أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - طارق فتحي - الانتحار في الموصل














المزيد.....

الانتحار في الموصل


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8399 - 2025 / 7 / 10 - 19:09
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


"نسمي انتحاراً كل حالة موت تنجم بنحو مباشر أو غير مباشر عن فعل إيجابي أو سلبي تنفذه الضحية ذاتها، والتي كانت تعلم بالنتيجة المترتبة على فعلها بالضرورة".. أميل دوركهايم.. 1858-1917............. كتابه... الانتحار.

حسب دائرة الطب العدلي في مدينة الموصل فقد احصت 49 حالة انتحار خلال نصف السنة الاول من هذا العام، وهو رقم كبير جدا بالنسبة لمدينة مثل الموصل، المشكلة ان قضايا الانتحار يجري التكتم عليها، فهي لا تأخذ حيزا إعلاميا كافيا، والمشكلة الأكبر ان لا بحوث لمختصين في علم الاجتماع او النفس يدرسون هذه الحالات المتزايدة ويخرجون بنتائج وتوصيات، أو على الأقل يحددوا أو يشخصوا الأسباب والدوافع وراء حالات الانتحار.

الطب العدلي في الموصل قاصر جدا في بيانه الاعلامي، فهو لم يذكر مثلا أسباب الانتحار، أو عدد الذكور وعدد الاناث، أو خلفيات الضحايا المنتحرين النفسية والأخلاقية، أو أعمارهم، او أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، اكتفى بذكر الرقم فقط، وبالحقيقة هي ليست مشكلة فردية أو هي ليست ظاهرة فردية معزولة، انها مشكلة اجتماعية ويجب إيجاد الدوافع والأسباب.

دوركهايم في كتابه الانتحار بحث بشكل موسع قضية الانتحار، عبر أبواب ثلاث "العوامل الاجتماعية، الأسباب الاجتماعية، ظاهرة اجتماعية"، بحث الجوانب السيكولوجية وبحث العوامل الكونية وبحث علاقة ما بين الدين والانتحار، كان ذلك في نهايات القرن التاسع عشر؛ ورغم ان منهجية دوركهايم يطغى عليها الصبغة المثالية، فهو يبحث الظاهرة من خلال البنية الأخلاقية للمجتمع فقط، الا انه يبقى أحد أفضل البحوث والدراسات التي قدمت لهذه الظاهرة.

من المعروف ان الأوضاع المعيشية في العراق سيئة جدا، فلا زالت الحروب والاقتتال الداخلي والمآسي التي خلفتها تلك الحروب، لا زالت عالقة في الاذهان، وهي مرشحة للعودة بتصاعد حدة الخطاب الطائفي من قبل قوى الإسلام السياسي الحاكم؛ ولا زالت الأوضاع الاقتصادية متردية جدا، وهي تتجه من سيء الى أسوأ، إضافة الى ان القوى الدينية المتحكمة بالمشهد تزيد من خنق الحريات، وتزيد من حالات التطرف والتشدد الديني "جماعة القربان مثلا"، فضلا عن ان هذه القوى لا تمتلك أي ذرة من الاخلاق مما ينعكس على المجتمع؛ هذه الأوضاع تلقي بظلالها على الحياة الشخصية للأفراد، وقد تكون من جملة الأسباب والدوافع خلف زيادة حالات الانتحار.

حقيقة نحتاج الى وقفة جادة لبحث هذه الظاهرة ودراستها بتعمق، لتحديد الأسباب والدوافع، رغم ان شلة الحكم هذه لا يهمها زيادة الموت أو الانتحار، فهي أحد الأسباب الرئيسية في تفشي هذه الظاهرة المحزنة جدا.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستخدام السياسي لقضية المهدي المنتظر
- بهدوء مع (حصر السلاح بيد الدولة)
- المرجعية.. مقتدى الصدر... وعمق الازمة
- ما الذي يعنيه (تجريم الطائفية)؟
- الانحطاط الأخلاقي لأعضاء مجلس النواب العراقي - مصطفى سند إنم ...
- لماذا إعادة المقال؟ مفيد الجزائري وعاشوراء
- مزاج ترامب
- (صير زلمه) تعليق على رواية -خبز على طاولة الخال ميلاد-
- الحرب الحالية وحرية التعبير
- حول التصريحات القذرة للمستشار الألماني ميرتس
- موقف السلطة في بغداد من الحرب
- الحرب والطرافة
- في انتظار القصف!
- حوار متخيل بين سفيرين
- اسلاميو السلطة والسياسة الخارجية
- عبد الهادي الحسناوي والمحتوى الساقط
- الشرطة والأخلاق... نقيضان لا يجتمعان
- في الانتخابات...مجلس نواب جديد.. ما الجديد؟
- الكهرباء والصيف
- المرأة ... المأزق


المزيد.....




- -اختبأ بحقيبة زميله-.. هروب سجين من سجن فرنسي في حدث نادر لل ...
- مباشر: ماكرون يعلن توجهات دفاعية جديدة في ظل تصاعد التهديدات ...
- بحضور أحمد الشرع ..سوريا توقع اتفاقية مع موانئ دبي بقيمة 800 ...
- لواء إسرائيلي سابق: لا يمكننا السيطرة التامة وحماس تستغل ذلك ...
- فيديو نادر أطلق أحد أشهر ألعاب العالم.. قصة -برنس أوف بيرشيا ...
- أهداف ترامب في أفريقيا
- الآلاف يشيعون شهيدين اغتالهما مستوطنون بالضفة
- إعلام إسرائيلي: نتنياهو دوما يحبط الصفقات و74% من الجمهور يؤ ...
- بدء العملية الرسمية للانتخابات المحلية والتشريعية بالغابون
- لماذا يسعى الشرع لتفكيك العلاقة مع روسيا بشكل عاجل؟


المزيد.....

- عملية تنفيذ اللامركزية في الخدمات الصحية: منظور نوعي من السو ... / بندر نوري
- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - طارق فتحي - الانتحار في الموصل