أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - النَّيُولِيبْرَالِيَّة: الأَنْمَاط الْمَعُلْبَة -الْجُزْءُ الثَّانِي-















المزيد.....


النَّيُولِيبْرَالِيَّة: الأَنْمَاط الْمَعُلْبَة -الْجُزْءُ الثَّانِي-


حمودة المعناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8389 - 2025 / 6 / 30 - 17:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


_ دِينَامِيكِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيِّ فِي ظِلِّ النَّيُولِيبْرَالِيَّة

هَلْ النَّيُولِيبْرَالِيَّة، بِتَرْكِيزِهَا عَلَى تَحْرِيرِ الِإقْتِصَاد وَآلِيَات السُّوق، تَدْفَعُ بِالْفِعْل أَجْنَدة الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ نَحْو الْمَجَالَات ذَات الرِّبْحِيَّة الْعَالِيَةِ عَلَى حِسَابِ تِلْكَ الَّتِي تَخْدُمُ الصَّالِح الْعَامِّ؟ مَنْ يُحَدِّد أَجْنَدة الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ؟ تَحْدِيد أَجْنَدة الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ هُوَ عَمَلِيَّةُ مُعَقَّدَة تَشْمَل عِدَّة أَطْرَاف مُتَدَاخِلَة، وَلَا يُوجَدُ فَاعِلٍ وَاحِدٍ يَتَحَكَّم فِيهَا بِشَكْلٍ مُطْلَقِ. هَذِهِ الْأَطْرَافَ تَشْمَل:
1. الحُكُومَاتُ وَالمُؤَسَّسَات الْعَامَّةِ الَّتِي تُقَدِّمَ تَمُويلا كَبِيرًا لِلْبَحْث الأَسَاسِيّ وَالتَّطْبِيقِيّ مِنْ خِلَالِ الْوَكَالَات الحُكُومِيَّة مِثْل الْمُعَاهَد الْوَطَنِيَّة لِلصِّحَّةِ، أَوْ وَكَالَات الْفَضَاء. و يَقْتَصِر دَوْرُهَا عَلَى تَحْدِيدِ الْأَوْلَوِيات بِنَاءً عَلَى السِّيَاسَات الْوَطَنِيَّة، الْأَمْن الْقَوْمِيّ، التَّحَدِّيَات الصِّحِّيَّة الْعَامَّةِ، أَوْ الْأَهْدَاف البِيئِيَّة. هَذَا النَّوْعِ مِنْ التَّمْوِيل يُرَكِّز غَالِبًا عَلَى الْمَنْفَعَةِ الْعَامَّةِ، حَتَّى لَوْ لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ رِبْحِيَّة مُبَاشَرَة وَفَوْرِيَّة.
2. الْقِطَاعِ الْخَاصِّ وَالشَّرِكَات: يُعَدّ مُحَرَّكًا رَئِيسِيًّا لِلْبَحْث وَ التَّطْوِير (R&D) فِي الْمَجَالَاتِ الَّتِي تُحَقِّقَ عَوَائِد إقْتِصَادِيَّة. تُوَجِّه إسْتِثْمَارَاتٍهِمْ نَحْوُ الْمُنْتَجَات وَالْخَدَمَات الْجَدِيدَةِ الَّتِي تُلَبِّي إحْتِيَاجَات السُّوق، مِثْل التِّكْنُولُوجْيَا الِإسْتِهْلَاكِيَّة الْهَوَاتِفِ الذَّكِيَّةِ، الْأَجْهِزَة اللَّوْحِيَّة، الطِّبّ التَّجْمِيلي، الْأَدْوِيَةُ ذَات هَامِش الرِّبْح الْعَالِي، وَتَطْوِير الْأَسْلِحَة. الْهَدَف الأَسَاسِيّ هُنَا هُوَ الرِّبْحُ وَالتَّنَافِسِية فِي السُّوق.
3. الْجَامِعَات وَالمُؤَسَّسَات الْبَحْثَيْة تَجْرِي أَبْحَاثًا مَدْفُوعَة بِالْفُضُول المَعْرِفِيّ (الْبَحْث الأَسَاسِيّ) أَوْ إسْتِجَابَة لِفَرْص التَّمْوِيل مِنْ الْحُكُومَاتِ وَالْقِطَّاع الْخَاصِّ. يُمْكِنُ لِلْبَاحِثَيْن وَ الْأَسَاتِذَة تَحْدِيدُ بَعْض أَجْنَدَاتِهِمْ الْبَحْثَيْة بِنَاءً عَلَى إهْتِمَامًاُتُّهِم الأَكَادِيمِيَّة وَالشَّخْصُيَّة، لَكِنَّهُمْ يَعْتَمِدُون بِشَكْلٍ كَبِيرٍ عَلَى التَّمْوِيل الْخَارِجِيّ.
4. الْمُؤَسَّسَات الْخَيْرِيَّة وَالْمُنَظَّمَات غَيْر الحُكُومِيَّة تُرْكَز غَالِبًا عَلَى قَضَايَا مُحَدَّدَة تَخْدُم الصَّالِح الْعَامُّ، مِثْلُ أَبْحَاث الْأَمْرَاض النَّادِرَة، قَضَايَا الْفَقْرِ، أَوْ الِإسْتِدَامَة البِيئِيَّة، وَتقَدَّم تَمُويلا لِهَذِهِ الْمَجَالَات.
