أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - الضربة التي لم تفاجئ أحداً.. حين يُضرب الكبرياء الإيراني فجراً














المزيد.....

الضربة التي لم تفاجئ أحداً.. حين يُضرب الكبرياء الإيراني فجراً


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8372 - 2025 / 6 / 13 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن فجر يوم الجمعة عادياً في المنطقة، ففي ظل التهديدات المتصاعدة والتصريحات المتطايرة والحشود المستنفرة، أُسدلت الستارة أخيراً عن الضربة التي كان الكل بانتظارها... الضربة التي لم تفاجئ أحداً، لكن ارتداداتها قد تهز الشرق الأوسط كله.
إسرائيل قصفت، وإيران تنزف، والعالم يتفرج على مشهد مألوف يتكرر، لكن هذه المرة على مستوى غير مسبوق من التصعيد.

منذ أيام، لم تغب التهديدات الإسرائيلية لطهران عن واجهات الإعلام العالمي، وخاصة تلك التي تلوّح بضربة محتملة تستهدف البرنامج النووي الإيراني.
لم تكن هذه التهديدات كلاماً في الهواء، فالمؤشرات على الأرض كانت أكثر وضوحاً من أن تُتجاهل؛ الولايات المتحدة تسحب موظفيها من دول الجوار، ودبلوماسيون يغادرون، وقواعد أمريكية تُرفع فيها درجات الاستنفار.
حتى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي لا يكتفي غالباً بدور المتابع، صرّح بأن إسرائيل قد توجّه ضربة قريبة لإيران. وبالفعل، جاء فجر الجمعة ليحمل معه عاصفة من النار.
في عملية حملت اسم "الأسد الصاعد"، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 300 غارة جوية استهدفت منشآت ومواقع استراتيجية داخل العمق الإيراني، شملت مفاعل نطنز النووي، وبعض مصانع الصواريخ، وأماكن وُصفت بأنها مراكز قرار عسكرية. وسقط في هذه العملية أسماء ثقيلة؛ اللواء حسين سلامي، والقائد العام للحرس الثوري الإيراني، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء محمد باقري، وقائد مقر خاتم الأنبياء اللواء غلام علي رشيد، بالإضافة إلى العالمين النوويين محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي، وعدد من المدنيين الأبرياء.
الرسالة كانت واضحة: تل أبيب لا تنتظر إذناً ولا تخشى ردود الفعل.
لكن خلف الضجيج العسكري، هناك أبعاد سياسية لا تقل خطورة. الضربة تأتي في وقت كانت فيه المفاوضات بين واشنطن وطهران تشهد تحركات باردة لكنها قائمة. يرى بعض المحللين أن ما فعلته إسرائيل لم يكن فقط لضرب البرنامج النووي، بل لنسف أي محاولة أمريكية لإعادة التفاهم مع إيران – مفاوضات لم تُعلم بها إسرائيل، وهو ما فُسّر كصفعة غير مباشرة لحليفتها القديمة.
الأمر لا يقف عند إيران، فقد رصد المراقبون مؤشرات أخرى على فتور العلاقة بين واشنطن وتل أبيب؛ إذ إن هناك لقاءات أمريكية مع "حماس" و"أنصار الله" بعيداً عن أعين إسرائيل، وزيارات خليجية لترامب لم تشمل تل أبيب، وكأن العالم يعيد ترتيب أوراقه في غفلة من الحليف المدلّل.
ولم يكن هذا السيناريو بغريب عمّن تابع تطورات المشهد منذ السابع من تشرين الأول 2023، حين اندلعت عملية "طوفان الأقصى".
حينها، كتبنا – وقلنا بوضوح – إن المطلوب كان ضربة جماعية منسّقة من جميع أطراف محور المقاومة، لا أن يُترك كل طرف ليقاتل بمفرده.
حزب الله، بما يملكه من ترسانة صاروخية تُقدّر بأكثر من 150 ألف صاروخ، كان يمكن أن يلعب دور الردع الأكبر، والحشد الشعبي في العراق، وأنصار الله في اليمن، وحتى إيران، جميعهم كانوا في حالة جاهزية، باستثناء سوريا، التي اختارت النأي بالنفس.
