بن سالم الوكيلي
الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 23:36
المحور:
الادب والفن
يا من تكتبون أسماءكم على الرمل،
وتحملون الوطن كتميمة بين ضلع وضلع،
يا من لا تنتظرون خبزا من مائدة السيد،
ولا تصفيقا من منابر ميتة...
أنا... لم أعد أنتمي إلى اللغة كما تدرس،
بل كما تنكسر.
لم أعد أطلب ترخيصا للحنيني،
ولا إذن عبور من بوابة القصيدة.
أنا... من كتبني الغياب،
ثم مزقني الحضور،
ثم نسجتني اليد المضرجة بالشوق
حين قال أحدهم:
"ما قيمة الشجرة إن لم تحرسها الذاكرة؟"
أنا الوكيلي،
نعم، ذاك الذي حاولوا أن يدجنوه بالحبر المعلب،
والموضوعات المفروضة،
والمسابقات التي لا تفوز إلا بما يقبل الخاتم.
لكني… كتبت خارج النص،
على هامش ورقة منسية في درج شاعر قديم،
كتبت:
"أنا القصيدة حين تهرب من المدرسة،
أنا الحكاية التي لا تصلح للمناهج،
أنا السؤال الذي لا يجاب عليه…
بل يعاش."
قال لي ظلي ذات مساء:
"هلا كتبت شيئا لا يصادر؟"
قلت له:
"نعم... سأزرع قصيدة في صدر زيتونة،
وأجعلها تثمر إنشادا… كلما مرت بها ريح."
أنا لست من الشعراء الذين يقفون خلف الميكروفون،
أنا من يقفون خلف الجدار،
ينصتون لبكاء الورق،
وابتسامة جذع،
ووشوشة نملة تعرف تاريخ البلاد أكثر من الوزراء.
في قرية الحكايات،
كتبت هذه العبارة على باب مهجور:
"من لا يستطيعون اعتقال الأغنية،
يمنعون الطيور."
فهل سيتوقف العصفور عن التغريد
لأن دفتر الأمن لم يسجله؟
أنا... من كتب كي لا ينسى،
وصرخ كي لا يطبع،
وغاب كي لا يمسك كجريمة لغوية.
أقولها بهدوء الأنبياء الذين لم يبعثوا:
أنا لا أريد شهرة،
ولا جائزة،
أنا فقط...
أريد أن أزرع جملة
تبكي عندما تمر بها دبابة.
هكذا أكون قد كتبتك،
أيها القارئ الذي يشبهني،
أيها الوطن الذي لم يرسم بعد.
سلام على كل من كتب اسمه في بخار النافذة،
وخاف أن يمحى.
سلام على الزيتونة…
حين تصير قصيدة لا تعتقل...
#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