أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق فتحي - مرة أخرى مع الصديق رزكار عقراوي .... القسم الأخير















المزيد.....

مرة أخرى مع الصديق رزكار عقراوي .... القسم الأخير


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 22:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يمضي الصديق العزيز رزكار في مقالته -القسم الثاني- الى القول "بغض النظر عن الموقف الفكري من الأديان عموما، أو الديانة الكاثوليكية على وجه الخصوص، أتناول هذا الموضوع من منظور تقدمي وحقوقي، حيث أرى في الكنيسة الكاثوليكية منظمة جماهيرية كبرى تضم عددا كبيرا من المؤمنات والمؤمنين، وغالبيتهم من الجماهير الكادحة ولها تأثير روحي ويومي كبير عليهم. وإذ تعد الكنيسة أمرا واقعا حاضرا بقوة في حياة مئات ملايين الناس حول العالم، فإن الواجب يحتم علينا المطالبة بجعلها أكثر ديمقراطية".

في هذا المقطع يريد رزكار "غض النظر" عن الموقف الفكري من الأديان بشكل عام، وهذا غير منطقي تماما، لأن الدين هو أكثر نظام أيديولوجي يتحكم بالناس، انه يفرض سيطرة كاملة على عقول المليارات من البشر، بالتالي لا يمكن "غض النظر"، بل الاجدر إعطاء رؤية واضحة للمجتمعات عما يعنيه وجود الأديان؛ وحتى لو سلمنا اننا "سنغض النظر" عن الموقف الفكري من الأديان -وهذا منطق لا يتساوى مع ما نطمح اليه من خلاص البشرية من الأوهام-، نقول حتى لو غضضنا النظر، فان الأديان ذاتها لن تغض النظر عنك، لأنها تريد منك الايمان بها، لتقوي معسكرها.

حقيقة لا نعرف لم أخص الكاثوليكية من غض النظر عن الموقف من الأديان؟ يجوز لأنها كثيرة العدد من الاتباع، أو لأنها الشكل الرسمي للدين المسيحي، أو لأنها الوحيدة التي تتجسد فيها السلطتين الروحية والسياسية؛ فاذا كانت مثلما يقول بسبب انها "تضم عددا كبيرا من المؤمنين والمؤمنات"، فهذا السبب ليس مقنعا، فهناك البوذية والهندوسية والإسلام أيضا تضم اعداد كبيرة من الاتباع، بل ان بعضها اكثر اتباعا من الكاثوليكية؛ اما قوله "غالبيتهم من الجماهير الكادحة"، فاحد ركائز الدين انه يستولي على الفقراء والمعدمين؛ وأيضا يذكرنا بحزب شيوعي تحالف مع قوى دينية مبررا ذلك بأن تلك القوة الدينية اتباعها من الكادحين!!!! أما ان "الكنيسة تعد امرا واقعا"، فهذا يذكرنا بمنطق هيجل "كل ما هو واقعي فهو عقلي"، وعلى هذا الأساس يجب ان لا نتحدث او ننقد الأديان فهي واقعية حاضرة ويتبعها المليارات، بل "يحتم علينا-ولا نعرف لم هذا الجمع- المطالبة بجعلها أكثر ديموقراطية"!!!!!

يقول الصديق العزيز رزكار في مقطع جوهري، بل هو الأساس للقسم الثاني ما نصه:

"إن استمرار احتكار الرجال المسنين لهذا المنصب الروحي الأعلى للكاثوليك، وحرمان النساء والشباب من الكهنوت ومن حق الترشح والمشاركة في انتخاب البابا، لا يفضح فقط بنية كنسية أبوية، بل يكشف عن تناقض صارخ بين خطاب الكنيسة الكاثوليكية المعلن حول المحبة والمساواة، وبين ممارساتها الفعلية الخاضعة لمنطق الإقصاء القائم على النوع الاجتماعي والعمر، ويعيق اي اصلاحات تقدمية وحقوقية داخل الكنسية".

يجب معرفة ان منطق المقال يريد تثبيت الدين-أي دين-لكنه يطالب بجعله أكثر ملائمة لهذا العصر، ان يكون ديموقراطي ومساواتي أكثر، أي ان رزكار يطالب بتشذيب وتهذيب الدين، دون نفيه او محاربته او نقده، فهو واقع حاضر، لكن للأسف فأن دعوته لن تجد لها اذان تسمعها، خصوصا من المؤسسة الدينية ذاتها، لماذا؟
هو يطالب بأن تكون للنساء منصب البابا، وهذا لا يستوي مع منطق الدين المسيحي ذاته، بل لا يستوي مع كل الأديان الموجودة، بسبب بنيتها البطريركية والذكورية، هذه البنية تمنعها تماما من الاخلال بمنطقها "البطريركي-الذكوري".