لو تحرّك هذا المحور في وقت واحد، بهجوم شامل يضرب البنية التحتية الحيوية والعسكرية لإسرائيل من مطارات وموانئ ومحطات طاقة، لكان المشهد اليوم مختلفاً تماماً.
لكن بدلاً من ذلك، جرى الاكتفاء بخطابات الحماسة وتغريدات الغضب، حتى وقعت الواقعة.
وقد اتُّهِمنا آنذاك، نحن الذين دعونا لتنسيق الهجوم، بالتطرف، بل و"باليسارية الطفولية" التي – بحسب البعض – تخدم الصهيونية والإمبريالية! لكن ها هي الأحداث تؤكد أن الفرصة ضاعت، وأن ردود الفعل المتأخرة، مهما كانت مؤلمة، لا تغيّر قواعد اللعبة.
الآن، وعلى الرغم من جسامة الخسائر، لا يبدو أن إيران ستقف مكتوفة اليد. هي تملك أوراقاً كثيرة، من حلفائها إلى صواريخها، من ساحات قريبة إلى أدوات ناعمة وخشنة. والعدوان لم يتوقف بعد، لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن الرد – حين يأتي – سيكون في سياق إقليمي مختلف؛ حزب الله أنهكته المعارك، وسوريا خرجت من "المحور" منحازة لخصوم إيران، والمقاومة الفلسطينية تترنح بين الحصار والانقسام.
إن ضُربت إيران اليوم، فقد ضُربت وحيدة، وإن تأخّر ردّها، فلن يكون بسبب الضعف، بل بسبب الحسابات المعقدة التي تحكم المشهد.
أما إسرائيل، فربما ربحت معركة، لكنها لم تربح الحرب بعد، والشرق الأوسط – كما علّمنا تاريخه – لا يعرف الهدوء طويلاً... فهل تكون هذه الضربة بداية لانفجار أكبر؟ أم أنها مجرّد جولة في صراع لا نهاية له؟
الزمن وحده كفيل بالإجابة.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وسام العزاء الذهبي
- حين تتحوّل النقابات إلى فروع أمنية
- تسعة أكفان بيضاء... وقلبٌ لا ينكسر
- لو عرفنا الغد... لما عشناه
- دور الحروب والأزمات المعيشية في تفكك الروابط الأُسرية
- تركيا والكردستاني.. هل اقترب حلّ القضية الكردية؟
- مرسوم للعدالة الانتقائية: الكل تحت المحاسبة ما عدا -ربعنا-!
- النصر الروسي في سوريا... هزيمة بصيغة أخرى؟
- صديق نفسه
- السوريون بين مطرقة العقوبات وسندان الفساد: هل من مخرج؟
- التطبيع الزاحف: كيف يُهيَّأ الشعب السوري لقبول المستحيل؟
- جدوى الكفاح المسلح في ظل التحولات الدولية: بين الواقع والتطل ...
- حين يتجاوز ترامب -إسرائيل-: دلالات التفاهم مع الحوثيين
- الصراع المتجدد بين الهند وباكستان: جذور تاريخية وتحديات معاص ...
- جنازة الضمير في بث مباشر
- ظاهرة الإساءة إلى الأديان: من يؤجّجها؟ وكيف نواجه تداعياتها؟
- من حرب المصالح إلى خطر التقسيم.. سوريا أمام مفترق طرق
- الوطنية بين الشعارات الجوفاء والممارسات المكشوفة
- من زنزانة إلى طاولة المفاوضات.. هل تدرك أنقرة قيمة ورقة أوجل ...
- الفساد والانفتاح.. إعدام الاقتصاد السوري


المزيد.....




- إسرائيل تعلن عن أول وفاة جراء الهجوم الإيراني
- إصابة نائب تركي باعتداءات على نشطاء -قافلة الصمود- في مصر
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجارات في طهران.. واشتعال ني ...
- مسؤول إيراني لـCNN: سنستهدف قواعد أي دولة ستدافع عن إسرائيل ...
- شاهد.. دمار واسع في تل أبيب خلفه الهجوم الإيراني
- -التايمز-: إسرائيل لم تبلغ بريطانيا بنيتها ضرب إيران لأنها ل ...
- خبير طاقة مصري يكشف أسوأ سيناريو بعد الضربة الإسرائيلية للمن ...
- الحرس الثوري الإيراني: الضربات الصاروخية استهدفت 150 موقعا إ ...
- خبير عسكري مصري يكشف سبب قوة تأثير صواريخ إيران فرط الصوتية ...
- وزير خارجية الإمارات يجري اتصالات موسعة مع عدة دول لتجنب الت ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - الضربة التي لم تفاجئ أحداً.. حين يُضرب الكبرياء الإيراني فجراً