أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - يا موطني ليش انت من دون الدول صاحت عليك الصايحة ؟














المزيد.....

يا موطني ليش انت من دون الدول صاحت عليك الصايحة ؟


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8343 - 2025 / 5 / 15 - 21:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عنوان هذا المقال مأخوذ من قصيدة "البارحة شفت الوطن بالطيف" للشاعر الشعبي العراقي عباس چيچان...


العراق بلد فريد من نوعه. وفي السياسة لا يضاهيه بلد آخر في العالم. ومن يتابع شؤون العراق وأحواله يجد كل ما يشفي غليله، في السياسة في المقام الاول، فثمة من العجائب والغرائب لا يجدها المرء في أية دولة أخرى. فالعملية السياسية في بغداد لا تستند، كما هو حال بقية دول العالم، إلى الدستور والقوانين والقواعد المعروفة في إدارة شؤون البلاد والعباد.
في العراق كل شيء يوحي لك بأنه يسير وفق خليط غير منسجم من أمور مختلفة، كالمزاج الشخصي والأهواء والمصالح الحزبية والارتجال في قضايا مهمة وردود افعال غير مدروسة. إضافة إلى المشاعر المتناقضة لهذا أو ذاك من " ربّان" السفينة العراقية. كما ان مبدأ وضع الرجل غير المناسب في المكان الذي يناسب غيره اصبح تقليدا بحكم الواقع المعاش. ولدي من الأمثلة ما يكفي لتأليف مجلّد ضخم تحت عنوان "ديمقراطية حدّث ولا حرج". وبأكثر من لغة !
ولانني اعيش في بلد أوروبي منذ نصف قرن تقريبا وأتابع عن كثب كل ما يجري فيه وفي غيره. أود أن ابدأ من "اهون" الأمور، ولا اقول اهون الشرّين. ففي عراق اليوم اختلط حابل السياسة بنابل الديانة وتغلغت بينهما "الاعراف" العشائرية كرقم يصعب التقليل من شأنه. وانقلبت المفاهيم، التي تربّينا عليها لعقود من الزمن، رأسا على عقب ولعدّة مرّات. فصار الخائن بطلا "وطنيا" من الطراز الاول والفاسد تقيّا ورعا من فئة "سيماهم في وجوههم". والسارق مرجعا سياسيا يشار له بالبنان وحلّال مشاكل !
وهنا ثمة أمثلة، وهي لا تمثل الا النزر اليسير من الواقع العراقي :
لم اجد تفسيرا مقنعا لظاهرة (وهي فعلا ظاهرة) وجود العلم العراقي في مقرّات رؤساء الأحزاب والتنظيمات والحركات السياسية المتواجدة في العراق؟ رغم كونهم لا يشغلون مناصب أو وظائف لا في الدولة ولا في الحكومة. ولا ادري ما هدف (الثلاثي غير المرح) المالكي والعامري والحكيم، وهم يضعون علم الدولة الاتحادي خلف الكراسي الوثيرة التي تحتضن، بشكل ودّي للغاية، مؤخراتهم المترهلة؟
هل هي محاولة بائسة لخداع الناس بأنهم "عراقيون قح ؟". ام خداع للنفس بوجود منصب " سيادي" مهم ولو على سبيل النخيل والتمنّي؟ وهنا اسمحوا لي أن احيطكم علما بان علم الدولة في أوروبا لا يوضع الاّ في مكاتب الوزراء والمسؤولين الكبار ومن يشغل منصبا رفيعا في الحكومة. اما الأحزاب والمنظمات، بما فيها المنظمات الخيرية، فتضع علم الدولة فقظ فوق البناية الخارجية التي تشغلها. الى جانب العلم او الرمز الذي يمثل ذلك الحزب او ذلك التنظيم. وعادة ما يوضع علم الدولة في العطل الرسمية والمناسبات المهمّة الأخرى . ناهيك عن أنني لم ار أو اسمع ابدا ان رؤساء أحزاب ومنظمات سياسية، إلا في العراق طبعا، يستقبلون وزراء ومسؤولين حكوميين وسفراء اجانب في مكاتبهم. ان أمرا كهذا من المستحيل ان يحصل في دولة اوروبية أو حتى دولة غير أوروبية. ثم ما هي علاقة الحكيم عمار بالسفير الهندي والمالكي نوري بالسفيرة الامريكية والعامري هادي بممثل الأمم المتحدة والبرزاني مسعود بالقنصل البريطاني؟ خصوصا وأن لقاءات هؤلاء تجري بعيدا عن اعين وزارة الخارجية أو من يمثلها.
في الدولة التي اعيش فيها لم أر اطلاقا سفيرا أجنبيا يخرج من محل إقامته أو سفارته الا بالتنسيق والاتفاق مع الدولة التي تستضيفه، وفي مناسبات معدودة جدا. وخلاف ذلك يعتبر تصرفه خرقا صارخا للأعراف الدبلوماسية والسلوك السوي للضيوف الأجانب. وإساءة مقصودة لهيبة وسمعة الدولة. فهل للعراق، مع احترامي للجميع، سمعة وهيبة كبقية الدول؟
ثم ان رئيس وزراء العراق، ويكاد يكون الوحيد في العالم، لديه مستشار لشؤون الرياضة والشباب مع وجود وزير الرياضة والشباب يلتقي برئيس الحكومة كل اسبوع في اجتماعات مجلس الوزراء. سؤال بريء:
ماهي حاجة رئيس الوزراء إلى مستشار لشؤون الرياضة؟ اليس بإمكانه أن يستشير الوزير بدل من إهدار أموال الدولة في منصب "مستشار" لا يحل ولا يربط؟ واذا تضاربت أفكار وآراء الوزير والمستشار فلمن تكون الغلبة ياترى؟
للمستشار طبعا !
رئيس وزراء العراق مع كل ما في منصبه من هيبة ونفوذ وسلطة، قام قبل أيام بجولة "تفقدية" في فندق راقي يسمونه "قلب الدنيا" مخصص لاستضافة الوفود التي ستشارك في قمة بغداد. والهدف من جولة رئيس الوزراء هو الاطلاع بنفسه على ظروف وتحضيرات وجاهزية الفندق لاستقبال اصحاب الفخامة والسيادة والمعالي وما شكل ذلك من الألقاب. فهل يعقل أنه لا يوجد في الحكومة العراقية شخص آخر يقوم بهذه المهمة التافهة إذا جاز الوصف؟
كما أن رئيس وزراء العراق التقى قبل أيام بنقيب أطباء الأسنان. والأمر يبدو بالنسبة للبعض عادي جدا. لا يا اخوان، لا عادي ولا بطيخ ! وكان الأولى والانسب بتقيب اطباء الأسنان أن يلتقي بوزير الصحة أو وكيل الوزير او مدير عام الوزارة، خصوصا وأن الوزارات العراقية، والحمد لله وللديمقراطية الفريدة من نوعها، مليئة بشخصيات "بارزة وكفوءة جدا" ومناسبة لكل الادوار المطلوبة!
لكن المشكلة هي ان الجميع، من صغيرهم في المنصب إلى كبيرهم في الوظيفة، يلهثون بحثا عن موطيء قدم، ولو لبضع دقائق، في وسائل الإعلام ونشرات الاخبار التي تكبّر ( أو تصغّر) من تشاء بلا حساب أو وجع گلب.
وفي العراق ايضا يقوم رئيس الدولة، وكذلك رئيس الحكومة، بزيارات مكوكية على قادة الاحزاب والكتل السياسية وفي مكاتبهم الخاصة في بغداد وكانه "يستجدي" دعمهم وتضامنهم للبقاء في منصبه الرفيع لأطول فترة ممكنة.. بينما في دول العالم الاخرى يحصل العكس تماما. فرئيس الدولة يُزار ولا يزور ! ولكن ما العمل؟
اذا كان ربُّ البيتِ بالدفّ ناقرا - فشيمةُ اهل البيت كلّهم الرقصُ !



