أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسين سالم مرجين - الكتابة العلمية : ممارسة فكرية حيوية تنبض بالحياة















المزيد.....

الكتابة العلمية : ممارسة فكرية حيوية تنبض بالحياة


حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)


الحوار المتمدن-العدد: 8493 - 2025 / 10 / 12 - 18:19
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


الكتابة العلمية في العلوم الاجتماعية هي ممارسة فكرية حيوية تعكس ديناميكية الفكر، وليست مجرد اتباع خطوات شكلية أو نمطية كما يعتقد البعض. في هذا السياق، أود أن أخرج قليلاً عن المألوف وأشير إلى أن الكتب التي تتناول المناهج وطرق البحث العلمي في العلوم الاجتماعية قد قامت بتقنين البحث، مما جعله أقرب إلى مقدسات غير قابلة للنقاش. هذا التقنين أدى إلى جمود في بعض الممارسات البحثية، حيث تُعامل خطوات البحث (مثل المقدمة، مشكلة البحث، والإطار النظري) كقوالب مقدسة لا يمكن المساس بها. وقد تحولت هذه القوالب، التي تعد أدوات تنظيمية، إلى هياكل جامدة تُفرض بشكل قسري، حتى لو كانت تعيق الفكرة.
المشكلة ليست في وجود القالب نفسه، بل في قداسة القالب بدلاً من التفكير من خلاله أو تجاوزه عند الضرورة، وأصبح البعض يبحث عن تلك القوالب قبل قراءة المقالة ليتأكد من التزامها بالمقدسات . لذا، ينبغي علينا إعادة النظر في كيفية استخدام هذه الأدوات، واعتبارها وسائل لدعم الفكرة بدلاً من أن تصبح قيودًا تفرض علينا.
وهذا يعني ببساطة أن البحث العلمي في العلوم الاجتماعية أصبح يُمارَس كـشكل وليس كعملية تفكير حقيقية. فالكتابة العلمية ليست ترفًا فكريًا، بل هي استجابة لقضايا واقعية تمس الحياة الاجتماعية وتتطلب بحثًا وتدبرًا وتشخيصًا وتفكيكًا وتحليلًا. حسب وجهة نظري، قد يتفق معي بعض الباحثين أو يختلفون، ليس من الضروري الالتزام بالتتبع الصارم لخطوات البحث العلمي مثل الأهمية والأهداف والتساؤلات والمنهجية. فمثلًا يمكن تضمين هذه العناصر ضمن مقدمة واحدة متماسكة تُعبر عن الفرضية.
بهذا، نمنح البحث العلمي المرونة المطلوبة في بناء المحتوى، بحيث لا يكون مجرد استجابة لقالب جامد، بل بنية فكرية حيّة تنمو وتتشكّل مع طبيعة السؤال والمحتوى العلمي. هذا الأمر ليس بجديد، إذ يقوم به عدد من المفكرين والباحثين الذين يكتبون بحوثًا رصينة لا تتقيد شكليًا، لكنها تُعبر عن عمق فكري واضح.
لذا، يتوجب علينا أن ندرك أن الكتابة البحثية ليست مجرد ملء خانات، بل إقامة برهان فكري على القضية نود الكتابة عنها والتي تستحق النقاش.
وفي هذا السياق، أرى أن المقدمة يمكن أن تكون مدخلًا مركبًا ومفتوحًا يتضمن العناصر التالية:
1. خلفية الفكرة
2. مبررات الاهتمام بها (أي "الأهمية")
3. عناصر من المنهجية (كيف ستعالجها؟ بأي أدوات؟)
4. الإشكال أو التساؤلات، حتى لو لم تكن مصاغة كـأسئلة صريحة
هذا الأسلوب متبع في عدة مدارس نقدية في العلوم الاجتماعية، حيث يُصاغ المدخل كـنص استهلالي يتضمن جميع هذه العناصر دون الحاجة إلى عنونة كل فقرة. حيث يتم كتابة مقدمة عميقة ومركبة تُعبر عن الأهمية، والإشكال، والأهداف، والمنهجية ضمن سرد متماسك.
كما تتولد التساؤلات كجزء من التفكيك الأولي للفرضية، ولا تأتي كمجموعة أسئلة منفصلة. كما أن المنهجية ليست شيئًا يجب التصريح به بشكل مباشر، بل يمكن فهمها ضمنيًا من طريقة عرض الباحث وتحليله. وبالتالي، تكون كعملية تفكير حية، لا كهيكل ميكانيكي.
