أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسين سالم مرجين - عامين من طوفان الأقصى : تحولات من الدائرة العربية المغلقة إلى الفضاء الدولي الأوسع














المزيد.....

عامين من طوفان الأقصى : تحولات من الدائرة العربية المغلقة إلى الفضاء الدولي الأوسع


حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)


الحوار المتمدن-العدد: 8484 - 2025 / 10 / 3 - 17:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد عامين على اندلاع معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023م، والتي اعتُبرت من أكبر وأعقد المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، بدأت تتبلور ملامح جديدة في المشهد السياسي والدبلوماسي للقضية الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بالمبادرات الأمريكية المطروحة لما يُسمى بـ السلام. ورغم كثافة التهديدات التي أُطلقت خلال تلك المرحلة، والتي تمحورت حول تهجير سكان غزة والقضاء على المقاومة، إلا أن الواقع أفرز نتائج مغايرة. فقد أثبت الشعب الفلسطيني صموده، وأظهرت المقاومة قدرتها على التحدي والمناورة، مما انعكس في تراجع سقف المطالب الأمريكية والإسرائيلية. تجلى ذلك مؤخرًا في المبادرة الأمريكية الجديدة التي دعت إلى وصاية دولية على غزة وطرد المقاومة، تمهيدًا لتسوية سياسية تحت النفوذ الإسرائيلي. ورغم أن هذه المبادرة لا تحمل جديدًا في جوهرها، إلا أنها تكشف عن مؤشرات مهمة، أبرزها:
• الاعتراف الضمني بقوة وصمود المقاومة الفلسطينية، فلو كانت المقاومة قد انتهت أو ضعفت كما يروج البعض، لما كانت هناك حاجة لمثل هذه المبادرات الدولية المتكررة. فالمستوى العسكري الإسرائيلي لم يحسم الحرب في غزة. وهنا نسارع إلى القول بإن الحسم سيتم على الصعيد الحقوقي والدبلوماسي والسياسي. هذه الحقيقة تُعتبر واقعية، خاصة بالنسبة للمقاومة الفلسطينية التي تعتمد في آخر المطاف على أدوات غير عسكرية مثل الدبلوماسية، والتواصل مع المجتمع الدولي، وتعبئة وحشد الرأي العام الدولي، بغية تعزيز قضيتها وتحقيق أهدافها.
• تزايد المواقف الدولية المؤيدة للحقوق الوطنية الفلسطينية، حيث جاء ذلك في ظل ضغوط متزايدة من الرأي العام العالمي ضد الاحتلال الإسرائيلي، مما شكل ضغطًا كبيرًا على الإدارة الأمريكية لتقديم طرح يُرضي بعض الأصوات الغربية من جهة، ويخفف الضغوطات الدولة على الكيان الإسرائيلي من جهة أخرى.
• تفكك وتآكل السردية الصهيونية التقليدية، التي بُنيت على مظلومية اليهود بعد الحرب العالمية الثانية، حيث بدأ العالم يدرك أن الشعب الفلسطيني هو شعب خاضع للاحتلال يقاوم من أجل الحرية والعدالة والكرامة، وليس كما كان يُصوّر سابقًا كمعيق لعملية السلام.
• قبول متزايد للسردية الفلسطينية، هذا القبول يعكس تغيرًا عميقًا في الوعي السياسي العالمي تجاه جوهر الصراع.
بناءً على ما سبق، يمكن القول إن معركة طوفان الأقصى لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل شكلت نقطة تحوّل استراتيجية في بنية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. أسست لمرحلة جديدة قد تُسهم في تفكيك الأسس التي قام عليها الكيان الإسرائيلي، وعلى رأسها احتكار السردية التاريخية وتوظيفها لتبرير وجوده وممارساته. فهذا الكيان يخاف من الاعتراف بالحقائق المكبوتة التي قد تهدد وجوده وتزعزع استقراره.
إذن، نحن نعيش مرحلة فارقة، حيث لم تعد الرواية الفلسطينية تُهمش، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من النقاش العالمي، مما يمثل نقلة نوعية في مسار النضال الفلسطيني. يعكس هذا التحول فهمًا عالميًا عميقًا لتفاصيل المشهد الفلسطيني وتعقيداته، ويعيد تشكيل التصور الذهني للرواية الفلسطينية، خصوصًا في ظل التوازنات الإقليمية والدولية الراهنة. يتضمن ذلك الموقف الأمريكي الذي غالبًا ما يكون منحازًا للموقف الإسرائيلي، حتى في ما يُعرض على أنه مبادرات للسلام أو وقف إطلاق نار.
كذلك من أبرز المفارقات في المشهد السياسي العالمي الحالي أن القضية الفلسطينية لم تعد محصورة في الدائرة العربية الرسمية المغلقة، التي اتسمت بالعجز والتردد وأحيانًا التواطؤ الصامت. بل أصبحت جزءًا من أجندة دولية أوسع وأكثر وعيًا بالبعد الإنساني والحقوقي للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. بالتالي يمكن القول إن القضية الفلسطينية خرجت من دائرة الاهتمام العربي المغلقة إلى فضاء دولي أرحب وأكثر إنصافًا. كل ذلك فتح آفاقًا جديدة لمسارات مستقبلية للقضية الفلسطينية.
عموماً، يمكن القول إنه من غير المرجح أن تقبل المقاومة الفلسطينية، وتحديدًا حماس والجهاد الإسلامي، بالمبادرة الأخيرة التي طرحها الرئيس الأمريكي ترامب، حيث إن هذه المبادرة تصب في مصلحة إسرائيل أكثر من كونها مبادرة إنسانية أو سياسية متوازنة. وبالتالي، من المتوقع أن تطالب المقاومة الفلسطينية بوقف شامل للعدوان، ورفع الحصار، وضمانات بعدم تكرار العدوان، بالإضافة إلى قضايا جوهرية مثل الإعمار، وعودة النازحين، وحرية الحركة. لذلك، أي مبادرة لا تتضمن هذه البنود، أو تبقي على الاحتلال وتحيط المقاومة سياسيًا أو عسكريًا، يُرجح رفضها أو المطالبة بتعديلها. كما أن المقاومة قد ترد بتصور أو مبادرة مضادة، أو تطالب بوساطة دول تُعتبر أقل انحيازًا. ومن المفارقات المهمة غياب السلطة الفلسطينية عن هذه المبادرة، مما يعكس تهميشها المتزايد في المشهد السياسي، سواء في غزة أو الضفة الغربية، ويعود ذلك إلى عدة مبررات، أهمها:
• إضعاف الشرعية الشعبية للسلطة بسبب عدم إجراء انتخابات وتراكم الإحباط الشعبي من أدائها.
• تفريطها في أدوات الفعل السياسي والميداني، إذ لم تعد تملك تأثيراً يُذكر على الأرض، خاصة في غزة.
• التنسيق الأمني مع الاحتلال، أفقدها المصداقية لدى قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني.
والأهم من ذلك، فإن الطرفين الأمريكي والإسرائيلي لم يعودا يرون في السلطة شريكًا فعالًا في هذه المرحلة، بل مجرد إدارة محلية للحفاظ على الوضع القائم في الضفة. ومن المحتمل أن يُثار حديث عن سلطة بديلة، وهو احتمال بدأ يتردد في بعض الدوائر الغربية والإسرائيلية، من خلال مشروع إعادة تشكيل السلطة أو إيجاد جسم سياسي بديل يشارك في حكم غزة ما بعد الحرب.
عموماً، قد يشهد المشهد الفلسطيني في المرحلة القادمة إعادة تشكيل كاملة للسياسة الفلسطينية، كما قد تبرز صراعات فلسطينية - فلسطينية على شرعية التمثيل، خاصة بعد تراجع السلطة وصعود المقاومة. في المقابل، قد تنجح المقاومة في فرض نفسها طرفًا شرعيًا في أي معادلة قادمة، خاصة إذا خرجت من الحرب بإنجازات ميدانية أو سياسية مهمة بدعم من فضاء دولي.



