أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - امريكا ولوثة العداء للآخرين...














المزيد.....

امريكا ولوثة العداء للآخرين...


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 21:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الطفولة يتم تلقين المواطن الأمريكي أو الأوروبي على أن هناك دولا معادية. وعليه ان يتعلّم كيفية التعامل معها عندما يكبر. وخلال مراحل نموه ودراسته تجري له عمليات غسل دماغ منظمة لكي يتم حشو دماغه, الجاهز اصلا, بمواد دعائية مسمومة ضد الآخرين، روسيا والصين مثلا، تبقى معه إلى بقية حياته. واذا دخل عالم السياسة فعملية التلقين، ضد الاخر المصنف كعدو، تأخذ منحى جديدا يتحوّل بمرور الزمن، وحسب المناصب أو الوظائف التي سيشغلها، إلى سلاح شخصي وذخيرة لا يمكن الاستغناء عنها في السياسة
وهنا في أوروبا تشبعت افكار الناس، حتى البسطاء منهم، بمفاهيم ومقولات يصعب تغييرها أو تعديلها على المدى القريب. منها ان روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية هي دول معادية. وبالتالي ينبغي التعامل معها على هذا الأساس. يحصل هذا لان ٩٩ بالمئة من وسائل الإعلام منحاز جملة وتفصيلا إلى ما تقوله وتطرحه وتقرّره الحكومة في ما يتعلق بالسياسة الخارجية والأزمات الدولية.
يظن البعض منّا أن مساعي الرئيس الأمريكي ترامب لوقف الحرب في اوكرانيا نابعة عن مشاعر إنسانية نبيلة وصادقة نحو الالاف من الضحايا في تلك الحرب. ولكن هذه الحقيقة بعيدة جدا "عما تخفي الصدور" الامريكية. صحيح أن ترامب يبدو ظاهريا وكأنه يتعامل مع طرفي النزاع بحيادية مطلقة، مع ميل (زائف في رأيي) نحو موسكو واعجاب، غير مؤكد تماما، بالرئيس الروسي بوتين. لكن ترامب نفسه قبل يومين وفي لهجة تضمنت تهديدا واضحا، صرح قائلا: "سوف افرض عقوبات مدمّرة على روسيا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب". وكاي سياسي امريكي لا يمكنه ان يخفي عداءه المبطن لروسيا. وتجدر الاشارة الى ان ترامب ذكر روسيا فقط باعتبارها، وفق الإنطباع الأمريكي السائد، هي السبب في رفض وقف اطلاق النار. وبالتالي يتم إلقاء اللوم عليها، اي على روسيا. وليس غريبا أن الرئيس ترامب لم يهدد اوكرانيا بفرض "عقوبات مدمرة" عليها. والسبب بسيط، وهو الانحياز الذي تربى عليه منذ صباه واستمر معه إلى اليوم. وان روسيا، باعتباره دولة معادية في الذاكرة الجمعية للامريكان والاوروبيين، هي دائما "الرافضة" للحلول السلمية.
لا احد ينكر أن هناك ضغوطا شديدة تمارسها حفنة من دول حلف الناتو يقودها مهرج اوكرانيا زيلينسكي لافشال المفاوضات بين موسكو وكييف. ودفع الولايات المتحدة إلى التصعيد مع روسيا وفرض المزيد من العقوبات المدمرة عليها. وهنا فقط يمكن كشف النوايا الحقيقية للرئيس الأمريكي ترامب.
وفي نفس السياق كانت تصريحات سابقة لستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس ترامب. يمكن من خلالها أن نشم رائحة الانحياز.. حتى وان كان هذا الرجل مجرد بوق مصقول لسيده ساكن البيت الأبيض. كذلك هو الحال مع بابا الفاتيكان الجديد، وهو امريكي تربى على الثقافة الامريكية، لم يخل من "لوثة" العداء لروسيا الاتحادية. ففي معرض حديثه عن أزمات العالم تحدث عن "اوكرانيا الحبيبة". ولا اعرف من اين جاءه الحب لاوكرانيا؟ أما غزة وعشرات الضحايا الفلسطينيين يوميا فلا تدخل في الحسابات البابوية. وهي ليست حبيبة ولا صديقة ولا هم يحزنون. كما أن قداسته يستقبل، ببشاشة ظاهرة للعيان، مهرج اوكرانيا زيلينسكي الباحث دائما عن مسرح مضاء وجمهور شارد الذهن.
يوجد في دواخل كل امريكي جانب خفي من الأحكام المسبقة والعداء لروسيا، هذا الجانب عادة ما يكون مغطى بطبقة كثيفة من الزيف والرياء والنفاق. لكن عندما تشرق عليه شمس الحقيقة سرعان ما ينكشف فيراه الاعمى قبل المبصر.
وفي آخر تصريح صادر عن البيت الأبيض يقول فيه : مسألة فرض ترامب عقوبات على روسيا ما زالت قيد المناقشة.
سؤال بسيط: هل يمكن الوثوق بهذا ترامب الذي بدأ يظهر تدريجيا ما في باطنه؟
وصدق من قال، كل اناء ينضح بما فيه !



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصلنا على 4 تريليون دولار من احفاد حاتم الطائي
- يا موطني ليش انت من دون الدول صاحت عليك الصايحة ؟
- قمّة بغداد، يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا...
- الأنظمة العربية والتخبّط بين القاع والقمّة
- بعيدا عن الساحة الحمراء تنهشه الاحقاد وياكله الحسد
- من النيل إلى الفرات ذهابا وإيابا
- دونالد ترامب أخذ الجمل الأوكراني بما حمل !
- لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين
- إرهاب الدولة العظمى
- اغلقتُ ثقوب المحنة بحروفٍ من صلصال
- أحلام مبعثرة على قارعة الليل
- نصف قرن في انتظار لا احد !
- الناجون من الحياة في طريقهم إلى الموت !
- واشنطن بين النفاق المعسول والخداع المقبول
- هل ستختفي -قسد- إلى الابد ؟
- لا فرق بين جحيم نتنياهو وجحيم ترامب
- اوربان اليساري وستامر اليميني !
- الغاضبون والمغضوب عليهم وجها لوجه في البيت الابيض
- صفقة المعادن النادرة احتلال امريكي مقنّع
- واشنطن وكييف، زواج متعة على الطريقة الأمريكية !


المزيد.....




- صَدمة وقوالب حلوى والكثير من الأمنيات نانسي عجرم تحتفل بعيد ...
- جمال روبرتس بطل جديد لـ -أمريكان أيدول-
- غـــزة: أي تــداعــيــات لــلــعــمــلـيـة الــبــريـة ؟
- ماكرون وستارمر وكارني يهددون إسرائيل بإجراءات -عقابية- بسبب ...
- قادة بريطانيا وفرنسا وكندا يهددون بمعاقبة إسرائيل إذا لم تُو ...
- نائبة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط في لبنان مجددا ...
- أكثر من 100 دولة تؤكد مشاركتها في مؤتمر الأمن في موسكو
- خبير مصري يحذر من خطر داهم يهدد مصر والسودان بعد تأخير إثيوب ...
- أوشاكوف: ترامب أكد لبوتين أن العلاقات الأمريكية الروسية ستكو ...
- مساعد الرئيس الروسي يحدد مخرجات المحادثة بين بوتين وترامب


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - امريكا ولوثة العداء للآخرين...