أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق فتحي - بصدد تصريحات الرئيس اللبناني














المزيد.....

بصدد تصريحات الرئيس اللبناني


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8315 - 2025 / 4 / 17 - 22:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(لن نستنسخ تجربة الحشد الشعبي في العراق لاستيعاب حزب الله ضمن صفوف الجيش).

هذه هي العبارة التي قالها الرئيس اللبناني جوزيف عون في مؤتمر صحفي، عبر بشكل صريح عن رفضه القاطع لتشكيل قوة مستقلة خارج المؤسسة العسكرية، وهذا من حقه، كونه رئيس جمهورية "خارجه" من حرب مدمرة، وضمن شروط إيقاف الحرب التي فرضتها القوى المدمرة هي "حصر السلاح بيد الدولة" فعليا وواقعيا، دون مماطلة او مواربة، وإلغاء أي قوى مسلحة غير الجيش.

يبدو ان حديث الرئيس اللبناني لم يكن اعتباطيا او عشوائيا، فهناك أحاديث وهمس داخل لبنان بأن يكون حزب الله قوة مستقلة داخل المؤسسة العسكرية، او يراد تكرار سيناريو "الحشد الشعبي"، ما يعني عودة الحرب والدمار، لهذا فقد سارع بتأكيد رفضه القاطع لمثل سيناريوهات كهذه.
لكن هل "الحشد الشعبي" قوة مستقلة مثلما يرى الرئيس اللبناني؟

مثلما هو معروف فأن "الحشد الشعبي" تأسس على أساس فتوى دينية، اتحدت على أثرها مجموعة ميليشيات وقوى مسلحة كانت موجودة على ارض الواقع، هذه القوى المسلحة لم يكن معترف بها بشكل رسمي، رغم انها تسيطر على الشارع وتتنافس فيما بينها على السيطرة على هذه المنطقة او تلك، ولها مصادر تمويل كبيرة "خارجية وداخلية"، هذه القوى اقتنصت فرصة معينة، او لنقل بترتيب سيناريو معين، لتتحد مشكلة ما صار يعرف بأسم "الحشد الشعبي"، هذا التشكيل لم يخضع للمؤسسة العسكرية "وزارة الدفاع"، انما ارتبط "شكليا" برئاسة الوزراء.

الامريكان لم يكونوا مرتاحين لهذا التشكيل، انهم ينظرون اليه كقوة عدائية، قوة لها استقلال كبير عن القرار السياسي، قوة موالية لدولة إقليمية معادية لهم، فكيف سيتعاملون معه؟

انتجت معادلة "رسمي غير رسمي، شرعي وغير شرعي، قانوني وغير قانوني"، فكان ان تم قصف القواعد الامريكية، قالوا هذه قوى غير رسمية وغير قانونية وغير شرعية؛ وما ان ترد القوات الامريكية على القصف قالوا: هذه مؤسسة رسمية وقانونية وشرعية وتابعة للدولة العراقية.

هذه الفوضى في القوى المسلحة كان يجب ان يتوقف وفقا للمعطيات الجديدة، فالصراع بين قطبي المعادلة "أمريكا-إيران" بدأ يشتد، لكن القوى التدميرية لأمريكا وحلفاؤها كانت أكبر وأعنف، فقد ازالت من الوجود قوى مسلحة كانت تشكل مركز ثقل في أي ترتيبات تحدث؛ وفرضت الشروط من قبل هذه القوى "المنتصرة في الحرب"، أساسها انهاء القوى المسلحة.

"الحشد الشعبي" هو أحد القوى التي يتحدثون عنها في أي مباحثات، حلها او دمجها او او او أي سيناريو اخر، لكن يجب ان ينتهي، هذا هو احد شروط الصلح مع الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفاؤهم، او لنقل احد شروط بقاء سلطة الإسلام السياسي في الحكم؛ فغير مقبول عند الامريكان بقاء "الحشد الشعبي" خارج المؤسسة العسكرية الرسمية.

ان ما ذكره الرئيس اللبناني كان في سياق نتائج الحرب المدمرة على بلده، وليس خيارا من ضمن خيارات أخرى، انه الخيار الأخير والنهائي.

الملفت في الامر لم تحدث ضجة داخل قادة "الحشد الشعبي" نفسه، اما على الصعيد الرسمي الحكومي فقد اكتفت الخارجية باستدعاء السفير اللبناني وابلاغه بشكل خجول بأن الحكومة العراقية "غير مرتاحة" لتصريحات الرئيس اللبناني، ما يعني ان هناك -قد يكون- موافقات ضمنية لتحديد مصير "الحشد الشعبي".



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرض موجز لكتاب رزكار عقراوي الذكاء الاصطناعي
- السوداني في الزي العربي
- الحملة الفاشية لا زالت مستمرة في الناصرية


المزيد.....




- 9 دقائق حالت بينه وبين الترحيل.. شاهد أول ما قاله الناشط الف ...
- سوريا و-الفتنة- والأحداث في جرمانا وأشرفية صحنايا.. المفتي ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على اعتماد أرمينيا لقانون حول بدء انضم ...
- إعادة حيوان برمائي نادر إلى موطنه الأصلي يعيد الأمل في إنقاذ ...
- حريق في فندق يودي بحياة 14 شخصًا شرق الهند
- القدس تشتعل: حرائق ضخمة تلتهم مساحات شاسعة وتدفع السلطات لإخ ...
- تعيين الشيخ نائبا لعباس.. إصلاح في السلطة الفلسطينية أم انحن ...
- داء فتاك تسببه الليجيونيلا.. فما هي هذه البكتيريا؟
- وزير خارجية الهند يؤكد ضرورة معاقبة مرتكبي هجوم باهالغام
- هاريس تدين سياسات ترامب -المتهورة-


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق فتحي - بصدد تصريحات الرئيس اللبناني