أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - سكاكين المخطط: سوريا خارج التاريخ














المزيد.....

سكاكين المخطط: سوريا خارج التاريخ


ضيا اسكندر
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8306 - 2025 / 4 / 8 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كأن الزمن توقّف هناك... لا ليمنح سوريا فرصة لتتنفّس، بل ليغرس سكاكينه في خاصرتها بكل بطءٍ مُتعمَّد.
في الأروقة الباردة للعواصم الكبرى، تُنقش مصائر الأوطان على ورق فاخر، بينما يُجفَّف دماء أهلها على رصيف النسيان.
سوريا، التي كانت ذات يومٍ قلب الشرق، أصبحت مشروعاً مؤجلاً في أدراج صُنّاع الخرائط، ضائعة بين فوضى الشعارات ومقصلة المصالح.
القرار؟ ليس في دمشق. ولا في إدلب.
بل في مكانٍ آخر، ما بين واشنطن وتل أبيب وأنقرة.
أما الهوية، فتُقطَّع بهدوء، كما تُقطَّع الأوطان حين يغيب أبناؤها عن طاولة القرار، وحين تُستبدَل أحلامهم بخططٍ جافة لا تعرف طعم التراب ولا دموع الأمهات.
بين فصائل متناحرة لا يجمعها سوى الخلاف، وسلطةٍ مرهقةٍ لا تملك من أمرها إلا الخطاب.
تُدار البلاد كما تُدار أزمة طارئة في نشرة أخبار: ببرودٍ وقلة اكتراث.
الخطط تُطبخ على نارٍ هادئة.
اتفاقاتٌ مُعلّبة، يُعاد تغليفها كل فترة باسم جديد: "إعادة إعمار"، "حل سياسي"، "تسوية شاملة"..
لكن المضمون واحد: وطن يُعاد تشكيله دون إذن أهله.
في الكواليس، تهمس أوراق الخطة:
• تطبيع هادئ مع إسرائيل.
• توطين "إنساني" لسكان غزة داخل العمق السوري.
• لا عودة للجولان، ولا حتى ذكرها.
• لا مركزية قد تتحوّل إلى فيدرالية (وهذا مطلب حق) ثم؟ إلى تقسيم ناعم. (وهو الهدف المقصود)
• إزاحة تدريجية وسريعة للنفوذ الإيراني والروسي، واستبداله بشراكات غرب - عربية.
• "وجه مقبول" لمرحلة انتقالية، قد يحمل اسم "أحمد الشرع"... أو أي اسم لا يثير حساسية الفاعلين.
الجوائز:
- اعتراف دولي.
- رفع للعقوبات.
- بعض القروض، وربما مؤتمر "مانحين".
لكن الثمن؟
نسيان... نسيانٌ رسمي لملفات الدم، لسنوات الاعتقال، للمنافي، للبيوت التي صارت خرائب، وللأحلام التي صارت رماداً.
أما المعارضة، فهي شتاتٌ يعاني من فائض الخطابات ونقص الأفعال.
يتحدثون كثيراً، لكنهم لا يسمعون بعضهم.
كمن يشاهد وطنه يُسلَب، وهو مختلفٌ على ترتيب الكراسي في صالة الانتظار.
وحده الشعب بقي وحيداً.
يتفرّج على مصيره وهو يُكتب بيد الآخرين، ويُدار فوق رأسه، ويُقَصُّ عليه كأنه مشهد من مسلسل لا يمكن تغيير نهايته.
لكن... هل هذه النهاية فعلاً؟
هل تُسلِّم سوريا رقبتها للسكاكين دون مقاومة؟
هل نُقنِع أنفسنا بأننا خارج التاريخ، فنصبح كذلك فعلاً؟
الوقت ليس في صالحنا.
والمخطط، مهما بدا بعيداً، يقترب.
المعادلة لا تحتمل الحياد:
إما استنهاض وطني، يتجاوز الصغائر ويُعيد الكلمة للسوريين.
أو بقاءٌ في دور الكومبارس، على خشبة مسرحٍ لم نكتبه، ولم نختر مخرجه، ولا نعرف نهاية المشهد.
الزمن لا ينتظر.
والخيارات تتآكل.
فهل نعيد كتابة مصيرنا بأيدينا؟
أم نتركه يُسجَّل بأقلام لا تعرفنا.. ولا تُشبهنا؟
الوقت يمر، والساعة تدق...
إما أن نصحو، أو نُطوى في الهامش، كأننا لم نكن.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجازر وخريطة التقسيم: كيف تؤدي الفظائع إلى تفتيت الأوطان؟
- لماذا تقلّ نسبة الجرائم في الدول الاسكندنافية؟
- من الطفولة إلى الإجرام: كيف يُصنع القتلة؟
- بين إحصاء الموظفين وإحصاء الضحايا.. ذاكرة الحكومة الانتقائية ...
- العلويون في سوريا.. تاريخها معتقداتها معاناتها مستقبلها (الج ...
- العلويون في سوريا.. تاريخها معتقداتها معاناتها مستقبلها (الج ...
- الإعلام.. صانع الأحداث أم بائع الوهم؟
- سوريا بعد مائة يوم: أي عهدٍ هذا؟
- أردوغان وتطلعاته للسلطة الدائمة: تحليل لاستراتيجياته السياسي ...
- بين مطرقة الخوف وسندان الوطنية.. زيارة الدروز إلى إسرائيل
- اتفاق عبدي والشرع.. توقيع في الزمن الحرج
- الإعلان الدستوري: نسخة محسّنة من الاستبداد القديم!
- الطائفية.. حين يصبح الانتماء تهمةً تستوجب القتل
- هل أصبح مصير المفقودين في الأزمة السورية طيَّ النسيان؟
- قراءة أولية في اتفاق -قسد- مع دمشق
- جراح الروح: بين غريزة الانتقام وضرورة النضال السلمي
- هل أهدرت هيئة تحرير الشام لحظة التحول في سوريا؟
- سوريا الجديدة: فلول النظام وإرهابيو المعارضة المسلحة.. عدالة ...
- من السلاح إلى السلام.. تحولات النضال الكردي في تركيا
- الليرة المحبوسة.. جوعٌ مُنظّم وسوقٌ بلا روح


المزيد.....




- هز الأرض وأثار الرعب في أمريكا.. ما الذي نعلمه عن زلزال روسي ...
- أعطال فنية تعطل الرحلات الجوية المغادرة من مطارات بريطانيا
- محمد السادس يؤكد التزامه -باليد الممدودة- للجزائر في خطاب ال ...
- حماس تتهم إسرائيل بـ -تحويل الغذاء إلى سلاح قتل بطيء-، وبلجي ...
- ثورة طبية جديدة في علاج باركنسون: التحفيز الضوئي يُعيد إحياء ...
- -بسبب تجويع غزة-..رسالة من شخصيات إسرائيلية بارزة تطالب بعق ...
- هل اعترفت الهند بخسارة 7 طائرات و250 جنديا أمام باكستان؟ إلي ...
- مغردون يثنون على حارسة منتخب إنجلترا التي تحدت مرضها وحققت ا ...
- ضغوط أوروبية متزايدة لوقف إطلاق النار بغزة وتنفيذ حل الدولتي ...
- 22 شهيدا بغزة منذ الفجر ووفيات التجويع ترتفع إلى 154


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - سكاكين المخطط: سوريا خارج التاريخ