أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - هل تركيا الهدف التالي بعد إيران؟ قراءة في تحذيرات زعيم القوميين الأتراك














المزيد.....

هل تركيا الهدف التالي بعد إيران؟ قراءة في تحذيرات زعيم القوميين الأتراك


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8374 - 2025 / 6 / 15 - 18:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في منطقة تتأرجح على حافة الاشتعال، أطلق دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية التركي، تحذيراً صادماً: "تركيا قد تكون التالية بعد إيران في مرمى الاستهداف الإسرائيلي". قد تبدو هذه التصريحات درامية أو مبالغاً فيها للبعض، لكنها تحمل في طياتها قراءة قومية لتغيرات إقليمية متسارعة، ورسائل سياسية تتجاوز حدود اللغة الانفعالية إلى ملامسة مخاوف جيوسياسية عميقة.
ولا يمكن فهم تحذير بهجلي بعيداً عن سياق التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران، فقد قرأ الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على طهران بوصفها أكثر من مجرد تصفية حسابات نووية، بل كمقدمة لتوسيع دوائر الهيمنة في المنطقة. وهو ما دعاه للقول: "من يظن أن إسرائيل ستتوقف عند إيران فهو واهم". في هذا السياق، بدا وكأن بهجلي يرى في إيران جداراً استراتيجياً إن سقط، ستُفتح الأبواب على مصراعيها أمام العاصفة.
والسؤال: ما الذي دفع بهجلي إلى هذا التصور؟
بحسب بهجلي، إضعاف إيران لا يُفرّغ الساحة فقط من قوة إقليمية مزعجة للغرب، بل يُخلّ بتوازنات تاريخية تشكل ضامناً غير مباشر لأمن تركيا. ووفق هذه الرؤية، فإن تراجع دور طهران يعني أن الدور التركي سيكون التالي في استراتيجية "إعادة تشكيل المنطقة".
بهجلي رأى في التوسع الإسرائيلي على الأراضي السورية إشارة مقلقة. فمع ازدياد الضربات الجوية الإسرائيلية على مواقع النفوذ الإيراني هناك، تتقدم إسرائيل أكثر فأكثر باتجاه مناطق النفوذ التركي غير المعلنة، ما يُنذر، في نظره، باشتباك غير مباشر بات وشيكاً.
واللافت أن تصريحات بهجلي تنبع من رؤية قومية صارمة لا تفصل الأمن التركي عن خريطة الشرق الأوسط. ورغم أن التقييم لا يستند بالضرورة إلى معلومات استخباراتية، إلا أنه يعكس تياراً داخل المؤسسة القومية التركية يرى أن الصمت إزاء ما يحدث في إيران وسوريا قد يكون تواطؤاً مجانياً مع المخطط الأكبر.
ورغم كل هذه التوترات، فإن اندلاع مواجهة مباشرة بين أنقرة وتل أبيب لا يبدو مرجحاً في المدى القريب. الأسباب كثيرة ومعقدة، تبدأ من عضوية تركيا في الناتو، ولا تنتهي بشبكة المصالح الاقتصادية والسياحية التي لا تزال تربط الطرفين.
فأي هجوم إسرائيلي مباشر على تركيا قد يُدخل الحلف الأطلسي في المعادلة، ما يضع حدوداً قاسية لأي تصعيد غير محسوب.
كما أن العلاقات التجارية، وملفات الطاقة، والسياحة، كلها تمنح الجانبين مصلحة في الإبقاء على التوتر تحت السيطرة.
إضافة إلى أن كلا الطرفين موجود ميدانياً في سوريا، لكنهما يتحاشيان التصادم، إذ أن أي اشتباك قد يشعل حرباً إقليمية لا يمكن لأحد السيطرة على مآلاتها.
ماذا لو تصاعد الاستفزاز؟
تدرك تركيا جيداً لعبة التوازن، ولذلك تمتلك أدوات ردع متعددة، قد تلجأ إليها حال استشعرت خطراً حقيقياً:
قد تلجأ إلى تصعيد دبلوماسي حاد؛ كاستدعاء سفراء، طرد دبلوماسيين، واللجوء إلى المحافل الدولية، هي خطوات باتت معتادة في قاموس السياسة التركية.
وقد تقوم بتحركات عسكرية رمزية؛ مثل تعزيزات على الحدود السورية أو تكثيف الطلعات الجوية قد تحمل رسائل واضحة دون إشعال فتيل حرب.
وليس مستبعداً أن تقدم دعماً غير مباشر للفصائل المناوئة لإسرائيل من غزة إلى الشمال السوري، فأنقرة تملك أوراقاً على الأرض يمكن تفعيلها إذا لزم الأمر.
كما أنه من المرجح أن تلوّح أنقرة بتجميد مشاريع نقل الغاز الإسرائيلي نحو أوروبا، وهي ورقة استراتيجية مؤلمة.
ورغم التصعيد، قد تعرض تركيا دور الوسيط بشروط أكثر تشدداً، ما يعزز مكانتها الإقليمية دون خوض مغامرة مفتوحة.
قد تكون تحذيرات بهجلي أكثر صدى قومياً من كونها تنبؤاً دقيقاً، لكنها تنبه إلى هشاشة المنطقة وخطورة التغيرات المتسارعة. ففي شرق أوسط يحترق على نار الصفقات والمصالح، كل طرف يسعى لتأمين موقعه قبل الانفجار التالي. وتركيا، بما تمثله من موقع جغرافي ووزن سياسي، ليست استثناء. إنها تراقب، تتحسّب، وتستعد.. فحين يسقط الجدار الإيراني، لا أحد يعرف أي رياح ستهب على البقية.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا للعجب! ويا للمهزلة!
- الضربة التي لم تفاجئ أحداً.. حين يُضرب الكبرياء الإيراني فجر ...
- وسام العزاء الذهبي
- حين تتحوّل النقابات إلى فروع أمنية
- تسعة أكفان بيضاء... وقلبٌ لا ينكسر
- لو عرفنا الغد... لما عشناه
- دور الحروب والأزمات المعيشية في تفكك الروابط الأُسرية
- تركيا والكردستاني.. هل اقترب حلّ القضية الكردية؟
- مرسوم للعدالة الانتقائية: الكل تحت المحاسبة ما عدا -ربعنا-!
- النصر الروسي في سوريا... هزيمة بصيغة أخرى؟
- صديق نفسه
- السوريون بين مطرقة العقوبات وسندان الفساد: هل من مخرج؟
- التطبيع الزاحف: كيف يُهيَّأ الشعب السوري لقبول المستحيل؟
- جدوى الكفاح المسلح في ظل التحولات الدولية: بين الواقع والتطل ...
- حين يتجاوز ترامب -إسرائيل-: دلالات التفاهم مع الحوثيين
- الصراع المتجدد بين الهند وباكستان: جذور تاريخية وتحديات معاص ...
- جنازة الضمير في بث مباشر
- ظاهرة الإساءة إلى الأديان: من يؤجّجها؟ وكيف نواجه تداعياتها؟
- من حرب المصالح إلى خطر التقسيم.. سوريا أمام مفترق طرق
- الوطنية بين الشعارات الجوفاء والممارسات المكشوفة


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-فرار شخصيات إيرانية بارزة- بعد النزاع مع إسر ...
- مقتل رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني
- حادثة تحطم منطادين سياحيين في أكسراي تودي بحياة شخص وإصابة 3 ...
- -واشنطن بوست-: مسؤول سوري كبير سابق يعترف بأن الأسد شخصيا أم ...
- -نشوة البداية وخيبة النهاية-.. لواء إسرائيلي يكشف عن شلل ستع ...
- مصادر عبرية: هجوم إيراني يمني وشيك على إسرائيل
- تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية في مرآة الصحافة الفارسية ...
- روسيا تسلم أوكرانيا جثث 1200 من قتلى الحرب
- لماذا يستولي جيش الاحتلال على منازل الفلسطينيين في الضفة؟
- ما وراء -طوارئ ترامب- الزائفة


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - هل تركيا الهدف التالي بعد إيران؟ قراءة في تحذيرات زعيم القوميين الأتراك