فعندما نقول إن التساؤلات تأتي بعد التمهيد وضمن عملية تفكيك الفرضية، فإننا نقصد أنها عملية طبيعية للتفكير، وليست مجرد ترتيب شكلي. هذا الأمر يساعد القارئ على فهم أن هناك إشكالًا حقيقيًا، وأن الأسئلة ليست مجرد إجراء بل ضرورة.
وهنا أود أن أشير إلى أن الالتزام بالسياسات التقليدية قد يكون ضروريًا في فضاءات أكاديمية معينة، مثل مرحلة التدريب في الماجستير أو أطاريح الدكتوراه. في هذه الحالات، يتأكد المشرف والأساتذة المناقشون من فهم وإدراك الباحث للمطلوب، مما يتطلب تقديم العناصر على شكل قوائم مستقلة (الفرضية، ثم الأهمية، ثم الأسئلة...).
بعد المقدمة، يبدأ الباحث في بناء مضمون المقالة، وهنا ينبغي أن يتعامل مع المادة الفكرية كما يتعامل مهندس إنشائي مع البناء. فالكتابة ليست تقنية فحسب، بل هي طريقة للفهم وإعادة تركيب المعنى. ويتوجب عليه القيام بالتالي:
1. التحقق من التسلسل المنطقي للأفكار،
2. مراعاة ترابط المفاهيم وتماسكها،
3. الانتباه لوجود فجوات معرفية قد تضعف الهيكل ،
4. مراجعة البنية المعرفية أكثر من مرة، كما يُراجع المهندس الهيكل قبل التنفيذ.
فالكتابة ليست نثرًا للأفكار، بل هي بناء معرفي له أسس (الفرضية)، وعواميد (الأفكار المركزية)، ودعائم (الأدلة والتحليل)، وسقف (الخاتمة أو الاستنتاج). كما أن أي خلل في توزيع الحديد أو الضغط في البناء قد يُضعف البناء المعماري، فإن أي فجوة منطقية أو معرفية تُضعف المقالة أو تُسقِط الفرضية. وهذا يعني ببساطة أن الباحث لا يكتفي بالكتابة فحسب، بل يُهندس التفكير.
وللمزيد من التوضيح، من المهم أن يكون الباحث واعيًا للتسلسل المنطقي والربط بين الفقرات، بمعنى أن كل فكرة تؤدي إلى الأخرى دون فجوات أو قفزات مفاهيمية. هنا، يتبادر إلى ذهني مثال "السلم " في بناء محتوى المقالة؛ حيث يجب أن يصعد القارئ خطوة خطوة، دون أن يشعر بأنه فقد التوازن أو السقوط.
لذا، فإن المراجعة المتكررة تعتبر جزءًا أساسيًا من البناء. تمامًا كما لا يُسلم المهندس مخططه بدون مراجعة كل تفصيل، يجب على الباحث أيضًا أن يراجع كل فقرة أو فكرة أكثر من مرة مع مراعاة النقاط التالية:
- هل تدعم كل فقرة الفرضية؟
- هل هناك مصطلح غير مضبوط؟
- هل التدرج في العرض منطقي؟
- هل هناك تكرار؟ هل هناك قفزات فجائية؟
بالتالي، تكون الكتابة العلمية كبناء لا كمجرد نقل معلومات، حيث يتطلب الأمر تماسك البنية نفسها.
بعد أن يطمئن الباحث إلى صلابة البناء الفكري وتحقيق تماسكها المعرفي، ينتقل للعمل على جاذبية العرض. هنا، يصبح الباحث أقرب إلى مهندس ديكور؛ فكما أن مهندس الديكور لا يُغيّر الأساسات لكنه يُظهر جمال الهيكل وأناقته، فإن الباحث في هذه المرحلة يُجمّل الفكرة دون أن يُفرغها من مضمونها. حيث يتوجب عليه القيام بالتالي:
- ضبط اللغة وصياغة الجمل، فالتنسيق ليس تكميلية بل جزء من التأثير،
- الاهتمام بالشكل الطباعي والتنسيق،
- انتقاء العبارات المؤثرة،
- اختيار طريقة عرض تُبرز قوة الفكرة وتجذب القارئ،
- جعل المقالة ذات قيمة فكرية وجمالية في آنٍ واحد،
- إبراز الفكرة دون تزييفها.
وفي هذا الصدد، هناك مقالات تحمل أفكارًا قوية لكنها تفشل في التأثير لأن لغتها رتيبة أو أسلوبها ممل. في المقابل، قد تكون هناك نصوص ليست عميقة جدًا، لكنها مكتوبة بطريقة جذابة وفعّالة تجعلها أكثر حضورًا وانتشارًا. هنا يُظهر الباحث وعيه بجماليات الكتابة، لا فقط بعلميتها.
لذا، لن تكون الكتابة العلمية مجرد تكرار لأفكار أو دراسات أخرى، بل تعكس وعي الباحث في بناء بصمته الخاصة، وهنا أعني هويته الفكرية، وعدم إعادة إنتاج ما قيل. يدخل أيضًا عنصر الديكور الفكري؛ بمعنى أن يعرف الباحث من أين يدخل إلى الموضوع، وبأي أسلوب يُقدّمه، وكيف يلفت نظر القارئ من أول فقرة.