#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)       Hussein_Salem__Mrgin#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة لتأسيس تصنيف عربي للباحثين المؤثرين
- القضية الفلسطينبة بعد الخطاب الإسرائيلي في الأمم المتحدة : ق ...
- استدعاء أنماط التحية في المجتمع الليبي : تجسيد الهوية الوطني ...
- مدينة ودان كنموذج للتماسك الاجتماعي في ظل الأزمات في ليبيا
- عملية طوفان الأقصى : ليست مجرد خاطرة أو تسمية عابرة
- الحياة اليومية في المجتمع الليبي 1987- 1989 : قراءة نقدية لم ...
- مستقبل الأجيال في خطر: الفجوات التعليمية كنموذج
- جودة وضمانها في التعليم : إعادة بناء الثقافة كخطوة أساسية قب ...
- ما الذي ينقص ليبيا لتطوير تجربة تعليمية وطنية مشابهة للتجربة ...
- إعادة تشكيل العقل العربي بين المحاولات الفردية والهيمنة المع ...
- المشروع الوطني المفقود بين نظام القذافي والمجلس الوطني الانت ...
- القذافي والقضية الفلسطينية: شهادة عاطف أبوبكر
- العدوانية في الشخصية الليبية: سمة دائمة أم سلوك مكتسب؟
- التفاهة: بين السطحية والجهل لدى المسؤولين في المجتمعات المتأ ...
- استلهام قيم التنمية المستدامة من تجارب الأجداد والآباء
- كليات التربية في الجامعات الليبية: التحديات المستمرة والحاجة ...
- خطاب إلى مجموعة التفكير العلمي في ليبيا: دعوة جادة لتحمل الم ...
- الخلافات المفاهيمية وتأثيرها على بناء الدولة الليبية بعد عام ...
- هيمنة المسؤولون والفخر الزائف
- المبعوثون الأمميون في ليبيا: بين الأمل والإخفاق في صراع الجم ...


المزيد.....




- مشهد نادر.. علماء يوثقون لقطات لمجموعة من الحيتان القاتلة ال ...
- تساقط ثلوج مبكر يشل البلقان ويترك آلاف السكان بلا كهرباء
- هل فتح ترامب الباب أمام ضربات أوكرانية داخل العمق الروسي؟
- هل تتجه حماس للموافقة على خطة ترامب؟.. ماذا تطلب وهل لديها ه ...
- الاحتجاجات في المغرب.. هل تتجه نحو التصعيد أو التهدئة بعد تص ...
- فرنسا: هل تنفع محاولات رئيس الوزراء لوكورنو لإغراء المعارضة؟ ...
- المغنية الأمريكية تايلور سويفت تطلق ألبومها الثاني عشر.. رقم ...
- المغرب: بين الحلم والاحتجاج.. -جيل زد- الشاب يكسر الصمت والخ ...
- إندونيسيا: هل حصلت وحدة الشرطة -بريموب-، فائقة العنف، على رخ ...
- خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة.. ما الخيارات أمام حركة حماس؟ ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسين سالم مرجين - عامين من طوفان الأقصى : تحولات من الدائرة العربية المغلقة إلى الفضاء الدولي الأوسع