أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق فتحي - اسعد العيداني والحرب على الفقراء والانتصار في الدعاية














المزيد.....

اسعد العيداني والحرب على الفقراء والانتصار في الدعاية


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8348 - 2025 / 5 / 20 - 19:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الحرب يجب ان تشن بشكل لا يحس معه السكان المدنيون بها"... فردريك الثاني..1744-1797... ملك بروسيا.

قطعا فأن اسعد العيداني محافظ البصرة لم يقرأ هذه العبارة، ولكن هذا لا يمنع ابدا من انه يطبقها بشكل جيد، فهو منذ فترة يشن حربا لا هوادة فيها على الفقراء والكادحين، خصوصا ممن نزحوا من بعض المدن الجنوبية للبحث عن العمل، كان هذا واضحا في الفيديو الذي يظهر نائب المحافظ وهو يشرف على عمليات التهجير والتهديم والطرد للسكان، فكان يردد عبارة "أنتم مو من أهالي البصرة.. احسنلكم ارجعوا لمدنكم".

هذه العبارة العنصرية القذرة التي تفوه بها الخسيس نائب المحافظ، هي جزء من حملة التهجير، وهي تدل على ان الإسلاميين قد فصلوا البلد الى مدن واقاليم، بالتهيئة لانفصالات وتقسيمات وتأسيس دول كانتونات قادمة؛ على العموم فهذا المنطق لا يسير في البصرة وحدها فقط، ففي كربلاء مثلا لا يمكن منحك "بطاقة سكن" اذا سكنت هذه المدينة، أو اذا كنت من غير سكانها "الأصليين". بلد مقسم لا يحتاج الا الى شعلة بسيطة وبعض الترتيبات الدولية، فالأدوات الإسلامية والقومية جاهزة ومستعدة لهذا السيناريو.

لكن لنترك هذا الموضوع السياسي الخطر جدا، ولنبحث بردود اسعد العيداني التي برر بها ما جرى:

يقول اسعد: "هناك تسعة الاف قطعة ارض موزعة منذ التسعينيات، اجه البعض اخذوها مزارع والبعض اخذوها لتربية الحيوانات" هذا جوهر ما يريد العيداني قوله وبقية كلماته مجموعة هٌراءات وترهات سخيفة، عودتنا عليها قوى الإسلام السياسي امام اية مشكلة تحدث.. وهن كٌثر.

"أراض موزعة منذ التسعينات"، السؤال هنا: متى سكنوا هؤلاء النازحين في هذه الأراضي؟ ولمَ لم يطالب الموظفين أصحاب الأراضي بهذه القطع، أو يلجؤوا الى قانون 154 لإزالة التجاوزات من قبل؟ ثم لماذا لم تحل المحافظة مشكلة ساكني "التجاوزات" في جميع اقضية ونواحي مدينة البصرة؟

اما الشق الثاني من كلمة اسعد فجاءت مطابقة جدا لتفاهته وعفونته وقذارة تفكيره، يقول "المرأة التي ظهرت في الفيديو تملك ألف رأس غنم"؛ ويقول "لا نعلم مدى دقة هذه المعلومة"؛ هذا هو شكل الحكم الإسلامي في العراق متمثلا بالتافه الضيف الأفق اسعد العيداني، انه يتباكى على "الملكية الخاصة"، كحال بعض المثقفين والليبراليين ضيقي الأفق.

أكثر ملف فساد لم يفتح الى الان من قبل الإسلاميين هو ملف "السرقة والاستيلاء على أراض الدولة والمواطنين"، ولخطورة هذا الملف فأن كل القوى الإسلامية متفقة على عدم فتحه، ويأتي من يقول لك "اننا مع الملكية الخاصة"، او "نرفض التجاوزات"!!!!!!

عندما صارت الضجة على ملف الكهرباء، التي لم ولن تحل بوجود الإسلاميين في السلطة، ظهر رجل الدين السيستاني بفتوى "عدم التجاوز على خطوط الكهرباء"، الكثير هلل وفرح لهذه الفتوى، وكأن المشكلة في بعض المتجاوزين على خطوط نقل الطاقة، لقد كان ذكيا جدا كعادته، فقد نقل المشكلة من الدولة الى المواطن، وكان المفروض ان يقول يجب على الدولة توفير الكهرباء، لكنه يريد الحفاظ على شكل هذه الدولة، فهو الراع الرسمي لها.

البصرة مدينة لم تخرج من ايدي الإسلاميين ابدا، كل المحافظين هم من ذات القوى الإسلامية، وهي تعاني من معدلات مخيفة من مرض السرطان، نتيجة التلوث البيئي لشركات النفط، وهي تعاني من شحة المياه الصالحة للشرب، وتعاني من لسان ملحي يكتسح شط العرب يوما بعد آخر، وتعاني من معدلات فقر وبطالة، وتعاني من المخدرات والجريمة ومعارك العشائر، وتعاني من سطوة الميليشيات؛ لكن كل ذلك لا يهم، فالقبيح التافه اسعد العيداني حزين وغاضب على التجاوز على "الملكية الخاصة".



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى مع الصديق رزكار عقراوي .... القسم الأخير
- مرة أخرى مع الصديق رزكار عقراوي
- الحياة في سجني التاجي وهالدن
- ما أصعب الكتابة عن غزة
- في ذكرى ماركس
- ملاحظات على مسيرة الأول من آيار
- زلماي في ضيافة فخري
- بصدد تصريحات الرئيس اللبناني
- عرض موجز لكتاب رزكار عقراوي الذكاء الاصطناعي
- السوداني في الزي العربي
- الحملة الفاشية لا زالت مستمرة في الناصرية


المزيد.....




- البنتاغون يطلق مراجعة شاملة لانسحاب بايدن -الكارثي- من أفغان ...
- مصر.. قرار حكومي بوقف مصانع كبرى مؤقتا بعد تحرك إسرائيلي
- السعودية.. تدشين شركة -بي إيه إي سيستمز العربية للصناعة- في ...
- روبيو: حرب أهلية شاملة قد تندلع في سوريا خلال أسابيع قليلة و ...
- -متضخّمة وتحتضر-.. وزير الصحة الأمريكي يدعو الدول إلى الانسح ...
- توجيه الاتّهام إلى رجلٍ ثانٍ في حريق منزلين مرتبطين برئيس ال ...
- تونس.. تمديد الإيقاف التحفظي لرجل الأعمال يوسف الميموني
- خبير قانون دولي يتحدث لـ RT عن دلالات رفض نتنياهو -المدوي- ل ...
- -ريموت كونترول وإحراجات-.. كتاب -الخطيئة الأصلية- يفضح تفاصي ...
- بوتين يكشف لترامب إحباط هجوم إرهابي


المزيد.....

- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق فتحي - اسعد العيداني والحرب على الفقراء والانتصار في الدعاية