أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - روسيا والمأساة السورية الممتدة














المزيد.....

روسيا والمأساة السورية الممتدة


ضيا اسكندر
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8423 - 2025 / 8 / 3 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين تشتدّ الأزمات، يُختبر الحلفاء. وحين تتقاطع المصالح الكبرى، يُفرَز الصادق من المتواطئ، ويظهر من اختار الصمت المريب على حساب المبدأ.
وفي الملف السوري، جاءت الخيبة من جهة كان يُفترض بها أن تكون سنداً وداعماً، هي روسيا.
لم تكن روسيا طرفاً عادياً في الحرب السورية، بل كانت واحدة من أكثر القوى تأثيراً في مسارها ومصيرها. تدخلت بثقل عسكري وسياسي هائل، وامتلكت من الأدوات ما يكفي لقلب المعادلة أو تعديلها، لإنهاء معاناة السوريين، سواء عبر فرض حلّ سياسي عادل أو عبر تغيير المشهد السلطوي جذرياً.
ومع أن موسكو لم تكن وحدها على رقعة الشطرنج السورية، فقد شاركتها كلٌّ من إيران وتركيا وإسرائيل والولايات المتحدة، بالإضافة إلى عدد من الدول العربية النافذة، إلا أن الثقل العسكري والسياسي الروسي كان يُفترض أن يُنتج أثراً نوعياً، لا أن ينزلق إلى موقع المتفرّج أو "الضامن الصامت".
فما الذي حدث، ولماذا بدا الحليف الروسي وكأنه تخلّى عن دوره في اللحظة الحاسمة؟
تدخلت روسيا بشكل مباشر في سوريا في أيلول 2015، معلنة أن هدفها هو "محاربة الإرهاب"، لكن الواقع الميداني أثبت سريعاً أن أولى أولوياتها كانت حماية النظام السوري من الانهيار، خاصة بعد أن كانت المعارضة المسلحة قد فرضت سيطرتها على مناطق واسعة من البلاد بدعم إقليمي ودولي واضح.
ومع مرور الوقت، تمكن النظام – مدعوماً بالآلة العسكرية الروسية، والميليشيات الإيرانية، وحزب الله – من استعادة معظم الأراضي الخارجة عن سيطرته. ثم جرى تجميع المعارضة في إدلب كآخر معقل، بانتظار أحد خيارين: إمّا القبول بالتسوية السياسية، أو الإفناء عبر الحسم العسكري.
وعلى الرغم من أن روسيا امتلكت قاعدة عسكرية قوية في حميميم، وأخرى بحرية في طرطوس، ووجوداً عسكرياً يزيد على 65 ألف جندي، إلى جانب أسلحة نوعية ومتفوقة تقنياً، فإنها لم تستخدم هذه الأوراق للضغط الفعلي على النظام، للسير نحو تطبيق القرار الأممي 2254، الذي يفترض أن يكون مرجعية الحل السياسي في سوريا.
لقد بقيت موسكو تُراوح مكانها بين مناورات سياسية بلا طائل، واتفاقات تهدئة مؤقتة لا تلزم النظام بشيء.
وعليه، لا يبدو تحميل روسيا جزءاً أساسياً من المسؤولية على ما آل إليه الوضع السوري اليوم نوعاً من التهويل أو التسييس، بل هو توصيف واقعي لحجم القوة التي امتلكتها ولم تُستثمر لصالح إنقاذ سوريا من الانهيار.
كان بمقدور روسيا أن ترغم النظام على الجلوس إلى طاولة تفاوض حقيقية، أو أن تسهم في إنتاج بديل سياسي أكثر واقعية وشرعية، خصوصاً أن عدداً كبيراً من القيادات العسكرية والأمنية في سوريا تدين بالولاء لموسكو، وبعضها يعيش عملياً تحت مظلتها.
