أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -سايكس بيكو الجديدة تحت توقيع ترامب... الشرق الأوسط يتهيأ لزلزال التغيير الشامل-














المزيد.....

-سايكس بيكو الجديدة تحت توقيع ترامب... الشرق الأوسط يتهيأ لزلزال التغيير الشامل-


حامد الضبياني

الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 20:14
المحور: قضايا ثقافية
    


العالم لم يعد كما هو، والشرق الأوسط، الذي اعتاد أن يكون ساحةً للعب الكبار، بدأ يتبدّل من الداخل، لا فقط من خلال معاركه، بل من خلال قرارات تتخذ في غرف مغلقة على بعد آلاف الأميال. هناك، في أحد مكاتب ترامب المُحكمة الإغلاق، لا يُكتب سيناريو جديد فقط، بل يُمضى على ما يبدو أنه اتفاق «سايكس بيكو» آخر... لكن هذه المرة بلا خرائط ورقية، بل بأدوات رقمية، وطائرات بلا طيار، ومراكز استخبارية تراقب كل شهيق وزفير في العواصم العربية.
اجتمع دونالد ترامب ــ الذي عاد إلى المشهد السياسي بقوة مدعومًا بجناح جمهوري متشدد وبتحالفات أمنية عابرة للحدود ــ ليعيد ترتيب أولويات العالم من الشرق الأوسط. لم تكن عودته مجرد رغبة في الانتقام من الداخل الأمريكي كما يتوهم البعض، بل مشروع إعادة صياغة العالم، والبدء من تلك الرقعة التي نزف فيها التاريخ لعقود، وتخادمت فيها القوى الإقليمية والدولية والمليشيات العرقية والمذهبية لصنع وحشٍ لا يموت... اسمه "اللااستقرار".
ترامب اليوم يرفع يده ليس فقط لإدانة الحوثيين، بل لتجريمهم رسميًا. القرار قد يُعلن خلال أيام: "الحوثيون على قائمة الإرهاب"، ولا يعود هذا التصنيف حبرًا على ورق، بل فاتحة حرب حقيقية، غارات قد تصل إلى عشر مرات أكثر من السابق، ومصيدة دقيقة لإبادة الصف الأول والثاني من قادتهم، وإنهاء وجودهم السياسي والعسكري بسرعة خاطفة، وكأنهم لم يكونوا شيئًا.
لكنه لا يتوقف هناك. العين التالية على العراق، الدولة التي تحوّلت بعد ٢٠٠٣ إلى معمل لتجارب الخرائط المفتوحة، والتي تحكمها المليشيات لا الدساتير. العراق ليس خارج المعادلة، بل في قلبها. هناك توقيع مرتقب على خطة لا تشبه "العملية السياسية"، بل عملية تصفية واسعة النطاق، تقودها استخبارات متعددة الجنسية بتفويض لا لبس فيه: "إسقاط عراق المليشيات"، واستبداله بعراق وطني مستقل، لا يتبع لطهران، ولا ينحني لغير بغداد.
ومن دون إعلان صريح، فإن الأسبوع القادم قد يحمل حدثًا لا يقل أهمية عن إعلان الحرب: بدء تنفيذ خطة تفكيك النظام الحالي في العراق. لم يعد الأمر مؤجلاً، ولم تعد الولايات المتحدة تثق بوجود "حكومة" بل ترى في العراق كيانًا مختطَفًا، ينبغي تحريره لا التفاوض معه.
وفي طهران، المفاعل النووي الذي لطالما كان شبحًا مرعبًا للغرب والشرق، أصبح الآن هدفًا مباشرًا. الضوء الأخضر قد أُعطي، لا للإدارة الأمريكية فقط، بل لـ"الذراع الإسرائيلي" بقيادة نتنياهو، الذي عاد هو الآخر ليحمل شعلة "الحسم"، بقبضة لا تعرف الشفقة، في ظل صمت دولي متعمَّد، وبنقطة التقاء غريبة بين واشنطن وتل أبيب، ودولٍ عربية ضاقت ذرعًا بالتمدد الإيراني، وبدأت ترى في القصف حلًا وفي السكوت خيانة.
المشهد يتغير. ليست هذه مؤتمرات عبثية أو صفقات كلامية، بل تنفيذ مباشر. بعد أن انتهى التخادم بين الغرب والمجاميع التي كانت تُستخدم كورقة ضغط هنا وهناك، أُغلقت الملفات، وسُحبت الأغطية. لم يعد هناك داعٍ للتهدئة أو للتفاهم. اللعبة انتهت، وحان وقت الكنس.
كل الفصائل التي كانت تتقاطع في المحور المعادي لواشنطن، أو الممول من طهران، توضع اليوم على طاولة التصفيات: من الحشد الشعبي بنسخه المتعددة، إلى حزب الله، إلى أذرع النظام السوري، إلى الحوثي. القائمة مفتوحة، لكن التوقيت مغلق بدقة، لا يخرج منه سوى من يختار النجاة قبل فوات الأوان.
الشرق الأوسط لا يُرسم هذه المرة على يد دبلوماسيين كما حدث عام 1916، بل يُقطع بالليزر، ويُعدّل بالطائرات المسيّرة، وتُؤسس حدوده الجديدة بأيدٍ لا تؤمن بالتفاوض، بل بالحسم. ترامب لا يؤمن بأن السلام يأتي من الطاولة، بل من فوهة البندقية الذكية، ومن تطبيق نظرية الصدمة المتقدمة.
أمام هذا الواقع، يقف العراق على مفترق طريق أخير: إما أن يُنتزع من قيده، ويعود ليحكمه وطنيون لا يعتمرون عمائم الولي، أو يتحول إلى حلبة تصفية شاملة تنهي ما تبقى من الدولة. لكن الرسالة اليوم واضحة: الميليشيات إلى زوال، والعملاء إلى قاع السجون أو مزابل التاريخ.قد لا يكون الإعلان رسميًا، لكن الإجراءات تتحدث. هناك خرائط جديدة تُطبع، لكن هذه المرة، الحبر فيها ليس أزرقًا، بل أحمر... والدم هو الذي سيرسم مستقبل المنطقة، وربما يكتب نهاية الحروب الطويلة، وبداية حلم اسمه: شرق أوسط مختلف، وعراق حرّ لا يبيع نفسه كل أربع سنوات.



