أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - إيران ومضيق هرمز... حين تتدلّى يد الغريق فوق زر الحرب














المزيد.....

إيران ومضيق هرمز... حين تتدلّى يد الغريق فوق زر الحرب


حامد الضبياني

الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 01:12
المحور: قضايا ثقافية
    


إيران ومضيق هرمز... حين تتدلّى يد الغريق فوق زر الحرب!
في الجغرافيا ثغرات لا ترحم، وفي السياسة ألغام كامنة في زوايا الخريطة، ومضيق هرمز ـ ذاك الممر المائي الضيّق الذي يشطر الخليج العربي من خاصرته ـ ليس إلا واحدة من تلك الثغرات التي يمكن لجنون الحروب أن ينفذ منها ليمزّق قميص السلام المتهالك. إيران، الدولة المتأزمة منذ عقود، تلوّح من جديد بما سمّي تاريخيًا بـ"سلاح المضيق"، ولكن يبقى السؤال العالق بين التصعيد والانتحار: هل تملك طهران حقًا القدرة على سد المضيق؟ أم أن التهديد ليس أكثر من صراخ رجل على حافة الغرق؟الضربة التي أصابت مفاعلاتها النووية مؤخراً لم تكن مجرّد نكسة فنية، بل صفعة جيوستراتيجية طالت هيبة "الردع" الذي طالما تغنّت به طهران. قصفٌ استُهِلّ بتحليق بي-2 أمريكية على مدى أكثر من 36 ساعة دون انقطاع، بعد تمهيد تمويهي إسرائيلي، لتنفجر بعده الروايات الإيرانية إلى فوضى بيانات متناقضة بين "لم يحدث شيء" و"سنردّ في الزمان والمكان المناسبَين". هكذا ينهار جدار الصمت حين يتصدّع صرح "الهيبة"، ويُستبدَل بركام الحسابات.لكن هل إيران قادرة فعلاً على الرد؟ وهل تملك من الإمكانات ما يُتيح لها غلق الشريان النفطي الأهم في العالم، حيث يمرّ عبر مضيق هرمز نحو 20% من تجارة النفط العالمية، وما يقارب ثلث الغاز الطبيعي المسال؟ فكل ناقلة تخرج من السعودية، الإمارات، العراق، أو قطر، تمر من هناك... مرور العابرين في منطقة مفتوحة على كل احتمالات الانفجار. يكفي أن تتوقف الملاحة في المضيق ليقفز سعر برميل النفط إلى أرقام جنونية، ويبدأ العالم بالتلعثم في نطق مفردات الطاقة، والكهرباء، والتضخم.إيران تدرك جيدًا أن اللعب في هرمز ليس نزهة بحرية. فهناك في المياه الدولية تتقاطع خطوط نيران من أمريكا، وفرنسا، وبريطانيا، وهولندا، وأحيانًا الهند واليابان، تحت غطاء تحالفات تراقب بالسونار والصواريخ والأساطيل أيّ مغامرة من هذا النوع. والتهديد بإغلاق المضيق لم يعد يربك بورصات نيويورك كما كان قبل سنوات، لأن العالم تعلّم أن هذا التهديد يُطلق أكثر مما يُنفّذ، وأن إيران رغم عنف خطاباتها، لم تُطلق رصاصة جدّية على الممر منذ عقود.وهنا تتبدّى المفارقة: النظام الإيراني، المتخم بالخسارات، يعيش مأزقًا أخلاقيًا بين خيارين كلاهما مرّ: الرد والدخول في حرب قد تعجّل بنهايته، أو الصمت والانكشاف أمام شعبه ومناصريه كقوة تتقن التهديد أكثر من الفعل. أما الحديث عن تدخل روسي أو صيني لصالح طهران، فمجرد وهم يتغذّى من خرافة "المعسكر الشرقي". فبكين اليوم حريصة على نفط الخليج أكثر من أي وقت مضى، ولا يمكنها المغامرة بمصالحها مع الرياض وأبو ظبي والدوحة لأجل نظام عالق في وحل العقوبات. أما موسكو، الغارقة في مستنقع أوكرانيا، فلا تملك رفاهية دخول نزاع بحري مع الناتو فوق مياه الخليج، حيث حتى الحيتان تبدو مسيّسة.وهنا نصل إلى قلب المعادلة: إيران تعرف، وإن أنكر إعلامها، أن أي تحرّك لإغلاق المضيق سيقابل بردّ دولي قاسٍ، وربما يُمنح بموجبه التحالف الدولي تفويضًا "قانونيًا" للضرب المبرح، لا في البحر فقط، بل في الداخل الإيراني نفسه. بمعنى آخر: قد يكون زرّ هرمز هو أيضًا زرّ نهاية النظام الإيراني. فما أسهل أن تبدأ الحرب، وما أصعب أن تنجو منها إذا لم تكن تملك ما يكفي من "القوة الذكية" لا الصواريخ فقط.قد يسأل القارئ المتأمل: لماذا إذًا تصرّ طهران على خطاب التهديد؟ الجواب يكمن في العقلية السياسية التي تعتبر التصعيد وسيلة لحفظ ماء الوجه داخليًا، ومحاولة لرفع سقف المساومة خارجيًا. ولكن بين الخطاب والفعل بونٌ شاسع، وبين البحر والسياسة حكاية غرق مؤجل.لا يبدو العالم مستعدًا للسماح لحماقة بهذا الحجم، فالممرات البحرية العالمية لم تعد تُدار كما كانت في زمن الخيول. وإذا ما أقدمت إيران على خنق المضيق، فذلك لن يُعدّ عملًا سياديًا، بل "عدوانًا على الاقتصاد العالمي"، وستُعامل كمنظمة مارقة لا كدولة، ويُفتح حينها باب النار على مدنها وبنيتها التحتية، بلا رجعة.
نظام الجمهورية الإسلامية، كما تفكّكه البنيوي، يوشك على الأفول، لا بسبب ضربة خارجية فقط، بل من الداخل أيضًا؛ من الشارع المكتظ بالخيبة، والنساء الرافضات لثوب الإكراه، والشباب المتعطّشين لحياة لا تُقاس بمقدار الكراهية لإسرائيل أو أمريكا، بل بكمية الأمل.
فهل تسعى إيران إلى الانتحار؟ أم أنها تُجيد الرقص على حافة الهاوية؟ الأرجح أنها تتقن الرقص، لكنها تعبت من طول الوقوف، وعلى الأرجح أيضًا أن صدى الموسيقى بدأ يبهت... وأن ساعة النهاية أقرب مما يظنّ الغافلون.