المثير للاستغراب، أن روسيا – وبعد 8 كانون الأول 2024، وهو التاريخ الذي يُنظر إليه كمفصل في تحول المشهد السوري – بدت وكأنها تنسحب تدريجياً من واجهة الفعل السياسي والعسكري، تاركة البلاد نهباً للتجاذبات الإقليمية والدولية، ومتغاضية عن انهيارات داخلية كبرى ضربت مفاصل الدولة والمجتمع.
لقد تصرّفت موسكو وكأنها فوجئت بالتغيّرات، أو كأنها رضخت لتفاهمات غير معلنة تقضي بإقصائها عن الدور القيادي في سوريا، أو على الأقل تقليص نفوذها.
صحيح أن الروس كانوا – تاريخياً – حلفاء مقرّبين لسوريا، وقدموا لها دعماً على مستويات عدة، لكن هذه العلاقة العميقة كان يُفترض أن تتوّج بقرار استراتيجي حاسم، لا أن تُختتم بتخلٍّ مريب وصمتٍ ثقيل.
كان المنتظر من موسكو أن تكون صوت العقل والضغط، أو حتى اليد التي تقطع الطريق على العبث والانسداد.
أما لماذا لم تفعل، ولماذا آثرت التراجع أو الصمت، فذلك سؤال يبقى مفتوحاً على الكثير من التأويلات، التي قد تكشفها وثائق الأيام المقبلة أو تحوّلات المستقبل.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشباحُ الابتسام
- اتفاق دمشق – إسرائيل: هل فقدت الدولة سيادتها؟
- حين يُكافأ الشرف بالحصار.. هل جُنّت الحكومة الانتقالية؟
- الحقد لا يسقط من السماء.. بل يصعد من الجحيم
- بلد الفزعات؟ أيّ وطن هذا؟!
- من السويداء إلى سايكس بيكو جديد... حين يصبح التقسيم حلاً مرغ ...
- من الساحل إلى السويداء.. متى يسقط الخوف؟
- العالم ليس صامتاً... العالم شريك في الجريمة
- هل تُفرّط حكومة الشرع بالجولان مقابل طرابلس؟
- هوية بصرية.. أم بصيرة غائبة؟
- حين تصبح البديهيات مادةً للجدل
- الصلاة في زمن الخوف
- هل مجزرة -كنيسة مار إلياس- آخر -التجاوزات الفردية-؟
- الردع الرمزي وتوازن الهيبة
- الثغرات القاتلة.. قراءة في فشل استخبارات إيران خلال الحرب
- ترامب.. بائع السلام الذي يشعل الحروب
- الأسد الصاعد والوعد الصادق: صراع البقاء بين تل أبيب وطهران
- هل تركيا الهدف التالي بعد إيران؟ قراءة في تحذيرات زعيم القوم ...
- يا للعجب! ويا للمهزلة!
- الضربة التي لم تفاجئ أحداً.. حين يُضرب الكبرياء الإيراني فجر ...


المزيد.....




- يوميات اللبنانيين مع المسيّرات الإسرائيلية بين التعود والإنك ...
- هل بدأت إسرائيل علنا تقسيم -الأقصى- مكانيا؟ وكيف يمكن ردعها؟ ...
- إدارة ترامب توقف خطط تطوير مشاريع طاقة الرياح البحرية
- تفاصيل لعبة واشنطن وإسرائيل مع حزب الله
- عاجل | وزيرة الخارجية الأسترالية: يجب أن تنتهي معاناة المدني ...
- شاهد.. وثائق مزورة تغير مصير عشرات الآلاف من أطفال كوريا الج ...
- مصرع أكثر من 50 مهاجرا وفقدان العشرات في غرق مركب قبالة سواح ...
- مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يريد تحرير الرهائن في غزة عبر -هزيمة ...
- بلدة -عقربا- الفلسطينية تودّع معين أصفر بعد مقتله على يد مست ...
- في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل.. إيران ترفع جاهزيتها العسك ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - روسيا والمأساة السورية الممتدة