ضيا اسكندر
الحوار المتمدن-العدد: 8346 - 2025 / 5 / 18 - 14:04
المحور:
كتابات ساخرة
في خطوة أقل ما يُقال عنها إنها كوميدية سوداء، أصدرت سلطة هيئة تحرير الشام المؤقتة، مرسوماً رئاسياً بتشكيل ما سُمّي بـ "الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية"، مهمتها: البحث عن انتهاكات النظام السابق، ومحاسبة المسؤولين، وجبر الضرر للضحايا.
المفاجأة المدوّية؟ أن داعش، وجبهة النصرة، وتركيا، وكل من له باعٌ طويلٌ في فنون القتل والنهب والتمثيل بالجثث، هلّلوا للقرار وصفقوا له بحرارة، بل وربما قرروا الاحتفال بذبح كبشٍ. لماذا؟ لأن الهيئة العتيدة لا تنوي إزعاجهم على الإطلاق! فهي، بحسب نص المرسوم، مختصة فقط في جرائم النظام "البائد"، أما باقي السفاحين فهم "خارج نطاق الخدمة العدلية".
لأن الجميع يعلم أن كل الجرائم في سوريا توقفت فجأة، بعد رحيل النظام البائد! لا داعش، ولا النصرة، ولا تركيا ومرتزقتها (الذين يُعدّون قديسين مقارنة بالنظام السابق طبعاً) – كل هؤلاء مُعفون تلقائياً من أي مساءلة.
أيها السادة الكرام، هذه ليست عدالة انتقالية كما تدّعون... بل عدالة انتقائية بامتياز، تُغربل فيها الجرائم على أساس الهوية السياسية، ويُكافأ المجرم ما دام القتل قد تم بخلفية "معارضة" أو "مدعوم من الخارج". حيث تُصفّى الجرائم حسب الانتماء، وتُوزع البراءات على أساس الولاء، لا الفعل.
الخلاصة: إذا كنتَ مجرماً في سوريا، فتأكد أن الهيئة ستسائلك فقط إذا كنتَ من النظام البائد. أما إذا كنتَ إرهابياً أو مرتزقاً، فأنت ضيف شرف، ولديك بطاقة "لا تُلمس"!
تحية للعدالة السورية الجديدة: انتقائية بامتياز وبلا منازع.
#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