أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - صرخة في وجه التفاهة الإعلامية: حين يصبح الانحدار خبزًا يوميًا














المزيد.....

صرخة في وجه التفاهة الإعلامية: حين يصبح الانحدار خبزًا يوميًا


حامد الضبياني

الحوار المتمدن-العدد: 8421 - 2025 / 8 / 1 - 02:19
المحور: قضايا ثقافية
    


في لحظة تاريخية حرجة من عمر العالم، في ذروة التبدلات الجذرية للأرض والسياسة والجغرافيا والمصير، وفي حين أن البشرية تتأرجح على حافة الانهيار أو التحول، نفتح شاشة إعلامنا المحلي فلا نجد إلا انحدارًا يستعصي على الوصف، وهوانًا تتضاءل أمامه ملامح أي نهضة أو وعي. كأن العراق ليس بلدًا تُباع حدوده في المزاد، وتُنهب موارده تحت جنح اتفاقيات الظلام، ويُستهدف شعبه في هويته ومستقبله، بل كأن العراق مجرد مسرح للفضائح، وأوكار التفاهة، ومعرض دائم للعاهرات والمُتفيهقين من "فنشستات" و"بروركرات" لا شاغل لهم سوى اقتناص الشهرة على أنقاض الذوق العام، وتشويه الوعي الجمعي، وتزيين القبح في أبهى حُلله الإعلامية.
أي إعلام هذا الذي لا يحترم عقول الناس، ولا يتعب في البحث عن الحقيقة، ولا يطرق بابًا من أبواب الوعي، بل يدمن السقوط اليومي في وحل النميمة، ويعتاش على تفكيك الأسر عبر برامج السحر والشعوذة، ويسوّق الميوعة والانحلال بوجه باسم وضمير ميت؟ كيف صار الإعلامي مجرد ببغاء أجوف، يصرخ ليل نهار بسفاهة، يتباهى بإهانة والديه على الهواء كي "ينتشر"، أو يدعو الشاعرة "غاسلة الأموال" لتنفث سمومها في وجوهنا وكأنها مبدعة؟ كيف صار الشاعر لا يُعرف إلا إذا تطاول على أهله أو شتم وطنه؟ أهذه هي معايير الشهرة؟ أم أن زمن القيم قد مات ونحن في جنازته الآن؟
صرخة موجعة نسوقها في وجه هذا الإعلام التافه الذي لا يعرف من رسالته إلا تسويق الرذيلة، ومن مهمته إلا إلهاء الشعب. أي إعلام لا يرى في العراق سوى مكان لعرض أجساد العاهرات، ونشر خيانات الأزواج، وبث الخصومات العائلية، وتلميع السفلة، بينما العالم من حولنا يغلي، ونحن نتراقص على جمر الحروب ونغني للفراغ؟متى أصبح بيع خور عبد الله خبرًا هامشيًا؟ متى صارت آبار نفطنا المنسية حكاية لا تهم أحدًا؟ متى أصبح التنازل عن أرضنا قضيّة لا تساوي بثًا مباشرًا؟ أهذه نتائج ما حلم به العراقيون حين انتخبوا، وثاروا، وتحملوا سنين من الجوع والتشرد؟ ليأتي من يتاجر بعرضهم وشرفهم عبر شاشات صفراء لا تُجيد إلا الرقص على جراح الفقراء؟يا للعار... حين يتحول الإعلام من سلطة رابعة إلى سلطة ساقطة، تهدم ما بقي من أخلاق الناس، وتبني نجومية طارئة على جماجم الحقيقة. ويا للخزي حين يكون الأمل الوحيد في صرخة ضمير تُقال وتضيع وسط الضجيج، حين نكتب ولا يسمعنا أحد، وننبه فلا يُصغى لنا، ونتألم بصمتٍ نيابةً عن وطن يُسرق أمام أعيننا، بلا وجع، بلا حياء، بلا إعلام حر.
النجاة لن تكون إلا بعودة الكلمة الطاهرة إلى مكانها، وبنبذ هذا السقوط الجماعي في مستنقع التفاهة. لن يُنقذنا شاعر تافه ولا إعلامية مائعة، ولا ضجة مفتعلة، بل تنهض الأمم حين تُقدِّر من يحمل الوعي، ويشعل شمعة في نفق الحقيقة، لا من يرقص في الظلام على صوت الدمار.
فإلى كل من يرى في الإعلام سلعة، وفي الشهرة سلخًا للكرامة، نقول: إن الوطن لا يُبنى بالتفاهة، ولا تُصان الأرض بالميوعة، ولا يحيا الشعب على فضلات برامجكم، بل يُبنى العراق حين تُعاد الكلمة إلى شرفها، وتُعاد الشاشة إلى رسالتها، وتُعاد الروح إلى الإعلام... قبل أن يغرق الجميع.



