أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - الأسد الصاعد والوعد الصادق: صراع البقاء بين تل أبيب وطهران














المزيد.....

الأسد الصاعد والوعد الصادق: صراع البقاء بين تل أبيب وطهران


ضيا اسكندر
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8375 - 2025 / 6 / 16 - 13:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن فجر الثالث عشر من حزيران 2025 فجراً عادياً في تاريخ الشرق الأوسط، بل بداية لمرحلة جديدة من الصراع خرجت فيها الحسابات عن السيطرة.
ففي عملية عسكرية مفاجئة حملت اسم "الأسد الصاعد"، شنت إسرائيل سلسلة ضربات جوية مركّزة استهدفت أكثر من مئة موقع داخل إيران، كان في مقدمتها منشآت نووية في نطنز وأراك. الضربة لم تقتصر على البنية التحتية، بل امتدت لتطال رأس الهرم العسكري الإيراني، باغتيال قيادات بارزة في الحرس الثوري وعدد من العلماء النوويين، لتفتح الباب أمام مواجهة مباشرة طالما تم تفاديها تحت غطاء حرب الظلال.
لكن طهران لم تنتظر طويلاً. وبعد ساعات فقط من امتصاص الصدمة، جاء الردّ موجعاً ومباشراً: صواريخ باليستية ومسيّرات هجومية أمطرت المدن الإسرائيلية، مسببةً دماراً واسعاً وأجواءً من الذعر.
هكذا انهارت فجأة سنوات من حرب الظلال والاستخبارات، وتحوّل الصراع من الحسابات الدقيقة إلى المواجهة العلنية، في مشهد جعل المنطقة بأسرها تتأرجح بين ذهول اللحظة ورعب القادم.
ما نشهده اليوم هو خروج الصراع الإيراني الإسرائيلي من الظل إلى الضوء، من الوكالة إلى المباشرة. إسرائيل تسعى لإنهاء الخطر الإيراني بضربة حاسمة، بينما تحاول إيران إثبات قدرتها على البقاء والردّ. ورغم أن احتمالات اندلاع حرب عالمية لا تزال بعيدة، فإن الشرق الأوسط يعيش على فوهة بركان. القوى الكبرى ترفض التورط، والدول العربية تفضّل العزلة والتهدئة، لكن الشعوب في طهران وتل أبيب تدفع الثمن.
بالنظر إلى حجم الضربة الإسرائيلية ونوعيتها، وردود الفعل الإيرانية الأولية، يمكن رسم ثلاثة سيناريوهات رئيسة لمآلات هذا التصعيد، تتراوح بين التصعيد الواسع والانضباط التكتيكي، وصولاً إلى وساطة دولية تُعيد الأمور إلى مربع الحرب الباردة:

1. سيناريو التصعيد الإقليمي الواسع
في هذا السيناريو، تختار إيران الردّ على "الأسد الصاعد" بردّ ناري مفتوح، لا يقتصر على الجبهة الإسرائيلية، بل يمتد إلى مصالح أمريكية وخليجية في المنطقة. وقد يشمل إطلاق صواريخ من جنوب لبنان عبر حزب الله، وتحريك ميليشيات موالية لها في سوريا والعراق واليمن. سيكون الردّ على شكل "الوعد الصادق"، لكنّه سيضع المنطقة أمام حرب شاملة، وقد تشمل استهداف منشآت حيوية مثل المرافئ ومحطات النفط وخطوط الملاحة.
في هذا السياق، تدخل إسرائيل في وضع الطوارئ الشامل، بينما تحاول الولايات المتحدة احتواء النيران دون الانخراط المباشر، مع ضغوط دولية متصاعدة لوقف الحرب.

2. سيناريو الردّ المحسوب وتفادي الانفجار
إذا قررت طهران تجنّب الانزلاق إلى مواجهة شاملة، فستسلك على الأرجح طريق الردّ المحسوب، الذي يُحافظ على هيبتها دون أن يفتح أبواب الجحيم. في هذا السيناريو، سيكون الرد الإيراني محسوباً بعناية فائقة لتجنّب استهداف مواقع قد تُعدّ "خطاً أحمر" لإسرائيل، مثل مفاعل ديمونه النووي، أو منشآت الغاز البحرية، أو معامل إنتاج الأمونيوم، والتي قد يؤدي استهدافها إلى دمار رهيب وخسائر فادحة تستدعي ردّاً إسرائيلياً شاملاً وكبيراً.
بدلاً من ذلك، ستوجّه إيران طائراتها المسيّرة وصواريخها الباليستية نحو المدن الإسرائيلية وبعض المواقع العسكرية الحساسة، كالمطارات والموانئ والمنشآت ذات الأهمية الرمزية أو التشغيلية، بحيث تُحدث ضرراً محسوباً، يُظهر قدرتها على الرد دون تجاوز العتبة التي قد تؤدي إلى حرب شاملة.
رغم ذلك، فإن هذا السيناريو لا يُخرج المنطقة من دائرة الخطر، بل يُبقيها على حافة الانفجار، حيث قد تتحوّل أي عملية خاطئة أو قراءة غير دقيقة لنوايا الخصم إلى شرارة لا يمكن إطفاؤها بسهولة..