في مرحلة النتائج والتوصيات، لا ينبغي أن يُنتج الباحث نتائج جاهزة أو توصيات مُستَنسَخة. بل يجب أن يعيش التجربة البحثية حتى تُصبح جزءًا من تفكيره. فكما يفيض الكأس عندما يمتلئ، تفيض النتائج والتوصيات من النضج الداخلي للتجربة البحثية. وهنا فقط تكون النتائج أصيلة، والتوصيات مبتكرة، نابعة من المعايشة لا من النقل. بالتالي، لن تكون النتائج مُستَنسَخة أو مكررة، بل تنضج تدريجيًا داخل عقل الباحث حتى تتبلور أمامه بوضوح.
في هذا السياق، نجد في كثير من المقالات والأبحاث نتائج شكلية أو توصيات مُستَنسَخة من دراسات سابقة، وكأنها ملحق إجباري لا علاقة له بتجربة البحث الحقيقية. لذا، لا توجد نتائج حقيقية إلا إذا كانت ثمرة تجربة أصيلة، ولا توصيات صادقة إلا إذا خرجت من معايشة الباحث للفكرة والموضوع. وهنا نود التأكيد مرة أخرى على أهمية أن يعيش الباحث التجربة البحثية، فنتائج البحث ليست نهاية، بل لحظة اكتمال داخلي.
وأود أن أُشير هنا إلى أننا نكتب كي نعيش أفضل؛ فالكتابة ليست وظيفة، ولا استجابة لتكليف، ولا مجرد ملء لنموذج بحثي ميت. بل هي أداة وعي؛ نكتب كي نعيش بشكل أفضل.
تظهر هنا عدد من المفارقات المهمة التي أود مناقشتها، من أبرزها التوسع المفرط في استخدام الإحصاء في العلوم الاجتماعية. لقد أصبح لكل علم نسخته الإحصائية، فهناك علم اجتماع إحصائي، واقتصاد إحصائي، وغيرها. وهنا أطرح سؤالًا جوهريًا: هل الإحصاء يتغير بتغير المجال؟
إن الإحصاء لا يختلف من علم لآخر؛ فهو علم أدوات لا علم موضوعات. وهذا يعني أن الاختلاف الحقيقي ليس في الإحصاء، بل في ما يُراد فهمه من خلاله. فكلما غاب فهم الباحث لطبيعة الظاهرة الاجتماعية، ازداد اختباؤه خلف الأرقام. وهذا يعني بأن الإحصاء ضروري، لكن بشرط أن يكون خادمًا للفهم، لا بديلاً عنه.
أحيانًا تتحول البحوث إلى استعراض لمفاهيم إحصائية مثل الانحراف المعياري، والتكرار، والنسب، مع غياب شبه تام للتحليل السوسيولوجي أو المفاهيمي. حيث تُختزل العلوم الاجتماعية بسبب هوس الكم، حيث نجد عددًا كبيرًا من الدراسات وتقارير اجتماعية مليئة بالجداول، لكنها تخلو من أي تحليل سوسيولوجي فعلي. على سبيل المثال، دراسة عن "البطالة" قد تعرض النسب، التكرارات، والمتوسطات، لكنها لا تُفكك المعاني الثقافية أو البُنى الاجتماعية التي تُنتج هذه البطالة. هنا تضيع روح علم الاجتماع تحت غبار الجداول والنسب.
هذا الأمر يدفعنا إلى القول بأن الإحصاء هو أداة، مثل النظارة التي تُقرب الصورة، ولا يجب أن تُغطي علينا. يُفترض أن يُساعدنا الإحصاء على الرؤية، لا أن يُخفي الحقيقة. كما أن النظارة لا تخلق الصورة، بل تُساعدنا على رؤيتها بوضوح. ينبغي أن تُستخدم الإحصاءات لتعزيز الفهم العميق والموضوعي للظواهر الاجتماعية، لا لتكون وسيلة للاختباء خلف الأرقام أو التفريط في التحليل.
إذًا، يتوجب الحذر من الإفراط في استخدام الإحصاء على حساب التحليل الفكري والمعرفي. المشكلة ليست في الإحصاء نفسه، بل في تحوّله من أداة إلى مركز ثقل زائف. عندما يتحول الباحث من محاولة فهم الظاهرة إلى مجرد قياسها رقميًا، يصبح وكأنه يحاول تفسير الألم من خلال قراءة درجة الحرارة فقط. فالإحصاء يقيس، لكنه لا يفسر؛ فالفهم الحقيقي يبدأ بعد الأرقام، لا عندها.
إذا بدأ الباحث بالأسئلة النوعية وانتهى بالكم، سيكون الإحصاء خادمًا للفكرة. لكن حين يبدأ الباحث بالإحصاء ويقوده إلى الفكرة، يكون قد عكس الطريق وضاع الهدف. فحين يُغطّي الإحصاء على المعرفة، نلاحظ انزياح العلوم الاجتماعية عن جوهرها، مما يجعلها تفقد القدرة على فهم الديناميات الاجتماعية المعقدة التي تحكم سلوك الأفراد والمجتمعات.