. تَأْثِيرِ النَّيُولِيبْرَالِيَّة عَلَى أَجْنَدة الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ:
النَّيُولِيبْرَالِيَّة، بِتَرْكيزها عَلَى تَحْرِيرِ الْأَسْوَاق، الخَصْخَصَة، وَ تَقَليص دُورٌ الدَّوْلَة، تُمَارِسْ ضُغُوطا كَبِيرَةٌ عَلَى أَجْنَدة الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ، وَتُشِير الْعَدِيدِ مِنَ الدِّرَاسَاتِ النَّقْدِيَّةَ إلَى أَنَّهَا تَمِيل بِالْفِعْلِ إلَى دَفْعِ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ نَحْو الرِّبْحِيَّة.
1. هَيْمَنَة تَمْوِيل الْقِطَاعِ الْخَاصِّ: مَعَ تَقْلِيص الْإِنْفَاق الْحُكُومِيّ عَلَى الْبَحْثِ وَالتَّطْوِير كَجُزْءٍ مِنْ سِيَاسَاتِ التَّقَشُّف النَّيُولِيبْرَالِيَّة، يَزْدَادُ إعْتِمَاد الْجَامِعَات وَالْمَرَاكِز الْبَحْثَيْة عَلَى تَمْوِيل الشَّرِكَات. هَذَا التَّحَوُّلِ يُؤَدِّي إلَى تَوْجِيهِ الْبَحْث نَحْو الْمَجَالَاتِ الَّتِي تَوَعَّدَ بِمَنْتجات قَابِلَةٍ لِلتَّسْوِيق سَرِيعًا، حَتَّى لَوْ لَمْ تَكُنْ ذَاتَ أَوْلَوِيَّة لِلصَّالِح الْعَامّ.
2. تَفْضِيلُ الْبَحْث التَّطْبِيقِيّ عَلَى الْبَحْثِ الأَسَاسِيّ: الشَّرِكَات تَفْضُل الِإسْتِثْمَار فِي الْبَحْثِ التَّطْبِيقِيّ الَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يُتَرْجِمَ إلَى مُنْتَجَات وَخَدَمَات فِي الْمَدَى الْقَصِيرِ إلَى الْمُتَوَسِّطِ. عَلَى النَّقِيضِ، الْبَحْث الأَسَاسِيّ الْمَدْفُوع بِالْفُضُول المَعْرِفِيّ لِفَهْمِ الظَّوَاهِرِ دُونَ هَدَفٍ تَطْبِيقِيّ مُبَاشِر غَالِبًا مَا يُوَاجِهُ صُعُوبَاتٍ فِي التَّمْوِيل فِي الْبِيئَةِ النَّيُولِيبْرَالِيَّة لِأَنَّهُ لَا يُقَدَّمُ عَوَائِد سَرِيعَةً أَوْ وَاضِحَة. هَذَا يُهَدَّد الِإبْتِكَار عَلَى الْمَدَى الطَّوِيلِ، حَيْثُ إنَّ الْعَدِيدِ مِنَ الِإكْتِشَافَات التَّطْبِيقِيَّة تَنْبُعُ مِنْ الْبَحْثِ الأَسَاسِيّ.
3. التَّرْكِيزِ عَلَى مَجَالَات مُحَدَّدَة: تَتَأَثَّر أَجْنَدة الْبَحْثُ بِشَكْل وَاضِح وَتُرَكِّز عَلَى الْمَجَالَاتِ الَّتِي تَقَدَّمَ فُرَصًا تِجَارِيَّة كَبِيرَةً، مِثْلَ التِّكْنُولُوجْيَا الِإسْتِهْلَاكِيَّة. تَطْوِير أَجْهِزَة وَبَرِمجيات جَدِيدَةٍ تَشْبَع الرَّغَبَات الِإسْتِهْلَاكِيَّة. كالطِّبّ التَّجْمِيلي وَ الْأَدْوِيَةِ الْمُرْبِحَة، وَالتَّرْكِيزِ عَلَى عَلَاجَات تَدْر أَرْبَاحًا كَبِيرَة بَدَلًا مِنْ التَّرْكِيزِ عَلَى الْأَمْرَاضِ الْمُهْمَلَةِ الَّتِي تُصِيبُ الْفُقَرَاء. إلَى جَانِبِ الصِّنَاعَات الدِّفَاعِيَّة وَالْأَسْلِحَة الَّتِي تُخَصِّصُ لَهَا إسْتِثْمَارَات ضَخْمَة فِي الْأَبْحَاثِ الَّتِي تَعَزُّز القُدُرَات الْعَسْكَرِيَّة.
4. إهْمَال مَجَالَات الصَّالِح الْعَامّ الْأَقَلّ رِبْحِيَّة: عَلَى حِسَابِ ذَلِكَ، تُصْبِح مَجَالَات مِثْل أَبْحَاث الْأَمْرَاض النَّادِرَة تُعَانِي مِنْ نَقْصِ التَّمْوِيل لِأَنّ سُوقِهَا صَغِيرَةً وَلَا تَدْرِ أَرْبَاحًا كَافِيَة لِلشَّرِكَات. الطَّاقَةِ الْمُتَجَدِّدَةِ غَيْر الْمُرْبِحَة عَلَى الْمَدَى الْقَصِيرِ قَدْ تُفَضِّلُ أَبْحَاث الْوَقُودِ الْأُحْفُورِيِّ الْأَكْثَر رِبْحِيَّة. أَمَّا فِيمَا يَخُصُّ الِإسْتِثْمَار فِي مَجَالَاتِ الْعَدَالَةِ الِإجْتِمَاعِيَّةِ، الْعُلُومِ الْإِنْسَانِيَّةِ، وَالْعُلُوم الْأَسَاسِيَّةَ الَّتِي لَيْسَ لَهَا تَطْبِيق فَوْرِيّ، قَدْ تُقَلَّص مِيزَانِياتِهَا أَوْ تُصْبِحُ أَقَلّ جَاذِبِيَّة لِلْبَاحِثَيْن نَظَرًا لِقِلَّة فُرَص التَّمْوِيل.
