محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 22:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
آلت الولايات المتحدة الأمريكية على نفسها وعلى من يحكمها. بان تكون دويلة اسرائيل هي الخط الاحمر الذي لا خطوط حمراء بعده سوى خراب العالم اجمع. وان تجعل من الكيان الصهيوتي جوهرة تاج السياسة الخارجية الأمريكية. وان تخوض نيابة عن تل أبيب الحروب والتدخلات والمفاوضات والمؤامرات، حتى ضد أعداء وهميين لم يولدوا بعد.
أن جميع الحروب التي خاضتها امريكا في منطقتنا كانت من أجل اسرائيل. وان جميع العقوبات الاقتصادية الصارمة التي فرضت على الدول العربية والإسلامية كانت من أجل عيون اسرائيل. وان جميع الأنظمة العربية التي سقطت بتدخل امريكي مباشر كان من أجل ولصالح اسرائيل. وان اي رئيس امريكي ينتخب يجب عليه القسم اولا على التوراة وثانيا على الانجيل . وان يكون صافي ونقي الولاء لتل أبيب. بل أكثر اخلاصا لها من إخلاصه لواشنطن. وقد أثبتت السنين أن لا فرق بين رئيس جمهوري و رئيس ديمقراطي. وان رضا اسرائيل هي غاية سامية يجب أن يكسبها "بعرق الجبين" كل من يسعى للوصول الى البيت الابيص.
وقد يتساءل البعض منا كيف لدويلة صغيرة بحجمها وسكانها أن تتحكم بدولة عظمى يهابها الجميع ويتجنب شرورها؟
ولكن إذا عُرف السبب بطل العجب !
فثمة اسباب كثيرة تجعل امريكا رهينة وخاضعة للسياسة الهمجية التي يتبعها حكام تل أبيب. ومن أهم الأسباب، ليس فقط سيطرة اللوبي الصهيوني على أهم مفاصل وركائز الاقتصاد الامريكي، فهذا الأمر مفروغ منه تماما. بل ان وجود امريكا كدولة عظمى مهيمنة على العالم مرتبط ايضا بوجود اسرائيل كدويلة "عظمى" مهيمنة في الشرق الأوسط. كما أن اسرائيل في نظر معظم الخبراء والمؤرخين وحتى الناس العاديين، تمثل "كعب أخيل" بالنسبة لأمريكا.
فلا غرابة اذن اذا حصل في يوم ما، بعد خمسين او مئة او الف سنة، ان تنهار امريكا وتنهار معها اسرائيل. ولا أظن أن هذا الانهيار سوف يتم على يد أصحاب الفخامة وقلّة الابتسامة وفقدان الشهامة، قادة امّة "هزي محرمتك يابا هزي تزدادي بقلبي معزّي".
اذا بقيت دولنا العربية العظمى" بعد نصف قرن على اقل تقدير، في نفس مكانها الحالي. ولا استبعد او استغرب اذا قامت دويلة اسرائيل بضم معظم الدول العربية المحيطة بها الى كيانها المتمدد شمالا وجنوبا. ان مثل هذا الاحتمال في رايي المنواصع هو اكثر واقعية من احتمال زوال دويلة اسرائيل كما يحلم ويتوهم اصحاب المعالي والسمو والجلالة...وهلّم جرّا من الالقاب !
#محمد_حمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