كذلك، هناك مفارقة أخرى مهمة تتمثل في الإفراط غير المبرر في استخدام الاستبانة كأداة بحثية، حتى أصبحت تُختزل فيها البحوث. الاستبانة أداة متميزة إذا استُخدمت وفق شروطها: عينة مضبوطة، أسئلة دقيقة، وتحليل نوعي أو كمي متوازن. لكن ما يجري حاليًا هو سطو على اسم العلم باستخدام أدوات مبتذلة ومفرغة من معناها، مما يؤدي إلى نتائج سطحية لا تعكس تعقيدات الظواهر الاجتماعية.
بعض الأساتذة والطلبة يستخدمون الاستبانة بشكل سطحي جدًا، مثل طرحها على وسائل التواصل الاجتماعي بلا ضبط للعينة، أو مطالبة الأصدقاء بملئها وإعادة نشرها دون معايير. هذا يُفرغ البحث العلمي من مضمونه الحقيقي: المعايشة، الاستقصاء، والفهم العميق. والنتيجة أن الاستبانة أصبحت في أذهان البعض مرادفًا للبحث العلمي، وهذا خطأ خطير.
يتوجب أن ندرك أن الاستبانة في الأصل أداة ضمن مجموعة أدوات، ولا تكفي وحدها للإجابة عن الأسئلة المعقدة. لكنها الآن أصبحت أداة كسولة وسهلة وسطحية تُستخدم لتعبئة النماذج، لا لاستكشاف الواقع. فالباحث لا يُقابل أحدًا، لا يلاحظ، لا يُجري مقابلة، ولا يقرأ بعمق، بل يُنشئ استبانة على Google Forms، وينتظر الردود كما لو كان يجمع إعجابات .
إذن، هناك خلل كبير وهو فقدان المعايير المنهجية عندما تُنشر الاستبانات على منصات التواصل بلا تحديد دقيق للعينة، بلا سياق، وبلا تصنيف. فإن النتائج تكون بلا معنى علمي. المشكلة أن بعض الأساتذة أنفسهم يروجون لهذا النوع من الممارسات، مما يُرسّخ لدى الطلبة صورة مشوّهة عن البحث، ويؤدي إلى تآكل المعايير البحثية.
وهنا يطرح سؤال معرفي مهم وهو :
كيف يمكن أن تُنتج معرفة علمية من بيانات جُمعت عشوائيًا وبلا سياق؟
وهنا ستكون النتائج سطحية تُقزّم المفاهيم العميقة، مما يجعل الاستبانة تُقزّم البحث العلمي ولا تعطيه حقه في المعايشة والاستقصاء. البحث ليس مجرد جمع بيانات، بل هو المعايشة مع الفكرة، والانخراط مع الواقع، وتفكيك الظاهرة من داخلها. لكن حين تُستخدم الاستبانة بهذه الطريقة السطحية، تُحوّل الظواهر الاجتماعية العميقة إلى مجرد أرقام بلا روح.
إذن، المقالة أو الكتابة البحثية ليست وظيفة، بل قضية تنطلق من فرضية أو مقولة، تأتي من خلال قراءات وتدبر وتفكير. ليست مجرد خاطرة تُكتب لتلبية واجب، بل هي تعبير عن انشغال حقيقي واهتمام عميق. هناك فرق كبير بين من يكتب ليُكمل واجبًا ومن يكتب لأنه مشغول بقضية تؤرّقه أو تثير فضوله أو تدفعه للتأمل. الكتابة الجيدة لا تأتي من الخاطر العابر، بل من تراكم وقراءة وتأمل ونضج في الفكرة. الباحث لا يبحث ليكتب، بل يكتب لأنه بحث وتفكر وتأمل.
في النهاية، لا نكتب لأننا مأمورون بالكتابة، بل نكتب لأن هناك ما يُقلقنا، ما يُلهمنا، وما يستحق أن يُقال. الكتابة البحثية ليست وظيفة، بل قضية، ووراء كل فرضية حقيقية توجد معايشة وقلق وتفكير وتأمل، لا مجرد استجابة لمتطلبات شكلية. فعندما يكتب الباحث، يتوجب أن يعيش الفكرة، فلا تغادره حتى في النوم. تشغل تفكيره باستمرار، ويبحث لها عن إضاءات من كل اتجاه، حتى من الأفكار التي قد يختلف معها، لأنها قد تُظهِر له ما لم يكن يراه.
كما أن الدراسات السابقة ليست غاية يتوجب على الباحث البحث عنها، بل هي جزء من صراع الفكرة. ينبغي أن تُوظف الاختلافات لفهم أعمق، فالاختلاف يولّد المعنى وقد ينتج بُعدًا جديدًا. هذا هو جوهر الباحث الحقيقي، الذي لا يملأ الفراغات في نموذج جاهز، بل يكتب فقط إذا كان هناك ما يستحق أن يُقال.



