أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين سالم مرجين - خطاب إلى مجموعة التفكير العلمي في ليبيا: دعوة جادة لتحمل المسؤوليات














المزيد.....

خطاب إلى مجموعة التفكير العلمي في ليبيا: دعوة جادة لتحمل المسؤوليات


حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)


الحوار المتمدن-العدد: 8399 - 2025 / 7 / 10 - 13:24
المحور: المجتمع المدني
    


السادة مجموعة التفكير العلمي المحترمة،
بدايةً، شرفني الانضمام إلى هذه الكوكبة المتميزة من المفكرين والشخصيات الوطنية، الذين لا يختلف أحد على وطنيتهم وحرصهم على مصلحة البلاد.
أكتب إليكم هذا الخطاب والوطن يمر بأصعب فترات تاريخه، والتي ربما تنذر - لا سمح الله - بمزيد من القتل والخراب. تأتي هذه المكاتبة في إطار الواجب الوطني، وقبل ذلك الواجب الديني، الذي يدعونا ويحرضنا على القيام بذلك. فلا يمكننا أن نظل صامتين، فأقوى كلمة هي كلمة الحق، والحق يحتاج إلى رجلين - كما يقال - رجل ليَنْطق به وآخر ليفهمه. كما أن الحقيقة يجب أن تُقال، لا أن تُعلم. تأتي هذه المكاتبة أيضًا في سياق تثبيت ما يمكن تثبيته في ذاكرة الوطن.
السادة أعضاء مجموعة التفكير العلمي،
أود فقط تذكيركم ببعض المحطات التاريخية القريبة. لقد شهد معظمكم الأحداث الأخيرة في طرابلس في 12 مايو 2025، والتي أدت إلى قتل العديد من الأبرياء، فضلاً عن تدمير الممتلكات العامة والخاصة. وأجزم بأن الجميع هنا ضد وجود الجماعات المسلحة، مهما كانت تسميتها أو صلتها بالمناطق والقبائل.
إن اجتثاث الجماعات المسلحة لا يمكن أن يتم من خلال تصورات فردية تعتمد على العقلية المناطقية والقبلية. الأمر بحاجة إلى وضع خطة وطنية تعمل على تجفيف منابع تلك الجماعات، خطة لا تكون في الظلام بل في العلن، يكون المجتمع جزءًا منها. خطة لا تفضل جماعات معينة وتغض الطرف عن أخرى. كما يجب أن تُرصد المعلومات والبيانات عن كل جماعة وأفرادها، وكيفية التعاطي معهم، وليس مجرد تفكيك عشوائي ليتم بعد ذلك إعادة تركيبها بمسميات أخرى أو الانضمام إلى مجموعات أخرى.
كذلك يتوجب الاعتراف بأن الحكومة الحالية والحكومات السابقة كانت ولا تزال تعتمد على الجماعات المسلحة لفرض سيطرتها وتنفيذ القانون، مما منح العنف المشروع لهذه الجماعات. وهذا يعني أنه لا يوجد جيش وطني قادر على فرض السيطرة في المنطقة الغربية برمتها، على الرغم من الأعداد الكبيرة المحسوبة على الجيش. كما أن القوات الشرطية، رغم كثرتها، تفتقر إلى القوة والتنظيم اللازمين لمواجهة أي مخاطر أو تهديدات.