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمّة بغداد، يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا...
- الأنظمة العربية والتخبّط بين القاع والقمّة
- بعيدا عن الساحة الحمراء تنهشه الاحقاد وياكله الحسد
- من النيل إلى الفرات ذهابا وإيابا
- دونالد ترامب أخذ الجمل الأوكراني بما حمل !
- لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين
- إرهاب الدولة العظمى
- اغلقتُ ثقوب المحنة بحروفٍ من صلصال
- أحلام مبعثرة على قارعة الليل
- نصف قرن في انتظار لا احد !
- الناجون من الحياة في طريقهم إلى الموت !
- واشنطن بين النفاق المعسول والخداع المقبول
- هل ستختفي -قسد- إلى الابد ؟
- لا فرق بين جحيم نتنياهو وجحيم ترامب
- اوربان اليساري وستامر اليميني !
- الغاضبون والمغضوب عليهم وجها لوجه في البيت الابيض
- صفقة المعادن النادرة احتلال امريكي مقنّع
- واشنطن وكييف، زواج متعة على الطريقة الأمريكية !
- بين الاحباب تسقط الآداب ولكن ليس في السياسة
- يا رجل لا تكن عنيدا كالثور الادبس !


المزيد.....




- بَلغهم أنه توفي وأوقفوا راتبه التقاعدي.. الهيئة القومية للتأ ...
- نجم الروك بروس سبرينغستين يصف ترامب بأنه -غير لائق- و-غير كف ...
- السعودية تدين مواصلة إسرائيل تصعيدها العسكري ضد المدنيين الع ...
- في الذكرى 77 للنكبة.. فنزويلا تؤكد دعمها للشعب الفلسطيني وتد ...
- أنباء أولية عن عملية دهس على حاجز -ميتار- جنوب الخليل
- ما مدى قانونية قبول ترامب للطائرة القطرية الفاخرة؟
- لاتفيا تحذر: السياح التائهون في الغابات قد يكونون عملاء روس ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن وتسبّب بإغلاق ...
- حكومة المستشار ميرتس تركز بقوة على السياسة الخارجية
- عشرات القتلى في ضربات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - يا موطني ليش انت من دون الدول صاحت عليك الصايحة ؟