أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - طارق فتحي - ما العمل؟



ما العمل؟


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 23:04
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


رأي خاص وشخصي

أحد اهم النصوص الكلاسيكية لفلاديمير لينين، أصدره في بدايات القرن العشرين، رسم وحدد فيه لينين شكل النضال السياسي والنقابي ومعالم العمل التنظيمي؛ أراد من خلال هذا الكتاب بناء حزب ماركسي تقدمي عال الانضباط، حيوي وفعال، يواجه به طبقة بورجوازية شرسة؛ كان السؤال الذي يدور ويقلق الجميع هو "كيف تسيطر الأفكار البورجوازية على المجتمع" ؟، وقد رد لينين على ذلك بالقول "أن الأفكار البرجوازية أقدم بكثير في الأصل من الأفكار الاشتراكية، ولذلك فهي أكثر تطوراً، ولديها وتحت تصرفها أدوات للدعاية بدرجة لا تقاس"، لذلك وجب تزويد العمال والفلاحين والمضطهدين بأداة ومنهج تنظيمي وسياسي.
عٌد هذا الكتاب منهجا لكل ماركسي ينخرط في التنظيمات الماركسية، كان ذلك في وقت مضى، كانت فيه الماركسية شعلة وهاجة، تقاتل على عدة جبهات فكرية وسياسية واجتماعية؛ الان، فأن السؤال الذي يتبادر للذهن: ترى هل لازال هذا الكتاب صالحا؟ هل تلك الرؤية التنظيمية لا تزال فعاله ويمكن ان تكون أداة بيد الفعالين الثوريين؟

تغير العالم كثيرا، الرأسمالية كنمط انتاج مهيمن ومسيطر على العالم لا زال قويا ويستطيع الخلاص من تناقضاته التي ينتجها هو ذاته، صحيح انه يزداد شراسة وتوحشا وتغولا، فإحدى خصائص هذا النمط هو مراكمة الأرباح بكل الطرق، لهذا هو يسير بشكل حثيث نحو المزيد من الوحشية والبربرية، وما الحروب التي نشاهدها الان الا تأكيدا على قباحة هذا النمط.

النقيض الطبقي لهذا النمط هو الان غائب أو مغيب، لا يستطيع ولا يملك القدرة على مجابهة الرأسمالية، لأسباب كثيرة، قد يكون أهمها مثلما عبر لينين "قدم الأفكار البورجوازية" وامتلاكها لكل "أدوات الدعاية"، وأدوات الدعاية هذه ليست التي كانت على عهد لينين، وسائل الدعاية صارت متطورة الى ابعد حد، مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات والذكاء الاصطناعي، كلها اخضعتها البورجوازية لعملها، إضافة الى المدارس والجامعات والمعاهد والمؤتمرات والورش والمهرجانات مع شلة كبيرة وواسعة من مثقفي ومفكري هذا النمط، هذه الأدوات المادية مع الأفكار البورجوازية القديمة من أفكار دينية وذكورية وعشائرية وقومية وطائفية وليبرالية وعرقية، كل هذه الأفكار يستخدمها هذا النمط لفرض سيطرته وهيمنته على الناس، واخضاعهم وجعلهم أدوات يحركها لخدمة مصالح طبقته البورجوازية، ولتأبيد وديمومة بقاؤه.

بعد كل هذا فهل بالإمكان مواجهة هذا النمط بالطرق التقليدية والقديمة؟ هل لا زال "ما العمل" صالحا؟

لنأخذ قسما من هذا الكتاب ونرى مدى صلاحيته كورقة عمل، قسم جوهري عنونه لينين ب "ما هو طراز المنظمة التي نحتاجها"؟ وهذا سؤال جدا مهم، بل أنه بالغ الأهمية بسبب ان كل الأحزاب الشيوعية تعاني من قصور واضح في أدائها السياسي والتنظيمي، لهذا هي تبحث عن الطراز الذي يمكنها من ان تكون فيه ومن خلاله قوة اجتماعية وسياسية.

المنظمة التي يرسم خطوطها لينين هنا عنصرها الأهم هو التماسك بين أعضائها، هذا التماسك يأتي عبر "تعاون الجميع على اصدار جريدة عامة"، تستطيع هذه الجريدة مهاجمة العدو؛ الآن هذه الفكرة "تأسيس جريدة" هل هي مجدية في العمل التنظيمي الحالي بوجود وسائل الدعاية الحديثة هذه؟
لقد مر على كتاب لينين "ما العمل" أكثر من 120 عاما، كان فيها منارا وطريقا لملايين الناشطين من الطبقة العاملة، لأنه كان حيوي وفعال جدا بالنسبة للمنظمات الشيوعية، ولأنه كان يتضاد بقوة مع حركة نمط الإنتاج الرأسمالي والطبقة البورجوازية في ذلك الوقت، أما الان فقد شاخ هذا الكتاب في الكثير من جوانبه، وأصبح ارشيفا وارثا للحركة الشيوعية في العالم.

يجب تطوير العمل النضالي ومحاولة كسر الجمود الذي يلف الأحزاب الشيوعية، ويجب مواكبة التطورات الحاصلة في هذا النمط، خصوصا في قضية الذكاء الاصطناعي، فهو أحد أسلحته المهمة التي اخضعها للحفاظ على مصالحه وديمومة أرباحه.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحق لجاسم الحلفي نقد علاء الركابي؟
- حول تصريحات المشهداني
- الانتحار في الموصل
- الاستخدام السياسي لقضية المهدي المنتظر
- بهدوء مع (حصر السلاح بيد الدولة)
- المرجعية.. مقتدى الصدر... وعمق الازمة
- ما الذي يعنيه (تجريم الطائفية)؟
- الانحطاط الأخلاقي لأعضاء مجلس النواب العراقي - مصطفى سند إنم ...
- لماذا إعادة المقال؟ مفيد الجزائري وعاشوراء
- مزاج ترامب
- (صير زلمه) تعليق على رواية -خبز على طاولة الخال ميلاد-
- الحرب الحالية وحرية التعبير
- حول التصريحات القذرة للمستشار الألماني ميرتس
- موقف السلطة في بغداد من الحرب
- الحرب والطرافة
- في انتظار القصف!
- حوار متخيل بين سفيرين
- اسلاميو السلطة والسياسة الخارجية
- عبد الهادي الحسناوي والمحتوى الساقط
- الشرطة والأخلاق... نقيضان لا يجتمعان


المزيد.....






- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - طارق فتحي - ما العمل؟