5. خَصْخَصَة الْمِلْكِيَّةَ الْفِكْرِيَّة: تُشَجِّع النَّيُولِيبْرَالِيَّة عَلَى خَصْخَصَة نَتَائِجُ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ مِنْ خِلَالِ بَرَاءَات الِإخْتِرَاع، مِمَّا يُقَيِّدْ الْوُصُولِ إلَى الْمَعْرِفَةِ وَيُمْكِنُ أَنْ يَرْفَعَ تَكَلَّفَة الْمُنْتَجَات الْمُنْبَثِقَة عَنْهَا، حَتَّى لَوْ كَانَتْ حَيَّوِيَّة لِلصِّحَّة الْعَامَّةِ مِثْلُ الْأَدْوِيَة.
نَعَمْ، هُنَاكَ أَدِلَّةٌ قَوِيَّةٌ تُشِيرُ إلَى أَنْ النَّيُولِيبْرَالِيَّة، مِنْ خِلَالِ آليَاتُهَا الِإقْتِصَادِيَّةِ وَسِيَاسَاتها، تُسَاهِم بِشَكْلٍ كَبِيرٍ فِي تَوْجِيهِ أَجْنَدة الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ نَحْو الْأَهْدَاف الرِّبْحِيَّة وَالْمَادِّيَّةِ عَلَى حِسَابِ الْأَهْدَافِ الَّتِي تَخْدُمُ الصَّالِح الْعَامّ الْأَوْسَع. هَذَا لَا يَعْنِي أَنَّ جَمِيعَ الْأَبْحَاثِ فِي ظِلِّ النَّيُولِيبْرَالِيَّة تُرْكَزُ فَقَطْ عَلَى الرِّبْحِ، فَهُنَاك جِهَات حُكُومِيَّة وَخَيْرِيَّة لَا تَزَالُ تُمَوِّل أَبْحَاثًا هَامَة لِلْمَنْفَعَة الْعَامَّة. وَمَعَ ذَلِكَ، تُشْكِل النَّيُولِيبْرَالِيَّة ضَغْطَا هِيكَليا يُعْطِي الْأَوْلَوِيَّة لِلْإِبْتِكَار الَّذِي يُمْكِنُ تَسْوِيقِه وَتَحْقِيق عَوَائِد مَالِيَّة سَرِيعَة، مِمَّا يُثِيرُ تَسَاؤُلَات جِدِّيَّة حَوْل أَخْلَاقِيَّات الْعِلْمُ وَمَسْؤُولِيَّتَه الِإجْتِمَاعِيَّةِ فِي عَالَمِ يُوَاجِه تَحَدِّيَات مُعَقَّدَة تَتَطَلَّب حُلُولًا لَا تُقَاسُ بِالضَّرُورَة بِالرِّبْح الْمَادِّيّ.

_ الْمَعْرِفَةُ كَسِلْعَةً فِي ظِلِّ النَّيُولِيبْرَالِيَّة

هَذَا التَّسَاؤُل يَلْمِس عَصَب النَّقَّاش حَوْل مُسْتَقْبَل الْمَعْرِفَةِ فِي ظِلِّ النَّيُولِيبْرَالِيَّة. هَلْ الْمَعْرِفَة الْعِلْمِيَّة تَتَحَوَّلُ إلَى مُجَرَّدِ سِلْعَةً تُبَاعُ وَتُشْتَرَى، بَدَلًا مِنْ أَنَّ تَكُونَ مِلْكِيَّة عَامَة؟ هَذَا لَيْسَ مُجَرَّدَ تَسَاؤُل نَظَرِيّ، بَلْ هُوَ وَاقِعٌ لَهُ تَدَاعَيَات عَمِيقَة عَلَى الْمُجْتَمَعَات وَالْأفْرَاد. نَعَمْ، فِي ظِلِّ النَّيُولِيبْرَالِيَّة، هُنَاكَ مَيْلٌ قَوِيّ وَوَاضِح نَحْوِ تَحْوِيلِ الْمَعْرِفَة الْعِلْمِيَّة إِلَى سِلْعَةٍ. هَذَا يَحْدُثُ مِنْ خِلَالِ عِدَّةِ آلِيَات:
1. خَصْخَصَة الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ: مَع تَرَاجُع التَّمْوِيل الْحُكُومِيّ لِلْبَحْث الأَسَاسِيّ، يَزْدَاد إعْتِمَاد الْجَامِعَات وَالمُؤَسَّسَات الْبَحْثَيْة عَلَى تَمْوِيل الشَّرِكَات الْخَاصَّةِ. هَذَا التَّمْوِيل غَالِبًا مَا يَأْتِي بِشُرُوط، حَيْث تَحْتَفِظ الشَّرِكَات بِالْحُقُوق الْحَصْرِيَّة لِنَتَائِج الْأَبْحَاثِ الَّتِي تُمَوُّلِهَا. هَذَا يَعْنِي أَنَّ الِإكْتِشَافَاتِ الْعِلْمِيَّة الْجَدِيدَةِ، الَّتِي قَدْ تَكُونُ ذَاتَ أَهَمِّيَّةً قُصْوى لِلْبَشَرِيَّة، تُصْبِح مِلْكِيَّة خَاصَّة لِشَرِكَة مُعَيَّنَة بَدَلًا مِنْ أَنَّ تَكُونَ مُتَاحَة لِلْجَمِيع.
