أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق فتحي - في الانتخابات...مجلس نواب جديد.. ما الجديد؟














المزيد.....

في الانتخابات...مجلس نواب جديد.. ما الجديد؟


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8357 - 2025 / 5 / 29 - 00:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كتابه "آراء في الحكم النيابي"، يصف الفيلسوف الإنكليزي جون ستيوارت ميل 1806-1873، يصف صورة الحكم الحسنة من وجهة نظره بأنها هي صورة "الحكم النيابي"، ويحدد معيار هذه الصورة بأنها "مصلحة المجتمع"، لكنه لا ينسى ان تكون "الأنظمة النيابية" عديمة القيمة، وتتحول الى مجرد أداة "للطغيان والتآمر"، عندما يكون "عموم الناخبين غير مهتمين بحكومتهم ليدلوا بأصواتهم... وإذا ادلوا بأصواتهم أصلا، لا يعطونها على أسس عامة بل يبيعونها بالمال.. او يصوتون كما يشير عليهم شخص له عليهم سيطرة" ويختم ميل كلمته بالقول "فالانتخابات التي تجري بهذه الطريقة لا تكون ضمانا ضد سوء الحكم، بل عجلة إضافية في جهازه".

ستيوارت ميل يستنتج ثلاث قضايا لو حصلت فأنها تدمر الحكم النيابي، ولو اننا نظرنا الى تلك القضايا التي حددها ميل وطبقناها على ما مر به العراق منذ تجربة الحكم النيابي "الإسلامي والقومي" بعد 2003، وبمرور خمس دورات انتخابية، لرأينا مدى صدق هذه القراءة "الستيوارتية".
أولى هذه القضايا هي "اللامبالاة عند الناخبين"، هذه النقطة تجسدت كثيرا بالولاية الثانية للمالكي، فقد استشرى الفساد والنهب بشكل غير مسبوق، وعم الخراب كل مؤسسات الدولة، فبدأت لا مبالاة "شعبية" تتفشى بين الناس، وصلت ذروتها في انتخابات 2021، فقد تراوحت نسب المشتركين بالانتخابات نسبة من 12-18% من عموم الناخبين، وقد دلت على عزوف جماهيري كبير، بل انها افقدت العملية السياسية أحد ركائزها المهمة.

ثاني تلك الشروط هي "بيع الأصوات بالمال"، وهذه القضية تحولت الى علنية، وبدأت القوى الإسلامية والقومية بممارستها جهارا نهارا، بل ان بعض القوى حصلت على العديد من المقاعد بهذه الطريقة، وقد استخدموا طرق مختلفة بشراء أصوات الناخبين؛ والناخبين من جهتهم الذين يلفهم الإحباط واليأس من أي تغيير عبر الانتخابات كانوا-وما زالوا- يرددون "هم هيج هيج صاعدين فخلي نحصل چم فلس أحسن"، وهذه القاعدة لا زالت موجودة، ولا زالت القوى الإسلامية تستخدمها.

اما الشرط الثالث لتهديم صورة الحكم النيابي فهي "شخص له عليهم سيطرة"، هذا الشرط كان ولا زال وسيبقى سبب خراب الحكم النيابي في العراق، فالإسلاميين خلقوا لهم كاريزمات دينية، هذه "الشخصيات الكاريزمية" هي من تحكمت بالمشهد السياسي بالكامل، فرجل الدين الى اليوم هو من يوجه الجموع الى الانتخابات او الى المقاطعة، وقد رأينا الفتاوى الدينية بأولى الانتخابات 2005 وما تلاها، وهؤلاء الى اليوم يتحكمون بالمجاميع الناخبة، يوجهونهم حيث شاءوا، او حيث تكمن مصالحهم.

جون ستيوارت ميل هو أحد أبرز فلاسفة الليبرالية ومنظريها؛ أي أنه ليس ماركسيا او شيوعيا او اشتراكيا، لكنه كان صادقا بتشخيصه العلل التي تصيب شكل الحكم النيابي، ورغم هذا التشخيص الحقيقي جدا، ورغم هذه الصورة من الحكم النيابي الموجودة في العراق، مع كل هذا وهناك الى الآن من يمني النفس بالتغيير عبر الانتخابات، ويحاول ان يقنع "جمهوره" بتلك الحماقة.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكهرباء والصيف
- المرأة ... المأزق
- اسعد العيداني والحرب على الفقراء والانتصار في الدعاية
- مرة أخرى مع الصديق رزكار عقراوي .... القسم الأخير
- مرة أخرى مع الصديق رزكار عقراوي
- الحياة في سجني التاجي وهالدن
- ما أصعب الكتابة عن غزة
- في ذكرى ماركس
- ملاحظات على مسيرة الأول من آيار
- زلماي في ضيافة فخري
- بصدد تصريحات الرئيس اللبناني
- عرض موجز لكتاب رزكار عقراوي الذكاء الاصطناعي
- السوداني في الزي العربي
- الحملة الفاشية لا زالت مستمرة في الناصرية


المزيد.....




- -مرسل بمهمة من الرّب ولا شيء يمكنه وقف ما هو قادم-.. ترامب ي ...
- من الاتجار بالمخدرات إلى التبرع بالملايين للمحتاجين.. قصة مج ...
- محكمة مصرية تُقرّ ملكية دير سانت كاترين للدولة... وأثينا قلق ...
- لماذا يشعر إيلون ماسك بالإحباط؟
- الملك السعودي يتلقى رسالتين من بوتين والسيسي
- مديرة حملة ترامب الرئاسية ضحية لاختراق بتقنية الذكاء الاصطنا ...
- كيم جونغ أون يشرف على مسابقة مدفعية عسكرية: التدريب المكثف ط ...
- الناشطة السويدية ثونبرغ تعتزم الإبحار لغزة على متن -أسطول ال ...
- شرطة الاحتلال تعتقل زوجة الأسير الشهيد وليد دقة
- في أقل من 24 ساعة.. كيف عادت رسوم ترامب إلى حيز التنفيذ بعدم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق فتحي - في الانتخابات...مجلس نواب جديد.. ما الجديد؟