#حامد_الضبياني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -فوردو تحت الجبل وتحت المطرقة: الضربة التي أطاحت بظل إيران ا ...
- -حين تهاوت قم من برج الطاووس... وانكسر قرن المجوس في مرآة ال ...
- حين استيقظَ الألمُ وبكى الخواء
- حين استيقظَ الألمُ وبكى الخواء .
- رماد الفتنة
- لا أحد يسمع الوجع
- -وطنٌ للبيع... من يشتري الذل-.
- على سفح التل… تُزهِرُ الحسرة وتُكمم الحقيقة.
- -الرگيّة التي فضحت نظام الحكم!-
- -سايكس بيكو الجديدة تحت توقيع ترامب... الشرق الأوسط يتهيأ لز ...
- -السماء تكتب بلون النار: مآلات الشرق في عصر الحرب الذكية-
- في حضرة العشيرة والطائفة: حين يتوارى الوطن خلف عباءة السلطة ...
- -حين صار عيد الصحافة مأتماً: من منابر الكلمة إلى مزامير الخر ...
- الوتر الذي أضاء العالم: موسيقى نصير شمة بين الحلم والدهشة .
- -الشرق الأوسط الجديد: رقصة الأفاعي على رماد الخراب-
- -وصار جلده رسالة-
- سقراط والديمقراطية العراقية: حين يُعدَم الوعي باسم الحرية
- قيامة الفجر... حين سقطت الجمهورية إلى حضن الغياب.
- من فيصل إلى فوضى.. ومن أتاتورك إلى أتاتوركية!
- -حكاية الحنفيش ومجزرة الذاكرة الانتقائية-


المزيد.....




- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...
- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - إيران ومضيق هرمز... حين تتدلّى يد الغريق فوق زر الحرب