2. بَرَاءَات الِإخْتِرَاع وَالْمِلْكِيَّة الْفِكْرِيَّة: فِي النِّظَامِ النَّيوليبْرَالِيّ، تُعْطَى الْأَوْلَوِيَّة لِحِمَايَة الْمِلْكِيَّةِ الْفِكْرِيَّةِ بِشَكْل صَارِم، خَاصَّةً مِنْ خِلَالِ بَرَاءَات الِإخْتِرَاع. هَذِهِ الْبَرَاءَاتِ تَمْنَح الشَّرِكَات حُقُوقًا حَصْرِيَّة لِإِنْتَاج وَبَيْع مُنْتِج أَوْ تِقْنِيَّة مُعَيَّنَة لِفَتْرَة زَمَنِيَّة طَوِيلَة. الْهَدَف الْمُعْلِن هُو تَشْجِيع الِإبْتِكَار مِنْ خِلَالِ مُكَافَأَة الْمُخْتَرِعِين، وَلَكِنَّ النَّتِيجَةَ هِيَ أَنْ الْمَعْرِفَة الْكَامِنَة وَرَاءَ هَذِهِ الِإبْتِكَارَات تُصْبِح مُحْتَكَرَة، وَيُصْبِح الْوُصُولِ إلَيْهَا مُكَلَّفًا.
3. النَّشْر الْعِلْمِيّ المَدْفُوعَ: حَتَّى الْمَعْرِفَةُ الَّتِي تُنْتِجُهَا الْجَامِعَات وَالمُؤَسَّسَات الأَكَادِيمِيَّة غَالِبًا مَا تُنْشَرُ فِي مَجَلاَّتٍ عِلْمِيَّةٍ تَخْضَع لِشَرِكَات نَشْر تِجَارِيَّة كُبْرَى. هَذِه الْمَجَلاَّت تَفْرِّضُ رُسُومًا بَاهِظَة لِلْوُصُولِ إلَى الْأَوْرَاقِ الْبَحْثَيْة، مِمَّا يَجْعَلُ الْمَعْرِفَة خَلْفَ جِدَارٍ الدَفْعِ (paywall). هَذَا يُقَيَّدُ الْوُصُولِ إلَى أَحْدَث الْأَبْحَاث لِلْعَوَامّ، وَحَتَّى لِلْجَامِعِات وَ المُؤَسَّسَات الصَّغِيرَةِ ذَاتُ الْمِيزَانِّيَّات الْمَحْدُودَةِ.
4. التَّعْلِيمُ كَصِنَاعَة: فِي الْعَدِيدِ مِنَ الدُّوَلِ، تُصْبِح الْجَامِعَات مُؤَسَّسَات تُدَار بِعَقْلِيَّة تِجَارِيَّة، حَيْث تَرْتَفِع الرُّسُوم الدِّرَاسِيَّة بِشَكْلٍ كَبِيرٍ. هَذَا يُحَوِّلُ التَّعْلِيم الْعَالِي الَّذِي هُوَ وَسِيلَةٌ لِإكْتِسَاب الْمَعْرِفَةِ إلَى سِلْعَةٍ بَاهِظَة الثَّمَنُ، مِمَّا يُقَيِّدْ الْوُصُولُ إلَيْهِ لِلْفِئَّات الْأَقَلُّ دَخَلَا.
كَيْفَ يُؤَثِّرُ ذَلِكَ عَلَى الْوُصُولِ إلَى الْمَعْرِفَةِ وَتَوْزِيع فَوَائِد التَّقَدُّمَ الْعِلْمِيَّ؟. تَحْوِيل الْمَعْرِفَةِ إلَى سِلْعَةٍ لَهُ تَدَاعَيَات خَطِيرَةٌ عَلَى الْمُسْتَوَيَات الْفَرْدِيَّة وَالْمُجْتَمَعِيَّة:
1. تَضْيِيقَ الْوُصُولِ إلَى الْمَعْرِفَة:
عَدَمِ الْمُسَاوَاةِ: تُصْبِح الْمَعْرِفَة إمْتِيَازًا لِلْأَغْنِيَاء وَالمُؤَسَّسَات الْكَبِيرَةِ الَّتِي تَسْتَطِيعُ دَفْعَ ثَمَنِ بَرَاءَات الِإخْتِرَاع، الِإشْتِرَاكَات فِي الْمَجَلَّات الْعِلْمِيَّةِ، أَوِ رُسُوم الْجَامِعَات. هَذَا يُعَمَّق الْفَجْوَةِ بَيْنَ مَنْ يَمْلِكُون الْمَعْرِفَةِ وَمَنْ لَا يَمْلِكُونَهَا.
