أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - من مراعاة النظام إلى تمثيل الكرد.. هل تغيّرت روسيا؟














المزيد.....

من مراعاة النظام إلى تمثيل الكرد.. هل تغيّرت روسيا؟


ضيا اسكندر
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تحوّل لافت في الموقف الروسي من القضية الكردية في سوريا، صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره السوري أسعد الشيباني، بأن "من الضروري إشراك الكرد في الحكومة السورية".
هذا التصريح، الذي يُعدّ الأول من نوعه من قبل موسكو، يحمل دلالات سياسية عميقة، ويطرح تساؤلات حول مستقبل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، التي يقودها الكرد منذ سنوات.

من الاتهام بالانفصال إلى الدعوة للمشاركة
لطالما اتهمت روسيا القوى الكردية، وعلى رأسها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بالسعي إلى الانفصال عن الدولة السورية، معدّاً مشروع الإدارة الذاتية تهديداً لوحدة البلاد.
كما أبدت تفهّماً لمخاوف تركيا من "الخطر الكردي"، خاصة في ظل الدعم الأمريكي المتواصل لهذه القوات.
لكن تصريح لافروف الأخير يُعدّ نقطة تحول في الخطاب الروسي، إذ يدعو بوضوح إلى إشراك الكرد في العملية السياسية، ويُلمّح إلى ضرورة تمثيلهم في الحكومة السورية المقبلة. هذا التحول لا يعكس فقط تغيراً في الموقف الروسي، بل يُشير إلى إعادة ترتيب الأولويات في الملف السوري، في ظل تعقّد المشهد الإقليمي والدولي، وتزايد الحاجة إلى حلول واقعية وشاملة.
ويبدو أن موسكو أدركت حجم الأخطاء التي ارتكبتها في تعاملها مع الملف السوري، لا سيما خلال العقد الأخير من الأزمة، حين أمعنت في مراعاتها مصالح النظام على حساب مطالب فئات واسعة من السوريين. هذا الإدراك، إن تأكد واستمر، قد يُمهّد لتحول أكثر جدّية في المقاربة الروسية، نحو دعم عملية سياسية أكثر شمولاً وتمثيلاً.

الإدارة الذاتية: من الهامش إلى مركز القرار
الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، أصبحت لاعباً لا يمكن تجاهله في أي تسوية سياسية مستقبلية. فهي قوة عسكرية لا يُستهان بها، وتسيطر على مناطق غنية بالنفط والغاز، وتضم قواعد أمريكية ومراكز احتجاز لعناصر تنظيم داعش، ما يمنحها أهمية استراتيجية بالغة.
كما تواصل الإدارة الذاتية، التي انطلقت من نموذج ديمقراطي تعددي، ترسيخ مؤسساتها المدنية والعسكرية، مُقدّمة نفسها كخيار سياسي فعّال لإدارة المناطق الخارجة عن سيطرة التنظيمات المتطرفة.
وقد بدأ هذا النموذج يكتسب شرعية داخلية متزايدة، لا سيما بعد أحداث الساحل وجرمانا والسويداء التي كشفت هشاشة المركزية، في وقت يتنامى فيه الدعم الدولي، خصوصاً من الولايات المتحدة وفرنسا، اللتين أصبحتا تنظران إلى الإدارة الذاتية بوصفها شريكاً مستقراً في مستقبل سوريا.

هل اقترب التحوّل نحو سوريا لا مركزية؟
التطورات الأخيرة، بما فيها تصريح لافروف، تُعزز من فرص طرح نموذج جديد لسوريا، يقوم على إعادة هيكلة الدولة السورية نفسها.
النموذج المقترح هو سوريا لا مركزية، لا تُبنى على أسس دينية أو قومية، بل على أساس جغرافي إداري، تُوزّع فيه الصلاحيات بين المركز والأطراف، وتُمنح فيه المجتمعات المحلية القدرة على إدارة شؤونها بعيداً عن المركزية المفرطة التي أثقلت كاهل السوريين لعقود طويلة.
ولا يعني هذا الطرح تفكيك الدولة، بل إعادة بنائها على أسس حديثة تضمن المشاركة السياسية، والعدالة الاجتماعية، والتنمية المتوازنة بين مختلف المناطق. وإذا تم تبنّيه بجدية، فقد يشكّل مدخلاً واقعياً لحل الأزمة السورية، وبداية لتأسيس دولة مدنية ديمقراطية تُنهي حقبة التهميش والإقصاء، وتفتح أفقاً جديداً أمام جميع السوريين.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا والمأساة السورية الممتدة
- أشباحُ الابتسام
- اتفاق دمشق – إسرائيل: هل فقدت الدولة سيادتها؟
- حين يُكافأ الشرف بالحصار.. هل جُنّت الحكومة الانتقالية؟
- الحقد لا يسقط من السماء.. بل يصعد من الجحيم
- بلد الفزعات؟ أيّ وطن هذا؟!
- من السويداء إلى سايكس بيكو جديد... حين يصبح التقسيم حلاً مرغ ...
- من الساحل إلى السويداء.. متى يسقط الخوف؟
- العالم ليس صامتاً... العالم شريك في الجريمة
- هل تُفرّط حكومة الشرع بالجولان مقابل طرابلس؟
- هوية بصرية.. أم بصيرة غائبة؟
- حين تصبح البديهيات مادةً للجدل
- الصلاة في زمن الخوف
- هل مجزرة -كنيسة مار إلياس- آخر -التجاوزات الفردية-؟
- الردع الرمزي وتوازن الهيبة
- الثغرات القاتلة.. قراءة في فشل استخبارات إيران خلال الحرب
- ترامب.. بائع السلام الذي يشعل الحروب
- الأسد الصاعد والوعد الصادق: صراع البقاء بين تل أبيب وطهران
- هل تركيا الهدف التالي بعد إيران؟ قراءة في تحذيرات زعيم القوم ...
- يا للعجب! ويا للمهزلة!


المزيد.....




- لغز الأنفاق الرومانية.. مغارة -كابيتولين- تكشف عن تاريخ منسي ...
- الصليب الأحمر يرد على طلب نتنياهو بتوفير الطعام للرهائن في غ ...
- كيف وصلت أزمة الجوع في غزة إلى هذا الحد؟ صحفي يُعلق لـCNN
- انفجار مرفأ بيروت في ذكراه الخامسة: هل اقتربت لحظة الحقيقة؟ ...
- إسرائيليون يعرقلون قافلة مساعدات متجهة إلى غزة ويثقبون إطارا ...
- أمهات -زيكا- المنسيات: أطفالهن لا يستطيعون الأكل أو الكلام أ ...
- هل تستطيع دمشق استعادة ثقة الدروز؟
- من إصلاحي ليبرالي إلى ناطق شرس باسم الكرملين: من هو ديمتري م ...
- 550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بالضغط على نت ...
- خيارات أحلاها مر.. صحيفة أميركية تسرد كفاح عائلة بغزة للبقاء ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - من مراعاة النظام إلى تمثيل الكرد.. هل تغيّرت روسيا؟