أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - طارق فتحي - المرأة ... المأزق














المزيد.....

المرأة ... المأزق


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8350 - 2025 / 5 / 22 - 02:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حول تعليقات مقتدى الصدر عن امامة المرأة للصلاة

تكاد تكون قضية المرأة هي الفخ الذي تقع فيه كل الحركات السياسية والفكرية، وثلما يقال فأن "الطريقة المثلى لتقييم أي مجتمع هي طريقة تعامل هذا المجتمع مع المرأة"، عليه فأن رئيس أو قائد حركة سياسية أو فكرية أو اجتماعية ملزم بإعطاء رأيه عن قضية المرأة ومكانتها في برنامجه السياسي والاجتماعي والفكري.

جون لوك، الفيلسوف الإنكليزي الأشهر أراد ان يعطي مكانة رفيعة للمرأة في برنامجه الليبرالي، وقد رد على أحد الباحثين الذين بنوا في قضية "حق ادم بالسيادة وخضوع حواء له"، وهذا الباحث كان قد استشهد بالآية من العهد القديم تقول "تكثيرا أكثر اتعاب حملك. بالوجع تلدين اولادك والى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك"، وارد لوك بكل الوسائل المنطقية واللغوية تخطئة كاتب المقال، الا انه لم يفلح، لهذا استسلم بالقول "هي آية غامضة لم يتفق المفسرون على معناها بعد فكيف يسوغ لنا ان نبني عليها النتائج بمثل هذه الثقة"؛ أي ان النص الديني أوقف مشروعه الفلسفي في هذه النقطة على الاقل، او حجمه وحدده.

كنا يوم جمعة جالسين في منتدى المدى الثقافي في شارع المتنبي، ننتظر حفلة موسيقية استذكارية لأحد المطربين القدامى، كعادة المدى فإنها تسمح في بعض الأحيان لعدد من الكتاب تقديم مؤلفاتهم وتوزيعها وتوقيعا وتقديم نبذة عنها، هذه المرة كان لنا الشرف بلقاء القاضي "هادي عزيز علي"، وقد اهدانا كتابه "قراءة وجيزة في القراءات الحديثة لفقه المرأة.. مساهمة في التعرض لموروث الافعى"، وفي هذا الكتاب فان القاضي هادي أراد ابعاد شبهة دونية المرأة في النص القرآني، ملقيا على الفقه اللوم من انه هو الذي انزلها الى الدرجة الدونية؛ في تعريفه بالكتاب تعرض لنقطة نظر اليها على انها مهمة جدا وهي "ضرب الزوجة"، فلجأ الى تفسير النص القرآني لغويا، بسبب وضوحه الشديد، وكالعادة لم يفلح القاضي المحترم هادي بتوصيل قناعاته، فأغلب هذه المحاولات تمنى بالفشل، بسبب وضوح النصوص الدينية وتاريخها في التعامل مع المرأة.

مقتدى الصدر، كقائد أكبر ميليشيا وأكبر تيار جماهيري، هو أيضا أراد ان يدلي برأيه حول قضية المرأة "مع الاحتفاظ بمكانة الأشخاص التاريخية والعلمية وعدم المقارنة"، لهذا ادلى برأيه المكون من خمسة تعليقات، حول قضية "امامة المرأة للصلاة".

مقتدى الصدر كان أسرع وأسهل في القهم، بل وقد أوجز المسألة "امامة المرأة"، والتي رغم عدم أهميتها للمرأة في قضية المساواة والتحرر، الا انه كان سريعا جدا بالقول "إن بيت المرأة مسجدها وهذا لا يعني عدم جواز دخولها المساجد بل إن كان للرجل مسجد واحد فإن للمرأة مسجدين بيت الله وبيتها"؛ ما يعني "عدم جواز امامة المرأة.

رغم سرعته في الإجابة - اما بقية النقاط فليست بذات أهمية - الا ان الشيء الذي يحسب له انه لا يريد الخروج عن النص الديني في قضية المرأة، ولا يريد ان يتفلسف فيها، وهو بهذا كان صادقا مع نفسه ومع تاريخه، فكلنا رأينا ما فعلته "القبعات الزرق" أيام تشرين من ضرب للطالبات، وفي تعليماته بفصل الرجال عن النساء في تظاهرات تشرين، كل ذلك يؤكد على دونية المرأة في الفقه الديني.

امامة المرأة في الصلاة قضية لا تعني شيئا في مسيرة تقدم المرأة او تحررها او مساواتها، فماذا يعني ان نشاهد امرأة وهي تتقدم صفوف مصلين؟ وتقرأ " وَإِنْ كُنْتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنْكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا ا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا"؛ انها قضية معقدة جدا لا يمكن الخوض بها أكثر، رغم ذلك وكما قلنا فأن مقتدى الصدر انسجم جدا مع موروثه الديني ولم يخرج منه. ولهذا أيضا فلا يمكننا ان نقيم هذا المجتمع تقييم إيجابي بواقع المرأة هذا.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسعد العيداني والحرب على الفقراء والانتصار في الدعاية
- مرة أخرى مع الصديق رزكار عقراوي .... القسم الأخير
- مرة أخرى مع الصديق رزكار عقراوي
- الحياة في سجني التاجي وهالدن
- ما أصعب الكتابة عن غزة
- في ذكرى ماركس
- ملاحظات على مسيرة الأول من آيار
- زلماي في ضيافة فخري
- بصدد تصريحات الرئيس اللبناني
- عرض موجز لكتاب رزكار عقراوي الذكاء الاصطناعي
- السوداني في الزي العربي
- الحملة الفاشية لا زالت مستمرة في الناصرية


المزيد.....




- ضباط في CIA يُطلقون النار نحو امرأة عند مدخل مقر الاستخبارات ...
- مقترح: تشديد العقوبات على الزواج القسري وزواج القُصّر
- عوامل تقتل الرغبة الجنسية لدى النساء
- في معاريف: تفاصيل اغتيال محمد السنوار... ومقترح فرنسي لحظر ح ...
- دراسة: الميتفورمين يزيد من احتمالية عيش النساء إلى عمر 90 عا ...
- النساء والصناعات الملوثة.. تحقيق حول تأثير المصانع والتلوث ا ...
- ورشة مهارات المفاوضة الجماعية والحوار الاجتماعي للنقابات وال ...
- نساء أكثر تعليماً... هل تتبدّل قواعد الزواج؟
- دراسة صادمة.. وسيلة منع حمل شائعة قد تعرّض النساء لخطر السكت ...
- العراق.. تعيين أكثر من 50 امرأة بمنصب -إمام جامع- يشعل الجدل ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - طارق فتحي - المرأة ... المأزق