أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - اسرائيل لن تنتصر وإيران لن تنهزم














المزيد.....

اسرائيل لن تنتصر وإيران لن تنهزم


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8375 - 2025 / 6 / 16 - 20:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الصعب الكتابة عن حدث ما زال في أوج زخمه من حيث القدرة على جلب الإنتباه والتفاعل "العاطفي" بحثا عن تفاصيل تروي ظمأ ملايين الناس المتشوّقين إلى روية الدمار والخراب والضحايا في قلب تل أبيب عاصمة الكيان الصهيوني. وكانت العادة أن نرى بيوتنا مدمّرة ومستشفياتنا مكتظّة بالقتلى والمصابين. ومعظم البُنى التحتية في ربوعنا البائسة يتصاعد منها الدخان ورائحة البارود.
هذه الأيام ثمة شيء مختلف تماما. في النوع والكم والحجم. ولعل الأيام القادمة تخفي لنا، نحن المصابون بداء الهزيمة المزمن وشلل الإرادة والعمى الاسود في عالم السياسة، بعضا من المفاجآت. ولا بأس أن تكون غير سارة لطرفي الصراع. المهم هو تحريك المياه الراكدة منذ سنين بين إيران واسرائيل. والمهم أن تحصل قفزة من نوع ما في رقعة الشطرنج في الشرق الاوسط. والمهم ايضا هو أن دويلة اسرائيل تبدأ هي الأخرى بالشعور بالالم في جسدها المتخم بالجرائم. إنه نوع من ألالم لم تكن تألفه من ذي قبل. فلدغات صواريخ ايران مؤلمة وموجعة جدا مقارنة باللسعات البسيطة التي كانت تسبّبها صواريخ حزب الله أو هاونات حركة حماس.
اليوم يستقيظ الاسرائيلي في تل ابيب، بعد ليلة مشحونة بالكوابيس وبالأحلام المزعجة في الملاجيء، ليرى أمامه ما كان معتادا أن يراه في غزّة أو في سورية أو في لبنان أو في اي بلد عربي آخر. عمارات ومباني من عدّة طوابق متهالكة وآيلة للسقوط. سيارات مدمّرة تملأ الشوارع. رجال اسعاف واطفاء يتراكضون من بناية إلى اخرى بحثا عن مفقودين أو عالقين بين الأنقاض التي خلّفتها صواريخ ايران.
اليوم، اكتشف الاسرائيلي أن لا مكان آمن له في هذا العالم حتى في عقر داره. رغم أنه محاط بجدران عالية وأسلاك شائكة وقبّة حديدية ومقلاع داوود وجميع وسائل الحماية الحديثة. فضلا عن أحدث الأسلحة الأمريكية الفتّاكة التي تصله بلا قيد أو شرط وعلى وجه السرعة.
فبعد الصواريخ التي انهمرت بالعشرات على تل أبيب وجد الاسرائيلي نفسه "عاريا" من دروع الوقاية. وأخذ يشعر بانه بشر عادي وليس من طينة خاصة او من طبقة الملائكة. وان الله اصيب بالجزع والسأم من "شعبه" المختار ! وبالتالي على الاسرائيلي أن يتالّم وان يحزن وان يبكي. فالحزن والألم والبكاء ليس محصورا على الفلسطيني ففط. عليه أن يعيش ولو لبضعة ليالٍ، آلام ومعاناة أهل غزة المحاصرين.
معلوم أن في كل المآسي ثمة ما يثير الضحك والسخرية. وشرّ البلية ما يضحك. وما يضحك في هذا الموضوع هو الخبر " العاجل" الذي يقول إن العراق بصدد تفديم شكوى لدى مجلس الأمن الدولي ضد اسرائيل لانها انتهكت واخترقت اجواءه بهجومها على أيران. والمضحك في المضحك أن العراق ما زال مقتنعا أن "مجلس الأمن" لديه آذان صاغبة. وله تاثير وسلطة أخلاقية معترف بها بعد أن داست اسرائيل على جميع القرارات التي صدرت ضدها من مجلس الأمن هذا. ان "مجلس الأمن" تسيطر عليه أمريكا. واسرائيل تسيطر على أمريكا. وابوكم الله يرحمه !
ان ما حصل للكيان الصهيوني يومي الجمعة والسبت الاثنين، وربما الأيام القادمة ايضا، ازال الغشاوة عن عيون كل اسرائيلي وجعله يقف مندهشا ومرعوبا امام واقع مختلف. هو الواقع الحقيقي الذي أرادت وسائل الدعاية الصهيونية ان تبعده عنه، فراح يتساءل بذهول: "يا للمصيبة ! اهذا معهد وايزمان المدّمر ام مستشفى الشفاء في عزّة؟"
لا احد بطبيعة الحال لديه القدرة، حتى الحاخام الأكبر دونالد ترامب، على تحديد موعد افتراضي لنهاية الرشقات الصاروخية الايرانية على تل أبيب والقصف الاسرائيلي المركّز على طهران والمدن الإيرانية الأخرى. لكن ثمة إشارات واضحة، بدت تلوح في أفق تل أبيب، وبدعم امريكي غير مباشر، حول "صيغة اتفاق" مقبولة لوضع حد لهذا الصراع المرشح بقوة إلى أن يخرج عن السيطرة.
ومع أن مجرم الحرب نتنياهو يسعى محموما إلى جرّ أمريكا بشكل مباشر، وهو ما سيحصل قرببا بلا سك، إلاّ أن أيران ليست لقمة سائغة كحال بعض الدول العربية. وفي رأيي المتواضع أن اسرائيل لن تنتصر وان ايرأن لن تهزم. وسيدّعي كل منهما بأنه انتصر وحقّق أهدافه..



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنقف الى جانبكم مكتوفي الايدي كما عوّدناكم
- خلاف بين دونالد ماسك وايلون ترامب !
- من يرشّكم بالماء سوف نرشّه بالدم
- رواتب الإقليم بين كتابنا وكتابكم !
- ايتمار بن غفير: الحلّ في غزّة بالقتل لا بالتفاوض
- مفاوضات -ام الحواسم- بين موسكو وكييف
- 343 حزبا سياسيا في العراق...ما شاء الله !
- تحالف الراغبين ام تحالف العاجزين ؟
- امريكا ولوثة العداء للآخرين...
- حصلنا على 4 تريليون دولار من احفاد حاتم الطائي
- يا موطني ليش انت من دون الدول صاحت عليك الصايحة ؟
- قمّة بغداد، يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا...
- الأنظمة العربية والتخبّط بين القاع والقمّة
- بعيدا عن الساحة الحمراء تنهشه الاحقاد وياكله الحسد
- من النيل إلى الفرات ذهابا وإيابا
- دونالد ترامب أخذ الجمل الأوكراني بما حمل !
- لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين
- إرهاب الدولة العظمى
- اغلقتُ ثقوب المحنة بحروفٍ من صلصال
- أحلام مبعثرة على قارعة الليل


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - اسرائيل لن تنتصر وإيران لن تنهزم