#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)       Hussein_Salem__Mrgin#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمن العلم... إلى أين؟
- الأخلاقيات في البحث العلمي والحياة الاجتماعية : ممارسة فعلية ...
- مقاربة الشجرة في بناء المشروع النهضوي للتعليم في ليبيا
- عامين من طوفان الأقصى : تحولات من الدائرة العربية المغلقة إل ...
- دعوة لتأسيس تصنيف عربي للباحثين المؤثرين
- القضية الفلسطينبة بعد الخطاب الإسرائيلي في الأمم المتحدة : ق ...
- استدعاء أنماط التحية في المجتمع الليبي : تجسيد الهوية الوطني ...
- مدينة ودان كنموذج للتماسك الاجتماعي في ظل الأزمات في ليبيا
- عملية طوفان الأقصى : ليست مجرد خاطرة أو تسمية عابرة
- الحياة اليومية في المجتمع الليبي 1987- 1989 : قراءة نقدية لم ...
- مستقبل الأجيال في خطر: الفجوات التعليمية كنموذج
- جودة وضمانها في التعليم : إعادة بناء الثقافة كخطوة أساسية قب ...
- ما الذي ينقص ليبيا لتطوير تجربة تعليمية وطنية مشابهة للتجربة ...
- إعادة تشكيل العقل العربي بين المحاولات الفردية والهيمنة المع ...
- المشروع الوطني المفقود بين نظام القذافي والمجلس الوطني الانت ...
- القذافي والقضية الفلسطينية: شهادة عاطف أبوبكر
- العدوانية في الشخصية الليبية: سمة دائمة أم سلوك مكتسب؟
- التفاهة: بين السطحية والجهل لدى المسؤولين في المجتمعات المتأ ...
- استلهام قيم التنمية المستدامة من تجارب الأجداد والآباء
- كليات التربية في الجامعات الليبية: التحديات المستمرة والحاجة ...


المزيد.....




- وزير الدفاع الإسرائيلي يأمر الجيش بالاستعداد لتدمير أنفاق حم ...
- الأردن: لماذا أثارت مبادرة حكومية -لتنظيم- مظاهر الأفراح وال ...
- فيديو - تحضيرات مكثفة في شرم الشيخ استعدادًا لـ -قمة غزة-
- فرنسا: مستعد للاستقالة للمرة الثانية...لوكورنو يسابق الزمن ل ...
- الإعلام الحكومي بغزة: مؤسسات ولجان أهلية بالقطاع تتولى توزيع ...
- خبراء صحة: الذكاء الاصطناعي يخلق شعورا بالتشويش النفسي
- صحفيون أميركيون يشاركون بزمالة تأسست لتعزيز الدعاية الإسرائي ...
- الجزائر تسترجع 30 مليار دولار من الأموال المنهوبة
- ادعاءات تثير الجدل بعد وقف الحرب بين حماس وإسرائيل.. ما صحته ...
- ألمانيا تسعى لاتفاق مع سوريا لإعادة طالبي لجوء مرفوضين


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسين سالم مرجين - الكتابة العلمية : ممارسة فكرية حيوية تنبض بالحياة