محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8389 - 2025 / 6 / 30 - 20:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ودهرٌ ناسُهُ ناسٌ صغارٌ - وان كانت لهم جُثثٌ ضِخامُ
(المتنبي)
أن اسوء المحللين في شؤون السياسة هم رجال الدين. فإذا رأيت أحدهم على شاشة التلفاز قبل العشاء فأنني انصحك بان تبحث لك عن شيء آخر، حتى وإن كان فلم كارتون للاطفال، والا فسوف تصاب بمغص شديد تتبعه كوابيس ليلية ثقيلة !
فبعد أن فشلوا في أمور العباد الدينية وضحكوا على ذقون وعقول البسطاء من الناس، دخلوا، غير مرحب بهم، عالم السياسة المليء بالموبقات والفساد وكل ما يناقض الدين والإيمان الصادق. واذا كانت هناك فئة من البشر لا حاجة لوجودها ويمكن الاستغناء عنها بسهولة فهم رجال الدين، باستثناء قلة قليلة جدا.
أن السيد جلال الصغير، والرجل غني عن التعريف بالنسبة للعراقيين، طلع علينا بنظرية أو وجهة نظر يكاد الإنسان يموت ضحكا من هول من جاء فيها من غرابة وخرافة وسذاجة. وكأنها جزء من فلم هندي. واليكم ما قاله جلال الصغير الذي أثبت صغر حجمه في عالم لا يعير اي اهتمام للصغار: "وان كانت "لهم جُثثٌ ضخامُ". كما قال المتنبي.
يقول جلال الصغير:
(من المبكر ربط حرب إيران بظهور الامام المهدي)
طبعا هذا هو لبّ الموضوع. ولكن دعونا نستمر مع عبقري زمانه وفيلسوف عصره جلال الصغير.
يقول: (إنه من المبكّر التحقق من وجود ارتباط مباشر بين الحرب الاسرائيلية الإيرانية واحداث نهاية الزمان وظهور الامام المهدي. وان الأمر يتعلق بمدى صمود الإيرانيين واحتفاظهم بقوتهم وأسلحتهم وبرنامجهم الصاروخي الباليستي...)
هذا بعد أن تحدّث جلال الصغير في هذيان سابق عن (وجود علاقة مباشرة بين الحرب ورواية الرايات المشرقية التي تنطلق من إيران ويقاتل أهلها حتى يسلّموا الرأية الى الامام المهدي قبل أن ينتهي الزمان)
انتهى حديث جلال الصغير. وآمل أنكم وجدتم في كلامه ما يكفي من المتعة التفسية والاسترخاء الذهني !
وجلال الصغير هذا هو وأحد من علامات هذا الزمان السيء الذي وصفه المتنبي باصدق وأدق الكلمات:
(قبحا لوجهك يا زمان فانّه - وجهٌ له من كلّ قـبحٍ بُرقعُ)
واذا كان الإمام المهدي قد رفض أو تأخّر في الظهور بعد كل المجازر والجرائم والإبادة الجماعية التي حصلت للشعب الفلسطيني في غزة فمن الأفضل له أن لا يظهر ابدا !
فعالم اليوم بحاجة إلى عقول نيّرة لا إلى رؤوس محشوة بالتِبن والخرافات البالية. وكم كان ماركس صادقا وصائبا عندما قال:
الدين افيون الشعوب !
#محمد_حمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