عَرْقَلَة الْبَحْث وَالِإبْتِكَار: عِنْدَمَا تَكُونُ الْمَعْرِفَة مُحْتَكَرَة، يُصْبِحُ مِنْ الصَّعْبِ عَلَى الْبَاحِثِين الْآخَرِين الْبِنَاءِ عَلَى الِإكْتِشَافَات السَّابِقَةِ دُونَ دَفْعِ مَبَالِغ بَاهِظَةٍ أَوْ خَرَقَ بَرَاءَات الِإخْتِرَاع. هَذَا يُبْطِئ وَتِيرَة الِإبْتِكَار وَيُعْيق التَّقَدُّمُ الْعِلْمِيّ الشَّامِل.
2. تَأْثِيرِ سَلْبِيٌّ عَلَى تَوْزِيعِ فَوَائِد التَّقَدُّم الْعِلْمِيّ:
إحْتِيَاجَات السُّوق مُقَابِل إحْتِيَاجَات الْبَشَرِيَّة: تُرْكَز الشَّرِكَات عَلَى تَطْوِير الْمُنْتَجَات وَالْحُلُول الَّتِي تَدْر أَكْبَر رِبْحٌ، حَتَّى لَوْ كَانَتْ هُنَاكَ إحْتِيَاجَات إِنْسَانِيَّة مُلِحَّة أُخْرَى لَا تُقَدَّمُ رِبْحًا كَبِيرًا. عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، قَدْ تُسْتَثْمَر مِلْيَارَاتِ الدُّولَارَات فِي أَبْحَاثِ الطِّبّ التَّجْمِيلي بَيْنَمَا تُعَانِي أَبْحَاث الْأَمْرَاض النَّادِرَةِ أَوْ الْأَمْرَاضِ الَّتِي تُصِيبُ الْفُقَرَاءِ مِنْ نَقْصِ التَّمْوِيل.
زِيَادَةُ التَّكْلُّفَة: الْأَدْوِيَةُ الْمُنْقِذَة لِلْحَيَاة، التِّقْنِيَّات الْحَدِيثَة، أَوْ الْحُلُولِ البِيئِيَّة قَدْ تَكُونُ بَاهِظَة الثَّمَنِ بِسَبَبِ حُقُوقٍ الْمُلْكِيَّةِ الْفِكْرِيَّةِ، مِمَّا يَحْرُمُ أَعْدَادًا كَبِيرَةً مِنْ النَّاسِ مِنْ الِإسْتِفَادَةِ مِنْهَا.
التَّرْكِيزِ عَلَى الْفَرْدِيَّةِ بَدَلًا مِنْ الصَّالِحِ الْعَامّ: تُصْبِح الْمَعْرِفَة مُوَجَّهَة لِخِدْمَة الْمَصَالِح الْفَرْدِيَّة أَوْ الشَّرِكَاتِيَّة، بَدَلًا مِنْ أَنَّ تُسْتَخْدَم كَأَدَاة جَمَاعِيَّة لِمُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ الْعَالَمِيَّة الْمُشْتَرَكَةِ مِثْلُ التَّغَيُّرِ الْمُنَاخِيِّ، أَوْ الْفَقْرِ، الأَوْبِئَة.
3. تَدَهْوَرَ جَوْدَة الْمَعْرِفَةِ: فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ، قَدْ تُؤَدِّي الضُّغُوط التِّجَارِيَّة إلَى التَّرْكِيزِ عَلَى الْأَبْحَاثِ الَّتِي تُقَدِّمَ نَتَائِج سَرِيعَةً أَوْ قَابِلَةً لِلتَّسْوِيق، حَتَّى لَوْ كَانَتْ أَقَلَّ جَوْدَةً أَوْ أَقَلَّ عُمْقًا، عَلَى حِسَابِ الْبَحْث الأَسَاسِيّ الَّذِي يَتَطَلَّبُ وَقْتًا أَطْوَل وَمُخَاطَرَة أَكْبَر.
تُسَاهِم النَّيُولِيبْرَالِيَّة بِشَكْلٍ كَبِيرٍ فِي تَحْوِيلِ الْمَعْرِفَة الْعِلْمِيَّة إِلَى سِلْعَةٍ فِي الْعَدِيدِ مِنَ جَوَانِبِهَا. هَذَا التَّوَجُّهِ يُقَيِّدْ الْوُصُولِ إلَى الْمَعْرِفَةِ وَيُؤَثِّر سَلْبًا عَلَى تَوْزِيعِ فَوَائِد التَّقَدُّمَ الْعِلْمِيَّ، مِمَّا يُعَمَّق عَدَمِ الْمُسَاوَاةِ وَيُعْيق الْقُدْرَةُ الْجَمَاعِيَّة لِلْبَشَرِيَّة عَلَى مُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَات الْكُبْرَى. إنَّ التَّوَازُنِ بَيْنَ حِمَايَة حُقُوق الْمُلْكِيَّةِ الْفِكْرِيَّةِ لِغَرَض تَشْجِيع الِإبْتِكَار، وَبَيْنَ ضَمَانِ الْوُصُول الْعَادِل لِلْمَعْرِفَة كَمِلْكِيَّة عَامَّةُ، هُوَ أَحَدُ أَبْرَز التَّحَدِّيَات الْأَخْلَاقِيَّةُ وَالِإجْتِمَاعِيَّةُ فِي عَصْرِنَا.