#حامد_الضبياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -على موائد الإمبراطوريات: حين تُباع الأرواح بثمن الدولار-
- -دولة الوجهين ونصف عمامة-
- -قوّادو الكلمة وباعة الوهم: حين يصبح الإبداع طعنة في خاصرة ص ...
- -شهرة على مقاس العُري… ومثقفٌ خلف الستار-
- استري نفسكِ… قبل أن يفضحكِ هاتفكِ!
- فيروز تودّع نغمة قلبها.. حين بكى الصباح في حضن الوطن
- شمشونا... رماد ملكةٍ لم تولد، وسؤالٌ يمشي في شوارع بابل
- من باع الخور والنفط والأرض
- -المرشح الراقص والناخب الطيّب: من جوبي البرلمان إلى حفلة الد ...
- -الفن العراقي... بين ضوء الماضي وظل الحاضر-
- قفي أيتها الملكة.. فالساقطون لا يرون الهامات المرتفعة
- من أندلسِ تطوان إلى نبضِ بغداد: شهرزاد الركينة… نشيدُ الفنّ ...
- -أنا الحرف الذي لا يركع… هذا بعض ما كنته يا سائلين عن حامد ا ...
- -اخوتنا درع العراق… حين يكون العراقي ظلاً لأخيه-
- من دفتر فكتوريا... حيثُ تنوح الأرقام وتبكي الدولة.
- تَجَلّيات الحضارة الإغريقية بين وهج البدايات ومرآة التأثير ا ...
- ضحكة التريليون… وبكاء الخدعة الكبرى
- ملحمة جلجامش أقدم من تراتيل أنخيدوانا… ولكن لكل بداية معراجه ...
- إنخيدوانا وصوت الأدب الأول من معابد العراق
- عباس الويس.. لوكس التحدي في عتمة السرد


المزيد.....




- بعد تصريحات روسية -استفزازية-.. ترامب يُعلن نشر غواصتين نووي ...
- إسبانيا تسقط 5,500 حصة غذائية فوق غزة وتتهم إسرائيل بتجويع ا ...
- ترامب: خطة أمريكية قيد الإعداد بهدف تأمين الغذاء لسكان غزة ...
- كل ما تريد معرفته عن انتخابات مجلس الشيوخ المصري
- محللون: تهديدات الضم تكشف مأزق نتنياهو في الحرب على غزة
- جنود إسرائيليون: نحن منهكون وأملنا الخروج من جحيم غزة
- فوق السلطة: مغنٍ يكشف سرا عن بشار وماهر الأسد والفرقة الرابع ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ يمني تسبب بإغلاق الأجواء ...
- -تذكر.. لدينا نووي- قصة التراشق بين ميدفيديف وترامب
- لماذا قررت كندا الاعتراف بفلسطين رغم دعمها إسرائيل؟


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - صرخة في وجه التفاهة الإعلامية: حين يصبح الانحدار خبزًا يوميًا