#حامد_الضبياني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -السماء تكتب بلون النار: مآلات الشرق في عصر الحرب الذكية-
- في حضرة العشيرة والطائفة: حين يتوارى الوطن خلف عباءة السلطة ...
- -حين صار عيد الصحافة مأتماً: من منابر الكلمة إلى مزامير الخر ...
- الوتر الذي أضاء العالم: موسيقى نصير شمة بين الحلم والدهشة .
- -الشرق الأوسط الجديد: رقصة الأفاعي على رماد الخراب-
- -وصار جلده رسالة-
- سقراط والديمقراطية العراقية: حين يُعدَم الوعي باسم الحرية
- قيامة الفجر... حين سقطت الجمهورية إلى حضن الغياب.
- من فيصل إلى فوضى.. ومن أتاتورك إلى أتاتوركية!
- -حكاية الحنفيش ومجزرة الذاكرة الانتقائية-
- -حينَ صارَ العيدُ مأتماً في الحويجة-
- دمعةُ الغبار
- -الهلال الملوث: كيف صدّرت إيران ثورتها من خيوط العمامة إلى ج ...
- حين مزّق كسرى الرسالة: سُقوطُ العرشِ وتوريثُ الحقد — من تمزي ...
- -من الرقص على التكتك إلى السقوط من رفوف الوعي-
- لماذا بنو أميّة تحديدًا.
- -ديمقراطية على ضوء القمامة.. وحبر الانتخاب في يد السنونو!-
- -منفى الرمق الأخير-
- هاتف الثلج.. الناطق بلسان وطن لا بلسان سلطان.
- -ضباب لم يأتِ-


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN ما يميل إليه ترامب للتعامل مع إيران: الحل ا ...
- رويترز: قمة مجموعة السبع تخلت عن نيتها إصدار بيان مشترك حول ...
- طهران على صفيح ساخن مع تحذيرات إسرائيلية وأمريكا من تدخل وشي ...
- واشنطن تعزّز جاهزيتها العسكرية.. هل نحن أمام تحول استراتيجي ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي - صافرات الإنذار تدوي في تل أبيب ...
- لقطات تظهر فشل منظومة الدفاع الإسرائيلية بالتصدي لصاروخ إيرا ...
- نتنياهو يتحدث هاتفيا مع ترامب بعد اجتماعه مع كبار مسؤولي إدا ...
- خامنئي: المعركة بدأت ولن نساوم الصهاينة أبدا
- ترامب ينذر إيران.. -استسلام غير مشروط-
- انذارات واسعة في إسرائيل بعد تجدد القصف الإيراني وانباء عن ر ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -سايكس بيكو الجديدة تحت توقيع ترامب... الشرق الأوسط يتهيأ لزلزال التغيير الشامل-