أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق فتحي - من اين أتت صورة رجل الدين؟














المزيد.....

من اين أتت صورة رجل الدين؟


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8425 - 2025 / 8 / 5 - 00:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثر خروج رجال الدين في الآونة الأخيرة، وقد تسيدوا أو تزعموا المشهد، فأي حدث يمر بالبلد فأن المؤسسة الدينية تدفع بأحد رجالاتها ليتهجم او يسب او يشتم ويلعن او يشوه سمعة او يهدد او يتوعد، دون خوف من محاسبة او محاكمة، بسبب ان السلطة الفعلية بيدهم بشكل رسمي، والسلطة تعني كل اجزائها، من تشريعية او قضائية او تنفيذية، فرجل الدين هو "خط احمر" بالنسبة لهذه السلطة، يمنع انتقاده او مسه بأي شكل من الاشكال.

فضلا عن استلامه للسلطة السياسية، أيضا فأن رجل الدين لديه سلطة اجتماعية، أي أن قوته تأتي من خلال فرض سيطرة وهيمنة على الناس، هذا المجتمع هو أيضا يرفض المس برجل الدين، بسبب الصورة الوهمية والزائفة القارة في مخيلة افراد المجتمع، فهو -رجل الدين- عند الناس "نزيه، شريف، عفيف، مخلص، متقي، مؤدب، ذو اخلاق، طاهر النفس، يتمتع بالنبل، لا تصدر عنه فاحشة او خطأ، عادل، منصف، لا يأبه للدنيا، زاهد.. الخ"، هذه الصفات مترسخة داخل افراد المجتمع، لهذا فأنهم يتعجبون ويندهشون من رؤية رجل دين يطمع في منصب معين، أو رجل دين "يفشر ويسب"، او رجل دين فاسد ونهاب.

ويبدو ان هناك أساس نفسي وتربوي لهذه الصورة، فالتنشئة البيتية والمجتمعية تربي الانسان على هذه الصورة، منذ نعومة اضافره، صورة رجل الدين المعصوم من الخطأ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ تربية نفسية-اجتماعية صارمة، لا تقبل نظرة أخرى، مجتمع يعلم اطفاله تقبيل يد رجل الدين، هذا السلوك يرسخ تلك الصورة المثالية لرجل الدين عند الأطفال.

هذه الصورة تأتي أيضا ضمن سياق سياسي، فالسلطة الان كما هو معروف بيدهم، فيعملون على تشكيل وترسيخ هذه الصورة، في المدارس ورياض الأطفال والجامعات وكل دوائر الدولة، فلا تدخل لأي مكان دون ان ترى صورة رجل دين ما، او تقرأ عبارة قالها رجل دين، وهذا يدل على ان هناك سياسة محددة لبقاء تلك الصورة.

لنأخذ مثال ملموس:

في الفترة الأخيرة تزعم المشهد ثلاث رجال دين، عرفوا بالسب و "الفشار" والتشويه، "سعد المدرس، رشيد الحسيني، مصطفى الانصاري"، هؤلاء ظهروا من على منابرهم وهم يشتمون الناس و "يفشرون –على النساء خاصة- بأقبح الالفاظ، ابدى الكثير ممن لا زال متأثرا بتلك الصورة، أبدوا دهشتهم وتعجبهم وذهولهم من تلك الالفاظ التي خرجت من رجل الدين هذا او ذاك، بسبب تلك التربية والتنشئة الزائفة.

إزالة الوهم هذا عن رجل الدين هي المهمة الأساسية في تنشئة مجتمع نقي وصحي، وهذا لا يمكن ان يكون دون الحديث أولا عن إزالة العملية السياسية برمتها، وإقامة نظام علماني غير قومي، مهمته الرئيسية فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجفاف يضرب بقوة
- الفلسفة في برلمان الإسلاميين
- ويرحل زياد الرحباني... 1956-2025
- الإسلاميون ومفهوم (الوطن)
- غزة... الموت جوعا
- ما العمل؟
- هل يحق لجاسم الحلفي نقد علاء الركابي؟
- حول تصريحات المشهداني
- الانتحار في الموصل
- الاستخدام السياسي لقضية المهدي المنتظر
- بهدوء مع (حصر السلاح بيد الدولة)
- المرجعية.. مقتدى الصدر... وعمق الازمة
- ما الذي يعنيه (تجريم الطائفية)؟
- الانحطاط الأخلاقي لأعضاء مجلس النواب العراقي - مصطفى سند إنم ...
- لماذا إعادة المقال؟ مفيد الجزائري وعاشوراء
- مزاج ترامب
- (صير زلمه) تعليق على رواية -خبز على طاولة الخال ميلاد-
- الحرب الحالية وحرية التعبير
- حول التصريحات القذرة للمستشار الألماني ميرتس
- موقف السلطة في بغداد من الحرب


المزيد.....




- قطر تدين بشدة اقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى
- -العدل والإحسان- المغربية: لا يُردع العدو إلا بالقوة.. وغزة ...
- وفاة معتقل فلسطيني من الضفة الغربية داخل سجن إسرائيلي
- الخارجية الإيرانية تدين تدنيس المسجد الأقصى
- شاهد/حاخام صهيوني يصدر فتوى بقتل أطفال غزة جوعًا: -لا رحمة ع ...
- كاتبة إسرائيلية: من يتجاهل مجاعة غزة ينتهك التعاليم اليهودية ...
- عاجل | بوليتيكو عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولم ...
- منظمة التعاون الإسلامي تدين اقتحام المتطرف بن غفير باحات الم ...
- البرلمان العربي يدين اقتحام المستعمرين بقيادة بن غفير المسجد ...
- منظمة التعاون الإسلامي تدين اقتحام -بن غفير- باحات المسجد ال ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق فتحي - من اين أتت صورة رجل الدين؟