ولا نريد الخوض في تفاصيل أعمال وأنشطة الحكومة، حيث بينت التقارير المحلية والدولية أن الفساد لا يزال السمة البارزة في جل الوزارات. وفي هذا الصدد، يكفي تصريح رئيس الحكومة في لقاء مع قناة ليبيا الأحرار بتاريخ 7 يوليو 2025، حيث قال إن وزراء حكومته "لا يعرفون شيئًا!".
أيضًا، نعلم أن الأيام القادمة قد تكون حبلى بمفاجآت وصدمات بين الجماعات المسلحة المحسوبة على الحكومة وأخرى مرتبطة ببعض المناطق والقبائل، وقد تزداد حدة هذه الصراعات خلال الساعات القادمة. وفي هذا الصدد، نود تذكيركم بما قاله الشيخ الطاهر الزاوي عن مآسي الحرب الأهلية التي حدثت خلال فترة 1920 من القرن المنصرم في المنطقة الغربية. وكأن أحداث الأمس تُعاد فصولها مرة أخرى اليوم، حيث يقول الشيخ:
"اختلط فيها المظلوم بالظالم وتطاحن فيها الآباء مع الأبناء والأخ مع أخيه. حرب تولى قيادتها رؤساء لم يكن لهم من الدين وازع ولا من الأخلاق رادع، رؤساء أخلصت لهم الرعية فاستعملوها فيما يعصي الله ولا يرضي الإنسان، وساقوها إلى المجازر لتنحر ولا تدري لماذا تنحر. حرب ضاعت فيها نفوس بريئة على مذبح مطامع الرؤساء وشهواتهم، وفقد الوطن من شيوخ أبنائه وكهولهم ألوف كانوا على استعداد للدفاع عنه يوم تنزل به البلاء ويحيط به الأعداء. وإذا سُئلت تلك النفوس البريئة يوم يقوم الناس لرب العالمين بأي ذنب قتلت، فسيكون جوابها: (رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا)."
السادة الأعضاء المحترمون،
أليس من مسؤوليتنا كفئة مثقفة أن نوجه بيانًا جماعيًا نعبر من خلاله عن كشف العيوب بغية تجاوز القصور، ونحدد التوجيهات العلمية الصحيحة بدلاً من انتظار المفاجآت وتحليل الأحداث ورصد المسارات؟ حيث إنه بالإمكان أحسن مما كان بكثير.
أليس من المؤسف أن تجتمع النخبة وتكون لها تأثيرات فعلية فقط عند الانخراط في لجان استشارية للبعثة الأممية؟ إن هذه المفارقة تدعونا إلى التفكير والتدبر، وتستوجب منا مراجعة دقيقة لمسؤوليتنا اتجاه الوطن.
بالتالي، علينا جميعًا تحمل المسؤوليات، فكلنا معنيون بهذا الوطن. إنها دعوة جادة لتوجيه بيان وطني يستند إلى التفكير العلمي السليم، يعترف بوجود أزمات وتحديات تواجه بلادنا. كما أن الاعتراف بوجود الحاجة إلى معالجات مناسبة أصبح ضرورة ملحة، إذ إن تجاهل ذلك سيؤدي إلى خلق أحداث تعصف بوحدة الوطن ونسيجه الاجتماعي. الوطن بحاجة إلى من يلم جراحه، لا من يزيد استنزافه.



#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)       Hussein_Salem__Mrgin#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلافات المفاهيمية وتأثيرها على بناء الدولة الليبية بعد عام ...
- هيمنة المسؤولون والفخر الزائف
- المبعوثون الأمميون في ليبيا: بين الأمل والإخفاق في صراع الجم ...
- إلى أين تتجه ليبيا بين متناقضات الفوضى والأمل؟
- التعليم العالي في ليبيا إلى أين ؟
- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وإكراهات الغفلة والعفن وهبال ...
- قراءة نقدية حول خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن ...
- قراءة نقدية حول خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن ...
- قراءة نقدية حول خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن ...
- قراءة نقدية حول خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن ...
- مدينة الأصابعة والبحث عن الحقيقة المخبأة
- الاعتماد وضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي العربية : من ...
- الأفكار ودورها في تأصيل نباهة الاستحمار
- قراءة نقدية لورشة عمل بعنوان -تطوير أساليب وطرق منهجية البحث ...
- صوت النخبة نحو إعادة التأثير في الشأن العام الليبي
- قراءة نقدية لكتاب معتقل الحصان الأسود – أحزان من المعتقل الس ...
- إعادة هيكلية التعليم العالي الخاصة في ليبيا - الإكراهات ومقت ...
- أبعاد عملية الطوفان الأقصى
- طوفان الأقصى: تغيير العقلية العالمية نحو القضية الفلسطينية
- تحديات الاستثمار الزراعي في المناطق القبلية : مفارقات اجتماع ...


المزيد.....




- عراقيل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى ...
- منظمة إس أو إس هيومانيتي تطالب بوقف التعاون مع تونس في إنقاذ ...
- اليونيسف تؤكد مقتل 5 أطفال في قصف صاروخي جنوب غربي اليمن
- خطة إسرائيلية لاقتطاع 40% من غزة وتحويل رفح إلى -معتقل غوانت ...
- محامية أبو صفية: موكلي فقد 40 كيلوغراما تحت التعذيب والإهمال ...
- جريمة مركبة في سنجل: عنف استيطاني ممنهج برعاية جيش الاحتلال ...
- بعد رفع العقوبات الدولية.. آمال الإغاثة في سوريا تصطدم بواقع ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف نقاط توزيع المياه على النازحين في غز ...
- الشرطة الإسرائيلية تعلن اعتقال 373 عاملاً من الضفة و61 مشتبه ...
- نكبة فلسطينية -تتجدد-.. مخيم طولكرم تحت الجرافات وحق العودة ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين سالم مرجين - خطاب إلى مجموعة التفكير العلمي في ليبيا: دعوة جادة لتحمل المسؤوليات