أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسين سالم مرجين - مستقبل الأجيال في خطر: الفجوات التعليمية كنموذج














المزيد.....

مستقبل الأجيال في خطر: الفجوات التعليمية كنموذج


حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)


الحوار المتمدن-العدد: 8455 - 2025 / 9 / 4 - 18:16
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


في مارس 2020، انقطع التعليم في ليبيا بسبب جائحة كورونا، مما أثر على جميع المؤسسات التعليمية في البلاد دون مراعاة للانقسامات الحكومية. بينما اتخذت دول أخرى إجراءات لمعالجة الفجوة التعليمية الناتجة عن هذا الانقطاع، لم تشهد المؤسسات التعليمية في ليبيا أي خطط تحسينية ملموسة على مدار أكثر من أربع سنوات. استمرت العملية التعليمية وكأن الجائحة لم تؤثر، مما أدى إلى نقص في المعارف والفهم والمهارات لدى التلاميذ والطلبة، وبالتالي فإن مخرجات التعليم لم تكتمل من حيث التحصيل الدراسي.
هنا أود سرد مفارقة مهمة: لم تستفد جل المؤسسات التعليمية في ليبيا من تجربة الإغلاق. فلا توجد برامج أو أنشطة تعليمية تُشجع الطلبة وأعضاء هيئة التدريس على استخدام التقنية. على سبيل المثال، في بعض المؤسسات الإقليمية والدولية، أصبح وجود مقررات تُدرس عبر الإنترنت جزءًا من العملية التعليمية، بهدف تعليم الطلبة كيفية استخدام التقنية. بينما في مؤسسات التعليم في ليبيا، لم يحدث أي تغيير يذكر، بل تم تقليص عدد كبير من الموضوعات والمقررات الدراسية دون مبرر واضح، مما أثر سلبًا على جودة التعليم.
أتساءل هنا: ما الخطط التي وضعتها وزارة التربية والتعليم، وزارة التعليم العالي، ووزارة التعليم التقني والفني لمعالجة هذه الفجوات التعليمية؟ إن الوضع الحالي يعكس بوضوح غياب الرؤية الوطنية الشاملة للتعامل مع هذه التحديات، بالإضافة إلى نقص نظام المساءلة والحوكمة.
لقد جاءت الجائحة كفرصة لمؤسسات التعليم الخاص لتجاوز التعليم الحكومي، خاصة في المرحلة الجامعية، حيث عملت هذه الجامعات على تقليل الفجوات واستمرار الدراسة، نظرًا لارتباط ذلك بالنواحي المالية. ومع ذلك، هناك سلبيات في هذا التعاطي، مثل زيادة الرسوم الدراسية وغياب مؤشرات لقياس مدى نجاح التعليم الإلكتروني. في المقابل، تحملت مؤسسات التعليم الحكومي تبعات الإغلاق، مما كلف خزينة الدولة مليارات الدينارات ، فعلى سبيل المثال، تم صرف رواتب لأعضاء هيئة التدريس والموظفين أثناء فترات الإغلاق دون تقديم أي محاضرات أو خدمات أو أنشطة تعليمية فعالة، مما يعكس هدرًا ماليًا كبيرًا، كما تم شراء أجهزة ومعدات تقنية لم تُفعّل، مما أثر على فعالية الإنفاق العام.
كان من الواجب على القطاعات التعليمية كافة قياس الخسائر التعليمية الناتجة عن الإغلاق، بالإضافة إلى التكاليف المالية المرتبطة بذلك. هذا الأمر يؤكد مرة أخرى عدم وجود خطط وطنية شاملة، مما يجعل التعليم يسير وفق مقولة "كل يوم بيومه"، متوقفًا على مزاج الوزراء.
علاوة على ذلك، أظهرت الأزمة ضعف إعداد أعضاء هيئة التدريس، حيث تبين وجود نقص في التدريب المهني الفعال، وخاصة في التعامل مع التقنية. ولم تتمكن المؤسسات التعليمية الحكومية من فتح مسارات التعليم الإلكتروني المناسبة، رغم بعض المحاولات المحدودة قبل انتهاء الإغلاق. كما تم كشف الهدر الكبير في الموارد، إذ بالرغم من زيادة الإنفاق على التعليم، لم يكن القطاع قادرًا على مواجهة تحديات الجائحة.
في المقابل، اعتمد العديد من أفراد المجتمع على الدروس الخصوصية بعيدًا عن المؤسسات الحكومية، مما أدى إلى تآكل الثقة في هذه الأخيرة. لذا، تحتاج المؤسسات التعليمية كافة إلى وضع رؤية وطنية شاملة لإنقاذ التعليم وتفادي وقوع الأجيال القادمة في الفجوات التعليمية، أو ما يُعرف بـ "جيل فاقد التعليم".



#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)       Hussein_Salem__Mrgin#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جودة وضمانها في التعليم : إعادة بناء الثقافة كخطوة أساسية قب ...
- ما الذي ينقص ليبيا لتطوير تجربة تعليمية وطنية مشابهة للتجربة ...
- إعادة تشكيل العقل العربي بين المحاولات الفردية والهيمنة المع ...
- المشروع الوطني المفقود بين نظام القذافي والمجلس الوطني الانت ...
- القذافي والقضية الفلسطينية: شهادة عاطف أبوبكر
- العدوانية في الشخصية الليبية: سمة دائمة أم سلوك مكتسب؟
- التفاهة: بين السطحية والجهل لدى المسؤولين في المجتمعات المتأ ...
- استلهام قيم التنمية المستدامة من تجارب الأجداد والآباء
- كليات التربية في الجامعات الليبية: التحديات المستمرة والحاجة ...
- خطاب إلى مجموعة التفكير العلمي في ليبيا: دعوة جادة لتحمل الم ...
- الخلافات المفاهيمية وتأثيرها على بناء الدولة الليبية بعد عام ...
- هيمنة المسؤولون والفخر الزائف
- المبعوثون الأمميون في ليبيا: بين الأمل والإخفاق في صراع الجم ...
- إلى أين تتجه ليبيا بين متناقضات الفوضى والأمل؟
- التعليم العالي في ليبيا إلى أين ؟
- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وإكراهات الغفلة والعفن وهبال ...
- قراءة نقدية حول خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن ...
- قراءة نقدية حول خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن ...
- قراءة نقدية حول خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن ...
- قراءة نقدية حول خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن ...


المزيد.....




- فيديو يُظهر مطلق النار في كنيسة مينيابولس يتسوق داخل متجر أس ...
- مسؤول: ترامب دعا دول أوروبا إلى التوقف عن شراء النفط الروسي ...
- إدانات لبنانية لإسرائيل بعد استهداف اليونيفيل ومقتل 5 أشخاص ...
- الرئيس الصيني يعقد مباحثات مع الزعيم الكوري الشمالي أثناء زي ...
- الصين وكوريا الشمالية تؤديان رقصة دبلوماسية
- الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية تتقلص كل يوم تحت وطأة ال ...
- -زرع الأعضاء المطيلة للعمر والخلود-... موضوع محادثة بين شي و ...
- رغم الصعوبات.. استخراج الملح بالطرق القديمة في جبال القبائل ...
- كيف ضخمت فيديوهات مضللة أزمة منازل المعضمية والسومرية في دمش ...
- عاجل| وكالة سانا: طائرة مسيرة تستهدف سيارة مدنية على طريق مط ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسين سالم مرجين - مستقبل الأجيال في خطر: الفجوات التعليمية كنموذج