3. سيناريو التبريد والوساطة
السيناريو الذي يمكن أن يحمي المنطقة، هو سعي القوى الدولية الكبرى ـ خصوصاً الصين وروسيا وأوروبا ـ إلى تهدئة فورية تقود إلى وقف إطلاق نار تحت مظلة أممية. قد يُفتح الباب حينها لإحياء مفاوضات الاتفاق النووي بشكل محدّث، مقابل رفع بعض العقوبات عن طهران وضمانات بعدم تكرار الهجمات. هذا السيناريو مشروط بحسابات الربح والخسارة لدى الطرفين، ومدى قناعتهما بأن الاستنزاف سيُضعف كل منهما أكثر مما يُضعف الآخر.

في المحصلة:
ما بين "الأسد الصاعد" و"الوعد الصادق"، لا تُحسم المعارك بالشعارات، بل بالقدرة على امتصاص الضربات دون الانهيار، والرد دون الانتحار. المواجهة بين تل أبيب وطهران لم تعد سؤال "هل؟"، بل "إلى أي مدى؟"، و"من يصرخ أولاً؟" وهذا ما ستكشفه الأيام القليلة المقبلة.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تركيا الهدف التالي بعد إيران؟ قراءة في تحذيرات زعيم القوم ...
- يا للعجب! ويا للمهزلة!
- الضربة التي لم تفاجئ أحداً.. حين يُضرب الكبرياء الإيراني فجر ...
- وسام العزاء الذهبي
- حين تتحوّل النقابات إلى فروع أمنية
- تسعة أكفان بيضاء... وقلبٌ لا ينكسر
- لو عرفنا الغد... لما عشناه
- دور الحروب والأزمات المعيشية في تفكك الروابط الأُسرية
- تركيا والكردستاني.. هل اقترب حلّ القضية الكردية؟
- مرسوم للعدالة الانتقائية: الكل تحت المحاسبة ما عدا -ربعنا-!
- النصر الروسي في سوريا... هزيمة بصيغة أخرى؟
- صديق نفسه
- السوريون بين مطرقة العقوبات وسندان الفساد: هل من مخرج؟
- التطبيع الزاحف: كيف يُهيَّأ الشعب السوري لقبول المستحيل؟
- جدوى الكفاح المسلح في ظل التحولات الدولية: بين الواقع والتطل ...
- حين يتجاوز ترامب -إسرائيل-: دلالات التفاهم مع الحوثيين
- الصراع المتجدد بين الهند وباكستان: جذور تاريخية وتحديات معاص ...
- جنازة الضمير في بث مباشر
- ظاهرة الإساءة إلى الأديان: من يؤجّجها؟ وكيف نواجه تداعياتها؟
- من حرب المصالح إلى خطر التقسيم.. سوريا أمام مفترق طرق


المزيد.....




- مشهد مروع.. كاميرا ترصد لحظات إنقاذ مسنين وكلبهما من منزل مت ...
- مليكة العاصمي في بلا قيود: الديمقراطية تعيش أزمة حتى في الد ...
- اليونان تجمد طلبات اللجوء بمواجهة -غزو- مهاجرين من شمال أفري ...
- بعد سبعة أشهر من سقوط بشار الأسد في سوريا... دفتر يوميات صحا ...
- طواف فرنسا: بوغتشار يفوز بالمرحلة السابعة ويستعيد الصدارة وا ...
- خبير عسكري: توغلات جيش الاحتلال بغزة تصطدم بعمليات نوعية للم ...
- رئيس الأركان الفرنسي: روسيا تعتبرنا خصمها الرئيسي
- ترامب يصدر -إعلانا هاما- عن روسيا الاثنين والكرملين يترقب
- التحقيق مع أسامة نجيم.. هل بدأت طرابلس بتفكيك الدولة الأمنية ...
- مصادر للجزيرة: خريطة الوفد الإسرائيلي بالمفاوضات تبقي رفح تح ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - الأسد الصاعد والوعد الصادق: صراع البقاء بين تل أبيب وطهران