يحضر في الذهن المأزق الذي وقع فيه الفيلسوف الإنكليزي جون لوك 1632-1704، في كتابه "مقالتان في الحكم المدني"، وفيه تعرض لأحدى آيات الانجيل التي تقول "تكثيرا أكثر اتعاب حملك. بالوجع تلدين اولادك والى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك"؛ فقد كان لوك يرفض فكرة سيادة الرجل على المرأة، لكن الآية كانت واضحة، فحاول قدر الإمكان التخلص من هذا المأزق لكن دون جدوى؛ أخيرا وصل الى القول "هي آية غامضة لم يتفق المفسرون على معناها بعد فكيف يسوغ لنا ان نبني عليها النتائج بمثل هذه الثقة".

المسيحية او اية ديانة أخرى فيها نصوص واضحة لا تقبل الشك بخصوص قضية المرأة، فهناك سيادة مطلقة للرجل على المرأة، ولا يمكن حذف او تعديل او "غض النظر" عن تلك النصوص، لأنها تمثل العمود الفقري للأديان؛ اما قضية ان هناك كنائس انتخبت فيها المرأة على رأس الكنيسة، فهذا لا يغير من الامر شيئا، تبقى السيادة للرجل؛ لكن هناك سؤال للصديق العزيز رزكار.. منصب البابا –وهو اسم "بطريركي-ذكوري"، هو منصب ديني محض، فأين المساواة في تولي امرأة ذلك المنصب؟ وهل يطلق عليها "البابا ام الماما"؟ ثم ان المرأة "البابا" ستعمل وفقا لنصوص العهدين القديم والجديد، فكيف ستتعامل مع النصوص التي تحط من شأنها؟
قضية مساواة المرأة لا يمكن بحثها داخل الأديان، هذا وهم كبير، كان على الصديق رزكار اجتناب الوقوع فيه.

أخيرا يكتب الصديق العزيز رزكار في نهاية مقالته ما نصه: "برأيي، ينبغي للقوى التقدمية واليسارية أن تتعامل مع المعتقدات الدينية بروح نقدية منفتحة، وأن تدعو إلى قراءات علمية جديدة تراجع الاستخدامات السلبية للدين، ومنها الاستعمال السلطوي الذكوري والتمييزي"!!!

لا نعرف ما هي هذه "الروح النقدية المنفتحة"؟ ولا نعرف كيف نواجه المعتقدات الدينية بهذه "الروح النقدية المنفتحة"؛ تصور ان قوى الإسلام السياسي بمختلف فرقها، والتي لا تعرف غير لغة السلاح والخطف والاغتيال والتغييب، تواجهها ب "الروح النقدية المنفتحة"؛ تصور أنك تواجه كاهن يهودي يطالب بإبادة سكان غزة جميعهم مثلما امر الرب، تواجهه ب "الروح النقدية المنفتحة"!! ثم ما هي الاستخدامات "الإيجابية" التي من الممكن ايجادها في الأديان؟

في الختام نتقدم للرفيق والصديق العزيز رزكار عقراوي باحر التحايا واصدقها، ونشد على يديه لما يبذله من جهود مع ثلة من رفاقه واصدقاؤه في استمرار منبر الحوار المتمدن اليساري والتقدمي، ونتمنى له موفور الصحة والعافية، ونسجل اعتذارنا عن أي مفردة او مصطلح او عبارة غير دقيقة او غير مناسبة جاءت في سياق المقال، فيبقى الهدف هو الارتقاء بالحوار اليساري-اليساري الى اعلى المستويات، للخروج بنتائج تخدم القوى اليسارية.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى مع الصديق رزكار عقراوي
- الحياة في سجني التاجي وهالدن
- ما أصعب الكتابة عن غزة
- في ذكرى ماركس
- ملاحظات على مسيرة الأول من آيار
- زلماي في ضيافة فخري
- بصدد تصريحات الرئيس اللبناني
- عرض موجز لكتاب رزكار عقراوي الذكاء الاصطناعي
- السوداني في الزي العربي
- الحملة الفاشية لا زالت مستمرة في الناصرية


المزيد.....




- سلي أولادك بمحتوى مفيد!.. تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 عل ...
- من هو الطفل الذي وقف له شيخ الأزهر وأجلسه على مقعده؟ (فيديو) ...
- “تحديث جديد بجودة HD” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- سلّي أطفال بأقوى البرامج.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 ...
- قاليباف : اتحاد البرلمانات الاسلامية فرصة مواتية لتوسيع العل ...
- على النايل سات”.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأقمار ال ...
- خليهم يسيبوا التابلت.. حدث تردد طيور الجنة على أغاني ممتعة و ...
- روبرت بريفوست أول أميركي على كرسي الفاتيكان
- الشيخ طريف: على أبناء الطائفة الدرزية في سوريا أخذ المكانة ا ...
- حماس تطالب بالنفير العام لحماية المسجد الأقصى من مخططات المس ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق فتحي - مرة أخرى مع الصديق رزكار عقراوي .... القسم الأخير