أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق فتحي - مزاج ترامب














المزيد.....

مزاج ترامب


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8385 - 2025 / 6 / 26 - 22:11
المحور: كتابات ساخرة
    


يقال عندما تتعفن الامبراطوريات يظهر ذلك عليها بعدة علامات، وتعطي الكثير من الإشارات، قد يكون الامبراطور او الرئيس ضعيفا او مهزوزا، وقد تكون حاشيته غارقة في الفساد والتحلل الأخلاقي، وقد تكثر المؤامرات والدسائس في البلاط، وقد يفقد القانون قوته وهيبته. الخ، والتاريخ يعطينا العديد من الأمثلة على انهيار الامبراطوريات.

أمريكا اليوم وكإمبراطورية عملاقة، بل وكقائدة ومركز للرأسمالية في العالم، هي اليوم في قمة هرمها وشيخوختها، هي ليست أمريكا الخارجة منتصرة من الحرب العالمية الثانية، وليست هي أمريكا الخارجة منتصرة من الحرب الباردة، تلك الدولة الشابة واليافعة، التي تقود العالم بكل قوة، والذي لا يخرج عن طوعها أحد، اليوم هي هرمة، فلا تقوى على إزالة أي منافس لها، خصوصا وان هؤلاء المنافسين قد ازدادوا كثيرا.

في العادة فأن الانسان يحاول فعل أي شيء لمحاربة الشيخوخة، أو على أقل تقدير تأخيرها، أو عدم تبيانها للأخرين؛ كذلك الدول تفعل ذات الشيء؛ أمريكا تحاول بكل جهد ان تحارب هذه الشيخوخة، لكنها لا تستطيع؛ تحاول تأخيرها، لكنها تدرك القوى الشابة والصاعدة، أيضا لا تستطيع؛ لم يبق امامها سوى تأخير هذه الشيخوخة، وقد نجحت في ذلك، لكنها تفعل ذلك بشكل كوميدي وساخر.

أمريكا جاءت برئيس اقل ما يقال عنه أنه شخص لا أخلاقي تماما، تصور ان ممثلة اباحية ترفع عليه دعوى متهمة إياه بعدم دفع اجورها؛ تصور انه متهم بالفساد وبالتعاون مع دول أخرى وبالتهرب الضريبي؛ تصور أنه وقف عدة مرات امام المحاكم؛ تصور أنه يطالب بضم دول وجزر لبلدان أخرى؛ تصور أنه يمارس البلطجة في الحكم "اعطوني الأموال والا"؛ تصور أنه مهرج ومزاجي الى ابعد حد.

سبينوزا في رسالته "اللاهوت والسياسة" يبحث في امزجة الأنبياء فيقول: "إذا كان النبي ذا مزاج مرح توحى اليه الحوادث التي تعطي الناس الفرح... وإذا كان النبي ذا مزاج حزين توحى اليه الشرور...وإذا كان النبي مرهفا فأنه يدرك الله ويعبر عنه بأسلوب مرهف أيضا... ".

ترامب أيضا مزاجي جدا، فهو كان يقول "لا اعرف قد نضرب إيران او لا"؛ أو "إيران وإسرائيل أطفال مشاكسون ويجب ان يتوقفا"؛ يجب مراقبة مزاج ترامب، فإذا كان في وضع جيد جاءت تصريحاته جيدة، وإذا كان غاضبا فإنه يوحي للعالم بتصريحات غاضبة وفضة.

هذا ما آلت إليه أمور أمريكا الليبرالية، تحولت الى مسخرة امام العالم، سمسار عقارات يترأسها، لا يعرف ما الذي يقوله او يفعله، العالم رهينة سياسات مزاجية؛ أنه يعكس هرم هذه الدولة وشيخوختها، يعكس تعفنها ومرضها.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (صير زلمه) تعليق على رواية -خبز على طاولة الخال ميلاد-
- الحرب الحالية وحرية التعبير
- حول التصريحات القذرة للمستشار الألماني ميرتس
- موقف السلطة في بغداد من الحرب
- الحرب والطرافة
- في انتظار القصف!
- حوار متخيل بين سفيرين
- اسلاميو السلطة والسياسة الخارجية
- عبد الهادي الحسناوي والمحتوى الساقط
- الشرطة والأخلاق... نقيضان لا يجتمعان
- في الانتخابات...مجلس نواب جديد.. ما الجديد؟
- الكهرباء والصيف
- المرأة ... المأزق
- اسعد العيداني والحرب على الفقراء والانتصار في الدعاية
- مرة أخرى مع الصديق رزكار عقراوي .... القسم الأخير
- مرة أخرى مع الصديق رزكار عقراوي
- الحياة في سجني التاجي وهالدن
- ما أصعب الكتابة عن غزة
- في ذكرى ماركس
- ملاحظات على مسيرة الأول من آيار


المزيد.....




- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق فتحي - مزاج ترامب