فرد واحد. نتيجة لهذا المسار، فقدت الدولة الليبية بعدها الاجتماعي الذي يربط الأفراد بالوطن كمفهوم جامع. تحولت فكرة "الوطن" من هوية جمعية إلى انعكاس لـ "الفرد -- الحاكم"، حيث تماهت السلطة مع الفرد، فتلاشت فكرة الوطن وحلت محلها فكرة الفرد القائد.
هذا التحول العميق أدى إلى تفكك الوعي الوطني، مما أسفر عن نشوء جيل جديد في ظل النظام السياسي السابق فاقد للهوية الوطنية. لم تعد الدولة تقدم له معنى الانتماء أو المصلحة العامة، بل جسدت الانحياز لمصلحة رأس السلطة.



#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)       Hussein_Salem__Mrgin#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدوانية في الشخصية الليبية: سمة دائمة أم سلوك مكتسب؟
- التفاهة: بين السطحية والجهل لدى المسؤولين في المجتمعات المتأ ...
- استلهام قيم التنمية المستدامة من تجارب الأجداد والآباء
- كليات التربية في الجامعات الليبية: التحديات المستمرة والحاجة ...
- خطاب إلى مجموعة التفكير العلمي في ليبيا: دعوة جادة لتحمل الم ...
- الخلافات المفاهيمية وتأثيرها على بناء الدولة الليبية بعد عام ...
- هيمنة المسؤولون والفخر الزائف
- المبعوثون الأمميون في ليبيا: بين الأمل والإخفاق في صراع الجم ...
- إلى أين تتجه ليبيا بين متناقضات الفوضى والأمل؟
- التعليم العالي في ليبيا إلى أين ؟
- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وإكراهات الغفلة والعفن وهبال ...
- قراءة نقدية حول خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن ...
- قراءة نقدية حول خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن ...
- قراءة نقدية حول خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن ...
- قراءة نقدية حول خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن ...
- مدينة الأصابعة والبحث عن الحقيقة المخبأة
- الاعتماد وضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي العربية : من ...
- الأفكار ودورها في تأصيل نباهة الاستحمار
- قراءة نقدية لورشة عمل بعنوان -تطوير أساليب وطرق منهجية البحث ...
- صوت النخبة نحو إعادة التأثير في الشأن العام الليبي


المزيد.....




- في عيد استقلالها.. ترامب يحيي شجاعة أوكرانيا وزيلينسكي يتعهد ...
- -النجم الساطع 2025-.. مصر تستضيف أكبر مناورات بالشرق الأوسط ...
- غارات إسرائيلية على صنعاء.. وتل أبيب تتهم الحوثيين بإطلاق صا ...
- هجمات إسرائيلية مكثّفة على أطراف مدينة غزة.. وحماس تدعو لتصع ...
- -رحلتي إلى كوريا الشمالية: زيارة محاطة بالحرس ومليئة بالقواع ...
- إسرائيل تقصف أطراف مدينة غزة وتتوعد بالمضي في الهجوم
- احتجاجات عالمية غير مسبوقة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية ...
- محللون إسرائيليون: تسريبات هاليفا ليست مفاجئة وتؤكد فقدان نت ...
- لرحلة شواء صيفي -بلا ذنب-.. مدرب يكشف سر التوازن في طبقك
- بنغلاديش وباكستان تعززان علاقاتهما رغم الخلافات التاريخية


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسين سالم مرجين - القذافي والقضية الفلسطينية: شهادة عاطف أبوبكر