_ هَلْ تُشَجِّع النَّيُولِيبْرَالِيَّة عِلْمًا غَيْرَ أَخْلَاقِيّ؟

بِالتَّأْكِيدِ. هَذَا التَّسَاؤُل يَمَسّ نُقْطَة حَسَّاسَة فِي الْعَلَاقَةِ بَيْنَ السِّيَاسَات الِإقْتِصَادِيَّة وَالتَّقَدُّمِ الْعِلْمِيِّ وَالْأَخْلَاق. فَهَلْ النَّيُولِيبْرَالِيَّة، بِتَرْكِيزِهَا الْمُطْلَقُ عَلَى النُّمُوِّ الِإقْتِصَادِيِّ وَ الْمُنَافَسَة، تُشَجِّع عِلْمًا غَيْرَ أَخْلَاقِيّ؟
. النَّيُولِيبْرَالِيَّة وَالْأَخْلَاقِ فِي الْعِلْمِ: هَلْ تَتَعَارَض الْمَصَالِح؟
الْإِجَابَة الْمُخْتَصَرَة هِيَ نَعَمْ، هُنَاكَ مَيْلٌ قَوِيّ وَمَخَاطِرَ حَقِيقِيَّةً لِأَنّ تَدْفَع النَّيُولِيبْرَالِيَّة بِالْعِلْمِ نَحْوَ تَجَاوُزِ الحُدُودِ الْأَخْلَاقِيَّة إذَا كَانَتْ هَذِهِ التَّجَاوُزَات تُحَقِّق مَزَايَا إقْتِصَادِيَّة أَوْ تَنَافِسِية. هَذَا لَيْسَ بِالضَّرُورَةِ نَتِيجَةٌ حَتْمِيَّةٌ أَوْ نِيَّةِ خَبِيثَة، بَلْ هُوَ نِتَاجُ لِلآلِيَّات الْأَسَاسِيَّةِ الَّتِي تُفَضُلَهَا النَّيُولِيبْرَالِيَّة:
1. أَوْلَوِيَّةُ الرِّبْح وَالنُّمُوّ: فِي النِّظَامِ النَّيوليبْرَالِيّ، يُصْبِحُ الْهَدَف الأَسْمَّى لِلشَّرِكَات وَالمُؤَسَّسَات هُوَ تَعْظِيمُ الْأَرْبَاح وَالنُّمُوّ الِإقْتِصَادِيّ. تُعْتَبَر الْمُنَافَسَة الْحُرَّةَ هِيَ الْمُحَرِّكُ الرَّئِيسِيّ لِلْإِبْتِكَار وَالْكَفَاءَة. عِنْدَمَا يُصْبِح الْعِلْم مُدْمَجًا بِشَكْل وَثِيق فِي هَذَا النِّظَامِ مِنْ خِلَالِ تَمْوِيل الشَّرِكَات، خَصْخَصَة الْأَبْحَاث، وَ حِمَايَة الْمِلْكِيَّةِ الْفِكْرِيَّةِ، فَإِنْ الضَّغْط لِتَحْقِيق نَتَائِج مُرْبِحَة يُمْكِنُ أَنْ يَطْغَى عَلَى الِإعْتِبَارَات الْأَخْلَاقِيَّة.
2. غِيَاب التَّنْظِيم الْحُكُومِيّ أَوْ ضَعْفِهِ: تُشَجِّع النَّيُولِيبْرَالِيَّة عَلَى تَقْلِيصِ دَوْرِ الدَّوْلَةِ فِي التَّنْظِيمِ الِإقْتِصَادِيّ وَالِإجْتِمَاعِيّ. عِنْدَمَا تَضْعُف الْأَجْهِزَة الرِّقَابِيَة، أَوْ تُقَلَّلُ مِيزَانِياتِهَا، يُصْبِحُ مِنْ الصَّعْبِ فَرْض حُدُود أَخْلَاقِيَّة صَارِمَةً عَلَى الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ وَ التَّطْبِيقَات التِّكْنُولُوجِيَّة. يُمْكِنُ أَنْ يُنْظَّرَ إلَى التَّنْظِيمَات الْأَخْلَاقِيَّة عَلَى أَنَّهَا عَوَائِق أمَام الِإبْتِكَار وَالنُّمُوّ الِإقْتِصَادِيّ.
3. تَحَدِّيَات فِي مَجَالَاتِ حَسَّاسَة:
الْهَنْدَسَة الْوِرَاثِيَّة (Genetic Engineering):
الدَّافِع النَّيوليبْرَالِيّ: تَطْوِير عَلَاجَات جِينِيَّة مُرْبِحَة، أَوْ تَعْدِيلٍ الْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ (نَبَاتَات وَحَيَوَانَات) لِزِيَادَة الْإِنْتَاجِيَّة الِإقْتِصَادِيَّة، أَوْ حَتَّى تَحْسِين الْبَشَر لِتَعْزِيز قُدُرَاتِهِم فِي سُوقِ الْعَمَلِ أَوْ التَّعْلِيم.
