طارق فتحي
الحوار المتمدن-العدد: 8421 - 2025 / 8 / 1 - 21:33
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
مثل باقي المشاكل التي تواجه هذا البلد التعيس، اغلبها بدون حلول حقيقية وجذرية، بل ان أي حكومة تأتي، وحتى لا تزعج نفسها وتفتح ملفا معينا، تقوم بترحيل المشكلة الى الدورة القادمة، رغم ان بعض المشاكل معقدة وتمس حياة الناس بالصميم، قد تكون مشكلة المياه هي أحد اعقد الملفات التي يجب مواجهتها وإيجاد الحلول الجذرية لها.
قبل أكثر من شهرين عقد في بغداد مؤتمر المياه الدولي، ناقش المؤتمر قضية شحة المياه في العراق، وأعلن فيه ان مخزون المياه في أدنى مستوياته منذ 80 عاما، المؤتمرون عزو أسباب هذا النقص الى الجفاف وشحة الامطار والانخفاض الكبير في تدفق المياه لنهري دجلة والفرات بسبب السدود التي اقامتها دول المنبع؛ المتحدث باسم وزارة الموارد المائية أوضح "ان العراق لا يستلم سوى اقل من 40% من استحقاقه من المياه".
انعكاسات شحة المياه في نهري دجلة والفرات واضحة جدا، الزراعة هي اول واهم المتضررين، ففي كل عام تعلن الحكومة عن تقليص المساحات الزراعية، وتمنع زراعة بعض المحاصيل خصوصا الرز؛ هذا التقليص سيؤثر على الواقع المعيشي للناس، وأيضا سيقتل الثروة الحيوانية، فضلا عن زيادة في التصحر، أي أن درجات الحرارة سترتفع، بالإضافة الى المشاهد المأساوية للأنهر.
البحيرات والسدود والاهوار والانهر الفرعية الصغيرة اغلبها جفت، أو تشهد تناقصا كبيرا في مخزوناتها، مجرد مشاهدة بحيرات الحبانية والثرثار ودوكان وغيرها محزنة جدا، مشاهدة الاهوار أكثر ايلاما، مشاهدة الأنهر الفرعية وهي تموت عاما بعد عام موجع جدا.
اسلاميو السلطة لن يستطيعوا إيجاد حلول لهذه المشكلة الفعلية والواقعية، بسبب انهم ضعفاء جدا امام دول المنبع، أو بالأحرى بسبب ذيليتهم وتبعيتهم لهذه الدول، وأيضا هم منشغلين بقضايا النهب والفساد والصراع على الأراضي وتقاسم الثروات، لهذا فنحن سنشاهد يوما ما الجفاف التام لهذه الأنهر، وسيتصارع الإسلاميين على من يأخذ هذه الأرض أو تلك من أراضي الأنهر.
#طارق_فتحي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