أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق فتحي - في ذكرى ماركس














المزيد.....

في ذكرى ماركس


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 22:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دائما ما نقصد مكتبة الفاضل الأستاذ سعدون هليل، فهو يكاد يكون الوحيد في شارع المتنبي من يفرش الكتب الحمراء، نسأله عن بعض العناوين المفقودة، هذه المرة قال لنا ان شقيقه قام بترجمة رسالة الدكتوراه لكارل ماركس، وانه كتب لها مقدمة طويلة نوعا ما، وستكون في السوق خلال هذا العام، حقيقة انه خبر مفرح جدا، قمنا بتهنئته، فالمكتبات تشهد نقصا كبيرا بترجمة ارث ماركس، في المقابل تتم ترجمة اغلب النصوص الفلسفية لكل الفلاسفة الليبراليين.

شكل كارل ماركس 1818-1883 بمواضيعه الفكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية علامة فارقة في التاريخ الحديث، فقد اثارت اغلب الموضوعات التي طرحها نقاشات وجدالات حادة، قد تخبو في بعض الأحيان، الا ان لها الاستمرارية والدوام، فكلما حدثت ازمة اقتصادية في العالم، تتصاعد وتيرة الجدال، ويحضر ماركس بشكل قوي، وهذا نابع من طرحه ذاته، ومن تشخيصاته الراديكالية الفذة، فتشريحه لنمط الإنتاج الرأسمالي، جعله يقف في الصف الأول من المفكرين الذين بحثوا وشرحوا هذا النمط؛ وفي الفلسفة أيضا، فقد كانت رؤاه حول الفلسفة الهيجيلية، وهي قمة ما وصلت اليه الفلسفة، خلاقة بشكل ما؛ أيضا موقفه من الدين، فقد اثبت بشكل قاطع الحاده الفاعل وليس المنفعل كما يقول العظم صادق جلال؛ أيضا رؤيته حول شكل الصراع الموجود في العالم وعلى مر التاريخ، فهو يٌعرّف هذا الصراع على انه صراع طبقي، رغم ارتداؤه وتجلببه ثيابا أخرى.

يتناول بعض الليبراليين اليوم ماركس من خلال طروحاته حول الاقتصاد وحول نظريته في العنف، ويعدونها مشكلة كبيرة، فماركس مثلما هو معروف كان قد عرف مجتمع نمط الإنتاج الرأسمالي في البيان الشيوعي بقوله ((أبدع، كما في السِّحر، وسائل الإنتاج والتبادل الضخمة، يُشبه المشعوذ الذي فقد سيطرته على القوى الجهنمية التي استحضرها)) مؤكدا الى ما لانهاية وبدون ملل ان الرأسمالية هي خالقة الازمات، بسبب ديمومة الاستغلال، وبسبب قواها الجهنمية، بالتالي لا يمكن لها الاستمرار دون وجود ازمة، فهي تقوم على التفاوت الهائل بين البشر، من يملك ومن لا يملك، وهذه الفجوة تزداد يوما بعد آخر، ولن تتوقف عند حد الا بزوالها، وامام هذه المعادلة تقف البشرية امام خياران لا ثالث لهما، اما الانتفاض والثورة على هذا النمط البشع وازالته، او القبول بحياة بربرية، يتنعم فيها ثلة قليلة من البشر، ويموت الجزء الأكبر.

ان الفكرة الليبرالية بتخليص الماركسية من نظرية الصراع الطبقي ونظرية العنف، هي بالحقيقة تنبع من موقف سياسي محدد، انها تريد وأد هذه النظرية، او في أحسن الأحوال جرها الى مواقع الفكر السياسي الليبرالي "انتخابات، ديموقراطية، برلمان" يقف الأغنياء ومالكي وسائل الإنتاج على رأس هؤلاء، أي بقاء ذات الهيمنة والسيطرة على حياة الناس، بقاء استغلال الانسان للإنسان الاخر، بقاء الحروب والأزمات والمجاعات.

لا يمكن فهم ماركس ونظريته دون فهم جوهر الصراع الطبقي ونظرية العنف في التاريخ، دون ذلك فأننا ننزلق الى مواقع الفكر النقيض، ونمسي بشكل ما "ماركسيين ليبراليين".

أخيرا يجدر بنا ان نقول مع ماركس:

((ولن تكف التطورات الاجتماعية عن ان تكون ثورات سياسية الا في وضع لم تعد فيه طبقات وتناحرات طبقية. وحتى ذلك الحين، وعشية كل تغيير عام للمجتمع، ستكون الكلمة الأخيرة للعلم الاجتماعي دائما هي:
"القتال او الموت، النضال الدامي او العدم. هكذا تطرح المسألة، وما من طريق آخر" جورج صاند.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات على مسيرة الأول من آيار
- زلماي في ضيافة فخري
- بصدد تصريحات الرئيس اللبناني
- عرض موجز لكتاب رزكار عقراوي الذكاء الاصطناعي
- السوداني في الزي العربي
- الحملة الفاشية لا زالت مستمرة في الناصرية


المزيد.....




- زفاف ذي يزن نجل سلطان عُمان ونانسي تتألق في ليالي القاهرة.. ...
- فيديو متداول لـ-بالونات غازية- في سوريا لصد الطائرات الإسرائ ...
- مصر.. تصاعد الجدل حول قانون الإيجار القديم بعد بدء مناقشته ف ...
- الدفاع الروسية: إسقاط 9 مسيرات أوكرانية خلال نصف ساعة
- السودان يطلب المساعدة من السعودية للسيطرة على حريق هائل في م ...
- تحذيرٌ لحماس في لبنان: هل يكون الخطوة الأولى نحو طرح مسألة ا ...
- بمشاركة 30 مقاتلة... الجيش الإسرائيلي يشن غارات على اليمن
- إيران تكشف عن صاروخ جديد بعيد المدى وسط توترات مع الولايات ا ...
- ردا على قصف مطار بن غوريون .. ضربات إسرائيلية على ميناء الحد ...
- ترامب يريد -العمل- مع أردوغان لإنهاء الحرب في أوكرانيا


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق فتحي - في ذكرى ماركس