الْمَخَاطِر الْأَخْلَاقِيَّة:
التَّمْيِيزُ وَاللَّامِسَاوَاة: إذَا أَصْبَحَتْ التَّعْدِيلَات الْجِينِيَّة وَسِيلَة لِتَحْسِين الْبَشَر، فَمَنْ سَيَتَمَكَّن مِنْ الْوُصُولِ إلَيْهَا؟ هَلْ سَيَخْلق مُجْتَمَعُ طَبَقِيّ جَدِيدٍ بَيْنَ الْبَشَرِ المُحَسَنِينَ وَ الْبَشَر الطَّبِيعِيِّين؟ قَضَايَا أَخْلَاقِيَّة تَتَعَلَّق بِاللَّعِب بِالطَّبِيعَة الْبَشَرِيَّة: هَلْ لَنَا الْحَقَّ فِي تَغْيِيرِ جَوْهَرِ الْإِنْسَانِ؟ وَمَا هِيَ التَّدَاعِيَات غَيْر الْمُتَوَقَّعَةُ عَلَى الْمَدَى الطَّوِيل؟
تَجْرِيم الْجِينَاتِ: هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ ذَلِكَ إلَى وَصُمْ أَوْ التَّمْيِيزِ ضِدُّ الْأَفْرَادِ بِنَاءً عَلَى تَرَكَئِبَتِهِمْ الْجِينِيَّة؟
الذَّكَاءُ الِإصْطِنَاعِيّ (Artificial Intelligence):
الدَّافِع النَّيوليبْرَالِيّ: تَطْوِير أَنْظِمَة ذَكَاء إصْطِنَاعِيّ تُعَزُّز الْإِنْتَاجِيَّة، تُقَلِّل التَّكَالِيف عَبَّر إسْتِبْدَال الْعَمَالَة الْبَشَرِيَّة، تُحَسِن التِّجَارَةِ، أَوْ تُقَدَّمَ مَيَّزَة تَنَافُسِيَّة فِي مَجَالَاتِ مِثْل الْمُرَاقَبَةُ أَوْ التَّسْوِيق الْمُوَجِّه.
الْمَخَاطِر الْأَخْلَاقِيَّة:
التَّحَيُّزِات الْخَوَارِزْمِيَّة: أَنْظِمَة الذَّكَاء الِإصْطِنَاعِيّ تُدَرَّبَ عَلَى بَيَانَات مَوْجُودَة، وَاَلَّتِي قَدْ تَحْتَوِي عَلَى تَحَيُّزَاتٍ إجْتِمَاعِيَّة، إقْتِصَادِيَّة، أَوْ عِرْقِيَّة. إذَا كَانَ الْهَدَفُ هُوَ الْكَفَاءَةُ وَالرِّبْح فَقَطْ، قَدْ لَا تُعْطَى الْأَوْلَوِيَّة لِتَصْحِيحِ هَذِهِ التَّحَيُّزِات، مِمَّا يُكَرَّسْ الظُّلْم الِإجْتِمَاعِيّ.
فِقْدَان الْوَظَائِف: يُؤَدِّي الِإسْتِثْمَار فِي الذَّكَاءِ الِإصْطِنَاعِيّ لِتَوْفِير الْعَمَالَة إلَى تَآكُلِ الطَّبَقَة الْوُسْطَى وَزِيَادَة الْبَطَالَة، مِمَّا يَزِيدُ مِنْ الْفَجْوَة الِإجْتِمَاعِيَّة.
الْخُصُوصِيَّةُ وَالْمُرَاقَبَة: تُسْتَخْدَم تِقْنِيَات الذَّكَاء الِإصْطِنَاعِيّ فِي الْمُرَاقَبَةِ الْجَمَاعِيَّة وَتَحْلِيل الْبَيَانَاتِ الشَّخْصِيَّةِ لِأَغْرَاض تِجَارِيَّة أَوْ أُمْنِيَّةً، مِمَّا يُهَدَّد الْخُصُوصِيَّة وَالْحُرِّيَّات الْفَرْدِيَّة.
تَجَارِب الْأَدْوِيَة (Pharmaceutical Trials)
الدَّافِع النَّيوليبْرَالِيّ: تَسْرِيع عَمَلِيَّة تَطْوِير الْأَدْوِيَة، تَقْلِيل التَّكَالِيف، وَالْوُصُولُ إلَى السُّوقِ بِسُرْعَة لِتَحْقِيق الْأَرْبَاح.
مَخَاطِر التَجَارِب عَلَى الْفِئَات الضَّعِيفَة: قَدْ تَجْرِي التَّجَارِب السَّرِيرِية فِي الدُّوَلِ النَّامِيَة أَوْ عَلَى الْفِئَات الْمَحْرُومَة الَّتِي تَفْتَقِرُ لِلرِّعَايَة الصِّحِّيَّة حَيْثُ تَكُونُ الْقَوَاعِد الْأَخْلَاقِيَّة أَقَلّ صَرَامَة أَوْ حَيْثُ يُمْكِنُ إسْتِغْلَال حَاجَة النَّاس.
تَضَارَب الْمَصَالِح: الشَّرِكَات قَدْ تُمَارِسْ ضُغُوطا عَلَى الْبَاحِثِين لِتَجَاهُل النَّتَائِجِ السَّلْبِيَّة، أَوْ لِتَحْرِيف الْبَيَانَات لِضَمَان الْمُوَافَقَةِ عَلَى الدَّوَاءِ وَتَحْقِيق الرِّبْح.
إهْمَالُ الْأَمْرَاض غَيْر الْمُرْبِحَة: كَمَا ذَكَرْنَا سَابِقًا، قَدْ يُهْمَل الْبَحْثِ فِي عَلَاجَات الْأَمْرَاضُ النَّادِرَةِ أَوْ الَّتِي تُصِيبُ الْفُقَرَاء لِأَنَّهَا لَيْسَتْ مُرْبِحَة.
عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ النَّيُولِيبْرَالِيَّة لَا تُشَجِّع صَرَاحَةً عَلَى اللَّاأَخْلَاقِيَّة، فَإِنْ تَرْكِيزُهَا الْمُطْلَقِ عَلَى النُّمُوِّ الِإقْتِصَادِيِّ، الْمُنَافَسَة، وَتَقْلِيل الْقُيُود الحُكُومِيَّة يَخْلُق بِيئَة تُصْبِح فِيهَا الِإعْتِبَارَات الْأَخْلَاقِيَّة ثَانَوِيَّة أمَام السَّعْي لِلرِّبْح وَالْمِيزَة التَّنَافُسِيَّة. هَذَا يُمْكِنُ أَنْ يَدْفَعَ الْعِلْمِ نَحْوُ تَجَاوُزِ الحُدُودِ الْأَخْلَاقِيَّة، خَاصَّةً فِي الْمَجَالَاتِ الَّتِي تُقَدِّم فُرَصًا إقْتِصَادِيَّة ضَخْمَة، مِمَّا يُثِيرُ تَسَاؤُلَاتٍ جِدِّيَّة حَوْل مُسْتَقْبِل الْعِلْم وَ مَسْؤُولِيَّتَه تُجَاه الْبَشَرِيَّة وَالصَّالِح الْعَامِّ. إنْ الْمُوَازَنَةُ بَيْنَ الِإبْتِكَار وَالنُّمُوّ الِإقْتِصَادِيّ مِنْ جِهَةِ، وَالِإلْتِزَام بِالْقِيَم الْأَخْلَاقِيَّة وَحِمَايَة الْكَرَامَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ مِنْ جِهَةِ أُخْرَى، تُصْبِح تَحَدِّياً أَخْلَاقِيًّا وَسِيَاسِيًّا رَئِيسِيًّا فِي ظِلِّ النَّيُولِيبْرَالِيَّة.



#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النَّيُولِيبْرَالِيَّة؛ الأَنْمَاط الْمَعُلْبَة -الْجُزْءُ ا ...
- الرُّؤْيَة اللِّيبْرَالِيَّة -الْجُزْءِ الْخَامِسِ-
- الرُّؤْيَة اللِّيبْرَالِيَّة -الْجُزْءُ الرَّابِعُ-
- الرُّؤْيَة اللِّيبْرَالِيَّة -الْجُزْءِ الثَّالِثِ-
- الرُّؤْيَة اللِّيبْرَالِيَّة -الْجُزْءِ الثَّانِي-
- الرُّؤْيَةِ اللِّيبْرَالِيَّة -الْجُزْءِ الْأَوَّلِ-
- الْإِمْبِرَيَالِيَّة؛ نَزْعة نَحْو السَّيْطَرَة الشَّامِلَة
- نَقْدٍ مَا بَعْدَ الِإسْتِعْمَار والِإسْتِعْمَار الْجَدِيد
- نَقْد الكُولُونْيَّالِيَّة: -الْجُزْءُ الرَّابِعُ-
- نَقْد الكُولُونْيَّالِيَّة: -الْجُزْءُ الثَّالِثُ-
- نَقْد الكُولُونْيَّالِيَّة -الْجُزْءِ الثَّانِي-
- نَقْد الكُولُونْيَّالِيَّة - الْجُزْءِ الْأَوَّلِ-
- الْعِلْمُ و الْأَخْلَاق: الْمَرْكَزِيَّة الْغَرْبِيَّة
- التَّنْمِيَط الثَّقَافِيّ وَالْقِيَمِيّ -الْجُزْءِ الثَّانِي ...
- التَّنْمِيط الثَّقَافِيّ والقِيَمِيّ -الْجُزْءُ الْأَوَّلُ-
- حَوْسَبَة القَرَارَات الْأَخْلَاقِيّة -الْجُزْءُ الثَّانِي-
- حَوْسَبَة القَرَارَات الْأَخْلَاقِيّة -الْجُزْءُ الْأَوَّلُ-
- الْفَجْوَة الرَّقْمِيَّة -الْجُزْءُ الثَّانِي-
- الْفَجْوَة الرَّقْمِيَّة -الْجُزْءُ الْأَوَّلُ-
- الهُوِيَّات الرَّقْمِيَّةِ : -الْجُزْءُ الثَّالِثُ-


المزيد.....




- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...
- سيارة همر -مسروقة- في دمشق تظهر ضمن سيارات الأمن السوري... ك ...
- -فضيحة الصندل-.. برادا تعترف باستلهام تصميمها من الصندل الهن ...
- مقتل 18 فتاة في -حادث المنوفية- يهز مصر وسط مطالب بإقالة وزي ...
- مئات الملايين والمليارات: حفلات زفاف باهظة الثمن في القرن ال ...
- ترامب: أنا -لا أعرض شيئا على إيران ولا أتحدث معهم-
- مشروع مغربي طموح يربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي
- توتر الوضع الأمني في الشرق الأوسط : كيف يؤثر على خطة لبنان ل ...
- بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في ...
- حل مئات الأحزاب الأفريقية.. خطوة نحو التنظيم أم عودة لحقبة ا ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - النَّيُولِيبْرَالِيَّة: الأَنْمَاط الْمَعُلْبَة -الْجُزْءُ الثَّانِي-