أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق فتحي - عرض موجز لكتاب رزكار عقراوي الذكاء الاصطناعي














المزيد.....

عرض موجز لكتاب رزكار عقراوي الذكاء الاصطناعي


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 00:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الرأسمالية المعاصرة، بذكاء خبيث، حولت الفضاء الرقمي الى وكر لتعزيز الاغتراب: من خوارزميات تسحق حقوق الجماهير وتسيطر على وعيها الى منصات تحول النشاط الثوري الى "لايكات" مجردة من الفعل. امام هذا المشهد، يبدو حضور التنظيمات اليسارية-في أفضل احواله- كمن يرقص على إيقاع خصمه؛ فاكتفاؤها بنشر المنشورات وإدارة المواقع التقليدية اشبه بجيش يحارب صواريخ العدو بالعصي".

قد تكون هذه الكلمات هي الأكثر تعبيرا في كتاب الصديق العزيز رزكار عقراوي "الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة"، فقد لخص بها ما يمر به اليسار بشكل عام، فالقوى اليسارية اليوم هي فضلا عن تشرذمها وتشتتها، تعاني الضعف والإحباط، وقد انحسر وانحصر عملها ونشاطها وممارستها ب "نشر المنشورات"، ومتابعة "اللايكات"، وهو ما يعزز من غربتها واغترابها في هذا العالم الرأسمالي الموحش.

لقد بحث الصديق رزكار في هذا الكتاب رؤيتين مختلفتين حول استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، رؤية النمط الرأسمالي ورؤية الحركة اليسارية، وقد أدرج تلك الرؤيتين في جدول موضحا الفرق بينهن، ابتدأها بالهدف او الغرض من الذكاء الاصطناعي عند كلتا الرؤيتين، فالرأسمالية تسعى لتعظيم أرباحها، بغض النظر عن أي اعتبار أخلاقي او قانوني، اما الرؤية اليسارية فهي ترنو لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتوزيع التكنولوجيا لخدمة الجميع، وتحويلها أداة لتطوير المجتمع، وقد تكون هذ الرؤية هي الأساس لبقية النقاط.

يعرض الصديق رزكار بشكل شيق امثلة من العالم الرأسمالي في كيفية جني الأرباح دون اعتبار لأي شيء، فهو يقول "كل نقرة، وكل بحث، وكل تفاعل تتحول الى مادة خام تكدسها الرأسمالية الرقمية دون اعتراف قانوني او تعاقدي"، ويذكر على سبيل المثال فضيحة "كامبريدج اناليتيكا 2018"، ويذكر ان إيرادات فيسبوك من الإعلانات الرقمية وحدها لعام 2021 بلغت 117 مليار دولار، ويذكر أيضا أرباح شركة آبل لعام 2023 بلغت أكثر من 100 مليار دولار... الخ.

انه مثلما يسميه "اقتصاد المعرفة"، فلقد أضحت المعرفة الوقود الجديد للرأسمالية، وبدأت هيمنت الذكاء الاصطناعي وسيطرته على البشر، فصار يقيس سرعة أداء شغيلة اليد والفكر، خصوصا في مستودعات شركة امازون، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي، وهذا لا يأخذ بعين الاعتبار ظروف العمال الصحية او الاجتماعية.

هنا، ومن خلال هذا السباق المحموم بين الشركات "يعاد انتاج الاغتراب الإنساني في شكل رقمي، حيث ينفصل الانسان عن ملكاته العقلية والابداعية"، هذا الاغتراب الرقمي يمتد الى ذات الانسان ووعيه وعلاقاته الاجتماعية، ويصير هذا الانسان "انعكاس للخوارزميات المصممة لخدمة السوق".

ان كتاب الصديق العزيز رزكار بلغته السهلة والممتعة، هو بالحقيقة جاء في وقت ان القوى اليسارية متخلفة جدا في هذا السياق، وهو يطالب هذه القوى ان يكون لها معرفة كاملة بهذه التكنولوجيا ويطالبهم ب "الاستخدام الواعي والنقدي لهذه الأدوات من الممكن ان يفتح امام التنظيمات اليسارية آفاقا جديدة للمقاومة والنضال".

يعبر الصديق رزكار عن امله في ان تجد البدائل اليسارية طريقها في عالم الرأسمالية المملوء بالنواقص والثغرات، فقط اذا ما تم العمل بوعي وتخطيط واستراتيجية، ويختم كتابه بسؤال جوهري كما يقول:

"هل نحن، كقوى يسارية وتقدمية في العالم اجمع، مستعدون فعلا لخوض غمار هذه الحرب الرقمية المعقدة، الطويلة، والمتعددة الجبهات"؟

في الختام لا نملك الا ان نتقدم بخالص شكرنا وتقديرنا للصديق العزيز رزكار عقراوي على بحثه القيم، الذي اضاء لنا-ولو القليل- من هذا العالم الرقمي الموحش والمظلم، ونتمنى له المزيد في كتابة مثل هذه الأبحاث.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوداني في الزي العربي
- الحملة الفاشية لا زالت مستمرة في الناصرية


المزيد.....




- هل الضربة قاضية؟.. ماذا نعلم عن وضع جوهرة أهداف إسرائيل بضرب ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر إنذارا للإيرانيين بالفارسية (صورة)
- -وادي إيزار-.. لماذا تجتذب ميونيخ الشركات الناشئة؟
- ردا على احتجاز سفينة -مادلين-.. ماليزيا تعلن تحضير -أسطول ال ...
- حوالي 2000 سائح روسيا -عالقون- في الإمارات  
- -مهر-: حريق مستودع -شهران- للنفط جنوب طهران بات تحت السيطرة ...
- لبنان والأردن يفتحان الأجواء والعراق وسوريا يغلقان
- محللان: إسرائيل تبحث عن الصورة وإيران تحاول ترسيخ معادلة جدي ...
- قاض أميركي يرفض الإفراج عن محمود خليل
- إسرائيل تدعو الإيرانيين لإخلاء منازلهم قرب المفاعلات النووية ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق فتحي - عرض موجز لكتاب رزكار عقراوي الذكاء الاصطناعي